بورصة تونس تسجل ارتفاعا قياسيا تجاوز 8 % في أقل من أسبوعين

المحللون يرجعون تحسن أدائها إلى نجاح الانتخابات التشريعية الأخيرة

بورصة تونس تسجل ارتفاعا قياسيا تجاوز 8 % في أقل من أسبوعين
TT

بورصة تونس تسجل ارتفاعا قياسيا تجاوز 8 % في أقل من أسبوعين

بورصة تونس تسجل ارتفاعا قياسيا تجاوز 8 % في أقل من أسبوعين

سجلت بورصة تونس للأوراق المالية في الفترة الأخيرة وفي أقل من أسبوعين ارتفاعا «غير مسبوق» على حد قول الكثير من المحللين على الساحة المالية التونسية. وقد بلغت نسبة الارتفاع 8 فاصل 14 في المائة في الفترة الفاصلة بين يوم 27 أكتوبر (تشرين الأول) 2014 (اليوم الموالي لإجراء الانتخابات التشريعية في تونس) ويوم الأول من أمس الثلاثاء. وقد تضاعف حجم التبادل في هذه الفترة 3 مرات ليبلغ معدلا يوميا بنحو 11 مليون دينار تونسي (أكثر من 6 ملايين دينار أميركي).
وربط الكثير من المحللين هذا الارتفاع بنجاح الانتخابات التشريعية التي جرت في تونس يوم 26 أكتوبر (تشرين الأول) 2014. وقد سجلت البورصة في الأسبوع الموالي لإجراء هذه الانتخابات ارتفاعا بنحو 6 فاصل 4 في المائة. وأكدت إدارة البورصة في بيان لها نهاية الأسبوع الموالي للانتخابات أن «مؤشر توناداكس تحسن بـ3 نقاط في ظرف يومين متبوعا بارتفاع ملحوظ في حجم التبادل على أسهم الشركات المدرجة»، مبينة أن «هذا الارتفاع يعكس مؤشر ثقة المستثمرين التونسيين والأجانب وتفاؤلهم بخصوص مستقبل البلاد ما رفع من مستوى الطلب على الأسهم إلى مستويات قياسية ومكن من تغطية بعض الشركات للخسائر التي تكبدتها في الفترة الماضية».
وأجمع المحللون لأداء بورصة تونس على ربط هذا التحسن بنجاح هذه الانتخابات التي فاز فيها حزب نداء تونس (ليبرالي التوجه اقتصاديا). ووصلت نسبة الارتفاع إلى 13 فاصل 54 في المائة منذ بداية السنة، وذلك بعد فترة صعبة شهدتها البورصة في السنوات الـ3 الأخيرة حيث تأثر أداؤها بالوضع السياسي على الساحة السياسية التونسية وخاصة بأحداث العنف والعمليات الإرهابية حيث سجلت البورصة تراجعا حادا خاصة بعد اغتيال كل من محمد البراهمي عضو المجلس الوطني التأسيسي (البرلمان التونسي) القيادي السياسي في 25 يوليو (تموز) 2013. والقيادي اليساري شكري بلعيد في 6 فبراير (شباط) 2013. ورغم هذه المصاعب فقد شهدت بورصة تونس هذه السنة والسنة الماضية إدراج الكثير من الشركات ليصل العدد الإجمالي للمؤسسات المدرجة نحو 80 مؤسسة.
وتأمل أوساط المال والأعمال في تونس أن يساهم نجاح الانتخابات الأخيرة في استعادة الاقتصاد التونسي لنسقه، وفي توضيح الرؤية أمام المستثمرين التونسيين والأجانب. وفي هذا الإطار أكد مجلس إدارة البنك المركزي في بيان أصدره بعد إجراء الانتخابات التشريعية أن «اجتياز هذه المحطة الهامة في المسار الانتقالي بنجاح يؤسس لترسيخ نظام ديمقراطي مستقر، ويبعث برسائل طمأنة للمتعاملين الاقتصاديين وخاصة المستثمرين المحليين والأجانب، ويمهد بالتالي لإنجاح المرحلة الانتقالية المصيرية في المجال الاقتصادي».
وتجري في تونس يوم 23 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري الدورة الأولى للانتخابات الرئاسية التي يتنافس عليها 27 مترشحا أبرزهم الباجي قائد السبسي زعيم حزب نداء تونس الفائز بالانتخابات التشريعية بـ85 مقعدا من جملة 217 يعدها البرلمان ومحمد المنصف المرزوقي الرئيس الحالي، وزعماء أبرز الأحزاب السياسية الأخرى فضلا عن عدد من المستقلين.



اقتصاد منطقة اليورو ينهي عام 2024 على تراجع وسط مخاوف بشأن التجارة

شارع بمدينة كمنيتس شرق ألمانيا (أ.ف.ب)
شارع بمدينة كمنيتس شرق ألمانيا (أ.ف.ب)
TT

اقتصاد منطقة اليورو ينهي عام 2024 على تراجع وسط مخاوف بشأن التجارة

شارع بمدينة كمنيتس شرق ألمانيا (أ.ف.ب)
شارع بمدينة كمنيتس شرق ألمانيا (أ.ف.ب)

أظهر كثير من المؤشرات الرئيسية، يوم الأربعاء، أن اقتصاد منطقة اليورو، الذي ظل يتجنب الركود لأكثر من عام، أنهى عام 2024 على نحو ضعيف، مما يشير إلى أن التعافي المأمول منذ فترة طويلة لا يزال بعيد المنال.

وانخفض مؤشر المعنويات الرئيسي للمفوضية الأوروبية أكثر من المتوقع في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وانخفضت الطلبيات الصناعية الألمانية وتراجعت مبيعات التجزئة الألمانية بشكل غير متوقع. كل ذلك يضيف إلى المؤشرات القاتمة بالفعل في كتلة العملة التي تضم 20 دولة. وتشير الأرقام إلى أن منطقة اليورو، التي تواجه تهديداً جديداً بفرض رسوم جمركية جديدة على صادراتها من إدارة الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترمب، المقبلة، بالكاد نمت في الربع الأخير من العام الماضي، وربما كان النمو الألماني سلبياً مرة أخرى.

جاء ذلك امتداداً لسلسلة كئيبة منذ ارتفاع أسعار الطاقة بعد الغزو الروسي لأوكرانيا الذي أضر بالصناعة. وقال ليو بارينكو من «أكسفورد إيكونوميكس»: «يشكل مؤشر المعنويات الاقتصادية الكئيب اليوم خطراً واضحاً على توقعاتنا بنمو معتدل للناتج المحلي الإجمالي في الربع الأول من العام. لا توجد نقطة مضيئة لاقتصاد منطقة اليورو».

وانخفضت القراءة الرئيسية للمعنويات الاقتصادية في الاتحاد الأوروبي إلى 93.7 خلال ديسمبر الماضي من 95.6 في نوفمبر (تشرين الثاني) الذي سبقه، وهو ما يقل كثيراً عن التوقعات بقراءة ثابتة. وتراجع مؤشر المناخ الصناعي، وانخفضت معنويات المستهلكين، بينما ارتفعت توقعات الأسعار. وجاءت هذه الأرقام بعد ساعات فقط من بيانات منفصلة أظهرت أن الطلبيات الصناعية في ألمانيا؛ أكبر اقتصاد في منطقة اليورو، انخفضت بنسبة 5.4 في المائة عن الشهر السابق، وهو ما جاء أقل من التوقعات التي أشارت إلى عدم حدوث أي تغيير. وفي الوقت نفسه، انخفضت مبيعات التجزئة بنسبة 0.6 في المائة بالقيمة الحقيقية عن الشهر السابق، مقابل توقعات بنمو بنسبة 0.5 في المائة. ويعاني القطاع الصناعي الألماني الضخم من الركود منذ أكثر من عام بسبب ارتفاع تكاليف الطاقة، وتراجع الطلب من آسيا، والمنافسة الرخيصة من الأسواق الأخرى، التي أثرت جميعها على القطاع. وقال كارستن برزيسكي، الخبير الاقتصادي لدى «آي إن جي»: «لا يوجد حتى الآن في الأفق أي انعكاس للاتجاه بالنسبة إلى الصناعة الألمانية. إنها في أدنى مستوياتها في أحسن الأحوال... تشير مبيعات التجزئة المخيبة للآمال إلى أن انتعاش الاستهلاك الخاص في الربع الثالث من غير المرجح أن يستمر في الربع الرابع».

ولطالما عوّل الاقتصاديون على الاستهلاك الخاص لدفع الانتعاش، حيث تتمتع الأسر الآن بنمو كبير في الدخل الحقيقي وسط تضاؤل التضخم. ولكن تشير دراسة صادرة عن «البنك المركزي الأوروبي» إلى أن الأسر ستستمر في ادخار جزء كبير غير عادي من دخلها لإعادة بناء الثروة التي فقدتها بسبب التضخم المرتفع، مما قد يربك آمال زيادة الإنفاق. ويرى الاقتصاديون أن هذا الاتجاه قد يتفاقم بسبب أي ضعف إضافي في سوق العمل، التي بدأت تعاني من ضعف النمو وتقلص هوامش أرباح الشركات وضعف الطلب على سلع وخدمات الشركات.