«الصحة العالمية» تحث الدول على تقييم الأضرار وتبني قراراتها

«الصحة العالمية» تحث الدول على تقييم الأضرار وتبني قراراتها
TT

«الصحة العالمية» تحث الدول على تقييم الأضرار وتبني قراراتها

«الصحة العالمية» تحث الدول على تقييم الأضرار وتبني قراراتها

أكدت منظمة الصحة العالمية أنها لا تزال قلقة بشأن الأرقام التي تسجل لحالات الإصابة بفيروس كورونا الجديد (كوفيد 19) حول العالم، مبينة أن المرض الذي ينتشر حالياً في أكثر من 50 بلداً يمكن احتواؤه. وعبرت المنظمة عن تأييدها وثقتها في الخطوات التي اتخذتها السعودية لمواجهة كورونا، عطفاً على التجربة الكبيرة التي تمتلكها في مواجهة أوبئة سابقة ونجاحها في تخطيها بأقل الأضرار الممكنة. وأوضح الدكتور أحمد المنظري، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» أن المجال مفتوح للدول لتقييم الأضرار والمخاطر، وبناء عليه تتخذ قراراتها، لافتاً إلى أن منظمة الصحة العالمية تساند هذه القرارات، لأنها في النهاية تهدف إلى حماية المواطنين والمقيمين.
بحسب المنظري، وضع «كورونا الجديد» على مستوى العالم كان في البداية مقلقاً جداً، وما زال القلق موجوداً لدى القيادات الصحية ومنظمة الصحة العالمية فيما يخص الأرقام التي ترد يومياً من مختلف دول العالم.
وأكّد أن الإقليم ليس بمنأى عما يحدث حول العالم؛ حيث إن معظم دول الشرق الأوسط لديها علاقات مع مختلف الدول، ومن ضمنها الصين. وقال: «منذ سجلت أول حالة في الإمارات، وتم تعافيها في أسرع وقت، تم اتخاذ الإجراءات اللازمة من حيث العزل وتقديم العلاج المطلوب ومتابعة المخالطين للأشخاص الذين تم تشخيصهم، بعد ذلك أصبحت الدول تسجل حالات تباعاً، وكما تعلمون منذ أسبوعين تم تسجيل أول الحالات في إيران، وتبعتها دول خليجية أخرى، حالياً لدينا نحو 14 دولة في الإقليم».
وأضاف: «منذ اليوم الأول لإعلان هذا الفيروس في الصين، بدأ المكتب الإقليمي مع المكاتب في المنطقة، بالتعاون مع المكتب الرئيس لمنظمة الصحة في جنيف، بتوفير ما هو مطلوب. بداية بدراسة للوضع، وتقييم الدول واحتياجاتها من حيث المقدرة التشخيصية في المختبرات».
ووفقاً للمنظري: «تم إرسال المستلزمات الأساسية للتشخيص إلى 20 دولة من أصل 22 في الإقليم، إضافة إلى ذلك تم الوقوف على الاستعداد والجاهزية لهذه الأنظمة، بداية من المطار ومنافذ الدخول للدول والمعابر الحدودية والموانئ وغيرها. ومعظم دول الإقليم إن لم يكن كلها، توجد في مطاراتها أماكن للكشف على المشتبه بإصابتهم بالفيروس، وبالتالي اتخاذ الإجراءات اللازمة».
وكشف المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط عن فرق متخصصة في طريقها حالياً إلى بعض الدول التي صنفت مثل إيران وباكستان وأفغانستان والعراق والكويت والبحرين، وتابع أن «هذه الدول تحتاج لدعم من نوع آخر، مثل إرسال خبراء متخصصين، فمثلاً الكويت طلبوا منا خبراء للوقوف على الإجراءات التي اتخذوها ومعرفة جوانب القوة وأماكن التطوير والتحديث، كذلك البحرين سيذهب إليه فريق متخصص قريباً».
أجاب المنظري حول الشكوك التي تثار بشأن التقارير التي ترسلها الدول وعدم الإفصاح عن الأعداد الحقيقية لحالات كورونا الجديد، بقوله إن «هذا السؤال أثير عدة مرات، نحن نسير على أساس المعاهدات والاتفاقيات التي وقعتها الدول الأعضاء مع منظمة الصحة العالمية منذ عشرات السنين، وبناء على اللوائح، الدول أقرت بالمطلوب في حالات مثل هذه، ونحن كلنا ثقة أن تتبع الدول هذا النظام، لكن ما زلنا نقول هناك بعض التأخر في إيصال البيانات والمعلومات عن الحالات التي يتم تشخيصها واكتشافها». وأضاف أن «المكتب الرئيسي في جنيف والمكاتب الإقليمية والقطرية في الدول وعلى مدار الساعة متواصلون مع زملائهم في وزارة الصحة حتى نضمن الحصول على البيانات في وقت قياسي».
شدد المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط أن الإجراءات التي اتخذتها السلطات السعودية لمواجهة كورونا الجديد في الاتجاه الصحيح، وتثق منظمة الصحة بها، وقال: «ليست التجربة الأولى التي مرت بها السعودية؛ فقد مرت بتجارب سابقة، وتخطتها بنجاح، مع أقل ضرر ممكن. نحن على ثقة في الخطوات التي اتخذتها السعودية، وهي في الاتجاه الصحيح». وتابع: «طبعاً المنظمة لا توصي بحظر السفر وإغلاق الحدود، لكن المجال مفتوح للدول نفسها لتقييم الأضرار والمخاطر، وبناء عليه تبني قراراتها، والمنظمة تساند هذه القرارات، لأن الهدف في النهاية حماية المواطنين والمقيمين».
طمأن المنظري الرأي العام بأنه رغم انتشار فيروس كورونا الجديد في عدة دول حول العالم، فإنه لا داعي للهلع والخوف الذي يصوره البعض، قائلاً: «نحن نواجه عدوين، الأول هو كورونا، لكن العدو الثاني هو الجهل، فالإنسان عدو ما يجهل كما يقال، فإذا جهل بالمرض وتفاصيله، يعتبر أي إجراءات تتخذها الدولة مثار الشك والريبة (...) الإعلام شريك قوي لنا في إيصال المعلومة الصحيحة ورفع وعي المجتمع، وعندما نقرأ التاريخ نجد أن الأوبئة السابقة أخذت النمط نفسه، من حيث تسجيل عدد حالات كبير جداً وزيادة في هلع الناس، ثم زيادة الطلب على بعض المستلزمات التي لا داعي لها، ثم نتجاوز الأزمة».


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».