الانقلابيون يباشرون عمليات تصفيات طائفية في الحزم بالجوف

TT

الانقلابيون يباشرون عمليات تصفيات طائفية في الحزم بالجوف

باشرت ميليشيات الحوثي الانقلابية عمليات تصفيات طائفية في مدينة الحزم بمحافظة الجوف (شمالاً)، بعد فرض سيطرتهم على المدينة، مركز المحافظة، وفقاً لما أفادت به مصادر. وقالت إن «الجيش الوطني يخوض معارك عنيفة لتحرير حزم - الجوف من ميليشيات الحوثي الانقلابية».
وقالت إن «الميليشيات الحوثية تواصل حملة التنكيل بالمواطنين في مدينة الحزم، وتنفذ حملة اختطافات للمواطنين وتفجير منازل قيادات عسكرية وشخصيات مدنية، مناهضة للانقلابيين، تقاتل في صفوف الجيش الوطني اليمني، بعد نهب محتويات المنازل».
وأضافت أن «ميليشيات الحوثي الانقلابية تواصل التنكيل بالمواطنين المدنيين في مدينة الحزم، وتنفذ حملات اعتقالات لعدد من المواطنين، وحملات نهب، وتفجر منازل قيادات عسكرية ومدنية مناهضة للانقلابين»، مؤكدة أن «الميليشيات الانقلابية بدأت بعمليات التصفيات الطائفية في المدينة، وقامت بإعدام 3 مدنيين لمناوئتهم الميليشيات الانقلابية وعدم الانصياع لأوامرهم».
إلى ذلك، نقل المركز الإعلامي لقوات ألوية العمالقة، عن مصدر طبي في مستشفى الخوخة، أن «المواطن يحيى سالم حين هوبل (60 عاماً) توفي مساء الاثنين، بعد وصوله بلحظات إلى المستشفى جراء إصابة خطيرة تعرض لها نتيجة شظايا قذيفة الهاون التي أطلقتها ميليشيات الحوثي على منطقة الفازة، أصابته أثناء مروره بالطريق، وهو عائد إلى منزله».
وأحبطت القوات المشتركة، خلال الساعات الماضية، هجوماً لعناصر من الميليشيات الحوثية على مواقعها في التحيتا وحيس، جنوب الحديدة. الأمر الذي جعل الميليشيات الحوثية تشن قصفاً بقذائف مدفعية الهاون والأسلحة الرشاشة المتوسطة عيار 14.5 والأسلحة عيار 12.7 صوب الأحياء السكنية في الجهات الشرقية والجنوبية الشرقية لمدينة حيس، ضمن سلسلة خروقاتها وانتهاكاتها اليومية للهدنة الأممية.
من جهة ثانية، نشرت القوات المشتركة في جبهة الساحل الغربي، تصويراً جوياً يكشف قيام ميليشيات الحوثي الانقلابية بالعبث بمنازل ومزارع وممتلكات المواطنين الذين شردتهم منها، في المناطق القريبة من كيلو 16، المنفذ الشرقي لمدينة الحديدة، والتي تقع في إطار مراقبة نقطة الارتباط الثالثة.
وقالت «العمالقة» إن «التصوير الجوي وثّق عملية حفر أنفاق وخنادق ممتدة في مساحة كبيرة من مزارع المواطنين، وصولاً إلى منازلهم التي حوّلتها الميليشيات إلى ثكنات عسكرية لها». وأضافت: «كما يكشف التصوير استفادة ميليشيات الحوثي من الهدنة الأممية في الإعداد والتجهيز والتحضير لمعارك في الحديدة، دون وضع أي اعتبار لما تم الاتفاق عليه في وقف التصعيد والالتزام بالهدنة الأممية».
في السياق، قام رئيس أركان محور تعز العميد عبد العزيز المجيدي، وركن استطلاع المحور العميد الركن عبد الله المحزفي، وقائد اللواء 17 مشاة العميد ركن عبد الرحمن الشمساني، ورئيس عمليات اللواء 17 مشاة العقيد عبده حمود الصغير، ووكيل محافظة تعز عارف جامل، بزيارة ميدانية، الاثنين، لمواقع الجيش في جبل هان، غرب تعز.
وخلال الزيارة، أكد عارف جامل على «أهمية دعم ومساندة الجيش الوطني للمرابطين في الخطوط الأمامية لجبهات القتال، ورفدها بالمال والرجال والعتاد، والعمل على استكمال تحرير المحافظة من الميليشيات الانقلابية»، مشيداً بـ«صمود وتضحيات رجال الجيش الوطني المرابطين في الخطوط الأمامية في مختلف الجبهات».
وثمّن وفقاً لما أورده المركز الإعلامي لمحور تعز العسكري «مواقف وجهود الأشقاء في المملكة العربية السعودية، إلى جانب الشعب اليمني، لمواجهة الأخطار المشتركة التي تقف خلفها إيران وأدواتها الحوثية التي تمدها بالأسلحة والصواريخ والطائرات المسيرة لتدمير اليمن والمنطقة».
من جهته، أكد العميد ركن عبد الرحمن الشمساني أن «معنويات الجيش الوطني في اللواء 17 مشاة عالية، وسيظلون أوفياء لله وللوطن، ويبذلون الغالي والنفيس في سبيل الدفاع عن الأرض والعرض».


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

أوضاع متردية يعيشها الطلبة في معاقل الحوثيين

طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
TT

أوضاع متردية يعيشها الطلبة في معاقل الحوثيين

طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)

قدَّم تقرير أممي حديث عن أوضاع التعليم في مديرية رازح اليمنية التابعة لمحافظة صعدة؛ حيثُ المعقل الرئيسي للحوثيين شمالي اليمن، صورة بائسة حول الوضع الذي يعيش فيه مئات من الطلاب وهم يقاومون من أجل الاستمرار في التعليم، من دون مبانٍ ولا تجهيزات مدرسية، بينما يستخدم الحوثيون كل عائدات الدولة لخدمة قادتهم ومقاتليهم.

ففي أعماق الجبال المرتفعة في المديرية، لا يزال الأطفال في المجتمعات الصغيرة يواجهون التأثير طويل الأمد للصراعات المتكررة في المحافظة، والتي بدأت منتصف عام 2004 بإعلان الحوثيين التمرد على السلطة المركزية؛ إذ استمر حتى عام 2010، ومن بعده فجَّروا الحرب الأخيرة التي لا تزال قائمة حتى الآن.

الطلاب اليمنيون يساعدون أسرهم في المزارع وجلب المياه من بعيد (الأمم المتحدة)

وفي المنطقة التي لا يمكن الوصول إليها إلا من خلال رحلة برية تستغرق ما يقرب من 7 ساعات من مدينة صعدة (مركز المحافظة)، تظل عمليات تسليم المساعدات والوصول إلى الخدمات الأساسية محدودة، وفقاً لتقرير حديث وزعته منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)؛ إذ بينت المنظمة فيه كيف يتحمل الأطفال بشكل خاص وطأة الفرص التعليمية المحدودة، والمرافق المدرسية المدمرة.

مدرسة من دون سقف

وأورد التقرير الأممي مدرسة «الهادي» في رازح باعتبارها «مثالاً صارخاً» لتلك الأوضاع، والتي لا تزال تخدم مئات الطلاب على الرغم من الدمار الذي تعرضت له أثناء المواجهات بين القوات الحكومية والحوثيين، أثناء التمرد على السلطة المركزية؛ حيث تُركت هياكل خرسانية من دون سقف أو جدران.

ويؤكد مدير المدرسة -وفق تقرير «اليونيسيف»- أنها منذ أن أصيبت ظلت على هذه الحال، من ذلك الوقت وحتى الآن. ويقول إنهم كانوا يأملون أن يتم بناء هذه المدرسة من أجل مستقبل أفضل للطلاب، ولكن دون جدوى؛ مشيراً إلى أن بعض الطلاب تركوا الدراسة أو توقفوا عن التعليم تماماً.

مدرسة دُمّرت قبل 15 سنة أثناء تمرد الحوثيين على السلطة المركزية (الأمم المتحدة)

ويجلس الطلاب على أرضيات خرسانية من دون طاولات أو كراسي أو حتى سبورة، ويؤدون الامتحانات على الأرض التي غالباً ما تكون مبللة بالمطر. كما تتدلى الأعمدة المكسورة والأسلاك المكشوفة على الهيكل الهش، مما يثير مخاوف من الانهيار.

وينقل التقرير عن أحد الطلاب في الصف الثامن قوله إنهم معرضون للشمس والبرد والمطر، والأوساخ والحجارة في كل مكان.

ويشرح الطالب كيف أنه عندما تسقط الأمطار الغزيرة يتوقفون عن الدراسة. ويذكر أن والديه يشعران بالقلق عليه حتى يعود إلى المنزل، خشية سقوط أحد الأعمدة في المدرسة.

ويقع هذا التجمع السكاني في منطقة جبلية في حي مركز مديرية رازح أقصى غربي محافظة صعدة، ولديه مصادر محدودة لكسب الرزق؛ حيث تعمل أغلب الأسر القريبة من المدرسة في الزراعة أو الرعي. والأطفال -بمن فيهم الطلاب- يشاركون عائلاتهم العمل، أو يقضون ساعات في جلب المياه من بعيد، بسبب نقص مصادر المياه الآمنة والمستدامة القريبة، وهو ما يشكل عبئاً إضافياً على الطلاب.

تأثير عميق

حسب التقرير الأممي، فإنه على الرغم من التحديات والمخاوف المتعلقة بالسلامة، يأتي نحو 500 طالب إلى المدرسة كل يوم، ويحافظون على رغبتهم القوية في الدراسة، في حين حاول الآباء وأفراد المجتمع تحسين ظروف المدرسة، بإضافة كتل خرسانية في أحد الفصول الدراسية، ومع ذلك، فإن الدمار هائل لدرجة أن هناك حاجة إلى دعم أكثر شمولاً، لتجديد بيئة التعلم وإنشاء مساحة مواتية وآمنة.

واحد من كل 4 أطفال يمنيين في سن التعليم خارج المدرسة (الأمم المتحدة)

ويشير تقرير «يونيسيف»، إلى أن للصراع وانهيار أنظمة التعليم تأثيراً عميقاً على بيئة التعلم للأطفال في اليمن؛ حيث تضررت 2426 مدرسة جزئياً أو كلياً، أو لم تعد تعمل، مع وجود واحد من كل أربعة طلاب في سن التعليم لا يذهبون إلى المدرسة، كما يضطر الذين يستطيعون الذهاب للمدرسة إلى التعامل مع المرافق غير المجهزة والمعلمين المثقلين بالأعباء، والذين غالباً لا يتلقون رواتبهم بشكل منتظم.

وتدعم المنظمة الأممية إعادة تأهيل وبناء 891 مدرسة في مختلف أنحاء اليمن، كما تقدم حوافز لأكثر من 39 ألف معلم لمواصلة تقديم التعليم الجيد، ونبهت إلى أنه من أجل ترميم أو بناء بيئة مدرسية أكثر أماناً للأطفال، هناك حاجة إلى مزيد من الموارد.