أوروبا ترفض «الابتزاز» التركي وتدعو أنقرة لاحترام اتفاق المهاجرين

اشتباكات بين شرطة مكافحة الشغب والمهاجرين في جزيرة ليسبوس اليونانية (أ.ف.ب)
اشتباكات بين شرطة مكافحة الشغب والمهاجرين في جزيرة ليسبوس اليونانية (أ.ف.ب)
TT

أوروبا ترفض «الابتزاز» التركي وتدعو أنقرة لاحترام اتفاق المهاجرين

اشتباكات بين شرطة مكافحة الشغب والمهاجرين في جزيرة ليسبوس اليونانية (أ.ف.ب)
اشتباكات بين شرطة مكافحة الشغب والمهاجرين في جزيرة ليسبوس اليونانية (أ.ف.ب)

دعا رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال، اليوم الثلاثاء، تركيا لاحترام اتفاق أبرمته مع الاتحاد الأوروبي عام 2016 يقضي بأن تحتوي تدفق المهاجرين إلى أوروبا في مقابل الحصول على مساعدات تبلغ قيمتها مليارات من اليورو.
وأضاف ميشال أن من الضروري أن تحمي أوروبا حدودها، حسب ما نقلته وكالة «رويترز» للأنباء.
وكان ميشال في اليونان بصحبة أورسولا فون دير لاين رئيسة المفوضية الأوروبية وديفيد ساسولي رئيس البرلمان الأوروبي في جولة لتفقد منطقة حدودية بين اليونان وتركيا، شهدت على مدى الأيام الثلاثة الماضية اشتباكات بين جنود يونانيين ومهاجرين.
وأوفد الاتحاد الأوروبي بشكل طارئ (الثلاثاء) كبار مسؤوليه إلى تركيا واليونان في وقت يتزايد القلق إزاء تدفق جديد للمهاجرين على أبواب أوروبا بعد قرار أنقرة فتح حدودها.
وصرحت أورسولا فون دير لاين عقب زيارة المنطقة الحدودية أن الاتحاد الأوروبي سيقدم لليونان «كل الدعم اللازم» لمساعدتها في مواجهة تدفق اللاجئين من تركيا المجاورة. وأضافت أن «من يسعون إلى اختبار وحدة أوروبا سيخيب أملهم... لن تضعف الضغوط من عزيمتنا، ووحدتنا ستنتصر».
وندد المستشار النمساوي سيباستيان كورتز (الثلاثاء) بما وصفها محاولة تركيا «ابتزاز» الاتحاد الأوروبي عبر فتح حدودها أمام آلاف المهاجرين واللاجئين الساعين للتوجّه إلى أوروبا. وقال للصحافيين إن ما حصل يعد بمثابة «هجوم تشنّه تركيا على الاتحاد الأوروبي واليونان».
بدوره، قال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان (الثلاثاء) إن «ابتزاز» تركيا التي تهدد بالسماح بعبور ملايين المهاجرين إلى أوروبا إذا لم تحصل على مساعدات من الاتحاد الأوروبي، أمر «غير مقبول على الإطلاق»، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.
وقال أمام الجمعية الوطنية إن «استخدام تركيا للمهاجرين كوسيلة لممارسة ضغوط على أوروبا وابتزازها أمر غير مقبول على الإطلاق»، وأضاف أن أنقرة «تستغل ورقة اللاجئين والمهاجرين الموجودين بالفعل على أراضيها».
وأضاف وزير الخارجية الفرنسي «توصلنا إلى اتفاق في 2016. يجب احترام هذا الاتفاق، إن أوروبا تحترمه وكل الدول الأعضاء تطبقه منذ أربعة أعوام، يجب أن تحترمه تركيا أيضاً وخصوصاً أن الالتزامات المالية كبيرة جداً».
ولفت إلى «الأزمة الإنسانية الخطيرة» التي تسبب بها هجوم قوات النظام السوري بإسناد روسي في محافظة إدلب. وقال: «مجدداً، يعاني السكان المدنيون قبل سواهم وسط ظروف مزرية».
وتدفق عشرات آلاف الأشخاص إلى اليونان منذ أمر الرئيس التركي رجب طيب إردوغان يوم (الجمعة) الماضي بفتح حدود بلاده. ويأتي قرار أنقرة فتح حدودها فيما تشن هجوماً كبيراً ضد قوات النظام السوري بعدما مُنيت بخسائر فادحة في محافظة إدلب شمال غربي سوريا، وتسعى للحصول على دعم غربي.
و(الاثنين)، وصفت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل خطوة تركيا فتح الحدود بأنها «غير مقبولة».
ودعت منظمات غير حكومة تركية (الثلاثاء) إلى «عدم استخدام المهاجرين ورقة تفاوض»، وحضت أنقرة على «وقف إرسال المهاجرين نحو نقاط عبور خطرة».
ووقعت تركيا والاتحاد الأوروبي في عام 2016 اتفاقاً ينص على إعادة المهاجرين إلى تركيا وإجراءات من جانب أنقرة لتفادي فتح مسارب جديدة أمام المهاجرين في اتجاه دول الاتحاد مقابل حصولها على مساعدة مالية بقيمة ستة مليارات يورو.
ويرى الكثير من المراقبين أن تركيا تحاول الضغط على أوروبا للحصول على المزيد من الدعم في الشأن السوري، ويحتشد نحو مليون شخص على حدودها مع سوريا حيث تشن أنقرة عملية عسكرية.


مقالات ذات صلة

مقتل 5 في إطلاق نار بشمال فرنسا... والمشتبه به يسلم نفسه للشرطة

أوروبا عنصر من الشرطة الفرنسية في ستراسبورغ (أ.ف.ب)

مقتل 5 في إطلاق نار بشمال فرنسا... والمشتبه به يسلم نفسه للشرطة

نقلت وسائل إعلام فرنسية عن مصادر أمنية، السبت، أن اثنين من رجال الأمن ومهاجرَين قُتلوا بإطلاق نار في لون بلاج بالقرب من مدينة دونكيرك الشمالية.

«الشرق الأوسط» (باريس)
أوروبا منظمة «أطباء بلا حدود» تنقذ مئات المهاجرين على متن قارب في البحر الأبيض المتوسط (أ.ب)

بسبب القوانين... «أطباء بلا حدود» تُوقف إنقاذ المهاجرين في البحر المتوسط

أعلنت منظمة «أطباء بلا حدود»، الجمعة، وقف عملياتها لإنقاذ المهاجرين في وسط البحر الأبيض المتوسط بسبب «القوانين والسياسات الإيطالية».

«الشرق الأوسط» (روما)
المشرق العربي مهاجرون جرى إنقاذهم ينزلون من سفينة لخفر السواحل اليوناني بميناء ميتيليني (رويترز)

اليونان تعلّق دراسة طلبات اللجوء للسوريين

أعلنت اليونان التي تُعدّ منفذاً أساسياً لكثير من اللاجئين إلى الاتحاد الأوروبي، أنها علّقت بشكل مؤقت دراسة طلبات اللجوء المقدَّمة من سوريين

«الشرق الأوسط» (أثينا)
العالم العربي دول أوروبية تعلق البت في طلبات اللجوء المقدمة من سوريين (أ.ف.ب)

دول أوروبية تعلق طلبات اللجوء المقدمة من سوريين بعد الإطاحة بالأسد

علقت دول أوروبية كثيرة التعامل مع طلبات اللجوء المقدمة من سوريين بعد استيلاء المعارضة على دمشق وهروب الرئيس بشار الأسد إلى روسيا بعد 13 عاماً من الحرب الأهلية.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (رويترز)

جزر الباهاماس ترفض اقتراح ترمب باستقبال المهاجرين المرحّلين

قالت صحيفة «الغارديان» البريطانية إن جزر الباهاماس رفضت اقتراحاً من إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب المقبلة، باستقبال المهاجرين المرحَّلين.

«الشرق الأوسط» (لندن)

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».