توعد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أوروبا بتدفق ملايين المهاجرين نحو أراضيها بعد أن فتحت تركيا حدودها اعتباراً منذ ليل الخميس الماضي أمام المهاجرين للتوجه إلى الدول الأوروبية. في الوقت الذي دعت فيه أنقرة اليونان إلى مراعاة حقوق الإنسان مع المهاجرين المتدفقين على حدودها من الجانب التركي.
وقال إردوغان: «منذ فتح حدودنا أمام المهاجرين، بلغ عدد المتدفقين نحو الدول الأوروبية مئات الآلاف، وسيصل هذا العدد إلى الملايين.. ومنذ فتحنا حدودنا انهمرت علينا الاتصالات الهاتفية من قادة أوروبا للمطالبة بإغلاق الأبواب.. هذه المسألة حسمت، والأبواب فتحت، ولن تغلق مجدداً، وستتحملون نصيبكم من هذه الأعباء».
وأضاف إردوغان، خلال لقاءين عقدهما أمس (الاثنين) مع ممثلي المنظمات المدنية وأعضاء حزبه (العدالة والتنمية)، أن بلاده عازمة على عدم تحمل عبء مستدام لملايين اللاجئين على حدودها والفارين من النظام الظالم والمنظمات الإرهابية في سوريا.
وتابع أن تركيا تكافح في سوريا من أجل أمن أراضيها وإنهاء الأزمة الإنسانية التي يعاني منها ملايين السوريين.
والتقى إردوغان رئيس الوزراء البلغاري بويكو بوريسوف، في أنقرة مساء أمس؛ حيث جرى بحث التطورات في سوريا ومشكلة المهاجرين. وكانت بلغاريا زادت من التدابير على حدودها مع تركيا منذ بدء تدفق المهاجرين ولم تواجه مشكلة كالتي تحدث مع اليونان حالياً.
في السياق ذاته، اتهم المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين الدول الأوروبية بعدم الاكتراث بمسألة المهاجرين الفارين من هجمات النظام في سوريا، مشيراً إلى أن تركيا لها طاقة معينة في استيعاب اللاجئين. وأضاف، في مقابلة صحافية أمس، أن الدول الأوروبية لا تكترث بالمشكلة، طالما لم تصل إليها، وتعتبرها مشكلة الآخرين، مشيراً إلى أن تركيا استضافت منذ بداية الأزمة السورية عام 2011 حتى اليوم 3.7 مليون شخص، وأن نحو 500 ألف شخص هربوا من هجمات النظام في إدلب إلى الحدود التركية. وتابع أن أزمة المهاجرين واضحة للجميع، سواء بقيت الحدود مغلقة أم مفتوحة، لافتاً إلى أن تركيا ستبذل جهودها وجميع الإمكانات المتاحة لها، مشيراً إلى أن طاقة بلاده محدودة.
من جانبه، دعا وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، السلطات اليونانية إلى التعامل مع اللاجئين بشكل يليق بقيم حقوق الإنسان، قائلاً إن على السلطات اليونانية تقييم طلبات اللجوء للمهاجرين المحتشدين على حدودها، وتوفير الحماية اللازمة لمن تتوجب حمايتهم. وانتقد صويلو، في تصريحات أمس، تجاهل الاتحاد الأوروبي ما يحدث في سوريا منذ بدء الأزمة فيها، مشيراً إلى أن الاتحاد انتبه لخطورة الوضع في هذا البلد عقب موجات الهجرة التي بدأت تتوافد من سوريا، اعتباراً من العام 2015. ولفت صويلو إلى أن عدد المهاجرين الذين غادروا من ولاية أدرنة شمال غربي البلاد باتجاه الحدود مع أوروبا، بلغ 100 ألف و577 مهاجراً.
وقال مصدران أمنيان تركيان إن مهاجراً سورياً كان يسعى للعبور من تركيا إلى اليونان لقي حتفه، أمس، متأثراً بجروحه بعدما تدخلت قوات الأمن اليونانية لمنع عبور مهاجرين تجمعوا على الحدود. وحاول أكثر من 10 آلاف مهاجر المرور عبر الحدود البرية التركية اليونانية حيث أطلق الحراس الغاز المسيل للدموع على الحشود التي حوصرت في المنطقة الواقعة بين السياجين الحدوديين بين البلدين.
ولجأ مهاجرون إلى ولاية إزمير غرب تركيا، للانطلاق منها نحو الأراضي اليونانية عبر بحر إيجة، وذلك بعد فشلهم في عبور الحدود البرية من ولاية أدرنة أقصى شمال غربي تركيا.
وفي هذا الإطار، شهد قضاء «تششمة» بولاية إزمير، حركة نشطة للمهاجرين الذين يشكل السوريون والأفغان الجزء الأكبر منهم. وأشار مهاجر أفغاني إلى أن بعض المهاجرين أخبروهم بإمكانية العبور من هناك إلى جزيرة «ساكيز» اليونانية، قائلاً: «لقد فشلنا في العبور براً، وأتينا إلى هنا لنجرب هذه المرة العبور بحراً».
في سياق متصل، اعتقلت قوات الأمن التركية 6 صحافيين، غطوا إلى جانب آخرين، أوضاع المهاجرين على الحدود، بتهمة التصوير في مناطق محظورة، في حين اعتقل صحافي آخر في إسطنبول بينما كان يغطي النزوح المتزايد للاجئين من تركيا صوب اليونان.
إردوغان يتوعد أوروبا بـ«ملايين المهاجرين»
التقى رئيس الوزراء البلغاري... ومطالبات لليونان بمراعاة حقوق الإنسان
إردوغان يتوعد أوروبا بـ«ملايين المهاجرين»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة