ديفيد مويز يعتمد على لعبة «النسب المئوية» لإنقاذ وستهام

الفريق قدم أداءً مشجعاً خلال آخر مباراتين لكن الأيام المقبلة ستجعله يصطدم بالصعب

مويز يحتفل مع لاعبيه بالفوز على ساوثهامبتون الذي أبعدهم خطوة عن منطقة الخطر (أ.ف.ب)
مويز يحتفل مع لاعبيه بالفوز على ساوثهامبتون الذي أبعدهم خطوة عن منطقة الخطر (أ.ف.ب)
TT

ديفيد مويز يعتمد على لعبة «النسب المئوية» لإنقاذ وستهام

مويز يحتفل مع لاعبيه بالفوز على ساوثهامبتون الذي أبعدهم خطوة عن منطقة الخطر (أ.ف.ب)
مويز يحتفل مع لاعبيه بالفوز على ساوثهامبتون الذي أبعدهم خطوة عن منطقة الخطر (أ.ف.ب)

ابتعد وستهام خطوة عن منطقة الخطر المهددة بالهبوط في الدوري الممتاز الإنجليزي بفضل الفوز المهم على ساوثهامبتون 3-1 في المرحلة السابعة والعشرين، لكن الحقيقة كان الفريق يستحق مكانة أفضل من ذلك منذ أن تولى المدير الفني الاسكوتلندي ديفيد مويز المهمة قبل أسابيع قليلة.
كان من الصعب ألا تشعر بالتعاطف مع مويز عندما تقدم فريقه وستهام يونايتد لبعض الوقت على ليفربول على ملعب «أنفيلد»، قبل أن يعود الأخير ويحقق الفوز في نهاية المطاف بثلاثة أهداف مقابل هدفين. وكان من الطبيعي أن يسعى ليفربول جاهداً للعودة في النتيجة والحصول على نقاط المباراة الثلاث، لكن لاعبي وستهام يونايتد بذلوا قصارى جهدهم وتقدموا في النتيجة وكانوا في وضع يسمح لهم بتحقيق الفوز، بعد أقل من أسبوع من الهزيمة أمام مانشستر سيتي على ملعب «الاتحاد» بهدفين دون رد.
من المعروف للجميع أن مويز لم يسبق له تحقيق الفوز على ملعب «أنفيلد»، كما أن سجله المؤسف في مواجهة ما يمكن وصفه بالأندية الستة الكبرى في إنجلترا يعد أحد أكبر نقاط الضعف في سيرته الذاتية كمدير فني. وحتى خلال مسيرته مع إيفرتون، التي حقق خلالها نجاحاً جيداً على مدار 11 عاماً، كان تحليه بالحذر الشديد هو ما يثير غضب جمهور النادي. ولم يتخل وستهام يونايتد عن حذره أمام ليفربول على ملعب «أنفيلد» - لأن ذلك كان من شأنه أن يتناقض مع الفلسفة التي يعتمد عليها مويز، كما أنه من المعروف أن ليفربول يمتلك اللاعبين القادرين على استغلال المساحات بشكل رائع - لكن على الأقل لعب وستهام يونايتد بطريقة جعلته يبدو قادراً على تحقيق نتيجة إيجابية.
في الحقيقة، كانت هذه الطريقة أكثر منطقية من مجرد الذهاب إلى ملعب «الاتحاد» لمواجهة مانشستر سيتي على أمل ألا يتمكن النجم البلجيكي كيفين دي بروين ورفاقه من التسجيل! ولما كان وستهام يونايتد يريد حقاً الابتعاد عن المراكز الثلاثة الأخيرة المؤدية للهبوط، كان يتعين عليه أن يواصل اللعب بنفس الطريقة التي لعب بها أمام ليفربول يوم الاثنين الماضي، وهو ما جعله ينجح في المهمة أمام ساوثهامبتون.
ولا يتخلف عن وستهام يونايتد في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز سوى بفارق الأهداف عن واتفورد السابع عشر وكذلك بورنموث القابع في منطقة الخطر مع أستون فيلا (له مباراة مؤجلة) ومتذيل القائمة نوريتش سيتي والذي يُنظر إليه من الآن على أنه أحد الفرق الهابطة لدوري الدرجة الأولى بعد أول موسم له في الدوري الإنجليزي الممتاز. ويملك واتفورد فرصة لا بأس بها للهروب من الهبوط بسبب الدفعة الكبيرة التي حصل عليها منذ تولي نايغل بيرسون مهمة قيادة الفريق. الطريف في الأمر هو أن دانييل فارك ونورويتش سيتي قد تمكنا من تحقيق الفوز على مانشستر سيتي، وكان أحد نجاحات بيرسون المبكرة يتمثل في الفوز على مانشستر يونايتد ثم على ليفربول المتصدر مساء السبت وبنتيجة عريضة (3 - صفر) تدعم من حظوظه في تخطي الخطر.
ورغم ذلك هناك حقيقة أن تحقيق نتيجة جيدة على أحد الفرق الكبرى - رغم أن ذلك غير متوقع - لا يجعل أي فريق من الفرق الصغيرة في مأمن من الهبوط. ورغم أن عشاق وستهام يونايتد غير راضين عن الطريقة التي يلعب بها مويز، فربما يكون المدير الفني الاسكوتلندي محقاً في الاعتماد على لعبة «النسب المئوية» على أمل أن يحصل على نقاط من الأندية الموجودة في النصف الثاني من جدول الترتيب. وبعد هزيمة وستهام يونايتد بهدفين دون رد أمام مانشستر سيتي الأسبوع الماضي، وهي المباراة التي لم يسدد فيها لاعبو المدرب مويز أي تسديدة على مرمى سيتي، تحدث مدرب وستهام عن خطته الدفاعية، وأكد على أن فارق الأهداف قد يكون مهماً في الصراع من أجل تجنب الهبوط.
من المؤكد أن هذا النهج لا يروق لمشجعي وستهام يونايتد الذين يشعرون بعدم الرضا عن كل شيء يتعلق بالكيفية التي تتم بها إدارة النادي، رغم الانتصار الأخير على ساوثهامبتون، لكن مويز لم يعد مهتماً بما يروق للجماهير منذ فترة طويلة. وإذا كان مويز يسعى حقاً لإبقاء وستهام يونايتد في الدوري الإنجليزي الممتاز، فسيحاول القيام بذلك من دون أن يعبأ بالشكل الجمالي للمباريات. وفي المقابل، يقدم نوريتش سيتي أداءً مثيراً للإعجاب كل أسبوع ويمثل خطورة كبيرة على مرمى الفرق المنافسة، ومع ذلك يتذيل الفريق جدول الترتيب ويبدو أن النقاط التي جمعها لن تمكنه من البقاء في الدوري الإنجليزي الممتاز!.
ويواجه أستون فيلا موقفاً مشابهاً إلى حدٍ ما، حيث دخل الفريق بين المراكز الثلاثة الأخيرة المؤدية للهبوط. ووجد أستون فيلا، بقيادة دين سميث، نفسه في منطقة الهبوط بعد عودته من المباراة النهائية لكأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة أمام مانشستر سيتي، بعدما فاز وستهام يونايتد على ساوثهامبتون وانتصر واتفورد على ليفربول. ومن المتوقع أن يكون الانتصار على ليفربول دافعاً لواتفورد لتحسين مركزه في جدول الترتيب. ورغم المستوى الحالي يشير إلى أن بورنموث كان سيجد صعوبة كبيرة في تحقيق الفوز على تشيلسي على ملعبه، فإن فريق المدرب إيدي هاو ولاعبيه قد خرجوا بتعادل لا بأس به، خاصة بعد الشعور بالغضب الشديد بسبب الطريقة التي خسروا بها أمام بيرنلي الأسبوع الماضي. ومن المؤكد أن لاعبي بورنموث سيخوضون بكل قوة المباريات القادمة بعدما أدركوا أن شبح الهبوط لم يعد بعيداً عنهم.
إن ما يريده الجميع في الأندية الستة أو السبعة الأخيرة في جدول الترتيب هو السير على خطى ساوثهامبتون، الذي كان يواجه صعوبات كبيرة قبل بضعة أشهر لكنه بات الآن يحتل مركزاً جيداً في منتصف الجدول بالقرب من إيفرتون وآرسنال. وقد تمكن ساوثهامبتون من تحقيق كل ذلك من دون أن يغير مديره الفني، أو أن يشتري لاعبين بمبالغ مالية طائلة في فترة الانتقالات الشتوية الماضية. ومنذ الهزيمة الثقيلة التي مني بها ساوثهامبتون أمام ليستر سيتي بتسعة أهداف دون رد في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، تمكن الفريق من تحقيق الفوز على تشيلسي وتوتنهام هوتسبر وليستر سيتي، ولم يتأثر كثيراً بالخسارة أمام وستهام، وهو الأمر الذي يظهر أنه يمكن لأي فريق أن ينتعش ويعود إلى المسار الصحيح من دون أن يجري تغييرات هائلة في الطاقم الفني أو اللاعبين.
ويبدو أن وستهام أصبح متخصصاً في إسقاط ساوثهامبتون، حيث كان الفريق قد نجح في تحقيق الفوز عليهم ذهاباً أيضاً تمكن على ملعب «سانت ماري» في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وكان هذا الفوز هو الأخير للمدير مانويل بيليغريني قبل أن تتم إقالته لاحقاً وإسناد المهمة إلى مويز الذي استغل الفرصة وقام بالشيء نفسه. وعطفاً على ما قدمه مويز في آخر مباراتين أمام ليفربول على ملعب «أنفيلد»، وعلى ملعبه الأولمبي في لندن أمام ساوثهامبتون ربما ينجح وستهام في تجاوز مرحلة الخطر حتى ولو بالنسبة المئوية للأهداف التي يتوقعها المدير الفني الاسكوتلندي.
إن وستهام يونايتد في أشد الحاجة لتجميع أكبر قدر ممكن من النقاط، لكن ديفيد مويز المعروف بعدم قدرته على تحقيق الفوز أمام الأندية الكبرى، سيدخل في اختبار صعب عقب مباراته أمام ساوثهامبتون، لأن الأربع مباريات التالية ستكون أمام آرسنال وولفرهامبتون وتوتنهام وتشيلسي. وهذه هي نفس المباريات الصعبة التي خاضها بيرنلي في وقت سابق من هذا العام، عندما اعتقد الجميع أن الفريق سيكون في طريقه للمراكز الثلاثة الأخيرة في جدول الترتيب. وبدلاً من ذلك، تمكن بيرنلي من حصد عشر نقاط من أربع مباريات قوية أمام كل من ليستر سيتي ومانشستر يونايتد وآرسنال وساوثهامبتون، ويتقدم الآن على إيفرتون في النصف الأول من جدول الترتيب. لقد أظهر بيرنلي وساوثهامبتون أنه يمكن التغلب على الصعاب والعودة إلى المسار الصحيح من خلال العمل الجاد. وإذا كان وستهام يونايتد يرغب في السير على نفس الدرب، فسيكون الأسبوع المقبل هو الوقت المناسب للبدء في ذلك.


مقالات ذات صلة

ساوثغيت: لن أقصر خياراتي المستقبلية على العودة إلى التدريب

رياضة عالمية ساوثغيت (أ.ب)

ساوثغيت: لن أقصر خياراتي المستقبلية على العودة إلى التدريب

يقول غاريث ساوثغيت إنه «لا يقصر خياراته المستقبلية» على العودة إلى تدريب كرة القدم فقط.

The Athletic (لندن)
رياضة عالمية النتائج المالية شهدت انخفاض إجمالي إيرادات يونايتد إلى 143.1 مليون جنيه إسترليني (رويترز)

مانشستر يونايتد يحقق نحو 11 مليون دولار في «الربع الأول من 2025»

حقق مانشستر يونايتد أرباحاً خلال الربع الأول من «موسم 2024 - 2025»، رغم إنفاق 8.6 مليون جنيه إسترليني (10.8 مليون دولار) تكاليفَ استثنائية.

The Athletic (مانشستر)
رياضة عالمية أندريه أونانا (رويترز)

أونانا حارس يونايتد يفوز بجائزة إنسانية لعمله الخيري في الكاميرون

فاز أندريه أونانا حارس مرمى مانشستر يونايتد المنافس في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم بجائزة الاتحاد الدولي للاعبين المحترفين (فيفبرو) لإسهاماته الإنسانية.

«الشرق الأوسط» (مانشستر )
رياضة عالمية سجل صلاح 29 % من إجمالي أهداف ليفربول هذا الموسم (أ.ف.ب)

محمد صلاح... الأرقام تؤكد أنه يستحق عقداً جديداً مع ليفربول

لطالما كانت مجموعة فينواي الرياضية تتمحور حول الأرقام.

The Athletic (لندن)
رياضة عالمية فوّت نيوكاسل فرصة الصعود إلى المركز السادس ليبقى عاشراً برصيد 18 نقطة (رويترز)

«البريمرليغ»: ثنائية وست هام تبقي نيوكاسل عاشراً

سقط نيوكاسل أمام ضيفه وست هام 0-2، الاثنين، في ختام المرحلة الثانية عشرة من بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم.

«الشرق الأوسط» (نيوكاسل )

شاهد... صاعقة تقتل لاعباً وتصيب آخرين في ملعب كرة قدم

صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة
صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة
TT

شاهد... صاعقة تقتل لاعباً وتصيب آخرين في ملعب كرة قدم

صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة
صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة

تسببت صاعقة برق خلال مباراة كرة قدم محلية في وسط بيرو بمقتل لاعب وإصابة 4 آخرين يوم الأحد، بحسب شبكة «سي إن إن».

وأظهرت لقطات من المباراة اللاعبين وهم يغادرون الملعب في ملعب كوتو كوتو ببلدة تشيلكا، على بعد نحو 70 كيلومتراً جنوب شرقي ليما، بعد توقف المباراة بسبب عاصفة.

وفي مقطع فيديو، شوهد كثير من اللاعبين وهم يسقطون على وجوههم على الأرض في اللحظة نفسها عندما ضربت الصاعقة الملعب.

وحسبما ظهر على محطة التلفزيون المحلية «أوندا ديبورتيفا هوانكافيليك»، لوحظت شرارة قصيرة وسحابة صغيرة من الدخان بالقرب من أحد اللاعبين. بعد ثوانٍ، بدا أن بعض اللاعبين يكافحون من أجل العودة إلى الوقوف.

وقالت السلطات ووسائل الإعلام الحكومية إن المتوفى هو المدافع هوجو دي لا كروز (39 عاماً).

وقالت البلدية المحلية في بيان: «نقدم تعازينا الصادقة لعائلة الشاب هوجو دي لا كروز، الذي فقد حياته للأسف بعد أن ضربته صاعقة أثناء نقله إلى المستشفى، نعرب أيضاً عن دعمنا وتمنياتنا بالشفاء العاجل للاعبين الأربعة الآخرين المصابين في هذا الحادث المأساوي».

وحتى مساء الاثنين، خرج لاعبان من المستشفى، بينما لا يزال اثنان تحت المراقبة، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الحكومية «أندينا». وأضافت أن حارس المرمى الذي أصيب في الحادث كان في حالة حرجة، لكنه أظهر تحسناً.

ويمكن أن تسبب ضربات البرق إصابات خطيرة للإنسان، وفي حالات نادرة، يمكن أن تكون قاتلة. وفرصة التعرض لها أقل من واحد في المليون، وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة (CDC).

ووفقاً لـ«سي دي سي»، ينجو ما يقرب من 90 في المائة من جميع ضحايا ضربات البرق، ولكن الآثار يمكن أن تكون خطيرة وطويلة الأمد. «لقد عانى الناجون من إصابات وحروق وأعراض خطيرة بما في ذلك النوبات وفقدان الذاكرة».