في خطوة فريدة، كشفت دار «سوذيبز» اللندنية للمزادات عن معرض يستضيف أعمالاً معاصرة من منطقة الشرق الأوسط. المعرض سينطلق في 20 مارس (آذار) الحالي، وسيستمر 4 أيام. يومه الأخير سيتضمن مزاداً لأعمال فريدة لم تعرض منذ 60 عاماً وتسجل ظهورها في مزاد لأول مرة إلى جانب 7 أعمال لمحمود صبري من مجموعة عائلة التكمه جي.
ومن الأعمال المعروضة لوحة «بيرايوس عند مطلع الفجر» للفنان المصري محمود سعيد، التي يقدر سعرها بـ400 ألف جنيه إسترليني. ووفقاً لبيان تلقته «الشرق الأوسط»، أمس، «كان هذا العمل الفريد الذي عرض آخر مرة في عام 1960 في مدينة الإسكندرية، مسقط رأس محمود سعيد، مثالاً نادراً على تحول الفنان المصري الرائد رسومه إلى مشهد صناعي». وتُصور اللوحة لحظة تم تعليقها في الوقت المناسب، قبل أن يبدأ اليوم، في أكبر ميناء في اليونان، وأكثرها تحضراً، وهي اللوحة المليئة بالسفن المنتشرة على البحر الفضي. ينبع هدوء من عالم آخر من العمل، حيث يحافظ سعيد على توازن متناغم بين العناصر المختلفة في التكوين، ويضفي عظمته المميزة على المشهد.
ووفق البيان، مهدت خلفية سعيد الأرستقراطية الطريق لسفره إلى أوروبا، التي أثرت على نظرته، ويعكس هذا العمل تأثره بأوروبا خلال رحلاته في عشرينات القرن الماضي. ومن وحي تأثير نظرة جورج سورات الانطباعية الجديدة لقرية الصيد الصغيرة في فرنسا إلى مشاهد لورنس ستيفن لوري البانورامية. فسعيد نفسه نشأ في مدينة ساحلية، وبالتالي تنعكس أهمية الموانئ في أعماله الفنية. ورسمت لوحة «بيريوس عند مطلع الفجر» بعد عامين من تقاعد سعيد من مسيرته في المجال القانوني وكرس حياته بالكامل للرسم.
ومن المعروضات أيضاً لوحة «عائلة فلاحية» للفنان العراقي محمود صبري، من ستينات القرن الماضي، التي يتعدى سعرها 100 ألف جنيه إسترليني.
ترعرع محمود صبري خلال حقبة التغييرات الاجتماعية والاقتصادية المؤثرة في العراق، والتزم بتصوير حقائق الفقر المستمر والظلم الاجتماعي حتى الآن برسالة أمل أساسية ومسؤولية مشتركة في تغيير المجتمع. قضى صبري سنوات طويلة في المملكة المتحدة والاتحاد السوفياتي، وأصبح شغوفاً بالشيوعية وتحقيق المساواة للجميع، معبراً عن هذه الرسالة من خلال الحداثة مع تقديره أيضاً للفن المعماري والآشوري والبابلي.
وسيتضمن المزاد عرضاً غير مسبوق لسبعة أعمال للفنان في مزاد واحدة - بما في ذلك أول عمل معروف للفنان، وهو رسم لمجموعة من الفنانين من أوائل الخمسينات. الأعمال مأخوذة من مجموعة أصدقاء صبري المقربين طوال الحياة؛ الأخوين حافظ وحمدي التكمه جي، اللذين نشرا الدراسة الاستقصائية الأولى والوحيدة لحياة صبري المهنية في عام 2013، بعد أن قابلوا صبري في المدرسة في بغداد، حيث تسرد مجموعتهم أربعة عقود من حياة الفنان العراقي.
عمل يقدر بأكثر من 150 ألف جنيه إسترليني للفنانة الإيرانية منير فرمانفارميان سيعرض أيضاً. أصبحت فرمانفارميان أول فنانة معاصرة تعيد اختراع الحرف الفارسي التقليدي بأعمالها الهندسية المثيرة. وتعكس هذه القطعة الثلاثية النادرة مبادئ الفن الإسلامي، حيث يبلغ قطرها 100 سم في قلب جسم العمل، ولكن لا يمكن تمييزه.
أعمال الفنان المغربي محمد المليحي الراديكالية النابضة بالحياة ستحط في المزاد أيضاً. تلك الأعمال تجسد جمالية ما بعد الحداثة مع الثراء الثقافي للحرف المغربية البربرية. تأتي صداقات المليحي مع فرانك ستيلا وجاسبر جونز، وتقدير الهندسة المعمارية الحديثة والتصميم الغرافيكي، فضلاً عن شغفه بموسيقى الجاز، جميعها في هذه اللوحة القماشية. هنا، تم تأطير منظر مدينة نيويورك الشهير داخل الأضواء الساطعة لمدينة لا تنام أبداً.
كما سيتضمن المعرض صور فهرنيسا زيد الديناميكية المتمثلة باعتقادها بأن البورتريه يجب أن يكون خالياً من إعادة إنتاج المظهر الجسدي، وبدلاً من ذلك تجسّد هالة الموضوع، نتج عنه تجسيد مرئي شخصي لأصدقائها المقربين وعائلتها.
ومشاركة من الفنان الإيراني منصور قندريز، وهو جزء من «مدرسة سقاخانة» للفنانين الإيرانيين المعاصرين، الذي صاغ أسلوباً فريداً من نوعه عن طرق دمج التقنيات التصويرية للأساتذة القدماء في علامته التجارية الخاصة بالتجريد المجازي، حيث كانت الرموز الصوفية متشابكة مع العناصر التقليدية والحداثية. كما سيضم، وفق البيان، عملاً من الفنان المصري رمسيس يونان، العضو المؤسس في جماعة «الفن والحرية» في مصر، حيث سعى إلى تأسيس نوع جديد من السريالية التي سمحت للحلم، وعملاً آخر لبهمن محصص، الذي ابتكر في فنه شخصيات وحقائق مصطنعة، ليتصارع مع العدمية والقلق.
دار «سوذبيز» تستضيف أعمالاً معاصرة من منطقة الشرق الأوسط
مزاد للوحات فريدة لم تعرض منذ 6 عقود
دار «سوذبيز» تستضيف أعمالاً معاصرة من منطقة الشرق الأوسط
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة