دار «سوذبيز» تستضيف أعمالاً معاصرة من منطقة الشرق الأوسط

مزاد للوحات فريدة لم تعرض منذ 6 عقود

لوحة بعنوان «لم يكن تيزرياس يعرف الكثير عن المستقبل» لبهمن محصص من عام 1970
لوحة بعنوان «لم يكن تيزرياس يعرف الكثير عن المستقبل» لبهمن محصص من عام 1970
TT

دار «سوذبيز» تستضيف أعمالاً معاصرة من منطقة الشرق الأوسط

لوحة بعنوان «لم يكن تيزرياس يعرف الكثير عن المستقبل» لبهمن محصص من عام 1970
لوحة بعنوان «لم يكن تيزرياس يعرف الكثير عن المستقبل» لبهمن محصص من عام 1970

في خطوة فريدة، كشفت دار «سوذيبز» اللندنية للمزادات عن معرض يستضيف أعمالاً معاصرة من منطقة الشرق الأوسط. المعرض سينطلق في 20 مارس (آذار) الحالي، وسيستمر 4 أيام. يومه الأخير سيتضمن مزاداً لأعمال فريدة لم تعرض منذ 60 عاماً وتسجل ظهورها في مزاد لأول مرة إلى جانب 7 أعمال لمحمود صبري من مجموعة عائلة التكمه جي.
ومن الأعمال المعروضة لوحة «بيرايوس عند مطلع الفجر» للفنان المصري محمود سعيد، التي يقدر سعرها بـ400 ألف جنيه إسترليني. ووفقاً لبيان تلقته «الشرق الأوسط»، أمس، «كان هذا العمل الفريد الذي عرض آخر مرة في عام 1960 في مدينة الإسكندرية، مسقط رأس محمود سعيد، مثالاً نادراً على تحول الفنان المصري الرائد رسومه إلى مشهد صناعي». وتُصور اللوحة لحظة تم تعليقها في الوقت المناسب، قبل أن يبدأ اليوم، في أكبر ميناء في اليونان، وأكثرها تحضراً، وهي اللوحة المليئة بالسفن المنتشرة على البحر الفضي. ينبع هدوء من عالم آخر من العمل، حيث يحافظ سعيد على توازن متناغم بين العناصر المختلفة في التكوين، ويضفي عظمته المميزة على المشهد.
ووفق البيان، مهدت خلفية سعيد الأرستقراطية الطريق لسفره إلى أوروبا، التي أثرت على نظرته، ويعكس هذا العمل تأثره بأوروبا خلال رحلاته في عشرينات القرن الماضي. ومن وحي تأثير نظرة جورج سورات الانطباعية الجديدة لقرية الصيد الصغيرة في فرنسا إلى مشاهد لورنس ستيفن لوري البانورامية. فسعيد نفسه نشأ في مدينة ساحلية، وبالتالي تنعكس أهمية الموانئ في أعماله الفنية. ورسمت لوحة «بيريوس عند مطلع الفجر» بعد عامين من تقاعد سعيد من مسيرته في المجال القانوني وكرس حياته بالكامل للرسم.
ومن المعروضات أيضاً لوحة «عائلة فلاحية» للفنان العراقي محمود صبري، من ستينات القرن الماضي، التي يتعدى سعرها 100 ألف جنيه إسترليني.
ترعرع محمود صبري خلال حقبة التغييرات الاجتماعية والاقتصادية المؤثرة في العراق، والتزم بتصوير حقائق الفقر المستمر والظلم الاجتماعي حتى الآن برسالة أمل أساسية ومسؤولية مشتركة في تغيير المجتمع. قضى صبري سنوات طويلة في المملكة المتحدة والاتحاد السوفياتي، وأصبح شغوفاً بالشيوعية وتحقيق المساواة للجميع، معبراً عن هذه الرسالة من خلال الحداثة مع تقديره أيضاً للفن المعماري والآشوري والبابلي.
وسيتضمن المزاد عرضاً غير مسبوق لسبعة أعمال للفنان في مزاد واحدة - بما في ذلك أول عمل معروف للفنان، وهو رسم لمجموعة من الفنانين من أوائل الخمسينات. الأعمال مأخوذة من مجموعة أصدقاء صبري المقربين طوال الحياة؛ الأخوين حافظ وحمدي التكمه جي، اللذين نشرا الدراسة الاستقصائية الأولى والوحيدة لحياة صبري المهنية في عام 2013، بعد أن قابلوا صبري في المدرسة في بغداد، حيث تسرد مجموعتهم أربعة عقود من حياة الفنان العراقي.
عمل يقدر بأكثر من 150 ألف جنيه إسترليني للفنانة الإيرانية منير فرمانفارميان سيعرض أيضاً. أصبحت فرمانفارميان أول فنانة معاصرة تعيد اختراع الحرف الفارسي التقليدي بأعمالها الهندسية المثيرة. وتعكس هذه القطعة الثلاثية النادرة مبادئ الفن الإسلامي، حيث يبلغ قطرها 100 سم في قلب جسم العمل، ولكن لا يمكن تمييزه.
أعمال الفنان المغربي محمد المليحي الراديكالية النابضة بالحياة ستحط في المزاد أيضاً. تلك الأعمال تجسد جمالية ما بعد الحداثة مع الثراء الثقافي للحرف المغربية البربرية. تأتي صداقات المليحي مع فرانك ستيلا وجاسبر جونز، وتقدير الهندسة المعمارية الحديثة والتصميم الغرافيكي، فضلاً عن شغفه بموسيقى الجاز، جميعها في هذه اللوحة القماشية. هنا، تم تأطير منظر مدينة نيويورك الشهير داخل الأضواء الساطعة لمدينة لا تنام أبداً.
كما سيتضمن المعرض صور فهرنيسا زيد الديناميكية المتمثلة باعتقادها بأن البورتريه يجب أن يكون خالياً من إعادة إنتاج المظهر الجسدي، وبدلاً من ذلك تجسّد هالة الموضوع، نتج عنه تجسيد مرئي شخصي لأصدقائها المقربين وعائلتها.
ومشاركة من الفنان الإيراني منصور قندريز، وهو جزء من «مدرسة سقاخانة» للفنانين الإيرانيين المعاصرين، الذي صاغ أسلوباً فريداً من نوعه عن طرق دمج التقنيات التصويرية للأساتذة القدماء في علامته التجارية الخاصة بالتجريد المجازي، حيث كانت الرموز الصوفية متشابكة مع العناصر التقليدية والحداثية. كما سيضم، وفق البيان، عملاً من الفنان المصري رمسيس يونان، العضو المؤسس في جماعة «الفن والحرية» في مصر، حيث سعى إلى تأسيس نوع جديد من السريالية التي سمحت للحلم، وعملاً آخر لبهمن محصص، الذي ابتكر في فنه شخصيات وحقائق مصطنعة، ليتصارع مع العدمية والقلق.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.