برلمان تونس يستأنف تشكيل المحكمة الدستورية

TT

برلمان تونس يستأنف تشكيل المحكمة الدستورية

أعلن البرلمان التونسي استئناف مسار تشكيل المحكمة الدستورية، المعطلة منذ سنة 2015 نتيجة خلافات حادة بين الكتل البرلمانية، وأكد فتح باب الترشح مجدداً لعضوية هذه المحكمة في الفترة الممتدة من الأول من مارس (آذار) الحالي إلى يوم 19 منه.
وطلب رئيس البرلمان راشد الغنوشي، وهو أيضاً زعيم حزب «حركة النهضة»، من الكتل الممثلة في البرلمان، تقديم مرشحين اثنين في اختصاص القانون ومرشح واحد من غير المختصين في القانون. وحدد البرلمان يوم الثامن من شهر أبريل (نيسان) المقبل موعدا لانتخاب الأعضاء المتبقين في المحكمة.
يذكر أن المحكمة الدستورية تتكون من 12 عضواً، ينتخب البرلمان أربعة أعضائهم بينما يُعيّن رئيس الجمهورية 4 أعضاء آخرين، في حين يُعيّن المجلس الأعلى للقضاء الأعضاء الـ4 المتبقين، وفق ما ينص عليه قانونها الأساسي.
وأسفرت الانتخابات التي أجريت تحت قبة البرلمان خلال شهر مارس (آذار) 2018 عن انتخاب عضو واحد بهذه المحكمة (هي القاضية روضة الورسيغني)، فيما تعطلت عملية انتخاب ثلاثة أعضاء. وتخشى أطراف سياسية عدة (إسلامية ويسارية خاصة) من محاولة السيطرة على القرار داخل المحكمة الدستورية وتطويع فصول الدستور التونسي الجديد وتأويله لصالحها، وهو ما عطل في أكثر من مناسبة عملية استكمال تركيزها.
وبرزت الحاجة للمحكمة الدستورية خلال الجدل الذي حصل حول أولوية تطبيق الفصل 89 من الدستور التونسي الداعي إلى حل البرلمان في حال فشل حكومة إلياس الفخفاخ في نيل ثقة أعضاء البرلمان، أو اللجوء إلى الفصل 97 الذي يخوّل سحب الثقة من حكومة يوسف الشاهد وتعويضه برئيس حكومة جديد، وكان الحل من خلال تدخل رئيس الجمهورية قيس سعيّد، وهو أستاذ القانون الدستوري، ليؤكد ضرورة حل البرلمان وتنظيم انتخابات برلمانية مبكرة.
يذكر أن البرلمان التونسي عقد خلال الدورة البرلمانية السابقة الممتدة من 2014 إلى 2019 عددا من الجلسات العامة لاستكمال انتخاب الأعضاء الثلاثة للمحكمة الدستورية وكانت آخر جلسة عامة انتخابية قد نظمت يوم 18 يوليو (تموز) 2019، ولم تتوصل إلى توافق فعلي حول الأشخاص المقترحين، إذ إن الدستور التونسي يشترط حصول أعضاء المحكمة الدستورية على ثلثي أصوات البرلمان وهو ما يعادل 145 صوتاً على الأقل.
على صعيد آخر، منحت المنظمة العالمية للحوكمة المحلية (مقرها نيويورك) جائزتها السنوية للهيئة التونسية العليا المستقلة للانتخابات وصنّفتها أفضل هيئة ناشطة في المجال الديمقراطي لسنة 2019، وذلك لنجاحها في تنظيم انتخابات تشريعية ورئاسية سابقة لأوانها في الآجال المنصوص عليها دستورياً، وفق مقتضيات الشفافية المطلوبة. ومن المنتظر أن تتسلم هذه الجائزة يوم 24 مارس الحالي.
يذكر أن الهيئة العليا المستقلة للانتخابات ستتولى يومي 28 و29 مارس الحالي الإشراف على تنظيم انتخابات بلدية جزئية في كل من حاسي الفريد من ولاية القصرين وجبنيانة من ولاية صفاقس والفوار من ولاية قبلي. وكانت نظمت خلال بداية السنة انتخابات بلدية جزئية في خمس دوائر بلدية أخرى.



تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
TT

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)

أفرجت الجماعة الحوثية عن عدد ممن اختطفتهم، على خلفية احتفالاتهم بعيد الثورة اليمنية في سبتمبر (أيلول) الماضي، لكنها اختطفت خلال الأيام الماضية المئات من سكان معقلها الرئيسي في صعدة، ووجَّهت اتهامات لهم بالتجسس، بالتزامن مع بث اعترافات خلية مزعومة، واختطاف موظف سابق في السفارة الأميركية.

وذكرت مصادر محلية في محافظة صعدة (242 كيلومتراً شمال صنعاء)، أن الجماعة الحوثية تنفِّذ منذ عدة أيام حملة اختطافات واسعة طالت مئات المدنيين من منازلهم أو مقار أعمالهم وأنشطتهم التجارية، وتقتادهم إلى جهات مجهولة، بتهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل، مع إلزام أقاربهم بالصمت، وعدم التحدُّث عن تلك الإجراءات إلى وسائل الإعلام، أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وقدرت المصادر عدد المختطَفين بأكثر من 300 شخص من مديريات مختلفة في المحافظة التي تُعدّ معقل الجماعة، بينهم عشرات النساء، وشملت حملة المداهمات منازل عائلات أقارب وأصدقاء عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني، عثمان مجلي، الذي ينتمي إلى صعدة.

فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

ورجحت المصادر أن اختطاف النساء يأتي بغرض استخدامهن رهائن لابتزاز أقاربهن الذين لم تتمكن الجماعة من الوصول إليهم، أو لإقامتهم خارج مناطق سيطرتها، ولإجبار من اختُطفنَ من أقاربهم على الاعتراف بما يُطلب منهن. وسبق للجماعة الحوثية اتهام حميد مجلي، شقيق عضو مجلس القيادة الرئاسي، أواخر الشهر الماضي، بتنفيذ أنشطة تجسسية ضدها، منذ نحو عقدين لصالح دول عربية وغربية.

إلى ذلك، اختطفت الجماعة الحوثية، الاثنين الماضي، موظفاً سابقاً في سفارة الولايات المتحدة في صنعاء، من منزله دون إبداء الأسباب.

وبحسب مصادر محلية في صنعاء؛ فإن عدداً من العربات العسكرية التابعة للجماعة الحوثية، وعليها عشرات المسلحين، حاصرت مقر إقامة رياض السعيدي، الموظف الأمني السابق لدى السفارة الأميركية في صنعاء، واقتحمت مجموعة كبيرة منهم، بينها عناصر من الشرطة النسائية للجماعة، المعروفة بـ«الزينبيات»، منزله واقتادته إلى جهة غير معلومة.

مسلحون حوثيون يحاصرون منزل موظف أمني في السفارة الأميركية في صنعاء قبل اختطافه (إكس)

وعبث المسلحون و«الزينبيات» بمحتويات منزل السعيدي خلال تفتيش دقيق له، وتعمدوا تحطيم أثاثه ومقتنياته، وتسببوا بالهلع لعائلته وجيرانه.

إفراج عن مختطَفين

أفرجت الجماعة الحوثية عن الشيخ القبلي (أمين راجح)، من أبناء محافظة إب، بعد 4 أشهر من اختطافه، كما أفرجت عن عدد آخر من المختطفين الذين لم توجه لهم أي اتهامات خلال فترة احتجازهم.

وراجح هو أحد قياديي حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اختطفتهم الجماعة الحوثية إلى جانب عدد كبير من الناشطين السياسيين وطلاب وشباب وعمال وموظفين عمومين، خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، على خلفية احتفالهم بثورة «26 سبتمبر» 1962.

مخاوف متزايدة لدى اليمنيين من توسيع حملات الترهيب الحوثية بحجة مواجهة إسرائيل (أ.ب)

ومن بين المفرَج عنهم صاحب محل تجاري أكَّد لـ«الشرق الأوسط» أنه لم يعلم التهمة التي اختُطِف بسببها؛ كونه تعرض للاختطاف في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أي بعد شهرين من حملة الاختطافات التي طالت المحتفلين بذكرى الثورة اليمنية.

وذكر أن الوسطاء الذين سعوا لمحاولة الإفراج عنه لم يعرفوا بدورهم سبب اختطافه؛ حيث كان قادة أجهزة أمن الجماعة يخبرونهم في كل مرة بتهمة غير واضحة أو مبرَّرة، حتى جرى الإفراج عنه بعد إلزامه بكتابة تعهُّد بعدم مزاولة أي أنشطة تخدم أجندة خارجية.

خلية تجسس مزعومة

بثَّت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، اعترافات لما زعمت أنها خلية تجسسية جديدة، وربطت تلك الخلية المزعومة بما سمته «معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس»، في مواجهة الغرب وإسرائيل.

وطبقاً لأجهزة أمن الجماعة، فإن الخلية المزعومة كانت تسعى لإنشاء بنك أهداف، ورصد ومراقبة المواقع والمنشآت التابعة للقوة الصاروخية، والطيران المسيَّر، وبعض المواقع العسكرية والأمنية، بالإضافة إلى رصد ومراقبة أماكن ومنازل وتحركات بعض القيادات.

خلال الأشهر الماضية زعمت الجماعة الحوثية ضبط عدد كبير من خلايا التجسس (إعلام حوثي)

ودأبت الجماعة، خلال الفترة الماضية، على الإعلان عن ضبط خلايا تجسسية لصالح الغرب وإسرائيل، كما بثَّت اعترافات لموظفين محليين في المنظمات الأممية والدولية والسفارات بممارسة أنشطة تجسسية، وهي الاعترافات التي أثارت التهكُّم، لكون ما أُجبر المختطفون على الاعتراف به يندرج ضمن مهامهم الوظيفية المتعارف عليها ضمن أنشطة المنظمات والسفارات.

وسبق للجماعة أن أطلقت تحذيرات خلال الأيام الماضية للسكان من الحديث أو نشر معلومات عن مواقعها والمنشآت التي تسيطر عليها، وعن منازل ومقار سكن ووجود قادتها.

تأتي هذه الإجراءات في ظل مخاوف الجماعة من استهداف كبار قياداتها على غرار ما جرى لقادة «حزب الله» اللبناني، في سبتمبر (أيلول) الماضي، وفي إطار المواجهة المستمرة بينها وإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا، بعد هجماتها على طرق الملاحة الدولية في البحر الأحمر، والهجمات الصاروخية باتجاه إسرائيل.