سوريا: رفع أسعار البنزين مع بدء تقنين الإنترنت

تضييق على عامة السوريين واسترضاء المتقاعدين العسكريين

TT

سوريا: رفع أسعار البنزين مع بدء تقنين الإنترنت

قبل أن يختبر السوريون مفاعيل قرار وزارة الاتصالات بتقنين الإنترنت وما سيترتب عليه من ارتفاع تكاليف الاستخدام وفق نظام الباقات الجديد، الذي بدأ تطبيقه صباح أمس الأحد، فوجئوا ومن دون سابق إنذار بقرار الحكومة، رفع سعر لتر البنزين 25 ليرة في جميع أنحاء سوريا التي توجد فيها محطات ومراكز توزيع، ليصبح سعر اللتر الواحد 250 ليرة سورية، علماً بأن سعر صرف الليرة السورية الواحدة مقابل الدولار الأميركي يساوي 1030 ليرة.
ومع أن الأسعار تسجل ارتفاعات يومية في الأسواق السورية، إلا إن المخاوف هي من قفزة جنونية في الأسعار تعقب رفع سعر البنزين، تشمل السلع كافة، في وقت جرى فيه التضييق على استخدام شبكة الإنترنت، التي رغم ترديها تعدّ المتنفس الوحيد الباقي للسوريين في ظل شح الكهرباء التي حرمت الغالبية من متابعة التلفزيون، وأزمة الغاز المنزلي الخانقة، وتدهور القيمة الشرائية لدى أكثر من 85 في المائة من الشعب السوري الرازح تحت خط الفقر.
وفي محاولة استباقية لاسترضاء الفئة التي تعدّ الأكثر تضرراً وفقراً في الحاضنة الشعبية للنظام السوري، قبل تصاعد متوقع للاحتقان الشعبي، صدر صباح أمس، أيضاً، مرسوم رئاسي بمنح أسر «الشهداء والمفقودين والمحالين على المعاش الصحي، ومن كانت إصابتهم بنسبة عجز تبلغ 40 في المائة فما فوق من العسكريين وقوى الأمن الداخلي، زيادة شهرية على المعاش 20 ألف ليرة سورية. وتطبق أحكام هذا المرسوم التشريعي على حالات الاستشهاد أو الفقدان أو الإصابة الواقعة اعتباراً من تاريخ 15 - 3 – 2011».
وبدأت أمس وزارة الاتصالات تطبيق الآلية الجديدة لاستخدام الإنترنت لوقف ما وصفته بـ«الاستخدام المفرط» أو «الجائر» من خلال تحديد عتبة لاستخدام «ADSL»، وفي حال تجاوزها فسيتم تخفيض السرعة، حسب حجم كل باقة. وفور الإعلان عن تطبيق هذه الآلية الأسبوع الماضي ثارت موجة انتقادات عاصفة في الشارع السوري؛ إذ عدّ القرار شكلاً من أشكال التضييق على السوريين في الداخل وسلبهم ما تبقى في جيوبهم في ظل الأزمات المعيشية الحادة التي يعيشونها.
وحذر عضو مجلس الشعب نبيل صالح من مغبة هذا القرار، وقال إنه و10 من زملائه في مجلس الشعب تقدموا بطلب لاستجواب وزير الاتصالات إياد الخطيب «اعتراضاً على التقنين والرسوم الجديدة التي سيدفعها المواطن السوري لقاء خدمة الإنترنت السيئة التي تبيعها المؤسسة بأسعار تفوق كل دول العالم المتمدن»، بحسب ما كتبه صالح على صفحته الرسمية في «فيسبوك»، مضيفاً أن وزارة الاتصالات، تتطلع إلى «الأرباح المادية دون النظر إلى الخسائر الاقتصادية والنفسية والمعرفية لجموع الناس الذين أثخنتهم الحرب والغلاء وفقدان أساسيات العيش ولم يتبق لهم من متنفس غير الإنترنت». وتابع: «نحن لا نمانع أن تجبي الحكومة ضرائبها لملء خزائنها، ولكن التوقيت سيئ والشعب بردان وجائع وغاضب».
وزير الاتصالات السابق عمرو سالم رد بغضب على نبيل صالح مدافعاً عن قرار وزارة الاتصالات، عادّاً أنه يستهدف «من يستخدمون الإنترنت بشكلٍ جائرٍ ويرسلون مئات الفيديوهات يوميّاً»، وقال على صفحته في «فيسبوك»: «لم يجمع عضو مجلس الشعب نبيل صالح 10 تواقيع لاستجواب وزير النفط لحرمانه جزءاً كبيراً من الشعب السوري من الغاز والطبخ في الأيّام الباردة. ولم يجمع 10 تواقيع لاستجواب وزير التجارة الدّاخليّة لخنق المحتاجين من الشعب في الشّوارع لشراء كيلو سكر أو أرز أو شاي أو لشراء ربطة الخبز، بل جمع 10 تواقيع لاستجواب وزير الاتصالات لأنّه حرم من يستخدمون الإنترنت بشكلٍ جائرٍ».



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.