انقسام جماعات الحراك حول مظاهرات «المنطقة الخضراء» اليوم

13 نقابة مهنية عراقية ترفض حكومة علاوي

مواجهة بين عنصر أمن ومحتجين في بغداد (أ.ب)
مواجهة بين عنصر أمن ومحتجين في بغداد (أ.ب)
TT

انقسام جماعات الحراك حول مظاهرات «المنطقة الخضراء» اليوم

مواجهة بين عنصر أمن ومحتجين في بغداد (أ.ب)
مواجهة بين عنصر أمن ومحتجين في بغداد (أ.ب)

من المقرر أن تخرج اليوم، ولأول مرة منذ انطلاق المظاهرات في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، مظاهرة حاشدة يصفها منظموها بـ«المليونية» مقابل المنطقة الرئاسية (الخضراء) في جانب الكرخ ببغداد، بعد أن اقتصرت غالبية المظاهرات والاعتصامات على التمركز في ساحة التحرير ومقترباتها في جانب الرصافة وسط العاصمة. في الأثناء، رفضت 13 نقابة مهنية عراقية حكومة رئيس الوزراء المكلف محمد توفيق علاوي.
ويقول مؤيدو المظاهرة الجديدة وفي مقدمتهم الناشط علاء الركابي، من مدينة الناصرية بمحافظة ذي قار الجنوبية الذي وجّه الدعوة للمظاهرة الخميس الماضي، إن «جماعات الحراك وصلت إلى قناعة مفادها أن الاعتصام والتظاهر في ساحة التحرير لن يحقق الضغط المناسب على السلطات حتى لو استمر إلى ما لا نهاية». وأضاف الركابي في كلمة موجزة عبر «فيسبوك» بشأن الدعوة للمظاهرات «حتى الآن لم تكشف الجهات الرسمية عن أسماء المتورطين في دماء المتظاهرين ولن تستجيب لمطالبنا المعلنة، لذلك لا بد من التصعيد السلمي بالقرب من المنطقة الخضراء».
واستناداً إلى الركابي، فإن جموع المتظاهرين من بغداد وبمشاركة من سيأتون من المحافظات المنتفضة سيتوزعون على أربع نقاط في جانب الكرخ وسيشكّلون حاجز صد بينهم وبين القوات الأمنية للحيلولة دون وقوع احتكاكات بين الطرفين، وستبدأ المظاهرات عند الساعة الثامنة صباحاً وتنتهي في حدود الساعة الرابعة عصراً.
ولم تمر دعوة «المليونية» الجديدة دون خلافات وانقسامات في وجهات النظر بين جماعات الحراك، الأمر الذي قد يؤثر سلباً على أعداد المتظاهرين الذي سيخرجون أمام المنطقة الخضراء. وفي موازاة طيف من المؤيدين، يرى طيف آخر من الرافضين «عدم جدوى خروج مظاهرة في الخضراء في مكان وزمان محددين». ويقول الناشط رعد الغزي لـ«الشرق الأوسط»: إن «طيفاً واسعاً من جماعات الحراك لا تؤيد مظاهرات الكرخ، والمؤكد أن غالبية الشباب المؤثرين في ساحة التحرير لن يشاركوا فيها».
ونفى الغزي علمه بهيئة الرأي التي شكّلتها الساحات، كما يقول المؤيدون للمظاهرة وقرار خروجها، وأضاف: «هناك اعتقاد شائع أن السلطات وأحزابها ترحّب دائماً بالمظاهرات المحددة بالوقت والزمان ولا تقلق منها. كان يجدر بالشباب الذين دعوا للمظاهرات أن يفكروا بطرق أخرى للضغط على السلطات». ويؤكد الغزي أن «جماعات الحراك بشكل عام ما زالت عند موقفها الرافض لتولي محمد توفيق علاوي رئاسة الحكومة الجديدة».
وتواصلت المظاهرات في غالبية المحافظات المنتفضة أمس، وخرجت في ساحة التحرير وسط بغداد، مسيرة نسوية حاشدة بعد ساعات من مقتل متظاهر وجرح 14 آخرين في صدامات وقعت مساء (الجمعة) بين القوات الأمنية ومتظاهرين في ساحة الخلاني ببغداد.
من جهة أخرى، أعلنت 13 منظمة نقابية ومهنية، رفضها لحكومة رئيس الوزراء المكلّف محمد توفيق علاوي. وأصدر الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق، في وقت سابق، بياناً منفصلاً عبّر فيه عن ذات الموقف الرافض لحكومة علاوي. وأصدرت النقابات الـ13 أول من أمس، بيانا مشتركاً قالت فيه: «مع إعلان السيد محمد توفيق علاوي أسماء مرشحي كابينته الوزارية المنتظرة، يبدو أن بصيص الأمل الذي كنّا نرتجيه في تشكيل حكومة مهنية كفؤة تهيئ لإصلاحات واسعة سياسياً وحكومياً وتمهّد الطريق لانتخابات مبكرة نزيهة، قد تلاشى وللأسف الشديد». وذكر البيان أن «التشكيلة المعلنة أظهرت أن منهج السيد علاوي وحلقة مستشاريه الخمسة القادمين من لندن لم تختلف كثيراً في قصور رؤيتها وتعاليها على نصائح الشخصيات الوطنية من أبناء الداخل العاملين في مؤسسات الدولة والخابرين لمفاصلها وقوانينها وضوابطها، عن رؤية من سبقهم ممن تسلم زمام السلطة في هذا البلد وأساء إدارة الأمور».
وسجّل بيان النقابات مجموعة ملاحظات على الوزراء المرشحين في كابينة محمد علاوي، ومن بينها أن «بعضهم لا يمتلك الخبرات اللازمة لإدارة وزارات خدمية كبيرة ومهمة»، كذلك سجّلوا عليها أنها «تجاهلت العديد من الشخصيات المستقلة والكفؤة والنزيهة والتي نعلم يقيناً وضع سيرهم الذاتية أمام السيد علاوي أو حلقته واللجوء إلى شخصيات تسنمت سابقاً مناصب لا تستلمها من دون إسناد أو انتماء حزبي».
وفي إشارة إلى خلفية رئيس الوزراء المكلف وإقامته في لندن وتمتعه بالجنسية البريطانية، لاحظ بيان النقابات في الوزارة الجديدة «كثرة الأسماء المطروحة من مرشحي الخارج خصوصا (اللندنية) منها مع وجود البديل الوطني المستقل والأكفأ قطعاً، مما يطرح تساؤلات جدية بخصوص دور العلاقات الشخصية في الاختيار». وختم بيان النقابات بدعوة الشعب العراقي وأعضاء البرلمان إلى «رفض التشكيلة ورفض التصويت عليها لكي لا نضيع فرصة الإصلاح الحقيقي التي بزغت ببركة دماء وتضحيات أبناء العراق المنتفضين».
وباستثناء نقابة الصحافيين التي لم توقّع على البيان، وقّعت غالبية النقابات عليه وهي نقابات: (الأطباء، والجيولوجيين، والمعلمين، والمحامين، والمهندسين، والصيادلة، وأطباء الأسنان، والأطباء البيطريين، والكيميائيين، وذوي المهن الصحية، وذوي المهن الهندسية الفنية، والاتحاد العام للتعاون، ونقابة الإداريين).



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.