«إيغسلات»... لمحبي البيض فقط

في لندن بعد رحلة نجاح عالمية بدأت في أميركا

حتى الديكور يدخل البيض في تفاصيله
حتى الديكور يدخل البيض في تفاصيله
TT

«إيغسلات»... لمحبي البيض فقط

حتى الديكور يدخل البيض في تفاصيله
حتى الديكور يدخل البيض في تفاصيله

من القليل أو النادر أن تقابل شخصاً لا يحب البيض، فالبيض وجبة بحد ذاتها، مفيد للصحة، ولديه عديد من الصفات الجيدة، سهل التحضير، متعدد الوصفات وطرق التقديم، ووجوده في الثلاجة ينقذك من الجوع إن لم يكن لديك أي شيء آخر تتناوله في البيت.
البيض يدخل أيضاً في كثير من الوصفات الحلوة والمالحة، ومن أكثر الطهاة الذين أغرموا بالبيض كان الشيف ألفين كايلن، الذي دفع عشقه للبيض وإدخاله في جميع وصفاته، زملاءه لإطلاق اسم «إيغسلات» عليه، ومن هذا الشغف بالبيض بدأ الشيف ألفين (فلبيني الأصل) فكرة «البرغر» بالبيض، وسندويتشات عالية الجودة بالبيض، وافتتح أول فرع لـ«إيغسلات» في لوس أنجليس عام 2011، وبعدها أصبح للمطعم عدة فروع أخرى في الولايات المتحدة الأميركية، ليفتتح أول فرع له في لندن منذ أشهر قليلة.
اختار «إيغسلات» شارع بورتوبيللو السياحي الشهير في وسط لندن، ليكون عنواناً مميزاً لمحبي الأكل السريع الجيد و«البيض».
في أوقات الذروة، يتعين عليك الانتظار في طابور طويل للحصول على «برغر» أو سندويتش، والسبب - بحسب ما شرحه مدير المطعم جان فان ديلدين – هو أن المأكولات تحضر طازجة، ولا يطهى أي مكون منها مسبقاً، ولهذا السبب يستغرق تحضير الطبق وقتاً أطول من ذلك الذي يستغرقه الأكل السريع بنوعية مختلفة.
توجد داخل المطعم طاولات وكراسي في الطابق العلوي والطابق السفلي، وهناك ما يشبه الشرفة المغلقة في صدر المطعم، تزينها الأشجار والنباتات الاصطناعية، ويمكنك وأنت تنتظر الطبق الذي اخترته، والذي يمكنك أن تتحكم في صلصاته، أن تشاهد كيفية تحضيره، وترى الكمية الهائلة من البيض الذي يستهلك يومياً، والتي تصل إلى 1500 بيضة كل يوم.
فلسفة «إيغسلات» تعتمد على المنتج الجيد، فالبيض يأتي من مزارع «كلارينس كورت»، والخبز الذي يستخدم طري جداً، وتقوم بتحضيره شركة «بريد أيهيد» الشهيرة بتحضير أجود أنواع الخبز، أما القهوة فتتولى شركة «نيود كوفيه» تحضيرها.
يفتح المطعم أبوابه من الصباح الباكر للفطور والبرانش والغداء، وحتى الساعة الخامسة بعد الظهر، وأكله يناسب كل أوقات اليوم، شرط أن تكون من محبي البيض.
الأطباق المتوفرة على اللائحة متعددة، ولكنها تحتوي على البيض، فيمكنك تجربة «البيكن» البقري الحلال، والجبن مع البيض، أو سلطة البيض، وهي عبارة عن بيض مقطع إلى مكعبات صغيرة، تضاف إلى الجبن والثوم المعمر والجبن، وتوضع في خبز «البريوش» الخفيف.
ويبقى سندويتش «فايرفاكس» (Fairfax) هو الألذ؛ لأنه يضم البيض المخفوق مع البصل المقلي والمقرمش، مع الجبن، و«مايونيز»، وخبز «البريوش» الساخن. المذاق لذيذ جداً، وتشعر كأن الخبز يذوب في فمك من شدة النكهة الطازجة، حتى البيض نكهته رائعة، ولا تشتمّ فيه رائحة البيض الكريهة، وهذا يعود إلى نوعيته الجيدة. وإذا كنت تحب اللحم، فيمكنك أن تتذوق «التشيز برغر» مع البيض.
وبالنسبة لطريقة طهي البيض، فهي تختلف من طبق إلى آخر، فبعض الأصناف تقدم البيض مخفوقاً، والبعض الآخر مقلياً.
ومن الأصناف اللذيذة أيضاً، لحم «الواغو» مع البيض والجبن والبصل الأحمر.
لا تكتمل زيارة «إيغسلات» من دون أن تجرب «سلات»، فهي عبارة عن بطاطس مهروسة (Potato Puree) تضاف إليها بيضة مسلوقة من دون القشرة (poached) وتؤكل مع قطع من خبز «الباغيت» المحمص.
الخدمة والعناية بالنوعية مهمة جداً، من الناحية المهنية، ومن ناحية الحفاظ على الصحة، فيعمل المطعم بنظام التوصيل إلى المنازل، شريطة أن يكون العنوان في محيط دائرة مكان المطعم، لضمان النوعية والحرارة.


مقالات ذات صلة

وزيرة سويدية تعاني «رهاب الموز»... وموظفوها يفحصون خلو الغرف من الفاكهة

يوميات الشرق رهاب الموز قد يسبب أعراضاً خطيرة مثل القلق والغثيان (رويترز)

وزيرة سويدية تعاني «رهاب الموز»... وموظفوها يفحصون خلو الغرف من الفاكهة

كشفت تقارير أن رهاب وزيرة سويدية من الموز دفع المسؤولين إلى الإصرار على أن تكون الغرف خالية من الفاكهة قبل أي اجتماع أو زيارة.

«الشرق الأوسط» (ستوكهولم)
صحتك رجل يشتري الطعام في إحدى الأسواق الشعبية في بانكوك (إ.ب.أ)

دراسة: 3 خلايا عصبية فقط قد تدفعك إلى تناول الطعام

اكتشف باحثون أميركيون دائرة دماغية بسيطة بشكل مذهل تتكوّن من ثلاثة أنواع فقط من الخلايا العصبية تتحكم في حركات المضغ لدى الفئران.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق خبراء ينصحون بتجنب الوجبات المالحة والدهنية في مبنى المطار (رويترز)

حتى في الدرجة الأولى... لماذا يجب عليك الامتناع عن تناول الطعام على متن الطائرات؟

كشف مدرب لياقة بدنية مؤخراً أنه لا يتناول الطعام مطلقاً على متن الطائرات، حتى إذا جلس في قسم الدرجة الأولى.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق قطع من الجبن عُثر عليها ملفوفة حول رقبة امرأة (معهد الآثار الثقافية في شينغيانغ)

الأقدم في العالم... باحثون يكتشفون جبناً يعود إلى 3600 عام في مقبرة صينية

اكتشف العلماء أخيراً أقدم قطعة جبن في العالم، وُجدت ملقاة حول رقبة مومياء.

«الشرق الأوسط» (بكين)
يوميات الشرق التفوُّق هو الأثر أيضاً (أ.ف.ب)

الشيف دانييل هوم... أرقى الأطباق قد تكون حليفة في حماية كوكبنا

دانييل هوم أكثر من مجرّد كونه واحداً من أكثر الطهاة الموهوبين في العالم، فهو أيضاً من المدافعين المتحمّسين عن التغذية المستدامة، وراهن بمسيرته على معتقداته.

«الشرق الأوسط» (باريس)

«الأقاشي» السودانية تغازل سفرة المصريين

«الأقاشي» السودانية تغازل سفرة المصريين
TT

«الأقاشي» السودانية تغازل سفرة المصريين

«الأقاشي» السودانية تغازل سفرة المصريين

لقمة خبز قد تأسر القلب، ترفع الحدود وتقرب الشعوب، هكذا يمكن وصف التفاعل الدافئ من المصريين تجاه المطبخ السوداني، الذي بدأ يغازلهم ووجد له مكاناً على سفرتهم.

هذه الأرغفة البيضاء الصغيرة، التي يصف مصريون مذاقها بأنها «أطيب من الكيك»، في إشارة لطيب المذاق، تعد مثالاً يعكس مدى الانسجام الثقافي الذي تجاوز الحدود.

مع تداعيات الحرب التي شهدها السودان، والتي أدت إلى عمليات نزوح كبيرة إلى مصر، لم يتوقف الأمر عند مرحلة سرد الآلام والمآسي، بل تحول سريعاً إلى اندماج السودانيين في سوق الطعام المصري، وخلال أقل من عامين أثبت المطبخ السوداني وجوداً نسبياً في مصر.

بمجرد أن تطأ قدمك شارع فيصل (أحد أشهر شوارع محافظة الجيزة) يمكنك الاستدلال على الوجود السوداني من رائحة التوابل العميقة الصادرة من مطاعم أسسها سودانيون، يستهدفون بها زبوناً مصرياً يتوق إلى مذاق شعبي في وصفات، مثل صينية البطاطس، ويختلف تماماً ليقدم هويته في طبق آخر مثل أسياخ «الأقاشي»، المصنوعة من اللحم الطري الغارق في توابل مثل الزنجبيل والقرفة، مع طبقات البقسماط المقرمش، التي تغازل المصريين.

تقول السودانية، فداء محمود أنور، خريجة إدارة أعمال من جامعة الخرطوم ومؤسسة مطعم «بنت السودان» في حي مدينة نصر، شرق القاهرة، إن المصريين «احتضنوا المطبخ السوداني بسبب وجود أواصر اجتماعية وثقافية بين البلدين».

وأوضحت، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، من داخل مطعمها البسيط: «نقدم أكلات سودانية أصيلة، مثل الفول بزيت السمسم، والفلافل السودانية المصنوعة من الكبكبي (الحمص بلغة المصريين)، والأقاشي، وهو طبق شهير في السودان، إضافةً إلى الفسيخ السوداني والملوخية المفروكة وملاح الروب الأحمر».

وعن الأطباق شديدة الخصوصية، يقدم مطعم الشابة السودانية فداء طبقاً حبشياً، قالت عنه: «هناك أيضاً طبق ذو أصل حبشي أصبح جزءاً من المائدة السودانية يسمى (زغني)، وهو عبارة عن قطع الدجاج المبهرة بالقرفة والثوم والبصل والحبهان، كما يضاف له المذاق الحار بالشطة السودانية، وكذلك مذاق الحادق من خلال رشة السماق، ويقدم مع البيض المسلوق». فضلاً عن طبق الحلو السوداني الشهير «الباسطة»، أو ما يعرف بالبقلاوة في مصر.

وبحسب تجربتها، قالت فداء إن تفضيلات المصريين من المطبخ السوداني تميل إلى بعض الأطباق الأساسية التي ربما لا يختلف عليها السودانيون أيضاً، مثل: الخبز السوداني، والأقاشي، والفلافل، وأطباق الفول بالخلطات السودانية. أما باقي الأطباق، فالإقبال عليها محدود.

طعمية (فلافل) سودانية (الشرق الاوسط)

والبعد الجغرافي بين مصر والسودان انعكس في تقارب ثقافي، ظهر في المذاق المميز للمطبخين. ترى منة جمال، مصرية تعيش في حي السادس من أكتوبر، الذي يضم عدداً من المطاعم السودانية، أن المطبخ السوداني قريب من نظيره المصري، وقالت لـ«الشرق الأوسط»: «الخبز السوداني شبيه ببعض أنواع الخبز في الريف المصري، ربما يختلف في السُمك والحجم فقط ».

وعن الاختلاف بين المطبخين، قالت: «السودانيون يميلون إلى المذاق العميق والحار، بإضافة كميات كبيرة من التوابل، كما أن الفلفل الحار أساسي في عدد كبير من الأطباق السودانية، بينما يميل المصريون إلى إضافة التوابل الأساسية فقط، مثل الملح والفلفل والكمون».

الباسطا حلوى سودانية (الشرق الاوسط)

وبالعودة إلى فداء، فإنها أيضاً كسودانية وقعت في حب المطبخ المصري، وتروي تجربتها بالقول: «أنا من عشاق محشي ورق العنب، والكرنب، والباذنجان بالدقة، أحب تناوله مع الفلافل السودانية. أيضاً معظم السودانيين يحبون المحشي والملوخية المصرية».

الأطباق السودانية لم تعرف طريقها إلى المصريين من خلال المطاعم التجارية فحسب، بينما ساهم في رواجها نساء سودانيات كنّ قبل النزوح ربات منزل، إلا أنهن، مثل كثير من نساء الشرق، يعتبرن الطهي مهارة أساسية. ومع وصولهن إلى مصر وبحثهن عن سبل لكسب العيش، تحول الطهي إلى مهنة تحت شعار «أكل بيتي سوداني».

التقت «الشرق الأوسط» بفاطمة (اسم مستعار)، التي نزحت بعد الحرب وجاءت إلى القاهرة بصحبة عدد من الأسر السودانية، وتقيم حالياً في مدينة «الرحاب» التي تعد من المناطق ذات الإيجارات المرتفعة، حيث تشارك السكن مع 4 أسر سودانية أخرى. منذ عام، بدأت فاطمة بتقديم خدمات «الأكل البيتي» من منزلها بمساعدة بعض السيدات المقيمات معها.

تقول «فاطمة»: «جاءت الفكرة عندما لاحظت انتشار مشروعات الأكل البيتي في مصر، خاصة في الأحياء الراقية. فأنشأت حساباً على (فيسبوك)، بدأت من خلاله تقديم خدمات الأكل السوداني». وأردفت: «المصريون يحبون المطبخ السوداني، خاصة تلك الوصفات القريبة من مطبخهم، على شاكلة المحشي، كذلك تحظى أصناف اللحم المبهر بإعجاب كبير».

وأوضحت فاطمة أنها سعت إلى تقديم مزيج من الأكلات السودانية والمصرية، قائلة: «أستهدف زبونات مصريات عاملات يبحثن عن بدائل للطهي المنزلي. لذلك، لم أكتفِ بالوصفات السودانية فقط، بل تعلمت إعداد الأكلات المصرية، وهو أمر لم يكن صعباً على سودانية تربطها بمصر أواصر ثقافية واجتماعية، إذ كانت مصر والسودان في مرحلة ما من التاريخ بلداً واحداً».

تمكنت فاطمة من تقديم تجربة طعام بيتي فريدة، تجمع بين نكهات المطبخين السوداني والمصري، مستقطبةً كثيراً من الأسر المصرية التي تبحث عن طعام منزلي بطابع خاص. ومن خلال تجربتها، كشفت فاطمة عن مدى التداخل الثقافي بين المطبخين، ما يمهد الطريق لمزيد من الاندماج وابتكار وصفات جديدة قد تظهر في المستقبل القريب.