سجالات الكهرباء تتواصل... «الوطني الحر» يتحدث عن «افتراء»

وزيران سابقان للطاقة يردان على «الاشتراكي» و«القوات»

TT

سجالات الكهرباء تتواصل... «الوطني الحر» يتحدث عن «افتراء»

رد «التيار الوطني الحر»، أمس، على الاتهامات الموجهة إلى فريقه الوزاري على خلفية إدارة أزمة الكهرباء، في أحدث موجة من السجال الذي تصاعد في الأسبوع الماضي مع قوى سياسية معارضة للتيار، كان آخرها «التقدمي الاشتراكي» الذي دعا التيار للتنحي عن هذا الملف. واعتبر التيار، أمس، على لسان وزيرة الطاقة السابقة ندى البستاني، أن «سنوات من العمل تواجه بالكذب والافتراء والمس بكراماتنا». ويبلغ العجز الناتج عن تمويل مؤسسة كهرباء لبنان من عام 1992 حتى عام 2019، 41 مليار دولار.
ويتسلم وزراء من «التيار» حقيبة الطاقة في الحكومات المتعاقبة منذ عام 2010، فيما تطالب الدول المعنية بالملف اللبناني بالإصلاح في قطاع الكهرباء كشرط لتقديم أي مساعدة مالية للبنان.
وقالت وزيرة الطاقة السابقة ندى البستاني، في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الطاقة الأسبق سيزار أبي خليل، إن الهدف من المؤتمر «توضيح المغالطات الكبيرة التي رُوج لها في الإعلام أخيراً، المتعلقة بملف الكهرباء في الفترة التي تولينا فيها وزارة الطاقة والمياه». وأوضحت أن «الخطة المحدثة في عام 2019 حصلت على موافقة مجلس الوزراء مجتمعاً دون أي تحفظ، وحققت أهدافها لجهة خفض الهدر الفني وغير الفني، وهي ليست خطة بواخر ولا يوجد فيها كلمة بواخر، بل هي خطة إقامة معامل دائمة مدموجة مع معامل مؤقتة، وتتوفر لهذه المعامل أراض ستقدمها الدولة مجاناً».
وقالت إن «المغالطة الكبيرة هي أننا ضد الهيئات الناظمة بالمطلق، بذريعة أنها تأخذ من صلاحيات الوزير، وهذا أيضاً كلام باطل، والدليل على ذلك أننا نحن الذين عينا هيئة إدارة قطاع البترول»، مضيفة قولها: «على كل حال، الملف اليوم بين أيدي الحكومة الجديدة على أمل البت فيه بالسرعة وبالشفافية المطلوبتين».
وأشارت إلى أن «سنوات من العمل، وُجهت بالكذب والافتراء، والمس بكرامتنا، ونحن ملفاتنا واضحة وموجودة، وكنا نتمنى ألا يؤخذ الموضوع بشعبوية، وأن يتم التعاطي معه بطريقة علمية بعيداً عن السياسة».
من جهته، قال أبي خليل: «نحن كـ(تيار وطني حر) وصلنا إلى وزارة الطاقة مع حكومة 2010، وكان عمر أزمة الكهرباء عشرات السنين، ولخص الوزير باسيل المشكلة يومها بقلة إنتاج وزيادة كلفة، ووضع خطة وقدمها إلى مجلس الوزراء الذي وافق عليها في 21 يونيو (حزيران) 2010».
وأعلن «أن الخطة التي وضعناها كانت تتطلب قانوناً في مجلس النواب، ظلوا يماطلون لإقراره طيلة أربعة أشهر قبل إقراره في 13 أكتوبر (تشرين الأول) 2011. ومنذ ذلك الحين بدأ (13 تشرين) الكهرباء».
واعتبر أبي خليل أن «موضوع (سيمنز) والصندوق الكويتي بملف الكهرباء، عروض مختلقة من بعض السياسيين وفي الإعلام، لكن أصحاب النية السيئة أو المصالح الضيقة ما زالوا حتى اليوم يعيدون نشر الكذبة نفسها».
كان عضو كتلة «اللقاء الديموقراطي» هادي أبو الحسن، وجه أسئلة يوم الاثنين الماضي متعلقة بـ«إضاعة الفرص حتى وصلنا إلى هذه الأزمة المستفحلة»، متسائلاً: «لماذا تجاوزتم أو أهملتم كل العروض من قبل الصناديق الاستثمارية وبعض الدول الصديقة، في مقدمتها دولة الكويت، فيما أنتم تحاولون اليوم التنكر لتلك المبادرات».
وأشار إلى أن الوزارة لم تأخذ بنتائج دراسة أعدت في عام 2012 لإنشاء 3 محطات إنتاج، بالرغم من أن الصندوق الكويتي والصندوق العربي قد أبديا استعدادهما للنظر في التمويل من خلال قرض ميسر بقيمة 1.5 مليار دولار، لمدة 20 سنة، وبفائدة مخفضة لا تتجاوز 2 في المائة، مع فترة سماح للبدء بالسداد.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.