الحكومة المصرية تواجه «عشوائية مواقف السيارات» بـ«أماكن بديلة»

«الإسكان»: قانون التصالح بمخالفات البناء يوفر مجتمعات حديثة منظمة

TT

الحكومة المصرية تواجه «عشوائية مواقف السيارات» بـ«أماكن بديلة»

وجهت الحكومة المصرية بضرورة مواجهة عشوائية مواقف السيارات في ربوع البلاد، عبر توفير «أماكن (أي مواقف رسمية) بديلة»، ودعت إلى «مواجهة الظواهر والممارسات العشوائية التي تحدثها هذه المواقف من خلال الوجود الأمني المكثف، والتعامل بحسم مع أي مخالفات في هذا الصدد»، في حين قالت وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية أمس إن «الهدف من قانون التصالح في بعض مخالفات البناء تنموي يسعى للوصول إلى مظهر عمراني حضاري مستقر، وتحقيق مصلحة المواطنين، بتوفير مجتمعات حديثة منظمة».
وطالب الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء المصري، المحافظين في ربوع البلاد بخطة واضحة، بتوقيتات زمنية محددة، لإلغاء كل المواقف العشوائية، واستبدال مواقف رسمية بها، وكذا منع إلقاء القمامة، وغيرها من السلوكيات العشوائية، بالتنسيق مع مديري الأمن والمرور، مؤكداً: «سأنزل معكم وأتابع وأرى ما أنجزتموه»، مشيراً خلال اجتماعه لمتابعة أعمال تطوير الطريق الدائري حول القاهرة الكبرى أمس إلى «ضرورة تفعيل المواقف الرسمية الواقعة أسفل الطريق الدائري، وكذا ضرورة الوجود الأمني المكثف، والتعامل بحسم مع أي مخالفات»، موضحاً أن «الدولة تقوم حالياً بتطوير الطريق الدائري».
إلى ذلك، أكد رئيس الوزراء المصري أن «ملف ميكنة إجراءات الإفراج عن البضائع يعد أحد الملفات المهمة التي يتم العمل عليها حالياً، حيث تسعى الدولة من خلاله إلى إتاحة المزيد من التيسيرات في مختلف الإجراءات التي تتعلق بالصادرات والواردات، بما يسهم في دفع عجلة الإنتاج التي سيكون لها مردود إيجابي على الاقتصاد المصري»، مضيفاً أن «ما تقوم به الحكومة في هذا الصدد يأتي استجابة لعدد من طلبات المستثمرين التي تلقيناها خلال الاجتماعات واللقاءات التي تمت معهم خلال الفترة الماضية للتعرف على مقترحاتهم فيما يتعلق بزيادة حجم الاستثمار في مصر من الداخل والخارج». وكلف رئيس الوزراء المصري خلال ترؤسه اجتماعاً لمتابعة الخطوات الخاصة بميكنة وتيسير إجراءات الإفراج عن البضائع بالموانئ المصرية «بالعمل على سرعة بدء تطبيق منظومة التسجيل المسبق للمشحونات خلال الفترة القليلة المقبلة، وذلك بالتنسيق مع مختلف الجهات المعنية بالتنفيذ، بما يسهم بتسهيل وتسريع الإجراءات الخاصة بالصادرات والواردات، وحوكمة البيانات المتعلقة بالمشحونات».
وفي غضون ذلك، قال الدكتور عاصم الجزار، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، إن «الهدف من قانون التصالح في بعض مخالفات البناء تنموي يسعى إلى الوصول إلى مظهر عمراني حضاري مستقر، وتحقيق مصلحة المواطنين، بتوفير مجتمعات حديثة منظمة، بها كامل الخدمات والمرافق التي يحتاج إليها المواطنون».
ووافق رئيس مجلس الوزراء المصري، في وقت سابق، على اللائحة التنفيذية لقانون التصالح في بعض مخالفات البناء التي توضح آلية وإجراءات التنفيذ، والحالات المخالفة التي سوف يتم التصالح معها، وكذلك الحالات التي يحظر فيها التصالح، والتي نص عليها مشروع القانون.
وتسعى الحكومة المصرية لإنهاء أزمة مخالفات البناء التي تفاقمت في السنوات الأخيرة، خصوصاً بعد ثورة 25 يناير (كانون الثاني) 2011، من خلال تطبيق القانون الذي يعنى به آلاف المواطنين. وقال النائب أحمد سعد، عضو مجلس النواب المصري (البرلمان) لـ«الشرق الأوسط» إن الحكومة «تعهدت بأن يراعي قانون التصالح في بعض مخالفات البناء البُعد الاجتماعي للمواطنين، حتى يسهل تقنين أوضاع البنايات الخاصة بهم بسهولة، وفقاً لتوجيهات القيادة السياسية، ولاستقرار أوضاع المصريين، والحفاظ على الثروة العقارية في البلاد، ومن أجل أحياء أكثر جمالاً وتنسيقاً».



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.