هل تحمي أقنعة الوجه الواقية من الإصابة بـ«كورونا»؟

مسافران يضعان قناعي وجه واقيين أثناء وجودهما بمحطة للقطارات في كوريا الجنوبية (أ.ف.ب)
مسافران يضعان قناعي وجه واقيين أثناء وجودهما بمحطة للقطارات في كوريا الجنوبية (أ.ف.ب)
TT

هل تحمي أقنعة الوجه الواقية من الإصابة بـ«كورونا»؟

مسافران يضعان قناعي وجه واقيين أثناء وجودهما بمحطة للقطارات في كوريا الجنوبية (أ.ف.ب)
مسافران يضعان قناعي وجه واقيين أثناء وجودهما بمحطة للقطارات في كوريا الجنوبية (أ.ف.ب)

ارتفع إجمالي عدد المصابين بكورونا في جميع أنحاء العالم الآن إلى أكثر من 80 ألفاً وتسبب الفيروس بوفاة أكثر من 2700 ألف شخص أيضاً. وحتى الآن، أثبت 13 مريضاً في المملكة المتحدة إصابتهم بالفيروس، وقد رفع كبار المسؤولين الطبيين مستوى الخطر الخاص بكورونا من قليل إلى معتدل، خاصة أنه لا يوجد للفيروس حالياً أي علاج أو لقاح معروف، وفقاً لصحيفة «الإندبندنت» البريطانية.
وأمس (الثلاثاء)، دعت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها الأميركيين للبدء بالاستعداد لاحتمال تفشي الفيروس في البلاد. وفي ظل انتشار «كورونا» في العديد من الدول حول العالم، ومحاولة الخبراء الطبيين محاربته، يقوم معظم الناس في البلدان التي سجلت إصابات بارتداء أقنعة الوجه الواقية، فهل تستطيع هذه الأدوات حمايتنا من الإصابة كما يزعم؟
تم استعمال الأقنعة الجراحية لأول مرة في المستشفيات في أواخر القرن الثامن عشر، لكنها لم تنتقل إلى الاستخدام العام حتى تفشي الإنفلونزا الإسبانية في عام 1919.
وصممت الأقنعة للاستخدام في بيئة سريرية، مثل جناح المستشفى، حيث تستعمل بشكل أساسي لمنع انتشار المواد السائلة المحملة بالجراثيم.
ووصل الطلب على أقنعة الوجه الواقية في الصين إلى 200 مليون قناع يومياً، بحسب وكالة «رويترز». وتُظهر الصور على وسائل التواصل الاجتماعي أعداداً هائلة من الناس يرتدونها في الأماكن العامة وفي مراكز النقل مثل المطارات ومحطات القطارات حيث توجد حشود كبيرة.
وأدى الفيروس أيضاً إلى انتشار مقاطع فيديو تعليمية على موقع «يوتيوب» توضح للناس كيفية صنع أقنعتهم الخاصة.
وقال الدكتور جيك دانينغ، رئيس الأمراض الناشئة والأمراض الحيوانية المنشأ (الأمراض المعدية التي تنتشر بين البشر والحيوانات) في «بابليك هيلث إنجلاند»، لصحيفة «الإندبندنت» إن هناك «دليلاً ضئيلاً للغاية على وجود فائدة واسعة لارتداء الحشود للأقنعة الواقية».
ويشرح دانينغ أن هناك عدداً من الأسباب وراء عدم فعالية ارتدائها، وقال: «يجب ارتداء أقنعة الوجه بشكل صحيح، وتغييرها بشكل متكرر، وإزالتها بشكل سليم، والتخلص منها بأمان، واستخدامها جنباً إلى جنب مع قواعد النظافة العامة الجيدة حتى تكون فعالة».
ومعظم الأقنعة التي يتم ارتداؤها لا تحتوي على جهاز تنفس لتنقية جزيئات الهواء المعدية.
وإذا لم يتم ارتداؤها بشكل صحيح، فهذا يعني أن البكتيريا يمكنها بسهولة الوصول إلى الأنف والفم. كما حذر الخبراء من أن فيروس كورونا قد يدخل الجسم عبر العينين.
كما أكد قسم الصحة العامة في ويلز والمركز القومي الأميركي للتحصين وأمراض الجهاز التنفسي أنه لا توجد أدلة كافية تشير إلى أنه ينبغي على الأفراد ارتداء الأقنعة.
وقال جيمي وايتوورث، أستاذ الصحة العامة الدولية في كلية لندن للصحة والطب، لصحيفة «الإندبندنت»: «هناك أدلة قليلة على أنها فعالة للغاية... إنها أكثر فائدة إذا كان لديك فيروس ولا ترغب في نقله للآخرين أكثر من كونها تمنع التقاط أي مرض».
وأظهرت دراسة أجريت عام 2014 بعد اندلاع فيروس «سارس»، حيث تم ارتداء الأقنعة على نطاق واسع في آسيا، نتائج غير حاسمة بشأن فعاليتها.
وإذا كان الناس يشعرون بالقلق من الإصابة بالأمراض المعدية، فهناك تدابير أكثر فاعلية يجب اتخاذها، كما يقول الدكتور دانينغ، بما في ذلك «النظافة الشخصية، خاصة فيما يتعلق بتعقيم اليدين».
وتنصح منظمة الصحة العالمية الناس بغسل أيديهم بشكل متكرر واستخدام الكحول والماء الدافئ والصابون، وتغطية فمهم وأنفهم عند العطس أو السعال وتجنب الاتصال الوثيق مع أي شخص يعاني من الحمى.


مقالات ذات صلة

الإفراط في تناول الدهون والسكر قد يدمر الكبد

يوميات الشرق سرطان الكبد من بين السرطانات الأكثر شيوعاً في العالم (جامعة ييل)

الإفراط في تناول الدهون والسكر قد يدمر الكبد

حذّرت دراسة أميركية من أن الإفراط في تناول الدهون والسكريات يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بسرطان الكبد، وذلك من خلال تدمير الحمض النووي في خلايا الكبد.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق شاي الكركديه يحتوي على نسبة عالية من مادة «البوليفينول» (غيتي)

مواد طبيعية قد تمنحك خصراً نحيفاً وقلباً صحياً وضغط دم منخفضاً

ثمة كلمة جديدة رائجة في مجال الصحة هي «البوليفينولات»، فبينما ظل العلماء يدرسون المركبات النباتية لسنوات، فقد جذب المصطلح الآن خيال الجمهور لسبب وجيه.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق جانب من تمرين عالي الطاقة في صالة ألعاب رياضية في نيويورك (أرشيفية - رويترز)

«هارد 75»... تحدٍّ جديد يجتاح «تيك توك» مع بداية العام

مع بداية العام الجديد، انتشر تحدٍّ جديد عبر تطبيق «تيك توك» باسم «هارد 75».

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك ليست جميع المشروبات قادرة بالفعل على علاجك من نزلات البرد والإنفلونزا (رويترز)

مشروب منزلي يساعد في التخلص من نزلات البرد

تحدثت اختصاصية التغذية كيلي كونيك لشبكة «فوكس نيوز» الأميركية عن المشروب المنزلي الأمثل لعلاج نزلات البرد والإنفلونزا.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك الفواكه والخضراوات مليئة بمضادات الأكسدة والفيتامينات والمعادن (رويترز)

تناول الفواكه والخضراوات يقلل خطر إصابتك بالاكتئاب

أكدت دراسة جديدة أن زيادة كمية الفواكه والخضراوات في نظامك الغذائي يمكن أن تقلل من خطر الإصابة بالاكتئاب بمرور الوقت.

«الشرق الأوسط» (سيدني)

وسط انتشار حوادث الطيران... هل هناك مقاعد أكثر أماناً على متن الطائرة؟

يعتقد كثيرون أن الجلوس بمؤخرة الطائرة أكثر أماناً من الجلوس في المقدمة (رويترز)
يعتقد كثيرون أن الجلوس بمؤخرة الطائرة أكثر أماناً من الجلوس في المقدمة (رويترز)
TT

وسط انتشار حوادث الطيران... هل هناك مقاعد أكثر أماناً على متن الطائرة؟

يعتقد كثيرون أن الجلوس بمؤخرة الطائرة أكثر أماناً من الجلوس في المقدمة (رويترز)
يعتقد كثيرون أن الجلوس بمؤخرة الطائرة أكثر أماناً من الجلوس في المقدمة (رويترز)

شهد العالم، خلال الأسبوعين الماضيين، تحطم طائرتين؛ إحداهما تابعة للخطوط الجوية الأذربيجانية في كازاخستان، والأخرى تابعة لشركة «جيجو إير»، وهي أكبر شركة طيران منخفض التكلفة في كوريا الجنوبية.

وقُتل في الحادث الأول 38 شخصاً، ونجا 29 راكباً، في حين قُتل جميع ركاب طائرة «جيجو إير»، باستثناء اثنين.

وبعد هذين الحادثين، انتشرت التقارير المتعلقة بوجود أماكن معينة على متن الطائرة أكثر أماناً من غيرها.

فقد أكد كثيرون صحة المعتقد القديم بأن الجلوس في مؤخرة الطائرة أكثر أماناً من الجلوس في المقدمة، مشيرين إلى أن حطام طائرة الخطوط الجوية الأذربيجانية وطائرة «جيجو إير» يؤكد هذا.

فقد كان الناجون التسعة والعشرون من حادث تحطم الطائرة الأذربيجانية يجلسون جميعاً في مؤخرة الطائرة، التي انقسمت إلى نصفين، تاركة النصف الخلفي سليماً إلى حد كبير. وفي الوقت نفسه، كانت المضيفتان اللتان جلستا في مقعديهما القابلين للطي في ذيل الطائرة، هما الناجيتين الوحيدتين من حادث تحطم الطائرة الكورية الجنوبية.

فهل هذا المعتقد صحيح بالفعل؟

في عام 2015، كتب مراسلو مجلة «تايم» أنهم قاموا بفحص سجلات جميع حوادث تحطم الطائرات في الولايات المتحدة، سواء من حيث الوفيات أم الناجين من عام 1985 إلى عام 2000، ووجدوا، في تحليل تلوي، أن المقاعد في الثلث الخلفي من الطائرة كان معدل الوفيات فيها 32 في المائة بشكل عام، مقارنة بـ38 في المائة في الثلث الأمامي، و39 في المائة في الثلث الأوسط.

كما أشاروا إلى أن المقاعد الوسطى في الثلث الخلفي من المقصورة كانت هي الأفضل، بمعدل وفيات 28 في المائة. وكانت المقاعد «الأسوأ» هي تلك الواقعة على الممرات في الثلث الأوسط من الطائرة، بمعدل وفيات 44 ف المائة.

إلا أنه، وفقاً لخبراء سلامة الطيران فهذا الأمر ليس مضموناً في العموم.

ويقول حسن شهيدي، رئيس مؤسسة سلامة الطيران، لشبكة «سي إن إن» الأميركية: «لا توجد أي بيانات تُظهر ارتباطاً بين مكان الجلوس على متن الطائرة والقدرة على البقاء على قيد الحياة. كل حادث يختلف عن الآخر».

من جهته، يقول تشنغ لونغ وو، الأستاذ المساعد في كلية الطيران بجامعة نيو ساوث ويلز في سيدني: «إذا كنا نتحدث عن حادث تحطم مميت، فلن يكون هناك أي فرق تقريباً في مكان الجلوس».

أما إد غاليا، أستاذ هندسة السلامة من الحرائق في جامعة غرينتش بلندن، والذي أجرى دراسات بارزة حول عمليات إخلاء حوادث تحطم الطائرات، فقد حذر من أنه «لا يوجد مقعد سحري أكثر أماناً من غيره».

ويضيف: «يعتمد الأمر على طبيعة الحادث الذي تتعرض له. في بعض الأحيان يكون المقعد الأمامي أفضل، وأحياناً أخرى يكون الخلفي آمن كثيراً».

ويرى مختصون أن للمسافر دوراً في تعزيز فرص نجاته من الحوادث عبر عدة طرق، من بينها الإنصات جيداً إلى تعليمات السلامة، وقراءة كتيب تعليمات الأمان المتوفر بجيب المقعد أمامك، ودراسة مخارج الطوارئ جيداً، وتحديد الأقرب إليك، وتجنب شركات طيران ذات سجل السلامة غير الجيد.