مبارك وإسرائيل... زيارة «رئاسية» واحدة و«سلام بارد»

مبارك حضر جنازة رئيس الوزراء الإسرائيلي اسحاق رابين الذي اغتيل في 4 من نوفمبر 1995
مبارك حضر جنازة رئيس الوزراء الإسرائيلي اسحاق رابين الذي اغتيل في 4 من نوفمبر 1995
TT

مبارك وإسرائيل... زيارة «رئاسية» واحدة و«سلام بارد»

مبارك حضر جنازة رئيس الوزراء الإسرائيلي اسحاق رابين الذي اغتيل في 4 من نوفمبر 1995
مبارك حضر جنازة رئيس الوزراء الإسرائيلي اسحاق رابين الذي اغتيل في 4 من نوفمبر 1995

بدأ الرئيس الراحل حسني مبارك فترة رئاسته الأولى باستعادة العلاقات العربية المقطوعة مع مصر، بعد توقيعها معاهدة السلام مع إسرائيل عام 1979، كما عاد مقر الجامعة العربية إلى القاهرة بعدما نُقل إلى تونس. لكنّ مبارك حافظ، في المقابل، خلال ثلاثين عاماً من حكمه، على استمرار العلاقات الجيدة مع تل أبيب، فيما وُصف بـ«السلام البارد» بين الجيران المتحاربين سابقاً.
وخلال حكمه أصبح ثاني رئيس عربي يزور القدس المحتلة، وهي الزيارة الوحيدة له لإسرائيل كرئيس، والرسمية المعلنة، وكانت في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 1995 لحضور جنازة رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إسحق رابين، بصحبة عدد من المسؤولين المصريين. وألقى خلالها كلمة وصف فيها رابين بأنه «وضع أسس السلام والتعايش بين الفلسطينيين والإسرائيليين». لكن عقب تنحيه، عام 2011، ذكرت وثيقة أميركية، نُشرت على نطاق واسع في صحف مصرية، أن سجلات مبنى صالة كبار الزوار الملحقة بمطار بن غوريون الإسرائيلي، سجلت دخول وخروج مبارك لإسرائيل 6 مرات (هبوط ترانزيت)، في الفترة من عام 2005 إلى 2010 دون أي تأكيد رسمي.
وفي عام 1999 وافق مبارك على ضخ الغاز الطبيعي المصري إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية، فيما وصفه رئيس الوزراء الإسرائيلي حينها إيهود باراك بـ«خط أنابيب السلام».
وتحت حكمه أصبح منتجع شرم الشيخ المصري ساحة لمفاوضات السلام الدولية، حيث استقبل العديد من المسؤولين الإسرائيليين. وأعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس، عن حزنه على وفاة مبارك. وقال في بيان إنه كان «صديقاً شخصياً لي وزعيماً قاد شعبه نحو تحقيق السلام والأمن، ونحو تحقيق السلام مع إسرائيل».
وقبل أشهر من وفاته، أعرب مبارك عن عدم تفاؤله بشأن خطة السلام الأميركية. وقال في حوار مع صحيفة كويتية في مايو (أيار) الماضي، إنه «غير متفائل» بشأن مقدمات الخطة الأميركية للسلام في الشرق الأوسط والتي تُعرف إعلامياً بـ«صفقة القرن».



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».