قمة دول الساحل في نواكشوط تناقش محاربة الإرهاب والأزمة الليبية

TT

قمة دول الساحل في نواكشوط تناقش محاربة الإرهاب والأزمة الليبية

عقد رؤساء دول الساحل الخمس (موريتانيا، ومالي، والنيجر، وتشاد، وبوركينا فاسو)، أمس، قمة في العاصمة الموريتانية نواكشوط، ناقشت التطورات المتلاحقة في الحرب على الإرهاب في الساحل والأزمة الليبية، كما انعقدت بالتزامن مع القمة أول جمعية عمومية لـ«تحالف الساحل»، الذي يضم كبار ممولي مجموعة دول الساحل الخمس، وأعلن في ختام أعمال الجمعية عن رصد 12 مليار يورو لصالح التنمية في منطقة الساحل الأفريقي.
وخلال القمة تسلم الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني الرئاسة الدورية لمجموعة دول الساحل الخمس، وقال إن القمة «تأتي للوقوف على ما تحقق من إنجازات على طريق تحقيق ثنائية الأمن والتنمية»، وثمّن ما قال إنه «جهود شركاء مجموعة الساحل من اتحاد أفريقي واتحاد أوروبي، ومنظمة الأمم المتحدة والدول المانحة، وغيرها من منظمات إقليمية ودولية في دعم الاستقرار بالمنطقة، والمساهمة في رفع التحديات الماثلة، وخلق تنمية مستدامة بدول المجموعة».
ووصف قادة دول الساحل الخمس في البيان الختامي للقمة ما تشهده منطقة الساحل بأنه «أزمة غير مسبوقة»، ودعوا المجموعة الدولية إلى دعمها في «مواجهة الأزمة الإنسانية»، التي تضرب المنطقة، كما نددوا بتصاعد وتيرة الأعمال الإرهابية، وجددوا في بيانهم «التعهد بالعمل على تعزيز التعاون في مجال محاربة الإرهاب، ومواصلة الانخراط في مشروع القوة العسكرية المشتركة، وذلك من خلال مشاركة المعلومات الاستخباراتية، وتبادل الوسائل، خاصة الوسائل الجوية».
كما جدد قادة دول الساحل طلبهم الموجه إلى مجلس الأمن الدولي بوضع القوة العسكرية المشتركة تحت البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة، مثمنين التوقيع على «تفاهم» بين مجموعة دول الساحل، والمجموعة الأوروبية ومنظمة الأمم المتحدة من أجل «توفير دعم عملياتي ولوجيستي لصالح القوة العسكرية المشتركة».
كما أكد قادة دول الساحل أن جهودهم لمحاربة الإرهاب مرتبطة الصلة بما يحدث في ليبيا، وقالوا في بيانهم الختامي إنهم «قلقون حيال الأزمة الليبية»، لكنهم وجهوا في السياق ذاته التحية لجهود المجموعة الدولية نحو استعادة السلام في ليبيا، مذكرين بما سموه «الآثار الكارثية للأزمة الليبية على الأمن والاستقرار في الساحل»، وطالبوا بضرورة «دمج أفريقيا في صلب عملية البحث عن حل للأزمة الليبية».
وفي هذا السياق، قال الرئيس الموريتاني إنه «يشيد بجهود لجنة الاتحاد الأفريقي رفيعة المستوى حول الوضع في ليبيا»، محذراً من «الانعكاسات السلبية الخطيرة للأزمة الليبية على الأمن والاستقرار في المنطقة وفي العالم»، ودعا إلى «تنظيم منتدى وطني يجمع جميع الأطراف الليبية، وفق قرارات الاتحاد الأفريقي من أجل إيجاد حل سريع لهذه الأزمة واستعادة الأمن، والاستقرار لهذا البلد الشقيق».
وإلى جانب الأزمة الليبية، كان الملف التنموي حاضراً بقوة خلال قمة نواكشوط، خاصة في اجتماع الجمعية العمومية لتحالف الساحل، الذي انعقد على هامش القمة، والذي شاركت فيه وفود دولية للأطراف الممولة لمجموعة دول الساحل الخمس، يتقدمها وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، الذي قال على هامش الاجتماع إن الهدف منه هو «اتخاذ قرار بتقوية وتعزيز الجهود التنموية في المناطق الهشة من أجل الانتصار في الحرب على الإرهاب على المدى البعيد والمتوسط».
ويشارك في أول اجتماع للجمعية العمومية لتحالف الساحل ممثلون عن ألمانيا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، والاتحاد الأفريقي، والسعودية والإمارات واليابان والصين وروسيا، والعديد من المنظمات وهيئات التمويل الدولية، ويهدف هذا التحالف إلى تأكيد وحشد الدعم المالي الدولي للمشاريع الاقتصادية، ذات الأولوية لدول الساحل، ودعم تمويل القوة المشتركة لدول الساحل لمحاربة الإرهاب.
وخلال الاجتماع تعهد التحالف برصد 12 مليار يورو لتنمية منطقة الساحل خلال السنوات الخمس المقبلة، بما فيها دعم البنك الدولي المعلن عنه، الذي يبلغ 7 مليارات دولار لدعم التنمية في منطقة الساحل. ومن المنتظر أن توجه هذه التمويلات إلى مشاريع تستهدف المناطق الهشة، التي يتعرض سكانها للنزوح جراء الهجمات الإرهابية، ونقص البنى التحتية والموارد الأساسية.
وسبق أن رصد تحالف الساحل نهاية عام 2018 في اجتماع بنواكشوط مبلغ 2.2 مليار يورو، موجهة لتمويل 40 مشروعاً تنموياً ترى مجموعة دول الساحل الخمس أنها تتصف بالأولوية والاستعجالية، من أجل تحسين ظروف السكان في المناطق الحدودية. وسيتم تنفيذ هذه المشاريع على مدى ثلاث سنوات (2019 - 2021)، وقد ناقشت قمة نواكشوط مستوى تنفيذ هذه المشاريع خلال العام المنصرم (2019).
في سياق ذلك، عبر قادة دول الساحل عن ارتياحهم للجهود المبذولة من طرف الشركاء لتجسيد تعهداتهم بتمويل مشاريع ضمن «البرنامج الاستثماري ذي الأولوية»، لكنهم لاحظوا «رغم هذه الجهود فإن مستوى تنفيذ هذه المشاريع ما يزال قابلاً للتحسين»، ووجه قادة الساحل طلباً إلى الشركاء والممولين بالإسراع في الإفراج عن التمويلات.
كما حيا قادة الساحل في بيانهم الختامي انعقاد أول جمعية عمومية لتحالف الساحل في نواكشوط أمس، وعبروا عن ارتياحهم لنتائج هذه الجمعية، ودعوها إلى تسريع دعمها لتنفيذ برنامج التنمية الاستعجالي لدول الساحل.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.