سجال بين نائبين في «الوطني الحر» و«أمل» على خلفية انتقاد بري

TT

سجال بين نائبين في «الوطني الحر» و«أمل» على خلفية انتقاد بري

أشعل اتهام عضو تكتل «لبنان القوي» النائب زياد أسود، رئيس مجلس النواب نبيه بري، بإغراق المسيحيين بقانون المحافظات و«فرض رأيه وإرادته علينا»، سجالاً عنيفاً مع عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب علي بزي، متهماً إياه بأنه «يحفر حقداً وكراهية».
وانطلق السجال في ردّ أسود، أحد ممثلي «التيار الوطني الحر» في البرلمان، على تغريدة للنائب الأسبق فارس سعيد. فقد كتب الأخير: «يلعب الرئيس برّي الدور المحوري الذي من المفترض أن يلعبه الرئيس عون. هو نقطة تقاطع مع جميع القوى الممثلة في المجلس، يَرَوْن فيه السند والحليف الخفي وجسر العبور والوسيط مع (حزب الله)، وأفضل (الشيعيّة السياسيّة)، حتى بات بالتعاون مع (حزب الله) يختزل الحياة السياسيّة»، مشيراً إلى أنه «لا دور للرئيس عون».
وردّ أسود على سعيد، قائلاً: «قد تجد في الرئيس بري سنداً، ونجد فيه اختزالاً للمسيحيين، وأولها إغراقنا بقانون المحافظات في فرض رأيه وإرادته علينا. فأصبح وسيطاً لكم مع (حزب الله) الذي حولتموه إلى شيطان أكبر، عندما صارت (١٤ آذار) رأس حربة سيادة مبيعة. أفضل الشيعية والسنية والمسيحية لا نجدهم في من نهب كل شيء لمصلحته».
هذا الهجوم على بري استدعى رداً من بزي، أحد ممثلي «حركة أمل» في البرلمان، قائلاً: «مع وصول الحفارة لبدء عمليات الحفر، وأنتّ، أنتْ تحفر حقداً وكراهية، ولا تستخرج منك إلا النواقص والعوادم والتفاهات». وتوجّه إلى أسود بالقول: «أمثالك يحفرون عميقاً وغميقاً لتشويه الوقائع وتزوير الحقائق وإلحاق الأذى والضرر بالرئاسة والتيار واللغة المفيدة».
وردّ أسود مرة أخرى، قائلاً: «أمثالي يا أخ علي يدافعون عن تيار، وعن رئيس، بوجه مَن ألحق الأذى بلبنان، بسياسته وعراقيله ومشروعاته وقوانينه المعلبة من 30 سنة، فحوّل مجتمعاً بكامله من فئة قطيع الغنم الواقف على بابه. من ألحق الأذى هو مَن حوّل الوهم إلى حقيقة وجعل أمثال المداحين أولئك نواباً عن المسيحيين في محور المفلسين».
ولاحقاً، قال بزي في بيان مخاطباً أسود: «أشك في دفاعك عن التيار ورئيسه، منتظراً جواباً صريحاً منهم، ماذا تقصد بقطيع الغنم؟ هل تقصد الذين نقلوا لبنان من العصر الإسرائيلي إلى العصر المقاوم؟... هل تقصد الذين دافعوا عن وحدة لبنان ضد مشروعات التقسيم والتهجير والفتنة؟ هل تقصد الذين لا يخافون في الله لومة لائم؟ هل تقصد الأوفياء الشرفاء الذين أقسموا يمين الوطن مع صاحب الأمانة وحاملها؟ أما قامتنا الشامخة فستبقى قيمة مضافة، لن تنتقص منها قيمتك الناقصة».



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.