السعودية لتوسيع الاقتصاد بتحويل هيئة الاستثمار إلى وزارة مستقلة

عضو مجلس شورى يرى أن القرار يستهدف «الفرص الاستراتيجية» و«التنويع الأفقي»

أمر ملكي بتحويل جهاز هيئة الاستثمار العامة إلى وزارة مستقلة تؤكد سعي السعودية لتوسيع قاعدتها الاقتصادية (الشرق الأوسط)
أمر ملكي بتحويل جهاز هيئة الاستثمار العامة إلى وزارة مستقلة تؤكد سعي السعودية لتوسيع قاعدتها الاقتصادية (الشرق الأوسط)
TT

السعودية لتوسيع الاقتصاد بتحويل هيئة الاستثمار إلى وزارة مستقلة

أمر ملكي بتحويل جهاز هيئة الاستثمار العامة إلى وزارة مستقلة تؤكد سعي السعودية لتوسيع قاعدتها الاقتصادية (الشرق الأوسط)
أمر ملكي بتحويل جهاز هيئة الاستثمار العامة إلى وزارة مستقلة تؤكد سعي السعودية لتوسيع قاعدتها الاقتصادية (الشرق الأوسط)

أكد خبير اقتصادي وعضو مجلس شورى سعودي أن تحويل الهيئة العامة للاستثمار السعودية إلى وزارة مستقلة بذاتها يمثل نقلة جوهرية في الاقتصاد الوطني، إذ ستعمل على تنويع القاعدة الإنتاجية واستقطاب استثمارات نوعية تحقق القيمة المضافة للاقتصاد السعودي، ووصفها بـ«الخطوة الاستراتيجية والمهمة».
وأعلنت السعودية، أمس، تحوّل الهيئة العامة للاستثمار إلى وزارة مستقلة باسم وزارة الاستثمار، وفصل قطاع الاستثمار عن وزارة التجارة بعد أن كانا في وزارة واحدة، ضمن خطوة تؤكد جدية التوجه السعودي إلى بناء اقتصاد متنوع وتوسيع القاعدة الاقتصادية الإنتاجية، وإشراك القطاع الخاص في التنمية وجذب المزيد من الاستثمارات التي تشكّل قيمة مضافة للاقتصاد السعودي.
كما تأتي الخطوة في إطار ترقية أداء العمل الحكومي والدفع به قدماً لإنجاز مستهدفات ومبادرات «رؤية المملكة 2030»، وتحقيق الأهداف التي تسعى لها، وهي بناء اقتصاد مستدام يقوم على التخطيط والابتكار.
وتقوم «رؤية المملكة 2030» على ثلاثة محاور هي: اقتصاد مزدهر، ووطن طموح، ومجتمع حيوي، وذلك من أجل أن تكون السعودية بلداً رائداً في الاستثمار بناءً على الإمكانات والموقع الجيوستراتيجي والعمقين العربي والإسلامي.
أمام ذلك، قال الدكتور سعيد الشيخ عضو مجلس الشورى السعودي والخبير الاقتصادي، لـ«الشرق الأوسط»: «في تصوري قرار تحويل الهيئة العامة للاستثمار إلى وزارة، قرار استراتيجي مهم، ويتناغم تماماً مع توجهات (رؤية المملكة 2030) في إعطاء هذا الجهاز مزيداً من الصلاحيات التي تتمتع بها الوزارات في زيادة فعاليتها في جذب الاستثمارات المحلية والدولية نحو تنويع قاعدة الاقتصاد الإنتاجية».
ويضيف الدكتور الشيخ أن قرار الدولة يأتي في إطار تقليل اعتماد السعودية على الطاقة وحتى تلك الصناعات التي تعتمد على النفط والغاز كمدخل أساسي في إنتاجها مثل الإسمنت والحديد والألمنيوم، والتي قطعت فيها السعودية شوطاً كبيراً مستفيدةً من المزايا النسبية والتنافسية.
ويرى الشيخ أن هناك حاجة ماسّة إلى التنويع الأفقي في ظل طفرة المعلومات والثورة الصناعية الرابعة، مشيراً إلى أن التوقعات من التوجه الجديد وتحويل الهيئة إلى وزارة تستهدف سعي وزارة الاستثمار لمزيد من استقطاب الاستثمارات النوعية التي تحقق القيمة المضافة العالية وتخلق أيضاً فرص العمل التي تتناسب مع مخرجات قطاع التعليم الذي يمر بمرحلة تحديث في مناهجه لاكتساب المعرفة والمهارات في مجال التحول الرقمي والذكاء الصناعي.
وحسب الشيخ، على وزارة الاستثمار التنسيق الحثيث مع وزارة الصناعة في جذب الاستثمارات التي تحقق استراتيجية الصناعة، لتكامل الأدوار بين الوزارات المختلفة.
وخلال الفترة السابقة سعت الهيئة العامة للاستثمار إلى استقطاب وتمكين استثمارات نوعية من أجل تنمية مستدامة، حيث عملت الهيئة على متابعة وتقييم أداء الاستثمارات وتذليل الصعوبات التي واجهت المستثمرين، كما قدمت الدراسات والبحوث واقترحت خططاً تنفيذية بهدف تعزيز الاستثمارات داخل السعودية.


مقالات ذات صلة

رئيس «تداول»: رفع «موديز» التصنيف الائتماني للسعودية يعزز ثقة المستثمرين

الاقتصاد مستثمر أمام شعار شركة «تداول» السعودية (الشرق الأوسط)

رئيس «تداول»: رفع «موديز» التصنيف الائتماني للسعودية يعزز ثقة المستثمرين

قال الرئيس التنفيذي لمجموعة «تداول» السعودية، المهندس خالد الحصان، إن إعلان وكالة «موديز» رفع التصنيف الائتماني للمملكة إلى «إيه إيه 3» يعزز ثقة المستثمرين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)

شركات البتروكيميائيات السعودية تتحول للربحية وتنمو 200% في الربع الثالث

سجلت شركات البتروكيميائيات المدرجة في السوق المالية السعودية (تداول) تحولاً كبيراً نتائجها المالية خلال الربع الثالث من 2024.

محمد المطيري (الرياض)
الاقتصاد مشهد من العاصمة السعودية وتظهر فيه ناطحات السحاب في مركز الملك عبد الله المالي (كافد) (رويترز)

 «موديز» ترفع التصنيف الائتماني للسعودية بفضل جهود تنويع الاقتصاد

رفعت وكالة «موديز» للتصنيف الائتماني تصنيف السعودية إلى «إيه إيه 3» (Aa3) من «إيه 1»، مشيرة إلى جهودها لتنويع اقتصادها بعيداً عن النفط.

«الشرق الأوسط» (نيويورك) «الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)

السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

سطرت السعودية التاريخ بعد أن جمعت البلدان الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية المكونة من 193 دولة، للاتفاق على معاهدة الرياض لقانون التصاميم.

بندر مسلم (الرياض)
الاقتصاد العوهلي متحدثاً للحضور في منتدى المحتوى المحلي (الشرق الأوسط)

نسبة توطين الإنفاق العسكري بالسعودية تصل إلى 19.35 %

كشف محافظ الهيئة العامة للصناعات العسكرية المهندس أحمد العوهلي عن وصول نسبة توطين الإنفاق العسكري إلى 19.35 في المائة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

أميركا وأوروبا ودول أخرى ترفع التمويل المناخي للدول النامية إلى 300 مليار دولار

رجل يحمل حقيبة سفر بالقرب من مدخل مكان انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ COP29 في باكو (رويترز)
رجل يحمل حقيبة سفر بالقرب من مدخل مكان انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ COP29 في باكو (رويترز)
TT

أميركا وأوروبا ودول أخرى ترفع التمويل المناخي للدول النامية إلى 300 مليار دولار

رجل يحمل حقيبة سفر بالقرب من مدخل مكان انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ COP29 في باكو (رويترز)
رجل يحمل حقيبة سفر بالقرب من مدخل مكان انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ COP29 في باكو (رويترز)

وافق الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودولاً غنية أخرى، خلال قمة الأمم المتحدة المعنية بتغير المناخ (كوب29) على زيادة عرضها لهدف التمويل العالمي إلى 300 مليار دولار سنوياً بحلول عام 2035. وفق وكالة «رويترز» نقلاً عن مصادر مطلعة.

وكان من المقرر اختتام القمة الجمعة، لكنها امتدت لوقت إضافي مع سعي مفاوضين من نحو 200 دولة للتوصل إلى اتفاق بشأن خطة التمويل المناخي العالمية في العقد المقبل. ولا بد من حدوث توافق بين المفاوضين من أجل اعتماد أي اتفاق.

جاء هذا التحول في المواقف بعد أن رفضت الدول النامية يوم الجمعة اقتراحاً صاغته أذربيجان التي تستضيف المؤتمر لاتفاق ينص على تمويل قيمته 250 مليار دولار، ووصفته تلك الدول بأنه قليل بشكل مهين.

ولم يتضح بعد ما إذا كانت الدول النامية في مؤتمر (كوب29) قد أُبلغت بالموقف الجديد للدول الغنية، ولم يتضح كذلك ما إذا كان الموقف كافياً للفوز بدعم الدول النامية.

وقالت خمسة مصادر مطلعة على المناقشات المغلقة إن الاتحاد الأوروبي أبدى موافقته على قبول المبلغ الأعلى. وذكر مصدران أن الولايات المتحدة وأستراليا وبريطانيا وافقت أيضاً.

وأحجم المتحدثان باسم المفوضية الأوروبية والحكومة الأسترالية عن التعليق على المفاوضات. ولم يرد وفد الولايات المتحدة في المؤتمر أو وزارة الطاقة البريطانية بعد على طلب للتعليق.

وتترقب الوفود المشاركة في (كوب29) في باكو بأذربيجان مسودة جديدة لاتفاق عالمي بشأن تمويل المناخ يوم السبت، بعد أن واصل المفاوضون العمل خلال ساعات الليل.

وكشفت محادثات (كوب29) عن الانقسامات بين الحكومات الغنية المقيدة بموازنات محلية صارمة وبين الدول النامية التي تعاني من خسائر مادية هائلة نتيجة العواصف والفيضانات والجفاف، وهي ظواهر ناجمة عن تغير المناخ.

ومن المزمع أن يحل الهدف الجديد محل تعهدات سابقة من الدول المتطورة بتقديم تمويل مناخي بقيمة 100 مليار دولار سنوياً للدول الفقيرة بحلول عام 2020. وتم تحقيق الهدف في 2022 بعد عامين من موعده وينتهي سريانه في 2025.