مقتل تسعة من قوات النظام السوري بقصف تركي في إدلب

إردوغان: لا اتفاق حتى الآن على قمة رباعية بشأن سوريا

تصاعد الدخان جراء القصف الذي طال بلدة سرمين على بعد حوالي 8 كيلومترات جنوب شرقي إدلب (أ.ف.ب)
تصاعد الدخان جراء القصف الذي طال بلدة سرمين على بعد حوالي 8 كيلومترات جنوب شرقي إدلب (أ.ف.ب)
TT

مقتل تسعة من قوات النظام السوري بقصف تركي في إدلب

تصاعد الدخان جراء القصف الذي طال بلدة سرمين على بعد حوالي 8 كيلومترات جنوب شرقي إدلب (أ.ف.ب)
تصاعد الدخان جراء القصف الذي طال بلدة سرمين على بعد حوالي 8 كيلومترات جنوب شرقي إدلب (أ.ف.ب)

قُتل تسعة عناصر من النظام السوري بقصف تركي أمس (الاثنين) في شمال غربي سوريا حيث تحقق قوات دمشق تقدّماً في هجومها المدعوم من روسيا والهادف للسيطرة على محافظة إدلب، آخر معقل لفصائل المعارضة في الأراضي السورية، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.
وتمكّنت فصائل مسلّحة تدعمها تركيا من السيطرة على بلدة النيرب الواقعة جنوب شرقي مدينة إدلب، فيما قُتل تسعة عناصر من قوات النظام السوري بقصف تركي في المحافظة، وفق ما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأمس، أوقع القتال الدائر في محافظة إدلب بين قوات النظام والفصائل المسلّحة 94 قتيلاً لدى الجانبين، يتوزّعون على الشكل التالي: 41 قتيلا في صفوف قوات النظام و53 قتيلا في صفوف الفصائل المسلّحة.
وكان المرصد قد أفاد بمقتل خمسة مدنيين في غارات روسية على منطقة جبل الزاوية في جنوب إدلب حيث تتركز المعارك غرب مدينة معرة النعمان.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية إن قوات النظام تحقق تقدما جنوب الطريق الاستراتيجي «إم فور» الذي يربط مدينة حلب بمحافظة اللاذقية.
وتسعى قوات النظام، وفق عبد الرحمن، إلى السيطرة على جزء من هذا الطريق يمرّ في إدلب، تمهيداً لإعادة فتحه وضمان أمن المناطق المحيطة به.
وقال مدير المرصد إن «قوات النظام تواصل تقدمها جنوب إدلب وتسيطر على 10 بلدات وقرى في أقل من 24 ساعة».
وأوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) من جهتها أن وحدات النظام «تابعت تقدمها في ريف إدلب الجنوبي بعد معارك مع المجموعات المسلحة». وأفادت عن سيطرتها على سبع قرى على الأقل.
من جهته، قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان اليوم (الثلاثاء) إنه لم يتم التوصل حتى الآن إلى اتفاق كامل على عقد قمة مقترحة في الخامس من مارس (آذار) مع روسيا وفرنسا وألمانيا تتناول الصراع في إدلب بسوريا لكنه أضاف أنه قد يلتقي بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ذلك اليوم، وفقاً لوكالة «رويترز».
وذكر إردوغان في مؤتمر صحافي بأنقرة قبل مغادرته لبدء زيارة لأذربيجان أن من المقرر وصول وفد روسي إلى تركيا غدا (الأربعاء) لبحث الوضع في إدلب.
وتشن قوات النظام بدعم روسي هجوماً واسعاً في إدلب ومحيطها منذ ديسمبر (كانون الأول)، تسبب بنزوح نحو 900 ألف شخص وفق الأمم المتحدة التي حذّرت من «حمام دم» بعد أن أصبح القتال في شمال غربي سوريا «قريبا بشكل خطير» من مخيمات تأوي نحو مليون نازح.
وتسيطر هيئة تحرير الشام (النصرة سابقا) على أكثر من نصف مساحة محافظة إدلب وعلى قطاعات مجاورة في محافظات حلب وحماة واللاذقية.
وتسبب النزاع السوري الذي يوشك على إتمام عامه التاسع بمقتل أكثر من 380 ألف شخص، وتدمير البنى التحتية واستنزاف الاقتصاد، عدا عن نزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.