«العالمي للنسويات» نافذة توطّد دور المرأة في مجتمعاتها

يشكل حدثاً سنوياً يختص بموضوعات نسائية

«العالمي للنسويات» نافذة توطّد دور المرأة في مجتمعاتها
TT

«العالمي للنسويات» نافذة توطّد دور المرأة في مجتمعاتها

«العالمي للنسويات» نافذة توطّد دور المرأة في مجتمعاتها

هو حدث يعدّ الأول من نوعه في لبنان والعالم العربي، ينطلق في 27 فبراير (شباط) الجاري، تحت عنوان «المهرجان العالمي للنسويات» ويستضيفه «المركز الثقافي الفرنسي» في بيروت.
فكرة المهرجان التي تقف وراءها جومانا حداد، الكاتبة والناشطة في مجال حقوق المرأة، هي بمثابة حدث متكامل يعمل من أجل تحسين وضع المرأة في لبنان والعالم العربي. «عندما أطلقت (مركز جومانا حداد للحريات) في العام الماضي كان ذلك بمثابة مناسبة لإطلاق هذا المهرجان». تقول جومانا حداد في حديث لـ«الشرق الأوسط». وتتابع: «توجهت بداية إلى (المركز الثقافي الفرنسي)، الذي انضم إلى المشروع كشريك أساسي له، إضافة إلى شركاء آخرين وهم (المعهد العربي للمرأة) و(مركز دعم لبنان) ومعهد العلوم السياسية في (جامعة القديس يوسف). هذا الحدث يواكب من دون شك مرحلة الثورة التي تجري على أرض لبنان منذ أكتوبر (تشرين الأول) الفائت. فالمرأة كانت حاضرة فيها وفي الصفوف الأمامية لها. وهذا الدور لعبته أيضاً نساء أخريات في بلدان عربية تشهد انتفاضات وحركات ميدانية وثورات كالسودان والعراق والجزائر وغيرها. وهذه الحركات كانت موضوعاتها تدور حول الإنسان وحقوقه. فشكّلت مطلباً بارزاً فيها. وهو ما عزز إيماننا بالحاجة لإقامة هذا المهرجان في هذه المرحلة على أن يصبح حدثاً سنوياً نحتفي به مرة كل عام».
ويتضمن المهرجان نقاشات وطاولات مستديرة وعروض فنية تستمر لغاية 1 مارس (آذار)، وتدور جميعها في «المركز الثقافي الفرنسي» في بيروت. ويستهل اليوم الأول بعرض الفيلم السينمائي «امرأة» لأنستازيا ميكوفا ويان أرتروس برتران. وفي اليوم الثاني (28 فبراير) تقام طاولة مستديرة بعنوان «الحركة النسائية مائة عام من النضال: الاستمرارية والتغييرات». تتحدث فيها جومانا مرعي مديرة «المعهد العربي لحقوق الإنسان» في لبنان، إضافة إلى الناشطة ندى مغيزل والكاتبة والطبيبة أسماء المرابط.
وتعلق جومانا حداد: «لقد أخذنا بعين الاعتبار النضالات التي قامت بها نساء لبنانيات على مرّ التاريخ الحديث وفي مقدمتهن لور مغيزل وليندا مطر. فلقد عملنا في الدورة الأولى من المهرجان عملية مسح على أهم الموضوعات التي تتناول وضع المرأة العربية في نواح عديدة قانونية واجتماعية وسياسية وبيئية وفنية وغيرها. أمّا في الأعوام المقبلة فسنتخذ عنواناً عريضاً لكل دورة، نتناوله من مختلف مكوناته ونواحيه».
ومن الموضوعات الأخرى التي يسلط المهرجان الضوء عليها ورشة عمل «التحيز الجنسي في التعابير الإعلامية» و«الخروج من المجتمعات الأبوية». وتوضح حداد: «سنفتح باب النقاش على بعض التعابير المستخدمة في عالم الإعلام وتتضمّن إيحاءات وتحيزاً لا يليق بدور المرأة عامة. أمّا في الموضوع الثاني فنطلق العنان لما يتعلّق بالمجتمعات الأبوية التي يسمح لها بالتدخل في حياة المرأة مهمشة في الوقت نفسه حقوقها الإنسانية بعيداً عن أي قوانين أخرى تحميها في جميع المجالات، اجتماعية وسياسية واقتصادية وغيرها».
ومن العروض الفنية التي تلون «المهرجان العالمي للنسويات» إطلاق معرض الرّسم «النساء اللاتي تبكي» وعرض الفيلم السينمائي «مناضلات في السينما»، ومقتطفات من مسرحية «مجدرة حمرا» لأنجو ريحان، وأخرى من مسرحية «قفص» إخراج لينا أبيض.
ويختتم المهرجان فعالياته في صالة سينما (Montaigne) بالمركز الثقافي الفرنسي مع طاولة مستديرة بعنوان «التحديات المعاصرة ودور المرأة في الثورات والحركات الاجتماعية اليوم». وتشارك فيها الناشطة في رابطة النساء السوريات سوسن زقزق والشاعرة زليخة طاهر والروائية سحر مندور، وتديرها جويل رزق الله من مؤسسة «فيفتي فيفتي». وتسدل الستارة للمهرجان في العاشرة من مساء الأحد 1 مارس مع عرض موسيقي لتالا مرتضى في المركز الثقافي والفني «ستايشن» (المحطة) في منطقة جسر الواطي في بيروت.


مقالات ذات صلة

عُدي رشيد لـ«الشرق الأوسط»: لم أقرأ نصاً لغيري يستفزني مخرجاً

يوميات الشرق المخرج عدي رشيد مع بطل فيلمه عزام أحمد علي (الشرق الأوسط)

عُدي رشيد لـ«الشرق الأوسط»: لم أقرأ نصاً لغيري يستفزني مخرجاً

قال المخرج العراقي عُدي رشيد المتوج فيلمه «أناشيد آدم» بجائزة «اليسر» لأفضل سيناريو من مهرجان «البحر الأحمر» إن الأفلام تعكس كثيراً من ذواتنا.

انتصار دردير (جدة)
رياضة سعودية السباق سيقام في الفترة المسائية على مسافة اثنين من الكيلومترات (واس)

«مهرجان الإبل»: تأهب لانطلاق ماراثون هجن السيدات

تشهد سباقات الهجن على «ميدان الملك عبد العزيز» بالصياهد في الرياض، الجمعة المقبل، ماراثوناً نسائياً يُقام في الفترة المسائية على مسافة اثنين من الكيلومترات.

«الشرق الأوسط» (الصياهد (الرياض))
يوميات الشرق مريم شريف في لقطة من فيلم «سنو وايت» (الشركة المنتجة)

بطلة «سنو وايت»: الفيلم يُنصف قِصار القامة ويواجه التنمر

رغم وقوفها أمام عدسات السينما ممثلة للمرة الأولى؛ فإن المصرية مريم شريف تفوّقت على ممثلات محترفات شاركن في مسابقة الأفلام الطويلة بـ«مهرجان البحر الأحمر».

انتصار دردير (القاهرة )
رياضة سعودية إقامة شوط للسيدات يأتي في إطار توسيع المشاركة بهذا الموروث العريق (واس)

مهرجان الصقور: «لورد» غادة الحرقان يكسب شوط الصقارات

شهد مهرجان الملك عبد العزيز للصقور 2024؛ الذي ينظمه نادي الصقور السعودي، الجمعة، بمقر النادي بمَلهم (شمال مدينة الرياض)، جوائز تتجاوز قيمتها 36 مليون ريال.

«الشرق الأوسط» (ملهم (الرياض))
يوميات الشرق رئيسة «مؤسّسة البحر الأحمر السينمائي» جمانا الراشد فخورة بما يتحقّق (غيتي)

ختام استثنائي لـ«البحر الأحمر»... وفيولا ديفيس وبريانكا شوبرا مُكرَّمتان

يتطلّع مهرجان «البحر الأحمر السينمائي» لمواصلة رحلته في دعم الأصوات الإبداعية وإبراز المملكة وجهةً سينمائيةً عالميةً. بهذا الإصرار، ختم فعالياته.

أسماء الغابري (جدة)

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».