إسرائيل تصعّد ضد «الجهاد»... والحركة ترد بصواريخ

اتهامات للنخالة والعجوري بإشعال الوضع... والطرفان لا يرغبان في تدهور أوسع

تشييع في مخيم اليرموك لاثنين من أعضاء «الجهاد» قضيا في ضربة اسرائيلية على دمشق فجر امس  (أ.ف.ب)
تشييع في مخيم اليرموك لاثنين من أعضاء «الجهاد» قضيا في ضربة اسرائيلية على دمشق فجر امس (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تصعّد ضد «الجهاد»... والحركة ترد بصواريخ

تشييع في مخيم اليرموك لاثنين من أعضاء «الجهاد» قضيا في ضربة اسرائيلية على دمشق فجر امس  (أ.ف.ب)
تشييع في مخيم اليرموك لاثنين من أعضاء «الجهاد» قضيا في ضربة اسرائيلية على دمشق فجر امس (أ.ف.ب)

صعّدت إسرائيل ضد «حركة الجهاد الإسلامي» وقصفت أهدافاً للحركة في غزة ودمشق، مخلفة قتلى وجرحى، فيما ردت الحركة بإطلاق أكثر من 40 صاروخاً من القطاع خلال يومين فقط، لكن مع توجهات من الجانبين بإنهاء المواجهة الحالية من دون أن تتدهور إلى حرب.
وأغارت طائرات إسرائيلية، أمس، على مواقع لـ«الجهاد» في أنحاء مختلفة من قطاع غزة؛ من بينها مجمع عسكري في خان يونس؛ قال الجيش الإسرائيلي إنه يستخدم للتدريبات ولتخزين وسائل قتالية، بالإضافة إلى بنية تحتية تحت أرضية تابعة لـ«الجهاد» في البريج. وجاءت الغارات ضمن سلسلة غارات طالت القطاع ودمشق يوم الأحد.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه ضرب غزة وضرب مواقع لـ«الجهاد» في دمشق رداً على إطلاق الرشقات الصاروخية من القطاع باتجاه إسرائيل.
وجاء في بيان أن «سلسلة غارات استهدفت أهدافاً تابعة لـ(منظمة الجهاد الإسلامي) جنوب مدينة دمشق، بالإضافة إلى عشرات الأهداف التابعة لها في قطاع غزة». واستهدف القصف في دمشق منطقة عدلية في الريف. وقال الجيش إنه تم استهداف موقع تابع لـ«الجهاد الإسلامي» يعدّ «معقلاً مهماً للحركة في سوريا، وفيه تجري المنظمة عملية بحث وتطوير لوسائل قتالية مع ملاءمتها الإنتاج في قطاع غزة وللإنتاج المحلي داخل سوريا، بالإضافة إلى ذلك، يتم إنتاج عشرات الكيلوغرامات من مواد من نوع (AP) الذي يستخدم وقوداً لقذائف صاروخية، كما تجرى فيه أعمال تأهيل تقنية لنشطاء (الجهاد) من قطاع غزة ومن الجبهة الشمالية. كما تم استهداف عشرات الأهداف التابعة لـ(منظمة الجهاد الإسلامي) في قطاع غزة».
وأعلن الجيش الإسرائيلي حالة جاهزية كبيرة في مواجهة «الجهاد» التي أمطرت مستوطنات الغلاف في غزة بمجموعة كبيرة من الصواريخ، مما أدى إلى إطلاق صفارات الإنذار في مدن مثل عسقلان.
وأدت الصواريخ إلى لجوء المستوطنين إلى المخابئ. واعترضت الدفاعات الجوية بعض الصواريخ، ولم ترد تقارير عن إصابة أي إسرائيلي. وهددت «سرايا القدس» الجناح العسكري لـ«حركة الجهاد الإسلامي»، بـ«مزيد من الردود على جرائم الاحتلال»، خصوصاً اغتيال عضوين من «الجهاد» في سوريا. وقال أبو حمزة، الناطق باسم «السرايا» في تصريح صحافي: «إن العدوان على دمشق واستشهاد اثنين من مجاهدينا جراء القصف حدث لا بد من الوقوف عنده، وإنه لن يمر مرور الكرام، ولا يزال الحساب مفتوحاً».
وقالت «القناة 12» العبرية إن زياد النخالة، أمين عام «الجهاد الإسلامي»، ونائبه أكرم العجوري المسؤول المباشر عن «سرايا القدس»؛ الجناح العسكري للحركة، هما من يقفان خلف التصعيد على جبهة غزة. وبحسب مزاعم القناة، فإن العجوري بالأساس «هو المسؤول عن تطوير صواريخ (الجهاد الإسلامي)، ومسؤول عن الموقع الذي استهدف في ريف دمشق وكان مخصصاً لتحديث وتطوير الصواريخ وملاءمتها مع تلك التي تجرى في غزة»، مدعية أن «هذا كله نتيجة الدعم العسكري الإيراني الكبير للحركة». وأشارت إلى أن إسرائيل حاولت اغتيال العجوري في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، واصفة إياه بأنه الشخص المسؤول عن وضع سكان مستوطنات غلاف غزة في الملاجئ.
وجاء هذا التصعيد بعد أن نكلت جرافة إسرائيلية بجثمان فلسطيني على الحدود مع غزة؛ مما سبب حالة احتقان وغضب فلسطيني كبير. وأظهر مقطع فيديو جرافة إسرائيلية وهي تمر عبر السياج الحدودي إلى المنطقة العازلة في محيط قطاع غزة، متجهة نحو جثتين قال الجيش الإسرائيلي إنهما تعودان إلى شخصين كانا يحاولان زرع عبوة ناسفة عند الحدود شرق مدينة خان يونس.
وحاولت الجرافة سحب الجثمان مرات عدة، قبل أن تقوم بدفعه أكثر من مرة من أجل أن يعلق بالأسنان الحديدية للكفّ الآلي لها وتجره معلقاً في الهواء. واتضح لاحقاً أن الشاب ينتمي لـ«حركة الجهاد الإسلامي» التي تعهدت بالانتقام.
وكتب رون بن يشاي أن جثمان الشاب على الجرافة غيّر قواعد اللعبة. وأضاف أن «حركة (حماس) تريد التوصل لتسوية، ولكن جثمان المخرب على الجرافة غيّر قواعد اللعبة». غير أن صحيفة «معاريف» استبعدت تدهوراً أوسع يؤدي إلى شن عملية عسكرية. وقالت إنه سيتم الاكتفاء بردود الجيش على إطلاق الصواريخ.
وفي هذه المرحلة، وبوجود الوسيط المصري، الذي ربما يحاول بالفعل تهدئة الوضع، يبدو أن التصعيد سيستمر على الأرجح، لكن وقبل أسبوع من الانتخابات، لا يرغب المستوى السياسي والجيش في مواجهة عسكرية. وأصدرت «السرايا» بياناً لاحقاً يمكن قراءته في سياق الجنوح إلى تهدئة إذا توقفت إسرائيل. وجاء في البيان: «إذا تمادى العدو؛ فإننا سنرد بكل قوة واقتدار».



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.