أشارت أوساط سياسية من قوى السلام وحقوق الإنسان الإسرائيلية، إلى أن الارتفاع الحاد في عدد الفلسطينيين الذين يتعرضون للبطش وزيادة عدد القتلى والجرحى الفلسطينيين برصاص الاحتلال وأدواته القمعية الأخرى، التي بلغت أوجاً جديداً في عملية التنكيل بجثة الشاب الشهيد محمد علي الناعم، في خان يونس جنوب قطاع غزة، بواسطة جرافة عسكرية، وتصاعد اعتداءات المستوطنين في الضفة الغربية كلها تدل على أن «انسجام قيادات عسكرية ميدانية مع الخطاب اليميني المتشدد في القيادة السياسية الذي يشتد أكثر وأكثر مع الاقتراب من موعد الانتخابات».
وقالت هذه الأوساط، في تصريحات تعبر عن القلق من تبعات هذه الممارسات، إن وجود رئيس وزراء مثل بنيامين نتنياهو، الذي يدير معركة حياة أو موت حتى لا يدخل إلى السجن، ووجود وزير أمن مثل زعيم حزب الاستيطان، نفتالي بنيت، على رأس القيادة السياسية المسؤولة عن الجيش والمخابرات، تخلق أجواء عامة من التطرف ضد الفلسطينيين، وتشجع الجنود على الضغط على الزناد بسهولة بالغة وتعزز الشعور بالقوة والسيطرة بين صفوف المستوطنين.
وأشارت إلى أن نتنياهو يدير طول الوقت سياسة يمينية متطرفة خصوصا ضد الفلسطينيين، ولكنه في الأسابيع الأخيرة يحاول إظهار بعض الاعتدال لكي يكسب الأصوات من اليمين الليبرالي المعتدل الذي انفض عنه واقترب من حزب الجنرالات «كحول لفان». وقد ترك نتنياهو المجال مفتوحاً أمام بنيت، الذي يعتبر وصوله إلى وزارة الأمن حلماً تاريخياً تحقق له، ويحاول تحقيق أكبر المكاسب له في صفوف المستوطنين وقوى اليمين الأخرى. ولا يترك مناسبة في اللقاءات مع قيادات الجيش العليا أو الميدانية إلا ويطلب تشديد القبضة على الفلسطينيين. ويؤكد أن التغيير الذي حصل بدخوله إلى الوزارة يجب أن ينعكس في تغيير واضح في سياسة الجيش أيضاً، «وليس لائقاً أن يكون خطاب وزير الأمن مناقضاً لممارسات الجيش أو العكس»، كما يقول.
وكان بنيت قد رحب، أمس، بالتمثيل الذي نفذته جرافة احتلالية بجثمان الشهيد محمد علي الناعم، في خان يونس، إذ جرفته مع التراب وخطفته من بين الفلسطينيين. وكتب بنيت على حسابه في «تويتر»: «هكذا ينبغي وهكذا سنفعل، وسنعمل بقوة ضد المخربين». وأضاف: «سئمنا الانتقادات المنافقة لليسار (الإسرائيلي) ضد (انعدام الإنسانية) باستخدام جرافة من أجل إحضار جثة المخرب إلينا».
ويأتي حادث الجرافة بعد أيام «حافلة» بالممارسات البشعة ضد الفلسطينيين، في القدس والضفة الغربية، مثل إطلاق الرصاص المطاطي الذي تسبب في اقتلاع عين الفتى الطفل مالك وائل عيسى (8 سنوات)، في حي العيساوية في القدس الشرقية، وهو في طريقه إلى منزله بعد انتهاء دوامه المدرسي، وتشديد الإجراءات العسكرية في محيط الحرم الإبراهيمي الشريف في مدينة الخليل، وإغلاق العديد من المداخل الفرعية بالساتر الإسمنتي، واتساع سياسة قمع المسيرات والمظاهرات السياسية الفلسطينية السلمية. وهذا كله فضلاً عن قيام المستوطنين بتصعيد خاص من طرفهم في الاعتداءات الهادفة إلى طرد الفلسطينيين من أراضيهم كما حصل في عدة أحياء من مدينة القدس وكما حصل في الخليل، ومحاولة طردهم من أراضيهم، كما حصل في أراضي غور الأردن ومنطقة قلقيلية وجنوبي نابلس.
وكان الجنرال السابق، يائير غولان، نائب رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي، قد وصف توسع نفوذ قادة المستوطنين على الحكومة الإسرائيلية، بالقول: «إنهم يدخلون أي مكتب حكومي بلا استئذان، بما في ذلك مكتب رئيس الحكومة. لا أحد يجرؤ على اعتراضهم. يدخلون متى يشاؤون إلى أي مكتب في وزارة الأمن. وحتى ضباط الجيش الإسرائيلي، يوجد بينهم من يخافونهم».
القيادة الإسرائيلية تشجع الجيش على تشديد قمعه عشية الانتخابات
القيادة الإسرائيلية تشجع الجيش على تشديد قمعه عشية الانتخابات
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة