قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، إن تصعيد ميليشيات الحوثي في اليمن، خلال الأيام الأخيرة، يظهر عدم جديتهم في السعي لحل سياسي. وأضاف في مؤتمر صحافي عقده في برلين مع نظيره الألماني هايكو ماس، أنه «من الضروري جداً دعم الجهود الإنسانية داخل اليمن لوقف معاناة الشعب اليمني».
وقال الأمير فيصل، إنه شرح لماس «التطورات السلبية الأخيرة في اليمن، منها الهجمات بالصواريخ التي طالت مدناً يمنية… وهذا يدل على عدم جديتهم في البحث عن حل سلمي لهذه الأزمة». وأشار إلى أنه «يشجع جميع الأطراف الفعالة في هذه الأزمة على تأكيد دعم مسعى التحالف والحكومة الشرعية اليمنية لإيجاد حل سياسي»، مضيفاً أنه أثنى على «موقف المجتمع الدولي من المحاولة الحوثية لوقف وصول المساعدات، وإعاقة وصولها لمستحقيها في المناطق التي يسيطرون عليها».
ومن بين الموضوعات التي تناولها الوزيران، التدخلات الإيرانية في المنطقة، وقال الأمير فيصل إن هذه «التدخلات تقلقنا جداً، خصوصاً في سوريا والعراق واليمن». وقال إنه شرح لماس «أهمية استمرار الضغوط على إيران لحد أن تتجه إلى المنحى السلمي، وتبتعد عن التدخل في شؤون جيرانها، ونحل جميع المشكلات العالقة بهذه الأمور».
وعن ليبيا، أثنى وزير الخارجية السعودي على جهود ألمانيا، ودعمها لمسار برلين، وجهودها لحل هذه الأزمة، التي قال إنها «تسببت بالكثير من العناء للشعب الليبي». وأضاف أنه شرح لماس «التخوف الكبير من إرسال مقاتلين سوريين إلى الشمال الليبي، من قبل تركيا، لأن هذا يساهم في عدم الاستقرار وإذكاء الصراع»، مشيراً إلى دعم كل الجهود التي تسعى لإيجاد حل سلمي بين الليبيين ينهي هذه المعاناة.
من جهته، عبر ماس عن قلقه من العنف المتصاعد في اليمن، وقال: «نحن قلقون جداً من العنف الذي يحصل منذ أسبوعين، وفي الأيام الأخيرة، ونرى أن العمليات العسكرية للحوثيين زادت، ونطلب كما كنا نفعل أن يتوقفوا عن التصعيد، ويركزوا جهودهم على المساعدات السياسية برعاية الأمم المتحدة ومحادثات السلام». وأضاف أن «الحوثيين وضعوا عراقيل كثيرة أمام المساعدات الإنسانية»، وقال: «هذا يقلقنا كثيراً، ويؤثر على الأشخاص الذين يحتاجون هذه المساعدات، ولذلك نحن نتمنى من الذين يمارسون نشاطات عسكرية أن يتخلوا عنها، ويعودوا إلى طاولة الحوار، ويتخلوا عن كل التأثيرات الخارجية».
ودعا ماس، الحوثيين، إلى التوقف عن التصعيد، كي «تتوقف معاناة الشعب هناك، وإلا الأزمة الإنسانية ستكون هائلة، واستئناف هذا العنف والوضع الكارثي الإنساني يثير قلقنا». وأضاف: «نرحب بالحوار المباشر بين الأطراف والحوثيين، ونأمل أن يؤدي ذلك إلى خطوات جيدة، والعودة إلى الحوار السياسي بإشراف الأمم المتحدة». وعن إيران، قال ماس إنه يشعر «بالقلق من الانتهاك الذي تقوم به إيران للبرنامج النووي، لذلك نركز بشكل خاص على المفاوضات والحوار، لذلك قمنا بتفعيل آلية فض النزاع لنركز على أننا لسنا مقتنعين أبداً بهذه الانتهاكات، ونريد زيادة الضغط على إيران».
وتحدث ماس كذلك عن ليبيا، واعترف بوجود صعوبات واجهت اللجنة العسكرية الليبية - الليبية في جنيف، ولكن قال: «في الأيام الأخيرة، واجهنا بعض الصعوبات، ولكننا نعرف أن العملية صعبة والمسار طويل، ولكن يجب جمع الجهود، ونرحب بالدعم الذي نحظى به في المنطقة، والسعودية يمكنها أن تساهم بخفض التصعيد في كل هذه الأزمات، واتفقنا أنه في المسائل الثنائية والموضوعات العالمية يجب أن نتفق مع بعضنا البعض».
ووصل الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله، في وقت سابق، أمس، إلى ألمانيا الاتحادية، في زيارة رسمية، استهلها بلقاء وزير الخارجية الألماني هيكو ماس، وتم خلال اللقاء بحث العلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل التنسيق والتعاون المتبادل إزاء الملفات الإقليمية والدولية.
وأشار وزير الخارجية السعودي إلى أن محادثاته مع نظيره الألماني كانت مثمرة وبناءة، مؤكداً أنها تناولت العلاقات الثنائية، وسبل تعزيزها، بالإضافة إلى تطورات الأوضاع الإقليمية في منطقة الشرق الأوسط، واصفاً العلاقات التي تربط الرياض وبرلين بالتاريخية والمتينة، ومؤكداً أن هناك تعاوناً وثيقاً بين البلدين في مجالات عدة، منها المجال الاقتصادي والتشاور السياسي، معرباً عن تطلعه لتكثيف هذا التعاون، والدفع به إلى آفاق أرحب في المجالات كافة.
اتفاق سعودي ـ ألماني على الحل السياسي في اليمن... وقلق بشأن انتهاكات الحوثي
برلين تؤكد أهمية دعم الرياض لحل أزمة ليبيا وتنوه بدورها في معالجة أزمات المنطقة
اتفاق سعودي ـ ألماني على الحل السياسي في اليمن... وقلق بشأن انتهاكات الحوثي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة