اسكوتلنديارد لـ«الشرق الأوسط»: التحقيقات مستمرة مع منفذ حادث الطعن

الشيخ رأفت مقلد: أجروا لي 6 غرز في رقبتي... وسأعود لرفع الأذان في مسجد ريجنت بارك

الشيخ رأفت مقلد {المؤذن} بعد اجراء عملية جراحية لدى وصوله الى مسجد ريجنت بارك أمس (أ.ب.إ)
الشيخ رأفت مقلد {المؤذن} بعد اجراء عملية جراحية لدى وصوله الى مسجد ريجنت بارك أمس (أ.ب.إ)
TT

اسكوتلنديارد لـ«الشرق الأوسط»: التحقيقات مستمرة مع منفذ حادث الطعن

الشيخ رأفت مقلد {المؤذن} بعد اجراء عملية جراحية لدى وصوله الى مسجد ريجنت بارك أمس (أ.ب.إ)
الشيخ رأفت مقلد {المؤذن} بعد اجراء عملية جراحية لدى وصوله الى مسجد ريجنت بارك أمس (أ.ب.إ)

قالت شرطة اسكوتلنديارد إن التحقيقات ما زالت مستمرة مع المشتبه به بطعنه مؤذن مسجد ريجنت بارك في صلاة العصر أول من أمس. وأوضحت متحدثة باسم شرطة العاصمة في اتصال هاتفي أجرته معها «الشرق الأوسط»، أن الاتهام سيوجه إلى المشتبه به البالغ من العمر 29 عاماً، ويعتقد أنّه كان يشارك في الصلاة، ويشتبه في أنه حاول القتل.
وأضافت أنّ «الحادثة لا تعدّ في هذه المرحلة ذات طابع إرهابي»، مشيرة إلى أن المشتبه به سيمثل أمام محكمة جزئية لاحقاً. وأضافت الشرطة أن حياة المصاب ليست في خطر. ولم تحدد الشرطة هل يتعلق الأمر بجريمة ذات طبيعة إرهابية، أم لا، مشيرة إلى أن «التحقيق مستمر». ونشر أحد رواد الإنترنت صوراً يظهر فيها رجل طريح الأرض تحت سيطرة شرطيين. وقال إن الضحية هو مؤذن المسجد الشيخ رأفت مقلد وهو (سوداني - بريطاني). وروى هذا الشخص: «دخل إرهابي أبيض البشرة وهو يركض مسجد ريجنت بارك أثناء صلاة العصر أول من أمس، وطعن المؤذن في العنق». وأضاف: «الأمر رهيب جداً. أي مسلم يعدّ آمناً في مكان عبادته».
من جهته، قال المؤذن الشيخ رأفت مقلد الذي تلقى عدة طعنات داخل مسجد ريجنت بارك في لندن أول من أمس، بعد العملية الجراحية التي أجريت له في تصريحات للصحافة البريطانية: «إنه محظوظ للغاية للبقاء على قيد الحياة، متعهداً بأنه لا شيء سوف يمنعه عن الصلاة». وتعرض الشيخ مقلد (70 عاماً)، وهو مؤذن المسجد، بطعنة في العنق في مسجد لندن المركزي أثناء أدائه شعائر الصلاة في نحو الساعة الثالثة من بعد ظهر أول من أمس. وهرع نحو 20 رجلاً من المصلين إلى الإمساك بالجاني، وأسقطوه أرضاً حتى وصول رجال الشرطة والإسعاف. ويخضع المشتبه به، البالغ من العمر 29 عاماً، اليوم، للاستجواب في اتهامات بمحاولة الشروع في القتل.
وجرى نقل الشيخ مقلد، وهو والد لثلاثة أبناء من حي كوينز بارك ويتولى الأذان وإقامة الشعائر في المسجد، إلى المستشفى لتلقي العلاج ثم غادر المستشفى في حالة جيدة.
وصرح لبعض وسائل الإعلام قائلاً: «كنت مغمضاً عيني أثناء الصلاة ووضعا جبهتي على الأرض. وشعرت كأن أحدهم قد ألقى علي حجراً ثقيلاً. كان الإحساس فظيعاً، ونزفت كثيراً من الدماء. فرفعت رأسي سريعاً وحاولت وقف النزيف. وتحرك الجميع لإيقاف الرجل وأبلغوا الإسعاف. لقد كنت محظوظاً للغاية. كان على وشك قطع شريان رقبتي وما كانت لي فرصة للنجاة حينئذ».
وأضاف الشيخ مقلد وهو يشير إلى ضمادة الكتف: «لقد أثرت على أعصابي. وقال لي الأطباء لا بد من إجراء تصوير بالرنين المغناطيسي لتحديد مقدار الضرر. لكنني لا أستطيع تحريك ذراعي اليمنى. إنه ثقيل الحركة، وخامل للغاية. لقد أجروا لي 6 غرز في رقبتي. وقلت للأطباء إنني لا أريد البقاء في المستشفى لفترة طويلة، وطلبت منهم السماح بالخروج مبكراً. أردت البقاء في منزلي».
واستطرد الشيخ مقلد: «أود أن أشكر كل من ساعدوني. كانت غرفة الطوارئ بالأمس مليئة بكثير من الناس الذين يدعمونني. كان شيئاً لطيفاً. ولن تغير هذه الحادثة من سلوكياتي أبداً. لن يوقفني شيء عن الصلاة، ولسوف أعود لرفع الأذان بمجرد أن أتمكن من ذلك. ولكن لا بد أن أتأكد إن كنت في حاجة إلى الجراحة أولاً». وتظهر لقطات الفيديو المصورة المشتبه فيه، وهو يخرج من المسجد مكبل اليدين. وظهر السكين المستخدم في الحادثة على أرض المسجد تحت كرسي بلاستيكي. وكان الشيخ مقلد هو الإمام في جنازة دودي الفايد الذي لقي مصرعه مع الأميرة ديانا في عام 1997، إثر حادثة سيارة مروعة أودت بحياتهما معاً. وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صور وفيديوهات لشاب يرتدي سترة حمراء ذات قلنسوة، وكانت قدماه عاريتين، فيما طرحته الشرطة أرضاً.
وذكر شاهد أنّ المشتبه به كان يرتاد المسجد، موضحاً أنه سبق أن شوهد في المكان 6 مرات على الأقل. ونقلت وكالة «برس أسوسيايشن» البريطانية عن هذا الشاهد الذي يدعى أبو واثق (59 عاماً) قوله: «تعرضنا للصدمة، لم نكن نفهم ما يجري، رأينا الرجل أرضاً وكان ثمة دم على كتفه وكان السكين على الأرض». وروى أنّ الضحية أصيب بكتفه مباشرة قبل بدء الصلاة. وقال إنّ المشتبه به «كان خلفه، ثم طعنه»، مشيراً إلى أن المعتدي «ظل صامتاً طيلة اعتدائه».
وأعلن مدير المسجد أحمد الدبيان أنّ المؤذن «المحبوب من الجميع» تعرض لاعتداء «خلال الصلاة، من خلال طعنة أصابته على جانب رقبته». وفيما يتعلق بالمشتبه به، قال: «لا نعرف شيئاً عن هويته أو دوافعه»، وأعرب عن أمله في أن يكون ما حصل «حادثة معزولة». وأضاف: «يؤسفني ما جرى نظراً إلى رمزية المسجد، ليس فقط بالنسبة إلى المسلمين وإنّما لكل المجتمع البريطاني».
وشيّد هذا المسجد في السبعينات، ويمكنه استضافة 5 آلاف شخص. من جانبه، قال المجلس الإسلامي البريطاني: «مهما كان دافع المعتدي، ينبغي علينا البقاء هادئين وحذرين»، مبدياً رغبته في إيجاد توازن بين «إبقاء المساجد مفتوحة و(ضمان) سلامة المصلين».
وقال عياز أحمد، مستشار المسجد، عن الحادثة: «أصبنا جميعاً بصدمة كبيرة، كان هجوماً مريعاً. إننا نعيش في مجتمع نسمع فيه كثيراً عن حوادث الطعن بالسكين، وهذا أمر صادم للغاية أن يحدث داخل المسجد». إلى ذلك، قال أحد المصلين الذي كان موجوداً في وقت الحادثة: «كنا ساجدين، وعندما هممنا برفع رؤوسنا من السجود أمسك الجاني بالسكين من تحت بنطاله وهجم على الإمام. كان يقف وراءه، ثم سمعنا تأوهات شديدة، وتوقف الإمام عن متابعة الصلاة، ثم توقف الناس من خلفه عن الصلاة تبعاً له، ثم وجدنا كثيراً من الدماء على أرضية المسجد».
وقال عن الجاني: «لقد رأيته عدة مرات من قبل في المسجد. كان يتردد على المسجد منذ نحو 6 شهور. أصيب الجميع بصدمة كبيرة، وتجمع نحو 20 رجلاً حوله وأسقطوه على الأرض، ولم ينطق بكلمة واحدة. ولم يصرخ، أو يسب، أو يقاوم. كان المصلون الآخرون شجعاناً للغاية». من جهته، قال صديق خان عمدة مدينة لندن، إن الشرطة سوف تعلن تفاصيل جديدة عن الحادثة في وقت قريب. كما غرد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون عن الحادثة بقوله: «حادثة فظيعة، لا سيما أنها في مكان مخصص للعبادة». ولا تتعامل شرطة اسكوتلنديارد مع الحادثة من زاوية «أنها عمل إرهابي، أو مرتبط بالإرهاب الديني»، كما أنها لا تواصل البحث عن مشتبه بهم آخرين.


مقالات ذات صلة

إسبانيا: السجن لأعضاء خلية «إرهابية» خططت لاستهداف مصالح روسية

العالم إسبانيا: السجن لأعضاء خلية «إرهابية» خططت لاستهداف مصالح روسية

إسبانيا: السجن لأعضاء خلية «إرهابية» خططت لاستهداف مصالح روسية

قضت محكمة إسبانية، الجمعة، بالسجن 10 سنوات على زعيم خلية «إرهابية» نشطت في برشلونة، و8 سنوات على 3 آخرين بتهمة التخطيط لهجمات ضد أهداف روسية في المدينة، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية». وذكرت «المحكمة الوطنية» في مدريد، في بيان، أنها أدانت «4 أعضاء في خلية إرهابية متطرفة مقرُّها برشلونة، حدّدوا أهدافاً روسية لتنفيذ هجمات ضدَّها في عاصمة كاتالونيا بشمال شرقي إسبانيا. وأضافت المحكمة، المسؤولة خصيصاً عن قضايا «الإرهاب»، أنها برّأت شخصين آخرين. وجاء، في البيان، أن زعيم الخلية «بدأ تحديد الأهداف المحتملة، ولا سيما المصالح الروسية في عاصمة كاتالونيا، وأنه كان في انتظار الحصول على موادّ حربية». وأوض

«الشرق الأوسط» (مدريد)
العالم اعتقال سوري بتهمة التخطيط لهجمات في ألمانيا

اعتقال سوري بتهمة التخطيط لهجمات في ألمانيا

أعلنت السلطات الألمانية، الثلاثاء، القبض على سوري، 28 عاماً، في هامبورغ للاشتباه في تخطيطه شن هجوم ارهابي. وأعلن المكتب الاتحادي للشرطة الجنائية، والمكتب الإقليمي للشرطة الجنائية في ولاية هامبورغ، ومكتب المدعي العام في الولاية أنه يُشتبه أيضاً في أن شقيق المتهم الذي يصغره بأربع سنوات، ويعيش في مدينة كمبتن ساعده في التخطيط. ووفق البيانات، فقد خطط الشقيقان لشن هجوم على أهداف مدنية بحزام ناسف قاما بصنعه.

«الشرق الأوسط» (هامبورغ)
العالم هولندا تُدين أربع نساء أعادتهن من سوريا بتهمة الإرهاب

هولندا تُدين أربع نساء أعادتهن من سوريا بتهمة الإرهاب

حكمت محكمة هولندية، اليوم (الخميس)، على أربع نساء، أعادتهنّ الحكومة العام الماضي من مخيّم للاجئين في سوريا، بالسجن لفترات تصل إلى ثلاث سنوات بعد إدانتهنّ بتهم تتعلق بالإرهاب. وفي فبراير (شباط) 2022 وصلت خمس نساء و11 طفلاً إلى هولندا، بعدما أعادتهنّ الحكومة من مخيّم «الروج» في شمال شرقي سوريا حيث تُحتجز عائلات مقاتلين. وبُعيد عودتهنّ، مثلت النساء الخمس أمام محكمة في روتردام، وفقاً لما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية، حيث وجّهت إليهن تهمة الانضمام إلى مقاتلين في تنظيم «داعش» في ذروة الحرب في سوريا، والتخطيط لأعمال إرهابية. وقالت محكمة روتردام، في بيان اليوم (الخميس)، إنّ النساء الخمس «قصدن ساحات ل

«الشرق الأوسط» (لاهاي)
العالم قتيلان بإطلاق نار في هامبورغ

قتيلان بإطلاق نار في هامبورغ

أفادت صحيفة «بيلد» الألمانية بسقوط قتيلين عقب إطلاق نار بمدينة هامبورغ اليوم (الأحد). وأوضحت الصحيفة أنه تم استدعاء الشرطة قبيل منتصف الليل، وهرعت سياراتها إلى موقع الحادث. ولم ترد مزيد من التفاصيل عن هوية مطلق النار ودوافعه.

«الشرق الأوسط» (برلين)
العالم الادعاء الألماني يحرّك دعوى ضد شابين بتهمة التخطيط لشن هجوم باسم «داعش»

الادعاء الألماني يحرّك دعوى ضد شابين بتهمة التخطيط لشن هجوم باسم «داعش»

أعلن الادعاء العام الألماني في مدينة كارلسروه، اليوم (الخميس)، تحريك دعوى قضائية ضد شابين إسلاميين بتهمة الإعداد لشن هجوم في ألمانيا باسم تنظيم «داعش». وأوضح الادعاء أنه من المنتظر أن تجري وقائع المحاكمة في المحكمة العليا في هامبورغ وفقاً لقانون الأحداث. وتم القبض على المتهمَين بشكل منفصل في سبتمبر (أيلول) الماضي وأودعا منذ ذلك الحين الحبس الاحتياطي. ويُعْتَقَد أن أحد المتهمين، وهو كوسوفي - ألماني، كان ينوي القيام بهجوم بنفسه، وسأل لهذا الغرض عن سبل صنع عبوة ناسفة عن طريق عضو في فرع التنظيم بأفغانستان. وحسب المحققين، فإن المتهم تخوف بعد ذلك من احتمال إفشال خططه ومن ثم عزم بدلاً من ذلك على مهاج

«الشرق الأوسط» (كارلسروه)

«الجمعية العامة» تطالب بأغلبية ساحقة بوقف فوري لإطلاق النار في غزة

من عملية تصويت للجمعية العامة للأمم المتحدة (أرشيفية - إ.ب.أ)
من عملية تصويت للجمعية العامة للأمم المتحدة (أرشيفية - إ.ب.أ)
TT

«الجمعية العامة» تطالب بأغلبية ساحقة بوقف فوري لإطلاق النار في غزة

من عملية تصويت للجمعية العامة للأمم المتحدة (أرشيفية - إ.ب.أ)
من عملية تصويت للجمعية العامة للأمم المتحدة (أرشيفية - إ.ب.أ)

دعت الجمعية العامة للأمم المتحدة في قرار غير ملزم صدر بغالبية ساحقة وصوّتت ضدّه خصوصا الولايات المتحدة وإسرائيل إلى وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار في قطاع غزة.

والقرار الذي صدر بغالبية 158 دولة مؤيدة في مقابل 9 دول صوّتت ضدّه و13 دولة امتنعت عن التصويت، يدعو إلى "وقف لإطلاق النار فوري وغير مشروط ودائم" وكذلك أيضا إلى "الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن"، وهي صيغة مشابهة لتلك التي وردت في مشروع قرار استخدمت ضدّه واشنطن في نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الفيتو في مجلس الأمن الدولي.

واستخدمت الولايات المتحدة يومها حق النقض لحماية إسرائيل التي تشن منذ أكثر من سنة هجوما عسكريا في قطاع غزة ردا على هجوم غير مسبوق نفذته حركة حماس على جنوب الدولة العبرية. وعطّل الأميركيون في حينها صدور قرار في مجلس الأمن يطالب بوقف إطلاق نار "فوري وغير مشروط ودائم" في غزة، مشترطين من أجل إقرار أي هدنة إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في القطاع منذ هجوم حماس.

وقبيل التصويت على النصّ، قال نائب السفيرة الأميركية في الأمم المتّحدة روبرت وود إنّه سيكون من "المخزي" تبنّي مشروع القرار لأنّه "قد يوجّه إلى حماس رسالة خطرة مفادها أنّ لا حاجة للتفاوض أو لإطلاق سراح الرهائن"، في وقت تحدّثت فيه وزارة الدفاع الإسرائيلية عن "فرصة" لإبرام اتفاق لاستعادة الرهائن.

بدوره قال السفير الإسرائيلي في الأمم المتحدة داني دانون إنّ "تصويت اليوم ليس تصويت رحمة، بل هو تصويت تواطؤ" و"خيانة" و"تخلّ" عن الرهائن المحتجزين في القطاع الفلسطيني.