ترحيل الصحافي الفرنسي ليفي من تونس

موقعه الإلكتروني: هدفها لقاء أصدقاء ليبيين

ترحيل الصحافي الفرنسي  ليفي من تونس
TT

ترحيل الصحافي الفرنسي ليفي من تونس

ترحيل الصحافي الفرنسي  ليفي من تونس

لم تهدأ موجة الانتقادات والاحتجاجات التي رافقت زيارة الصحافي والفيلسوف الفرنسي برنار هنري ليفي نهاية الأسبوع إلى تونس. وسارعت السلطات التونسية خلال الليلة قبل الماضية إلى ترحليه تحسبا لردود فعل غاضبة شملت معظم مكونات المجتمع المدني والطبقة السياسية التونسية. وتحول التخلص من تهمة استدعاء ليفي لتونس إلى موضوع منافسة بين المرشحين للرئاسة، وتصفية حسابات جديدة بين الأحزاب المغادرة للحكم والأحزاب المقبلة على تشكيل حكومة جديدة. وتبادل أكثر من طرف مرشح للانتخابات الرئاسية الاتهامات في نطاق تصفية حسابات انتخابية في المقام الأول.
ولتخفيف وطأة الاحتجاجات، صرح سفيان السليطي المتحدث باسم المحكمة الابتدائية في تونس أن النيابة العمومية التونسية أذنت بإجراء بحث أولي حول الزيارة وذلك «تبعا لردود الفعل الشاجبة للزيارة وإمكانية تأثيرها على الأمن العام».
وأكد الموقع الإلكتروني لليفي أن توجهه إلى تونس كان لمدة 24 ساعة للقاء «أصدقاء ليبيين» هناك. ونفى الموقع أن تكون الزيارة على علاقة بالسياسة التونسية، ونتائج الانتخابات البرلمانية أو الانتخابات الرئاسية المقبلة، وأكد في المقابل أنها «مخصصة للنظر في الملف الليبي» حيث التقى عددا من الشخصيات الليبية. وأضاف المصدر ذاته أن اللقاء لم يكن سريا بل حصل في مطعم بأحد الفنادق التونسية.
وأرفق الموقع الإلكتروني هذا البيان بصورة أظهرت مجموعة من القادة الليبيين إلى جانبه من بينهم فاضل الأمين رئيس مجلس الحوار الوطني الليبي، ووحيد برشان، والنوري الشروي، أحد القادة الأمازيغ.
وقوبلت زيارة ليفي لتونس برفض شعبي قوي كان متبوعا برفض رسمي من قبل الحكومة ورئاسة الجمهورية وبقية الأطراف الممثلة للمشهد السياسي التونسي. وشنت الصحف التونسية الصادرة يوم أمس حملة شعواء ضد ليفي، وضد من استقدمه إلى تونس. ووصفت الزيارة بـ«المشبوهة»، وطالبت عدة أطراف بالكشف عن أسرار الزيارة والطرف الذي يقف وراءها.
ووصفت عدة أقلام صحافية قدوم ليفي إلى تونس بالزيارة المشؤومة، واتهمته بالإعداد والتخطيط من جديد لنشر الفوضى في تونس والجزائر. وفي مدينتي مدنين وجرجيس (جنوب شرقي تونس) نظمت وقفات احتجاجية ضد الزيارة، وقال المختار الورغمي (ناشط حقوقي) بأن تزامنها مع إعلان نتائج الانتخابات البرلمانية في تونس واليوم الأول من الحملة الانتخابية المتعلقة بالرئاسة التونسية، يثير القلق والشبهات، على حد تعبيره.
وقال أحمد الكحلاوي رئيس الهيئة التونسية لدعم المقاومة «إن الإرهاب التكفيري والإرهاب الصهيوني وجهان لجريمة واحدة»، واتهم ليفي بقيادة عمليات إجرامية ضد العرب والمسلمين من خلال دعم المجموعات الإرهابية. وأضاف أن كل بلد يحل به تحل وراءه الكوارث، على حد تعبيره.
واتهم عصام الدردوري عضو نقابة الأمن أحد رجال الأعمال التونسيين بالتكفل بإقامة «عراب الربيع العربي» بأحد فنادق العاصمة التونسية، وهو اتهام تنصلت منه كل الأطراف السياسية.
ولم يؤكد رجل الأعمال التونسي المتهم باستقدام ليفي إلى تونس أو ينفي هذه الاتهامات. يذكر أن رجل الأعمال المتهم كان قد أعد جلسات سابقة بين أطراف ليبية بهدف دفع المصالحة فيما بينها.



مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الأحد)، إن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي أحمد معلم فقي؛ لإطلاعه على نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في العاصمة التركية، أنقرة، بين الصومال وإثيوبيا وتركيا؛ لحل نزاع بين مقديشو وأديس أبابا.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء الاتصال، الذي جرى مساء أمس (السبت)، بعد أيام من إعلان مقديشو وإثيوبيا أنهما ستعملان معاً لحل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي استقطبت قوى إقليمية وهدَّدت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية: «أكد السيد وزير خارجية الصومال على تمسُّك بلاده باحترام السيادة الصومالية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أمَّن عليه الوزير عبد العاطي مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة الفيدرالية (الاتحادية) في الصومال الشقيق، وفي مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار».

وقال زعيما الصومال وإثيوبيا إنهما اتفقا على إيجاد ترتيبات تجارية للسماح لإثيوبيا، التي لا تطل على أي مسطح مائي، «بالوصول الموثوق والآمن والمستدام من وإلى البحر» بعد محادثات عُقدت يوم الأربعاء، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وهذا الاجتماع هو الأول منذ يناير (كانون الثاني) عندما قالت إثيوبيا إنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.

ورفضت مقديشو الاتفاق، وهدَّدت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبيَّين منذ إعلانها الاستقلال في عام 1991.

وأدى الخلاف إلى تقارب بين الصومال ومصر، التي يوجد خلافٌ بينها وبين إثيوبيا منذ سنوات حول بناء أديس أبابا سداً مائيّاً ضخماً على نهر النيل، وإريتريا، وهي دولة أخرى من خصوم إثيوبيا القدامى.

وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، حيث تُدرِّب قوات الأمن الصومالية، وتُقدِّم مساعدةً إنمائيةً مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.

وأعلنت مصر وإريتريا والصومال، في بيان مشترك، في أكتوبر (تشرين الأول) أن رؤساء البلاد الثلاثة اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل «تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بصوره كافة، وحماية حدوده البرية والبحرية»، وذلك في خطوة من شأنها فيما يبدو زيادة عزلة إثيوبيا في المنطقة.

وذكر بيان وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الأحد)، أن الاتصال بين الوزيرين تطرَّق أيضاً إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرة في العاشر من أكتوبر.

وأضاف: «اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادات السياسية في الدول الثلاث؛ لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وفي سبتمبر (أيلول)، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن سفينةً حربيةً مصريةً سلَّمت شحنةً كبيرةً ثانيةً من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية، في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.

وأرسلت القاهرة طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقَّع البلدان اتفاقيةً أمنيةً مشتركةً في أغسطس (آب).

وقد يمثل الاتفاق الأمني مصدر إزعاج لأديس أبابا التي لديها آلاف الجنود في الصومال، يشاركون في مواجهة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة».