أفلام «الإجازة الدراسية» في مصر تخفق في تحدي شباك التذاكر

مشهد من فيلم «لص بغداد»
مشهد من فيلم «لص بغداد»
TT

أفلام «الإجازة الدراسية» في مصر تخفق في تحدي شباك التذاكر

مشهد من فيلم «لص بغداد»
مشهد من فيلم «لص بغداد»

بإيرادات متواضعة لم تتجاوز 5.4 مليون دولار، لا تزال 6 أفلام مصرية تتنافس على شباك تذاكر موسم إجازة منتصف العام الدراسي السينمائي، التي انتهت رسمياً بعودة الطلاب إلى المدارس والجامعات 8 فبراير (شباط) الجاري، وهو تحدٍّ جديد للأفلام يضاف إلى تقلبات الطقس التي يلمح بعض صناع الأفلام إلى أنها كانت سبباً رئيسياً في انخفاض الإقبال، مقارنة بالموسم نفسه العام الماضي الذي تجاوزت إيراداته 7.3 مليون دولار.
وأخفقت أفلام هذا الموسم في تكرار طفرة الإيرادات التي تحققت في موسم عيد الأضحى الماضي، بتجاوز فيلمي «الفيل الأزرق» و«ولاد رزق» حاجز 6.4 مليون دولار، وهو الأمر الذي رفع سقف التوقعات لمزيد من الارتفاع، حتى إذا كان ذلك في مواسم أقل جماهيرية، ولكن فيلم «الفلوس»، للفنان تامر حسني الذي يتصدر شباك التذاكر حتى الآن، حقق في 8 أسابيع 2.8 مليون دولار فقط، يليه فيلم «لص بغداد» لمحمد إمام، بـ1.7 مليون دولار في 4 أسابيع، وبفارق كبير جاء «بنات ثانوي» في المركز الثالث برصيد نحو 480 ألف دولار، حققها في 7 أسابيع، بينما اقترب «يوم وليلة» من 192 ألف دولار في الفترة ذاتها، أما فيلم «رأس السنة» فحقق في أسبوعين حوالي 128 ألف دولار، وتوقفت إيرادات فيلم «دماغ شيطان» عند حاجز 100 ألف جنيه (الدولار الأميركي يعادل 15.6 جنيه مصري) في أسبوعه الرابع.
ويرى نقاد سينمائيون، من بينهم طارق الشناوي، أن موسم «منتصف العام الدراسي» من أسوأ المواسم السينمائية، فرغم أن الطقس يعد أحد العوامل التي تلعب دوراً في تحديد حجم الإقبال على شباك التذاكر، فإن المقياس الحقيقي للنجاح يتوقف على مدى قدرة العمل الفني نفسه على جذب الجمهور، عندها فقط يستطيع الفيلم تجاوز كل المعوقات بما فيها تقلبات الطقس، وبالتالي يمكن الحكم بسهولة على أفلام هذا الموسم بأنها كانت جميعاً طاردة وليست جاذبة، وبأن تغيرات الطقس بريئة من عدم الإقبال على معظمها.
ويقول الشناوي لـ«الشرق الأوسط»، إنه «لا يوجد فيلم في الموسم استطاع أن يخلق حالة تجمع الجمهور حوله، وتجبرهم على الذهاب لمشاهدته، فتامر حسني على سبيل المثال الذي حقق إيرادات مرتفعة في فيلم (البدلة)، لم يستطع أن يكرر الأمر ذاته مع (الفلوس)، الحال نفسه، ينطبق على فيلم (لص بغداد) لمحمد عادل إمام الذي يعاني أيضاً من مشكلات في الصياغة السينمائية، لرغبة البطل في الجمع بين الأكشن والكوميديا، بالإضافة إلى تمسكه باستنساخ والده عادل إمام في طريقة التمثيل، فمن الواضح أنه يريد أن يعيش في جلباب أبيه».
وعما إذا كان فيلم «رأس السنة» تأثر في شباك التذاكر بسبب تأجيلاته المتتالية، أكد الشناوي أن «الرهان على هذا الفيلم كان تجارياً، عكس الأفلام التي ينتجها محمد حفظي بغرض المنافسة في المهرجانات في المقام الأول، ولكنه لم ينجح في تحقيق ذلك، ربما يكون تأجيل عرضه لأكثر من عام بتعنت من جهاز الرقابة جزءاً من الأسباب، ولكن بالتأكيد هناك أسباب أخرى، من بينها عدم وجود نجم شباك من بين أبطال الفيلم، وهي المشكلة نفسها في (يوم وليلة)». ويرى الشناوي أن بطل الفيلم خالد النبوي ليس جاذباً لجمهور السينما، رغم أنه حقق نجاحاً كبيراً في مسلسل «ممالك النار» الذي عرض أخيراً على الفضائيات.
«لكل موسم سينمائي طاقة استيعابية وسقف في حجم التوقعات والإقبال الجماهيري»، وفق الناقد محمود عبد الشكور، الذي يؤكد لـ«الشرق الأوسط» أنه ليس من العدل مقارنة إيرادات موسم إجازة منتصف العام بموسم الصيف، حتى إذا كان الممثل نفسه حقق إيرادات أكبر، مشيراً إلى أن «الطبيعي هو مقارنة موسم الإجازة بمثيله في الأعوام السابقة. ولكن تبقى الأزمة المستمرة في سوق السينما المصرية أنه لا توجد أرقام رسمية يقينية للأفلام، وبالتالي لا يمكن للباحث عقد مقارنات حقيقية».
وعما إذا كانت أفلام الموسم تعرضت لظلم بسبب برودة الطقس، يرى عبد الشكور أن «لص بغداد» هو الفيلم الوحيد الذي كان من الممكن أن يحقق إيرادات أكبر، لو لم يطرح في هذا الموسم؛ لكن في النهاية هذا قرار المنتج.


مقالات ذات صلة

«تسجيلي» مصري يوثّق تاريخ الأقصر «أقوى عواصم العالم القديم»

يوميات الشرق معابد الأقصر تحتضن آثار الحضارة القديمة (مكتبة الإسكندرية)

«تسجيلي» مصري يوثّق تاريخ الأقصر «أقوى عواصم العالم القديم»

لم تكن قوة الأقصر ماديةً فحسب، إنما امتدّت إلى أهلها الذين تميّزوا بشخصيتهم المستقلّة ومهاراتهم العسكرية الفريدة، فقد لعبوا دوراً محورياً في توحيد البلاد.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق مشهد من الفيلم السعودي «ثقوب» (القاهرة السينمائي)

المخرج السعودي عبد المحسن الضبعان: تُرعبني فكرة «العنف المكبوت»

تدور الأحداث حول «راكان» الذي خرج إلى العالم بعد فترة قضاها في السجن على خلفية تورّطه في قضية مرتبطة بالتطرُّف الديني، ليحاول بدء حياة جديدة.

أحمد عدلي (القاهرة )
سينما  مندوب الليل (آسيا وورلد فيلم فيستيڤال)

«مندوب الليل» لعلي الكلثمي يفوز في لوس أنجليس

في حين ينشغل الوسط السينمائي بـ«مهرجان القاهرة» وما قدّمه وما نتج عنه من جوائز أو أثمر عنه من نتائج وملاحظات خرج مهرجان «آسيا وورلد فيلم فيستيڤال» بمفاجأة رائعة

محمد رُضا‬ (القاهرة)
سينما دياماند بوعبّود وبلال حموي في «أرزة» (مهرجان أفلام آسيا الدولي)

شاشة الناقد: فيلمان من لبنان

أرزة هي دياماند بو عبّود. امرأة تصنع الفطائر في بيتها حيث تعيش مع ابنها كينان (بلال الحموي) وشقيقتها (بَيتي توتَل). تعمل أرزة بجهد لتأمين نفقات الحياة.

محمد رُضا (لندن)
يوميات الشرق الفنان المصري أحمد زكي قدم أدواراً متنوعة (أرشيفية)

مصر تقترب من عرض مقتنيات أحمد زكي

أعلن وزير الثقافة المصري الدكتور أحمد فؤاد هنو عن عرض مقتنيات الفنان المصري الراحل أحمد زكي، ضمن سيناريو العرض الخاص بمركز ثروت ‏عكاشة لتوثيق التراث.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

تانيا قسيس لـ«الشرق الأوسط»: أحمل معي روح لبنان ووجهه الثقافي المتوهّج

تتشارك قسيس الغناء مع عدد من زملائها على المسرح (حسابها على {إنستغرام})
تتشارك قسيس الغناء مع عدد من زملائها على المسرح (حسابها على {إنستغرام})
TT

تانيا قسيس لـ«الشرق الأوسط»: أحمل معي روح لبنان ووجهه الثقافي المتوهّج

تتشارك قسيس الغناء مع عدد من زملائها على المسرح (حسابها على {إنستغرام})
تتشارك قسيس الغناء مع عدد من زملائها على المسرح (حسابها على {إنستغرام})

تتمسك الفنانة تانيا قسيس بحمل لبنان الجمال والثقافة في حفلاتها الغنائية، وتصرّ على نشر رسالة فنية مفعمة بالسلام والوحدة. فهي دأبت منذ سنوات متتالية على تقديم حفل غنائي سنوي في بيروت بعنوان «لبنان واحد».

قائدة كورال للأطفال ومعلمة موسيقى، غنّت السوبرانو تانيا قسيس في حفلات تدعو إلى السلام في لبنان وخارجه. كانت أول فنانة لبنانية تغني لرئيس أميركي (دونالد ترمب) في السفارة الكويتية في أميركا. وأحيت يوم السلام العالمي لقوات الأمم المتحدة في جنوب لبنان. كما افتتحت الألعاب الفرنكوفونية السادسة في بيروت.

تنوي قسيس إقامة حفل في لبنان عند انتهاء الحرب (حسابها على {إنستغرام})

اليوم تحمل تانيا كل حبّها للبنان لتترجمه في حفل يجمعها مع عدد من زملائها بعنوان «رسالة حب». ويجري الحفل في 26 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري على مسرح «زعبيل» في دبي. وتعدّ قسيس هذا الحفل فرصة تتيح للبنانيين خارج وطنهم للالتقاء تحت سقف واحد. «لقد نفدت البطاقات منذ الأيام الأولى لإعلاننا عنه. وسعدت كون اللبنانيين متحمسين للاجتماع حول حبّ لبنان».

يشارك قسيس في هذا الحفل 5 نجوم موسيقى وفن وإعلام، وهم جوزيف عطية وأنطوني توما وميشال فاضل والـ«دي جي» رودج والإعلامي وسام بريدي. وتتابع لـ«الشرق الأوسط»: «نحتاج اليوم أكثر من أي وقت مضى مساندة بعضنا كلبنانيين. من هنا ولدت فكرة الحفل، وغالبية الفنانين المشاركين فيه يقيمون في دبي».

أغنية {معك يا لبنان} تعاونت فيها قسيس مع الـ{دي جي} رودج (حسابها على {إنستغرام})

خيارات تانيا لنجوم الحفل تعود لعلاقة مهنية متينة تربطها بهم. «الموسيقي ميشال فاضل أتفاءل بحضوره في حفلاتي. وهو يرافقني دائماً، وقد تعاونت معه في أكثر من أغنية. وكذلك الأمر بالنسبة لجوزيف عطية الذي ينتظر اللبنانيون المغتربون أداءه أغنية (لبنان رح يرجع) بحماس كبير. أما أنطوني توما فهو خير من يمثل لبنان الثقافة بأغانيه الغربية».

تؤكد تانيا أن حفل «رسالة حب» هو وطني بامتياز، ولكن تتخلله أغانٍ كلاسيكية أخرى. وتضيف: «لن يحمل مزاج الرقص والهيصة، ولن يطبعه الحزن. فالجالية اللبنانية متعاطفة مع أهلها في لبنان، وترى في هذا الحفل محطة فنية يحتاجونها للتعبير عن دعمهم لوطنهم، فقلقهم على بلادهم يسكن قلوبهم ويفضلون هذا النوع من الترفيه على غيره». لا يشبه برنامج الحفل غيره من الحفلات الوطنية العادية. وتوضح قسيس لـ«الشرق الأوسط»: «هناك تنسيق ومشاركة من قبل نجوم الحفل أجمعين. كما أن اللوحات الموسيقية يتشارك فيها الحضور مع الفنانين على المسرح. بين لوحة وأخرى يطل وسام بريدي في مداخلة تحفّز التفاعل مع الجمهور. وهناك خلطة فنية جديدة اعتدنا مشاهدتها مع الموسيقيين رودج وميشال فاضل. وسيستمتع الناس بسماع أغانٍ تربينا عليها، ومن بينها ما هو لزكي ناصيف ووديع الصافي وصباح وماجدة الرومي. وكذلك أخرى نحيي فيها مطربات اليوم مثل نانسي عجرم. فالبرنامج برمّته سيكون بمثابة علاج يشفي جروحنا وحالتنا النفسية المتعبة».

كتبت تانيا رسالة تعبّر فيها عن حبّها للبنان في فيديو مصور (حسابها على {إنستغرام})

تتشارك تانيا قسيس غناءً مع أنطوني توما، وكذلك مع جوزيف عطية والموسيقي رودج. «سأؤدي جملة أغانٍ معهما وبينها الأحدث (معك يا لبنان) التي تعاونت فيها بالصوت والصورة مع رودج. وهي من إنتاجه ومن تأليف الشاعر نبيل بو عبدو».

لماذا ترتبط مسيرة تانيا قسيس ارتباطاً وثيقاً بلبنان الوطن؟ ترد لـ«الشرق الأوسط»: «لا أستطيع الانفصال عنه بتاتاً، فهو يسكنني دائماً وينبض في قلبي. والموسيقى برأيي هي أفضل طريقة للتعبير عن حبي له. في الفترة السابقة مع بداية الحرب شعرت بشلل تام يصيبني. لم أستطع حتى التفكير بكيفية التعبير عن مشاعري الحزينة تجاهه. كتبت رسالة توجهت بها إلى لبنان واستندت فيها إلى أغنيتي (وطني)، دوّنتها كأني أحدّث نفسي وأكتبها على دفتر مذكراتي. كنت بحاجة في تلك اللحظات للتعبير عن حبي للبنان كلاماً وليس غناء».

في تلك الفترة التي انقطعت تانيا عن الغناء التحقت بمراكز إيواء النازحين. «شعرت بأني أرغب في مساعدة أولادهم والوقوف على كيفية الترفيه عنهم بالموسيقى. فجلت على المراكز أقدم لهم جلسات تعليم موسيقى وعزف.

وتتضمن حصص مغنى ووطنيات وبالوقت نفسه تمارين تستند إلى الإيقاع والتعبير. استعنت بألعاب موسيقية شاركتها معهم، فراحوا يتماهون مع تلك الحصص والألعاب بلغة أجسادهم وأصواتهم، فكانت بمثابة علاج نفسي لهم بصورة غير مباشرة».

لا تستبعد تانيا قسيس فكرة إقامة حفل غنائي جامع في لبنان عند انتهاء الحرب. وتختم لـ«الشرق الأوسط»: «لن يكون الأمر سهلاً بل سيتطلّب التفكير والتنظيم بدقة. فما يحتاجه اللبنانيون بعد الحرب جرعات حب ودفء وبلسمة جراح. ومن هذه الأفكار سننطلق في مشوارنا، فيما لو تسنى لنا القيام بهذا الحفل لاحقاً».