جوع «أُسود» الخرطوم قد ينقذ الآلاف من أسود البراري والمحميات

اللبؤة «كنداكة» والأسد «منصور» يتعافيان ويبحثان عن مكان إقامة

جوع «أُسود» الخرطوم قد ينقذ الآلاف من أسود البراري والمحميات
TT

جوع «أُسود» الخرطوم قد ينقذ الآلاف من أسود البراري والمحميات

جوع «أُسود» الخرطوم قد ينقذ الآلاف من أسود البراري والمحميات

صعق العالم حين نشر ناشط سوداني صورا التقطها لـ«أسود» جائعة في حديقة القرشي بالعاصمة السودانية الخرطوم، وهزت صور الأسود الهزيلة ضمير العالم، فتحولت لحملة إنقاذ عالمية.
وكأنما استدعت الحملة مقطع الشعر الشهير «تموت الأسد في الغابات جوعاً... ولحم الضأن تأكله الكلاب»، لكن الأسود الجائعة لم تكن في الغابة أو في محمية، بل كانت تقبع أسيرة في «حديقة القرشي» في قلب العاصمة الخرطوم.
وأشعل آلاف المغردين منصات التواصل الاجتماعي مطالبين جمعيات الرفق بالحيوان للتدخل من أجل إنقاذ الأسود من الهلاك جوعاً، وتلقفت منظمة «المخالب الأربعة» السويسرية النداء وأرسلت فريقاً إلى الخرطوم لمساعدة السلطات على إنقاذ تلك الأسود التي كاد الجوع يفتك بها.
ويقول مدير المشاريع بمنظمة المخالب الأربعة أمير خليل، إنهم أنقذوا اللبؤة «كنداكة» والأسد «منصور»، بإعطائهم محاليل بالفم ومن دون تخدير، لعدم قدرتها على الحركة وضعف أوردتها بسبب الجوع الطويل.
ويوضح خليل أنه وفريقه بمساعدة عدد من المتطوعين السودانيين بذلوا جهوداً حثيثة، استجابت بعدها الأسود للعلاج، وتحسنت صحتها أفضل، وأضاف: «اللبؤة الكنداكة ربما تعاني العمى أو ضعف البصر، وهي الآن تحت العناية الطبية وتتم تغذيتها بشكل جيد».
وتبحث «المخالب الأربعة» عن أماكن تصلح لإيواء الأسود وفقاً للمواصفات العالمية، ويقول خليل: «تفقدنا عددا من الأماكن، ورشحت لنا ثلاثة أماكن، هي حديقة أم بارونة بود مدني، وحديقة أزاهر وحديقة شرق النيل بالخرطوم بحري، وتتوفر فيها المواصفات المطلوبة».
ويرى خليل أن مواصفات مكان إيواء هذه الحيوانات يجب أن تتوفر فيه المساحة المناسبة والهدوء وإتاحة بعض الخصوصية للحيوان، فضلا عن النوم في أوضاع طبيعية وعدم التوتر بسبب الزحام والأصوات العالية، ويتابع: «وضع الأسود في حديقة القرشي دق جرس إنذار، لوضع حلول على المدى الطويل لرعاية الحيوانات المفترسة وغيرها في السودان»، وأضاف: «مشروع حديقة الإنقاذ لا يفيد السودان وحده، بل دول الجوار أيضاً».
ويبدي أمير دهشته من الوضع الذي وجدوا الأسود عليه بقوله: «خلال عملي طوال 30 سنة لم أر أسوداً في هذا الوضع، حتى في أوقات الحروب، فقد بدت بارزة العظام من تحت الجلد، وغير قادرة على الوقوف، وتعاني جفاف الفم الكامل».
ونشطت مطالبات بإعادة «أسود القرشي» الجائعة بعد علاجها إلى «محمية الدندر» الطبيعية بشرق البلاد، لكن خليل وصف محاولة إرجاعها إلى الحديقة بالخطرة على حياتها، لكونها نشأت في الأقفاص ولم تتعلم الصيد، ولكونها صغيرة في السن ولا يتجاوز عمرها ثلاثة سنوات ونصف السنة.
أما الناشط عثمان صالح، والذي ساقته الأقدار لرؤية الأسود تتضور جوعاً، ومن هناك أطلق مبادرة «أنقذوا أسود القرشي» على منصات التواصل الاجتماعي، فيقول: «الآن تكتب قصة جديدة عنوانها الحياة للحيوانات، بعد أن تبنت المخالب الأربعة حملة لإنشاء حديقة إنقاذ للحفاظ على الحيوانات في السودان»، ويضيف: «شكرا لهم فقد استجابوا بسرعة لتقديم المساعدة الطبية للأسود، وواجهوا العديد من العقبات في عملية إدخال المعدات الطبية اللازمة للبلاد».
ويأمل صالح في اكتمال إنشاء «حديقة إنقاذ الحيوانات»، وإكمال الإجراءات مع السلطات المختصة، الممثلة في شرطة الحياة البرية والفريق الطبي السويسري، مؤكدا قيام الفريق الطبي للمخالب الأربعة بزيارات ميدانية لتفقد الحيوانات في عدد من حدائق الحيوانات الخاصة والحكومية والمحمية لتقديم الرعاية الطبية لها، إضافة إلى تدريب متطوعين محليين للتعامل مع مثل هذه الظروف.
ويقول مدير «حديقة القرشي» بدر الدين سليمان، وهي الحديقة التي شهدت جوع الأسود، إن حماية هذه الحيوانات مسؤولية «شرطة الحياة البرية»، وتابع: «هم مسؤولون عما وصل إليه حالها، لأننا كنا غير قادرين على توفير الوجبات لها، وتكلف أكثر من 300 مليون جنيه سوداني شهرياً».
ويوضح سليمان أن حملة «أنقذوا أسود القرشي» على منصات التواصل الاجتماعي لقيت استجابة واسعة، وتضمنت التبرع باللحوم والأدوية، بيد أنه حذر من بوادر انحسار أثر الحملة، وأضاف: «لا بد من قيام شرطة الحياة البرية بواجبها تجاه هذه الأسود».
ويشير اسم منظمة «المخالب الأربعة» إلى علاقتها بالحيوانات، وبطبيعة عملها في الاهتمام بها ورعايتها في كل أنحاء العالم، ولا سيما في مناطق النزاعات والحروب والكوارث الطبيعية.
وأنشأت المخالب الأربعة عددا كبيرا من المحميات حول العالم، ومن أشهرها محمية «صخور الأسود» في جنوب أفريقيا، هذا بجانب حمايتها لـ«الدببة الراقصة في بلغاريا» التي تحتفظ فيها بعدد من المحميات ببلغاريا وهولندا، وتركز المنظمة في الوقت الحالي على «حماية الأفيال» من الانقراض، وتحصين مليون كلب في دولة ميانمار.



الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
TT

الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)

في السنوات الأخيرة، أثّر الذكاء الصناعي على المجتمع البشري، وأتاح إمكانية أتمتة كثير من المهام الشاقة التي كانت ذات يوم مجالاً حصرياً للبشر، ومع كل ظهور لمهام وظيفية مبدعةً، تأتي أنظمة الذكاء الصناعي لتزيحها وتختصر بذلك المال والعمال.
وسيؤدي عصر الذكاء الصناعي إلى تغيير كبير في الطريقة التي نعمل بها والمهن التي نمارسها. وحسب الباحث في تقنية المعلومات، المهندس خالد أبو إبراهيم، فإنه من المتوقع أن تتأثر 5 مهن بشكل كبير في المستقبل القريب.

سارة أول روبوت سعودي يتحدث باللهجة العامية

ومن أكثر المهن، التي كانت وما زالت تخضع لأنظمة الذكاء الصناعي لتوفير الجهد والمال، مهن العمالة اليدوية. وحسب أبو إبراهيم، فإنه في الفترة المقبلة ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير آلات وروبوتات قادرة على تنفيذ مهام مثل البناء والتنظيف بدلاً من العمالة اليدوية.
ولفت أبو إبراهيم إلى أن مهنة المحاسبة والمالية ستتأثر أيضاً، فالمهن التي تتطلب الحسابات والتحليل المالي ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير برامج حاسوبية قادرة على إجراء التحليل المالي وإعداد التقارير المالية بدلاً من البشر، وكذلك في مجال القانون، فقد تتأثر المهن التي تتطلب العمل القانوني بشكل كبير في المستقبل.
إذ قد تتمكن التقنيات الحديثة من إجراء البحوث القانونية وتحليل الوثائق القانونية بشكل أكثر فاعلية من البشر.
ولم تنجُ مهنة الصحافة والإعلام من تأثير تطور الذكاء الصناعي. فحسب أبو إبراهيم، قد تتمكن التقنيات الحديثة من إنتاج الأخبار والمعلومات بشكل أكثر فاعلية وسرعة من البشر، كذلك التسويق والإعلان، الذي من المتوقع له أن يتأثر بشكل كبير في المستقبل. وقد تتمكن أيضاً من تحديد احتياجات المستهلكين ورغباتهم وتوجيه الإعلانات إليهم بشكل أكثر فاعلية من البشر.
وأوضح أبو إبراهيم أنه على الرغم من تأثر المهن بشكل كبير في العصر الحالي، فإنه قد يكون من الممكن تطوير مهارات جديدة وتكنولوجيات جديدة، تمكن البشر من العمل بشكل أكثر فاعلية وكفاءة في مهن أخرى.

الروبوت السعودية سارة

وفي الفترة الأخيرة، تغير عالم الإعلان مع ظهور التقنيات الجديدة، وبرز الإعلان الآلي بديلاً عملياً لنموذج تأييد المشاهير التقليدي الذي سيطر لفترة طويلة على المشهد الإعلاني. ومن المرجح أن يستمر هذا الاتجاه مع تقدم تكنولوجيا الروبوتات، ما يلغي بشكل فعال الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير.
وأتاحت تقنية الروبوتات للمعلنين إنشاء عروض واقعية لعلاماتهم التجارية ومنتجاتهم. ويمكن برمجة هذه الإعلانات الآلية باستخدام خوارزميات معقدة لاستهداف جماهير معينة، ما يتيح للمعلنين تقديم رسائل مخصصة للغاية إلى السوق المستهدفة.
علاوة على ذلك، تلغي تقنية الروبوتات الحاجة إلى موافقات المشاهير باهظة الثمن، وعندما تصبح الروبوتات أكثر واقعية وكفاءة، سيجري التخلص تدريجياً من الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير، وقد يؤدي ذلك إلى حملات إعلانية أكثر كفاءة وفاعلية، ما يسمح للشركات بالاستثمار بشكل أكبر في الرسائل الإبداعية والمحتوى.
يقول أبو إبراهيم: «يقدم الذكاء الصناعي اليوم إعلانات مستهدفة وفعالة بشكل كبير، إذ يمكنه تحليل بيانات المستخدمين وتحديد احتياجاتهم ورغباتهم بشكل أفضل. وكلما ازداد تحليل الذكاء الصناعي للبيانات، كلما ازدادت دقة الإعلانات وفاعليتها».
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للذكاء الصناعي تحليل سجلات المتصفحين على الإنترنت لتحديد الإعلانات المناسبة وعرضها لهم. ويمكن أن يعمل أيضاً على تحليل النصوص والصور والفيديوهات لتحديد الإعلانات المناسبة للمستخدمين.
ويمكن أن تكون شركات التسويق والإعلان وأصحاب العلامات التجارية هم أبطال الإعلانات التي يقدمها الذكاء الصناعي، بحيث يستخدمون تقنياته لتحليل البيانات والعثور على العملاء المناسبين وعرض الإعلانات المناسبة لهم. كما يمكن للشركات المتخصصة في تطوير البرمجيات والتقنيات المرتبطة به أن تلعب دوراً مهماً في تطوير الإعلانات التي يقدمها.