مجلس أمن أوكرانيا يتهم القوات الروسية بعبور الحدود

بولتون يحذر من إمكانية عرقلة البيت الأبيض لنشر مذكراته حول كييف

TT

مجلس أمن أوكرانيا يتهم القوات الروسية بعبور الحدود

اتهمت كييف قوات روسية بمحاولة اختراق الحدود، والقيام بقصف عنيف في منطقة دونباس (شرق البلاد)، بعد مقتل جندي وإصابة أربعة. وقال الجيش إن القوات الروسية قامت بمحاولة عبور الخطوط الأوكرانية، وإطلاق قذائف المورتر والقنابل والأسلحة الرشاشة، كما أفادت وكالة «بلومبرغ» للأنباء.
وأضاف الجيش، في بيان: «لقي جندي حتفه بعدما سعى المقاتلون المدعومون من روسيا للتقدم نحو الخطوط الإقليمية التي نصت عليها اتفاقية السلام».
وعقد المجلس الوطني للدفاع والأمن في وقت لاحق لمناقشة الوضع. كما عقد الرئيس الأوكراني اجتماعاً لمجلس أمن بلاده، أمس (الثلاثاء)، لمناقشة الوضع. ووصف زيلينسكي الاشتباك بأنه «محاولة لعرقلة عملية السلام»، وقال: «مسارنا نحو إنهاء الحرب، والتزامنا نحو الاتفاقات الدولية، لم يتغيرا، بالإضافة إلى التزامنا بصد أي عدوان مسلح».
وهذا أول جندي يقتل في أول اشتباك يقع بمنطقة النزاع بشرق أوكرانيا منذ أن تولى الرئيس فولوديمير زيلينسكي مقاليد السلطة العام الماضي، كما أصيب 4 بنيران معادية في منطقة دونباس (شرق البلاد).
وتسبب الصراع بين القوات الأوكرانية وقوات مدعومة من روسيا في شرق البلاد في مقتل أكثر من 13 ألفاً منذ 2014، رغم إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار في 2015.
وكان زيلينسكي قد تعهد بعد انتخابه بإنهاء الصراع في شرق أوكرانيا الذي اندلع عام 2014. ويذكر أن الصراع قد اندلع عقب أن ضم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شبه جزيرة القرم. وحققت المباحثات بين الطرفين، بوساطة ألمانية - فرنسية، تقدماً محدوداً، شمل تبادل السجناء، لكن لم يتم التوصل لاتفاق.
وفي سياق متصل، حذر مستشار الأمن القومي الأميركي السابق، جون بولتون، من إمكانية أن تعرقل إدارة الرئيس دونالد ترمب إصدار مذكراته التي تصف تفاعله مع الرئيس بشأن أوكرانيا. وقال بولتون، يوم الاثنين، خلال كلمة ألقاها بجامعة دورهام في نورث كارولينا: «أتمنى ألا يتم وقفها... إنها محاولة لكتابة التاريخ، وقد فعلت ذلك بأفضل ما أستطيع... علينا أن نرى ما سيخرج من الرقابة»، حسبما أفادت به وكالة «بلومبرغ» للأنباء أمس (الثلاثاء).
وأضاف: «أقول أشياء في المذكرات عما قاله لي»، في إشارة إلى ترمب. وقال إنه ليس بإمكانه الإجابة عن أي سؤال بشأن كوريا الشمالية لأن تلك الأمور تشملها المذكرات التي تخضع حالياً لمراجعة حكومية قبل النشر.
وكانت إدارة ترمب قد أثارت القلق بالفعل تجاه تلك المذكرات، قائلة إنها تكشف عن معلومات سرية.



كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

TT

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)
ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)

أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو (53 عاماً) استقالته من منصبه، الاثنين، في مواجهة ازدياد الاستياء من قيادته، وبعدما كشفت الاستقالة المفاجئة لوزيرة ماليته عن ازدياد الاضطرابات داخل حكومته.

وقال ترودو إنه أصبح من الواضح له أنه لا يستطيع «أن يكون الزعيم خلال الانتخابات المقبلة بسبب المعارك الداخلية». وأشار إلى أنه يعتزم البقاء في منصب رئيس الوزراء حتى يتم اختيار زعيم جديد للحزب الليبرالي.

وأضاف ترودو: «أنا لا أتراجع بسهولة في مواجهة أي معركة، خاصة إذا كانت معركة مهمة للغاية لحزبنا وبلدنا. لكنني أقوم بهذا العمل لأن مصالح الكنديين وسلامة الديمقراطية أشياء مهمة بالنسبة لي».

ترودو يعلن استقالته من أمام مسكنه في أوتاوا الاثنين (رويترز)

وقال مسؤول، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن البرلمان، الذي كان من المقرر أن يستأنف عمله في 27 يناير (كانون الثاني) سيتم تعليقه حتى 24 مارس، وسيسمح التوقيت بإجراء انتخابات على قيادة الحزب الليبرالي.

وقال ترودو: «الحزب الليبرالي الكندي مؤسسة مهمة في تاريخ بلدنا العظيم وديمقراطيتنا... سيحمل رئيس وزراء جديد وزعيم جديد للحزب الليبرالي قيمه ومثله العليا في الانتخابات المقبلة... أنا متحمّس لرؤية هذه العملية تتضح في الأشهر المقبلة».

وفي ظل الوضع الراهن، يتخلف رئيس الوزراء الذي كان قد أعلن نيته الترشح بفارق 20 نقطة عن خصمه المحافظ بيار بوالييفر في استطلاعات الرأي.

ويواجه ترودو أزمة سياسية غير مسبوقة مدفوعة بالاستياء المتزايد داخل حزبه وتخلّي حليفه اليساري في البرلمان عنه.

انهيار الشعبية

تراجعت شعبية ترودو في الأشهر الأخيرة ونجت خلالها حكومته بفارق ضئيل من محاولات عدة لحجب الثقة عنها، ودعا معارضوه إلى استقالته.

ترودو وترمب خلال قمة مجموعة العشرين في هامبورغ 8 يوليو 2017 (رويترز)

وأثارت الاستقالة المفاجئة لنائبته في منتصف ديسمبر (كانون الأول) البلبلة في أوتاوا، على خلفية خلاف حول كيفية مواجهة الحرب التجارية التي تلوح في الأفق مع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

وهدّد ترمب، الذي يتولى منصبه رسمياً في 20 يناير، بفرض رسوم جمركية تصل إلى 25 في المائة على السلع الكندية والمكسيكية، مبرراً ذلك بالأزمات المرتبطة بالأفيونيات ولا سيما الفنتانيل والهجرة.

وزار ترودو فلوريدا في نوفمبر (تشرين الثاني) واجتمع مع ترمب لتجنب حرب تجارية.

ويواجه ترودو الذي يتولى السلطة منذ 9 سنوات، تراجعاً في شعبيته، فهو يعد مسؤولاً عن ارتفاع معدلات التضخم في البلاد، بالإضافة إلى أزمة الإسكان والخدمات العامة.

ترودو خلال حملة انتخابية في فانكوفر 11 سبتمبر 2019 (رويترز)

وترودو، الذي كان يواجه باستهتار وحتى بالسخرية من قبل خصومه قبل تحقيقه فوزاً مفاجئاً ليصبح رئيساً للحكومة الكندية على خطى والده عام 2015، قاد الليبراليين إلى انتصارين آخرين في انتخابات عامي 2019 و2021.

واتبع نجل رئيس الوزراء الأسبق بيار إليوت ترودو (1968 - 1979 و1980 - 1984) مسارات عدة قبل دخوله المعترك السياسي، فبعد حصوله على دبلوم في الأدب الإنجليزي والتربية عمل دليلاً في رياضة الرافتينغ (التجديف في المنحدرات المائية) ثم مدرباً للتزلج على الثلج بالألواح ونادلاً في مطعم قبل أن يسافر حول العالم.

وأخيراً دخل معترك السياسة في 2007، وسعى للترشح عن دائرة في مونتريال، لكن الحزب رفض طلبه. واختاره الناشطون في بابينو المجاورة وتعد من الأفقر والأكثر تنوعاً إثنياً في كندا وانتُخب نائباً عنها في 2008 ثم أُعيد انتخابه منذ ذلك الحين.

وفي أبريل (نيسان) 2013، أصبح زعيم حزب هزمه المحافظون قبل سنتين ليحوله إلى آلة انتخابية.

وخلال فترة حكمه، جعل كندا ثاني دولة في العالم تقوم بتشريع الحشيش وفرض ضريبة على الكربون والسماح بالموت الرحيم، وأطلق تحقيقاً عاماً حول نساء السكان الأصليين اللاتي فُقدن أو قُتلن، ووقع اتفاقات تبادل حرّ مع أوروبا والولايات المتحدة والمكسيك.