باكستان تؤكد فرار عضو بارز في «طالبان» من سجنه

برر الهجوم على ملالة يوسفزاي

إحسان الله إحسان - الناشطة يوسفزاي دافعت عن تعليم الفتيات الباكستانيات (نيويورك تايمز)
إحسان الله إحسان - الناشطة يوسفزاي دافعت عن تعليم الفتيات الباكستانيات (نيويورك تايمز)
TT

باكستان تؤكد فرار عضو بارز في «طالبان» من سجنه

إحسان الله إحسان - الناشطة يوسفزاي دافعت عن تعليم الفتيات الباكستانيات (نيويورك تايمز)
إحسان الله إحسان - الناشطة يوسفزاي دافعت عن تعليم الفتيات الباكستانيات (نيويورك تايمز)

أكدت وزارة الداخلية الباكستانية أن عضواً محلياً بارزاً بحركة «طالبان»، كان قد أعلن وبرر هجوم عام 2012 على ملالة يوسفزاي الحائزة على جائزة نوبل، فر من سجنه، وذلك بعد أيام قليلة من إعلانه عن فراره على وسائل التواصل الاجتماعي. وزعم إحسان الله إحسان المتحدث السابق باسم حركة «طالبان» الباكستانية على «تويتر» أنه هرب من سجنه، ثم أعلن ذلك في رسالة صوتية إلى وسائل إعلام باكستانية في وقت سابق من فبراير (شباط).
وأحجم الجيش الباكستاني الذي احتجز إحسان 3 سنوات عن التعليق، لكن وزير الداخلية إعجاز شاه قال للصحافيين في رده على تقرير هروبه: «هذا صحيح. هذا صحيح». وأضاف رداً على أسئلة بشأن جهود تعقبه: «ستسمعون أنباء سارة». وأبلغ إحسان صحافياً من «رويترز» عبر الهاتف، أنه غادر باكستان ووصل إلى تركيا برفقة زوجته وأطفاله. وأوضح أنه كان قد سلم نفسه للجيش وفقاً لاتفاق، وأنه هرب فقط لأن الجيش لم يلتزم به. وشكك محللون وخبراء باكستانيون في التشدد الأصولي في صحة زعم إحسان بأنه تمكن من الهرب. وتكهن الخبراء بأن من المحتمل أنه أصبح أداة للدولة وأن التقارير عن فراره قد تكون حيلة لزرعه مجدداً بين المتشددين بغرض التجسس عليهم.
وفي حال ثبوت صحة الادعاء، فإن هروب المتشدد إحسان الله إحسان، من شأنه أن يتسبب في مراجعة وتدقيق في علاقة إسلام آباد مع الحركة الأصولية المسلحة. ولطالما اتُّهمت قوات الأمن والمخابرات الباكستانية بإيواء جماعات إرهابية، لاستخدامها في أهداف السياسة الخارجية والداخلية، وهو ما تنفيه إسلام آباد. وفي تسجيل صوتي نُشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قال إحسان الله: «لقد احتجزت لثلاث سنوات صابراً دون شكوى، وقد كلل صبري بإبرام ذلك الاتفاق، وسأعلن مزيداً من المعلومات حول الصفقة قريباً، وكذلك أسماء الأشخاص المتورطين فيها».
وعند اتصال «نيويورك تايمز» به هاتفياً أول من أمس، أكد إحسان الله إحسان الله صحة التسجيل الصوتي، وأضاف أنه وعائلته كانوا مختبئين.
وتعرضت الناشطة يوسفزاي، التي دافعت عن تعليم الفتيات، لإطلاق نار على متن حافلة من قبل أحد مقاتلي «طالبان» في 9 أكتوبر (تشرين الأول) 2012. ونجت وأصبحت ناشطة معترفاً بها عالمياً، وحصلت على جائزة «نوبل»، بحسب تقرير لـ«نيويورك تايمز». وعندما استسلم إحسان الله إحسان، الذي شغل منصب المتحدث باسم «طالبان» الباكستانية، في باكستان عام 2017، أشادت قوات الأمن باعتقاله باعتباره انتصاراً لجهود مكافحة الإرهاب.
ووضع إحسان رهن الإقامة الجبرية مع أسرته في حي آباد، وهي ضاحية راقية في مدينة بيشاور، بدلاً من زنزانة السجن الجرداء التي عادة ما تخصص للمجرمين المتشددين، ليعيش حياة مريحة نسبياً، وتمكن من التواصل مع الأقارب والأصدقاء وتصفح الإنترنت، وحتى إنجاب طفل. لكن الصفقة اكتست بلون كئيب، بعد أن انتظر إحسان الله طيلة 3 سنوات؛ حيث هرب هو وعائلته الشهر الماضي، ولم يكشف اللثام عن طريقة هروبه سوى الأسبوع الجاري.
وكان إحسان الله أحد أكثر الوجوه المعروفة لـ«طالبان» الباكستانية، والمعروفة رسمياً باسم حركة «طالبان باكستان»، إلى أن ترك الحركة عام 2013 لينضم إلى فصيل انفصالي أكثر تطرفاً، يسمى «جماعة الأحرار». وكان بارعاً في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لنشر عمليات الحركة، وكثيراً ما دعا المراسلين الصحافيين لإطلاعهم على العمليات الوحشية، بما في ذلك الهجوم الذي وقع عام 2016 في مدينة لاهور الشرقية في عيد الفصح، واستهدف العائلات التي غادرت الكنيسة للتو.
لكن «طالبان» الباكستانية عانت من نكسات خطيرة في السنوات الأخيرة؛ حيث نجحت الأجهزة الأمنية في اقتلاع الحركة من المناطق القبلية في البلاد على الحدود مع أفغانستان. وقتل كثير من كبار قادتها في غارات أميركية من دون طيار في باكستان وأفغانستان، كما واجهت المجموعة خلافات داخلية وصعوبات في التجنيد، وقيوداً مالية قوضت.


مقالات ذات صلة

الشرطة الباكستانية: اختطاف 17 موظفاً على يد عناصر إرهابية شمال غربي البلاد

آسيا يقف مسؤولون أمنيون باكستانيون حراساً عند نقطة تفتيش في كويتا عاصمة إقليم بلوشستان بباكستان يوم 6 يناير 2025 حيث تشهد باكستان موجة من عنف المتمردين خصوصاً في المقاطعات الغربية في إقليم خيبر بختونخوا (إ.ب.أ)

الشرطة الباكستانية: اختطاف 17 موظفاً على يد عناصر إرهابية شمال غربي البلاد

أعلنت الشرطة الباكستانية أن مسلحين من العناصر الإرهابية اختطفوا 17 موظفاً مدنياً في منطقة قبول خيل، الواقعة على الحدود بين إقليم البنجاب وإقليم خيبر بختونخوا.

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد)
المشرق العربي عناصر من الفصائل الموالية لتركية تشارك في الاشتباكات مع «قسد» بشرق حلب (أ.ف.ب)

تركيا متمسكة بالتحرك ضد «قسد»... ومحاولات أميركية لمنعها

اتهمت تركيا «قسد» باستخدام المدنيين دروعاً بشرية في «قسد» وأكدت تمسكها بعملية عسكرية في شمال سوريا وسط مساعٍ أميركية لمنعها.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية إردوغان ملوحاً بالتحية لمواطنين في أثناء استقبال بهشلي له أمام منزله في أنقرة الخميس (الرئاسة التركية)

تركيا: لقاء بين إردوغان وبهشلي وسط جدل حول الحوار مع أوجلان

تشهد تركيا حراكاً مكثفاً حول عملية لحل المشكلة الكردية عبر الحوار مع زعيم حزب «العمال الكردستاني» السجين عبد الله أوجلان، وانقساماً حول مسألة العفو عنه.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا محمد ديبي ورث حكم تشاد من والده وتمت ترقيته مؤخراً إلى رتبة ماريشال (صحافة محلية)

تحت تأثير الكحول والمخدرات... 24 شخصاً هاجموا القصر الرئاسي في تشاد

استبعدت تشاد أن يكون الهجوم على القصر الرئاسي ليل الأربعاء/الخميس، له أي طابع «إرهابي»، مشيرة إلى أن من نفذوه كانوا مجموعة من الأشخاص في حالة سكر ومسلحين.

الشيخ محمد (نواكشوط )
أوروبا جنود بريطانيون عائدون من أفغانستان خلال احتفال في اسكوتلندا عام 2013 (غيتي)

تحقيقات: القوات الخاصة البريطانية سُمح لها بـ«التملص من القتل» في أفغانستان

الأدلة التي نشرتها لجنة تحقيق رسمية في جرائم الحرب المزعومة ترسم صورة مزعجة لقوة قتالية نخبوية اعتادت ثقافة الإفلات من العقاب في أفغانستان.

«الشرق الأوسط» (لندن - واشنطن ) «الشرق الأوسط» (لندن - واشنطن )

رئيس الوزراء الكندي يقول إنه سيستقيل من رئاسة الحزب الحاكم

رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو يلقي كلمة في أوتاوا، 6 يناير 2025 (أ.ب)
رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو يلقي كلمة في أوتاوا، 6 يناير 2025 (أ.ب)
TT

رئيس الوزراء الكندي يقول إنه سيستقيل من رئاسة الحزب الحاكم

رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو يلقي كلمة في أوتاوا، 6 يناير 2025 (أ.ب)
رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو يلقي كلمة في أوتاوا، 6 يناير 2025 (أ.ب)

قال رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو خلال خطاب جرى بثه على الهواء مباشرة اليوم الاثنين إنه يعتزم الاستقالة من رئاسة الحزب الليبرالي الحاكم، لكنه أوضح أنه سيبقى في منصبه حتى يختار الحزب بديلاً له.

وقال ترودو أمام في أوتاوا «أعتزم الاستقالة من منصبي كرئيس للحزب والحكومة، بمجرّد أن يختار الحزب رئيسه المقبل».

وأتت الخطوة بعدما واجه ترودو في الأسابيع الأخيرة ضغوطا كثيرة، مع اقتراب الانتخابات التشريعية وتراجع حزبه إلى أدنى مستوياته في استطلاعات الرأي.

وكانت صحيفة «غلوب آند ميل» أفادت الأحد، أنه من المرجح أن يعلن ترودو استقالته هذا الأسبوع، في ظل معارضة متزايدة له داخل حزبه الليبرالي.

رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو متحدثا أمام مؤتمر للحزب الليبرالي الوطني 16 ديسمبر الماضي (أرشيفية - رويترز)

ونقلت الصحيفة عن ثلاثة مصادر لم تسمها لكنها وصفتها بأنها مطلعة على شؤون الحزب الداخلية، أن إعلان ترودو قد يأتي في وقت مبكر الاثنين. كما رجحت الصحيفة وفقا لمصادرها أن يكون الإعلان أمام مؤتمر للحزب الليبرالي الوطني الأربعاء. وذكرت الصحيفة أنه في حال حدثت الاستقالة، لم يتضح ما إذا كان ترودو سيستمر في منصبه بشكل مؤقت ريثما يتمكن الحزب الليبرالي من اختيار قيادة جديدة.

ووصل ترودو إلى السلطة عام 2015 قبل ان يقود الليبراليين إلى انتصارين آخرين في انتخابات عامي 2019 و2021.

لكنه الآن يتخلف عن منافسه الرئيسي، المحافظ بيار بواليافر، بفارق 20 نقطة في استطلاعات الرأي.