لأول مرة منذ 4 أشهر.. الرئيس بوتفليقة يغادر جدران الإقامة الرئاسية

تنقل بمناسبة ستينية ثورة التحرير إلى «مربع الشهداء» على كرسي متحرك

لأول مرة منذ 4 أشهر.. الرئيس بوتفليقة يغادر جدران  الإقامة الرئاسية
TT

لأول مرة منذ 4 أشهر.. الرئيس بوتفليقة يغادر جدران الإقامة الرئاسية

لأول مرة منذ 4 أشهر.. الرئيس بوتفليقة يغادر جدران  الإقامة الرئاسية

غادر الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة أسوار إقامته الرئاسية لأول مرة منذ 4 أشهر، وذلك بمناسبة الاحتفال بالذكرى الـ60 لاندلاع حرب التحرير الجزائرية.
وتوجه بوتفليقة، الذي يعاني من شلل نصفي بسبب تبعات إصابته بجلطة دماغية، صباح أمس إلى «مقبرة العالية» بالضاحية الشرقية للعاصمة، حيث يوجد «مربع الشهداء» للترحم على أرواحهم، ووضع إكليل من الزهو فوق القبور، كما كان يفعل عادة كل سنة، قبل أن يتعرض لأزمة صحية خطيرة نهاية أبريل (نيسان) 2013. ووصل الرئيس إلى المقبرة على كرسي متحرك، يدفعه حارسه الشخصي ببطء شديد، واقترب من «مربع الشهداء» حيث كان «الإمام الرسمي» ينتظر قدومه لقراءة الفاتحة، وردد بوتفليقة آيات السورة القرآنية التي قرأها الإمام.
وظهر بوتفليقة (77 سنة) فوق كرسيه المتحرك ضعيفا، وكان يجد صعوبة في تحريك يديه اليسرى، بينما اصطف كبار القادة المدنيين والعسكريين في باحة «مربع الشهداء» يترقبون قدومه. وبعد قراءة الفاتحة تلمّس الرئيس العلم الوطني وقبّله، وأظهرته كاميرات التلفزيون الحكومي شديد التأثر في هذه اللحظة.
وبعد ذلك توجه الرئيس إلى المسؤولين وصافحهم الواحد بعد الآخر، بينما كانت العادة أن يسلموا عليه بالقبلات في هذه المناسبة. وظهر من بين المسؤولين رئيس «مجلس الأمة» عبد القادر بن صالح، الذي يعدّ بحسب الدستور، الرجل الثاني في الدولة، والعربي ولد خليفة، رئيس «المجلس الشعبي الوطني»، والطيب بلعيز، وزير الداخلية، ورمضان لعمامرة، وزير الخارجية، ووزراء آخرون، ومعهم السعيد عبادو، أمين عام «المنظمة الوطنية للمجاهدين».
وكان آخر ظهور للرئيس خارج جدران الإقامة الرئاسية، التي تقع بمنتجع «سيدي فرج» بالضاحية الغربية للعاصمة، يوم 5 يوليو (تموز) الماضي بمناسبة عيد الاستقلال. وقبلها توجه في 28 أبريل إلى «قصر الأمم» بالقرب من «سيدي فرج»، لتأدية القسم الدستوري، إيذانا ببدء ولايته الرابعة التي فاز بها في انتخابات جرت في نفس الشهر.
وعوض بوتفليقة في الاحتفال الرسمي السنوي بعيد الثورة، الذي يجري بـ«قصر الشعب» بوسط العاصمة، بن صالح، وسلال، وولد خليفة.
ومنذ عودته إلى الجزائر في يوليو من العام الماضي، بعد رحلة علاج بفرنسا دامت 80 يوما، اقتصر نشاط بوتفليقة على استقبال 3 مسؤولين دون سواهم، وهم قائد أركان الجيش ونائب وزير الدفاع الفريق أحمد قايد صالح، ورئيس الوزراء عبد المالك سلال، ووزير الخارجية لعمامرة. كما يستقبل بوتفليقة أحيانا مسؤولين أجانب وبعض «الأصدقاء»، كان أبرزهم في المدة الأخيرة المبعوث الأممي إلى سوريا سابقا، الدبلوماسي الجزائري الأخضر الإبراهيمي. وفي كل مرة يظهر الرئيس كان يسمع فيها يتحدث بواسطة ميكروفون لتكبير الصوت. وقد سمع يقول بصوت خافت خلال لقائه بالإبراهيمي: «إنني أتحسن باستمرار». ورد عليه ضيفه: «إنني ألاحظ ذلك طبعا».
ويتفادى الرئيس النشاطات التي تتطلب جهدا بدنيا بسبب المرض، ويواجه منذ شهور ضغطا من أحزاب المعارضة التي تطالبه بالرحيل على الحكم، بدعوى أنه «عاجز عن أداء مهامه». أما «أحزاب الموالاة»، وعلى رأسها حزب الأغلبية «جبهة التحرير الوطني»، فترد على ذلك بأن الرئيس «انتخبه الشعب لولاية مدتها 5 سنوات».



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.