التحقيق مع البشير في قضايا تتعلق بتمويل الإرهاب وغسل الأموال

التحقيق مع البشير في قضايا تتعلق بتمويل الإرهاب وغسل الأموال
TT

التحقيق مع البشير في قضايا تتعلق بتمويل الإرهاب وغسل الأموال

التحقيق مع البشير في قضايا تتعلق بتمويل الإرهاب وغسل الأموال

خضع الرئيس السوداني المعزول عمر البشير، إلى تحقيق مكثف من قبل النيابة العامة حول علاقة قيادات نافذة في الحكم السابق بعناصر إرهابية دولية.
وذكرت نيابة مكافحة الفساد والتحقيقات المالية، في بيان، أمس، أنها استجوبت البشير، بموجب المادة 35 المتعلقة بغسل الأموال، والمادة 4 المتعلقة بالفساد، والمادة 6/ 7 من قانون الثراء الحرام والمشبوه، والمادة 29 المتعلقة بإجراءات مالية ومحاسبية. وحسب تحريات النيابة، فإن حكومة البشير السابقة تصرفت في نصيب السودان في الشركة السودانية للهاتف السيار «موبي تيل»، وباعته لشركة الاتصالات المتنقلة الكويتية المعروفة باسم «زين»، ومنحت ترخيص مشغل الشبكة الثانية لشركة «إم تي إن» الجنوب أفريقية.
من جهة أخرى، كشف مصدر في النيابة العامة أن الشرطة الدولية «الإنتربول» صادقت على طلب السودان توقيف مدير جهاز الأمن والمخابرات في النظام المعزول، صلاح عبد الله الشهير بـ«قوش» المقيم خارج البلاد. وكانت النيابة العامة قد أصدرت في ديسمبر (كانون الأول) الماضي أمر قبض ضد «قوش» وأعلنته متهماً هارباً، وطالبته بتسليم نفسه، فيما قالت مصادر لـ«الشرق الأوسط»، إن السلطات ترصد تحركات الرجل وستطلب من الدولة التي يوجد على أراضيها تسليمه. ويواجه «قوش» 4 دعاوى جنائية، بينها بلاغات من نيابة الثراء الحرام والمشبوه.
في سياق متصل، ذكرت المصادر أن نيابة الثراء الحرام والمشبوه، ستستدعي البشير مجدداً خلال اليومين المقبلين، للإدلاء بإفادته في بلاغات مدونة ضد زوجته وداد بابكر، بخصوص اتهامات بالفساد، وممتلكات وعقارات مسجلة باسمها، وأخرى مسجلة باسم أبنائها في ضاحية كافوري الثرية بالخرطوم بحري. ووفقاً للمصدر، فإن النيابة ستحقق أيضاً في ملف منظمة «سند الخيرية» التي ترأس مجلس إدارتها وداد باكر، والمقبوض عليها بأمر النيابة منذ أشهر، ورفض وكيل نيابة الثراء الحرام المشبوه طلب محاميها بإطلاق سراحها بالضمان العادي، لعدم اكتمال التحريات معها. وينتظر، حسب المصدر، أن تطلب النيابة من البشير تقديم شهادته حول مصادر أموال المنازل والعقارات التي تملكها زوجته.
يذكر أن البشير كان رفض في 29 من يناير (كانون الثاني) الماضي، الإدلاء بأي أقوال أمام لجنة نيابية للتحقيق معه بشأن انقلاب 30 يونيو (حزيران) 1989 بقيادته، وهي لجنة شكلها النائب العام للتحقيق مع مخططي ومنفذي الانقلاب العسكري الذي أتى بالإسلاميين للسلطة في السودان.
وفي حكم سابق، أدين البشير بالثراء الحرام والفساد وحيازة نقد أجنبي، بصورة غير مشروعة، وهي جرائم تتجاوز عقوبتها السجن 10 سنوات، لكن المحكمة، وبحكم أن البشير تجاوز سن الـ70، قضت بإيداعه إصلاحية اجتماعية، لأن القانون السوداني الساري لا يحاكم بالسجن من تجاوز عمره السبعين عاماً، وهو يقضي محكوميته بالسجن الشهير «كوبر» بالخرطوم بحري، لعدم وجود إصلاحيات اجتماعية في البلاد. وقالت مصادر «الشرق الأوسط»، إن نيابة الثراء الحرام والمشبوه حققت مع مساعد الرئيس الأسبق نافع على نافع، في بلاغات بالفساد المالي، وأصدرت أوامر قبض على قادة النظام المعزول بما يحول دون إطلاق سراحهم، من أجل إكمال التحقيق معهم في بلاغات أخرى.
ويواجه البشير وعدد من قادة حكمه وحزبه من الإسلاميين، مدنيين وعسكريين، تهماً جنائية بالجرائم الموجهة ضد الدولة، وبتقويض النظام الدستوري بالانقلاب العسكري على حكومة الصادق المهدي في عام 1989، وبلاغات بالاشتراك الجنائي في قتل المتظاهرين والإرهاب، وهي تهم تصل عقوبتها للإعدام.



وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

زار وفد إسرائيلي رفيع المستوى القاهرة، الثلاثاء، لبحث التوصل لتهدئة في قطاع غزة، وسط حراك يتواصل منذ فوز الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنجاز صفقة لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار بالقطاع المستمر منذ أكثر من عام.

وأفاد مصدر مصري مسؤول لـ«الشرق الأوسط» بأن «وفداً إسرائيلياً رفيع المستوى زار القاهرة في إطار سعي مصر للوصول إلى تهدئة في قطاع غزة، ودعم دخول المساعدات، ومتابعة تدهور الأوضاع في المنطقة».

وأكد مصدر فلسطيني مطلع، تحدث لـ«الشرق الأوسط»، أن لقاء الوفد الإسرائيلي «دام لعدة ساعات» بالقاهرة، وشمل تسلم قائمة بأسماء الرهائن الأحياء تضم 30 حالة، لافتاً إلى أن «هذه الزيارة تعني أننا اقتربنا أكثر من إبرام هدنة قريبة»، وقد نسمع عن قبول المقترح المصري، نهاية الأسبوع الحالي، أو بحد أقصى منتصف الشهر الحالي.

ووفق المصدر، فإن هناك حديثاً عن هدنة تصل إلى 60 يوماً، بمعدل يومين لكل أسير إسرائيلي، فيما ستبقي «حماس» على الضباط والأسرى الأكثر أهمية لجولات أخرى.

ويأتي وصول الوفد الإسرائيلي غداة حديث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في كلمة، الاثنين، عن وجود «تقدم (بمفاوضات غزة) فيها لكنها لم تنضج بعد».

وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية، الثلاثاء، عن عودة وفد إسرائيل ضم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، ورئيس جهاز الأمن العام «الشاباك» رونين بار، من القاهرة.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأنه عادت طائرة من القاهرة، الثلاثاء، تقلّ رئيس الأركان هرتسي هاليفي، ورئيس الشاباك رونين بار، لافتة إلى أن ذلك على «خلفية تقارير عن تقدم في المحادثات حول اتفاق لإطلاق سراح الرهائن في غزة».

وكشف موقع «واللا» الإخباري الإسرائيلي عن أن هاليفي وبار التقيا رئيس المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد، وكبار المسؤولين العسكريين المصريين.

وبحسب المصدر ذاته، فإن «إسرائيل متفائلة بحذر بشأن قدرتها على المضي قدماً في صفقة جزئية للإفراج عن الرهائن، النساء والرجال فوق سن الخمسين، والرهائن الذين يعانون من حالة طبية خطيرة».

كما أفادت القناة الـ12 الإسرائيلية بأنه جرت مناقشات حول أسماء الأسرى التي يتوقع إدراجها في المرحلة الأولى من الاتفاقية والبنود المدرجة على جدول الأعمال، بما في ذلك المرور عبر معبر رفح خلال فترة الاتفاق والترتيبات الأمنية على الحدود بين مصر وقطاع غزة.

والأسبوع الماضي، قال ترمب على وسائل التواصل الاجتماعي، إن الشرق الأوسط سيواجه «مشكلة خطيرة» إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن قبل تنصيبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وأكد مبعوثه إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الاثنين، أنه «لن يكون من الجيد عدم إطلاق سراح» الرهائن المحتجزين في غزة قبل المهلة التي كررها، آملاً في التوصل إلى اتفاق قبل ذلك الموعد، وفق «رويترز».

ويتوقع أن تستضيف القاهرة، الأسبوع المقبل، جولة جديدة من المفاوضات سعياً للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل و«حماس» في قطاع غزة، حسبما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مصدر مقرّب من الحركة، السبت.

وقال المصدر: «بناء على الاتصالات مع الوسطاء، نتوقع بدء جولة من المفاوضات على الأغلب خلال الأسبوع... للبحث في أفكار واقتراحات بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى». وأضاف أنّ «الوسطاء المصريين والقطريين والأتراك وأطرافاً أخرى يبذلون جهوداً مثمّنة من أجل وقف الحرب».

وخلال الأشهر الماضية، قادت قطر ومصر والولايات المتحدة مفاوضات لم تكلّل بالنجاح للتوصل إلى هدنة وإطلاق سراح الرهائن في الحرب المتواصلة منذ 14 شهراً.

وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، السبت، إن الزخم عاد إلى هذه المحادثات بعد فوز دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية الأميركية، الشهر الماضي. وأوضح أنّه في حين كانت هناك «بعض الاختلافات» في النهج المتبع في التعامل مع الاتفاق بين الإدارتين الأميركية المنتهية ولايتها والمقبلة، «لم نر أو ندرك أي خلاف حول الهدف ذاته لإنهاء الحرب».

وثمنت حركة «فتح» الفلسطينية، في بيان صحافي، الاثنين، بـ«الحوار الإيجابي والمثمر الجاري مع الأشقاء في مصر حول حشد الجهود الإقليمية والدولية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، والإسراع بإدخال الإغاثة الإنسانية إلى القطاع».

وأشار المصدر الفلسطيني إلى زيارة مرتقبة لحركة «فتح» إلى القاهرة ستكون معنية بمناقشات حول «لجنة الإسناد المجتمعي» لإدارة قطاع غزة التي أعلنت «حماس» موافقتها عليها.