عثمانوف يتحول من الاستثمار في آرسنال إلى نادي إيفرتون

ما الهدف من شراء رجل الأعمال الروسي البيان الأولمبي الأصلي بـ8.8 مليون دولار وإهدائه للمتحف؟

رجل الأعمال الروسي عثمانوف بجوار ورقة البيان الأولمبي  التي اشتراها بـ8.8 مليون دولار
رجل الأعمال الروسي عثمانوف بجوار ورقة البيان الأولمبي التي اشتراها بـ8.8 مليون دولار
TT

عثمانوف يتحول من الاستثمار في آرسنال إلى نادي إيفرتون

رجل الأعمال الروسي عثمانوف بجوار ورقة البيان الأولمبي  التي اشتراها بـ8.8 مليون دولار
رجل الأعمال الروسي عثمانوف بجوار ورقة البيان الأولمبي التي اشتراها بـ8.8 مليون دولار

تم الكشف عن اسم الشخص الذي قام بشراء أغلى قطعة تذكارية رياضية في العالم، وهو رجل الأعمال الروسي عليشر عثمانوف، الذي اشترى البيان الأولمبي الأصلي لبيير دي كوبرتان لعام 1892 مقابل 8.8 مليون دولار (6.8 مليون جنيه إسترليني) في ديسمبر (كانون الأول) الماضي - بعد أسبوع كامل من تأكيده على أن قرار الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات بحرمان روسيا من المشاركة في المنافسات كان بمثابة قرار «إعدام»، وبعد أسبوعين كاملين من قيام رئيس اللجنة الأولمبية الدولية، توماس باخ، بمنح عثمانوف جائزة «القيم الأولمبية» من اللجنة الأولمبية الدولية بوصفه ممولا سخيا ورئيسا للاتحاد الدولي للمبارزة. كما نصح باخ المندوبين المشاركين في ذلك الحفل قائلا: «كونوا جزءاً من التغيير الذي تريدون أن تروه».
وربما استمع عثمانوف إلى نصيحة باخ الودية، حيث تم الإعلان عن كونه المشتري لبيان دي كوبرتان، الذي تبرع به للمتحف الأوليمبي. ويوم الاثنين الماضي، ظهر رجل الأعمال الروسي في صور مع باخ والبيان الأولمبي، وقال: «بيير دي كوبرتان كان لديه رؤية لعالم موحد من خلال المساعي الرياضية وليس لعالم منقسم بسبب المواجهات والحروب. أعتقد أن المتحف الأولمبي هو المكان الأنسب للاحتفاظ بهذه المخطوطة التي لا تقدر بثمن».
ومن جانبه، قال باخ: «اليوم نشهد حدثا مهما من أحداث التاريخ». ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي يعبر فيها باخ عن امتنانه العميق لعثمانوف. وفي نفس الاحتفال الذي أقيم في شهر ديسمبر، والذي شهد حصول عثمانوف على جائزة القيم الأولمبية، قرر الاتحاد الدولي للمبارزة تقديم جائزة للشخص الذي أظهر «أكثر مواقف الشجاعة وعدم الأنانية والروح الرياضية واللعب النظيف»، وكان هذا الشخص هو باخ نفسه!.
ومن قبيل الصدفة أن باخ هو مبارز سابق، إلى جانب عثمانوف، وبافل كولوبكوف، الذي كان حتى قبل أسبوعين يشغل منصب وزير الرياضة الروسي، ورئيس اللجنة الأولمبية الروسية ستانيسلاف بوزنياكوف. لكن من فضلكم لا تعتقدوا أن الأمر عبارة عن علاقات مصالح في إطار هذه الدائرة الضيقة! فعلى سبيل المثال، في عام 2015 منح باخ الوسام الأوليمبي إلى رئيسة الاتحاد الروسي للجمباز الإيقاعي، وهي أيضا زوجة عثمانوف!
ما الذي يمكن أن يُقال أيضا عن عثمانوف؟ لقد كان رجل الأعمال الروسي مستثمراً كبيراً في السابق في شركة «فيسبوك»، كما يسيطر على ثاني أكبر شبكة للهاتف في روسيا، ولديه حصة في أكبر شركة إنترنت بالبلاد، ويمتلك شركة «ميتالوينفيست»، وهي شركة تعدين ناجحة للغاية. وعندما تجاوزت إحدى شركات العلاقات العامة الحدود المسموح بها وقامت بنشر بعض المعلومات المسيئة لعثمانوف على موسوعة ويكيبيديا، عاقبها عثمانوف بحجب موقعها على الإنترنت، وهو ما يعني أنه يتحكم في المعلومات التي تنشر عنه داخل روسيا!
ومهما كانت الطريقة التي يُنظر بها إلى الأمور، فقد كانت الأشهر القليلة الماضية حافلة بالأحداث المرتبطة بعثمانوف. وبصرف النظر عن التصريحات التي وصف فيها قرار الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات بحظر روسيا من المسابقات الدولية بسبب تورطها في تعاطي المنشطات بأنه يشبه «الإعدام»، وبغض النظر عن الجوائز التي يحصل عليها من باخ، فقد أبرم عثمانوف أيضاً صفقة بقيمة 30 مليون جنيه إسترليني لحقوق التسمية في ملعب إيفرتون الجديد. ويجب الإشارة أيضا إلى أن المساهم الأكبر في نادي إيفرتون هو الشريك التجاري لعثمانوف، فرهاد موشيري. وبالتالي، يبدو أن الكثير من أنشطة كرة القدم التي يقوم بها نيابة عن عثمانوف قد تغلبت على حبه لنادي آرسنال، بعد أن باع حصته البالغة 30 في المائة في النادي في عام 2018. وقال عثمانوف لصحيفة «فاينانشيال تايمز» في مقابلة أجريت معه مؤخراً، وهي المقابلة التي ربما كانت جزءا من حملة للعلاقات العامة: «ما هو علاج الحب؟ إنه حب جديد». وقال إن هذا هو السبب وراء تمكنه من «الانتقال» من آرسنال إلى إيفرتون. وأضاف «يمكنك أن تفعل ذلك إذا كنت تفكر كمسلم يمكن أن يكون له أربع زوجات».
وقد استغل عثمانوف نفس المقابلة الصحافية للتأكيد على أنه لا ينتمي لحكم الأقلية (الأوليغاركيين)، قائلا: «لكنني سأكون ناكرا للجميل إذا قلت إن الدولة لم تمنحني هذه الفرصة. فطوال الوقت، ومنذ أن بدأت في القيام بأعمال تجارية كبيرة، وبأصول صناعية كبيرة، كانت السلطة والدولة متعاونة ومفيدة للغاية ولم ترفض لنا أي شيء على الإطلاق». وأشار إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «هو القائد رقم واحد في العالم»، لكنه رفض فكرة أن يكون قد قدم أي معروف للرئيس الروسي، مشيرا إلى أنه «لا يحتاج إلى أي شيء».
من المؤكد أن وجهة نظر عثمانوف في هذا الأمر قابلة للنقاش، ويمكن أن يدور حولها جدل كبير. ففي مجال الرياضة، على سبيل المثال، يمكن القول إن بوتين يحتاج بالطبع إلى إلغاء قرار منع بلاده من المشاركة في المسابقات الأولمبية. ويجب التذكير في هذا الصدد بأن الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات قد أوصت بفرض حظر شامل على مشاركة جميع الرياضيين الروس في أولمبياد ريو دي جانيرو عام 2016 بعد الكشف، ولو بشكل جزئي، عن تورط الرياضيين الروس في برنامج ممنهج لتعاطي المنشطات برعاية الدولة، على الرغم من أن الأمر قد اقتصر في نهاية المطاف على منع بعض الألعاب الرياضية فقط من المشاركة في المنافسات. وللأسف، مُنعت روسيا تماماً من المشاركة في المنافسات تحت علمها الوطني في دورة الألعاب الشتوية لعام 2018 ببيونغ تشانغ. وبالنظر إلى أن المصائب لا تأتي فرادى، فلم يكن من الغريب أن تُمنع هذه الدولة البائسة من المشاركة في دورة الألعاب الأولمبية بطوكيو هذا العام.
وأعتقد أن السؤال الذي يجب أن يوجه لهذا البلد لتغيير بعض جوانب سلوكه التنافسي هو: هل هناك أي طرق أخرى لكي تكون جزءا من التغيير الذي تريد اللجنة الأولمبية الدولية رؤيته؟
من المؤكد أن الأيام وحدها هي الكفيلة بالإجابة عن هذا السؤال. وفي الوقت الحالي، تستأنف روسيا على القرار الأخير الصادر من الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات. وفي عام 2017 زعم عثمانوف أن الحظر المفروض على روسيا «يتعارض مع مبادئ الحركة الأولمبية». وفي ذلك الوقت تم تجاهل هذا النداء، لكن يبدو أن عثمانوف وروسيا سيكونان أفضل حظاً هذه المرة! لكن بعد كل هذا، من يثق بمبادئ الحركة الأولمبية أكثر من الرجل الذي اشترى الوثيقة الأصلية لمبادئ الحركة الأولمبية؟


مقالات ذات صلة

ناغلسمان يستدعي حارس مانشستر سيتي أورتيغا للمرة الأولى

رياضة عالمية شتيفان أورتيغا (د.ب.أ)

ناغلسمان يستدعي حارس مانشستر سيتي أورتيغا للمرة الأولى

استُدعي حارس مرمى مانشستر سيتي الإنجليزي شتيفان أورتيغا للمرة الأولى إلى منتخب ألمانيا لكرة القدم، بعد أن أعلن المدرب يوليان ناغلسمان تشكيلته الخميس.

«الشرق الأوسط» (ميونيخ)
رياضة عربية منتخب تونس لكرة القدم يعلن تشكيلته لمواجهتَي مدغشقر وغامبيا (المنتخب التونسي)

تونس تكشف تشكيلتها لمواجهتَي مدغشقر وغامبيا

أعلن منتخب تونس لكرة القدم، اليوم (الخميس)، تشكيلته لمواجهتَي مدغشقر وغامبيا في التصفيات المؤهلة لكأس أمم أفريقيا المقررة في المغرب 2025.

«الشرق الأوسط» (تونس)
رياضة عربية خوان أنطونيو بيتزي مدرب الكويت (أ.ف.ب)

بيتزي يعلن تشكيلة الكويت لمباراتَي كوريا الجنوبية والأردن

أعلن الأرجنتيني خوان أنطونيو بيتزي، مدرب الكويت، تشكيلته لمواجهة كوريا الجنوبية والأردن في وقت لاحق هذا الشهر بالتصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم.

«الشرق الأوسط» (الكويت)
رياضة عالمية روبرت ليفاندوفسكي (أ.ف.ب)

دوري أبطال أوروبا: ليفاندوفسكي يسجل اسمه في قائمة أساطير برشلونة

تمكّن القناص البولندي الدولي روبرت ليفاندوفسكي من ضم اسمه إلى قائمة أساطير نادي برشلونة الإسباني، بعد تسجيله هدفين في المباراة التي فاز بها الفريق الكاتالوني.

«الشرق الأوسط» (برشلونة)
رياضة عالمية يحاول باريس سان جيرمان حامل اللقب تضميد جراحه القارية (أ.ف.ب)

سان جيرمان لتضميد جراحه القارية بالابتعاد في الصدارة

يحاول باريس سان جيرمان حامل اللقب تضميد جراحه القارية عندما يحل على أنجيه السبت في المرحلة 11 من بطولة فرنسا لكرة القدم التي يفتتحها وصيفه مرسيليا الجمعة.

«الشرق الأوسط» (باريس)

شاهد... صاعقة تقتل لاعباً وتصيب آخرين في ملعب كرة قدم

صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة
صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة
TT

شاهد... صاعقة تقتل لاعباً وتصيب آخرين في ملعب كرة قدم

صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة
صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة

تسببت صاعقة برق خلال مباراة كرة قدم محلية في وسط بيرو بمقتل لاعب وإصابة 4 آخرين يوم الأحد، بحسب شبكة «سي إن إن».

وأظهرت لقطات من المباراة اللاعبين وهم يغادرون الملعب في ملعب كوتو كوتو ببلدة تشيلكا، على بعد نحو 70 كيلومتراً جنوب شرقي ليما، بعد توقف المباراة بسبب عاصفة.

وفي مقطع فيديو، شوهد كثير من اللاعبين وهم يسقطون على وجوههم على الأرض في اللحظة نفسها عندما ضربت الصاعقة الملعب.

وحسبما ظهر على محطة التلفزيون المحلية «أوندا ديبورتيفا هوانكافيليك»، لوحظت شرارة قصيرة وسحابة صغيرة من الدخان بالقرب من أحد اللاعبين. بعد ثوانٍ، بدا أن بعض اللاعبين يكافحون من أجل العودة إلى الوقوف.

وقالت السلطات ووسائل الإعلام الحكومية إن المتوفى هو المدافع هوجو دي لا كروز (39 عاماً).

وقالت البلدية المحلية في بيان: «نقدم تعازينا الصادقة لعائلة الشاب هوجو دي لا كروز، الذي فقد حياته للأسف بعد أن ضربته صاعقة أثناء نقله إلى المستشفى، نعرب أيضاً عن دعمنا وتمنياتنا بالشفاء العاجل للاعبين الأربعة الآخرين المصابين في هذا الحادث المأساوي».

وحتى مساء الاثنين، خرج لاعبان من المستشفى، بينما لا يزال اثنان تحت المراقبة، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الحكومية «أندينا». وأضافت أن حارس المرمى الذي أصيب في الحادث كان في حالة حرجة، لكنه أظهر تحسناً.

ويمكن أن تسبب ضربات البرق إصابات خطيرة للإنسان، وفي حالات نادرة، يمكن أن تكون قاتلة. وفرصة التعرض لها أقل من واحد في المليون، وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة (CDC).

ووفقاً لـ«سي دي سي»، ينجو ما يقرب من 90 في المائة من جميع ضحايا ضربات البرق، ولكن الآثار يمكن أن تكون خطيرة وطويلة الأمد. «لقد عانى الناجون من إصابات وحروق وأعراض خطيرة بما في ذلك النوبات وفقدان الذاكرة».