مناقشات «المرأة العالمي» بدبي تدعو إلى تمكينها في قطاع الأعمال

أجمع عدد من المسؤولين الدوليين على أهمية تمكين المرأة في الوقت الذي لا تزال تواجه فيه معوقات في قطاع الأعمال، مشيرين إلى أن عدم الاستفادة من مشاركتها يهدر كثيراً من التأثير الإيجابي الذي يمكن أن تحدثه المرأة من خلال نفاذها إلى قطاع الأعمال بنمو الاقتصاد العالمي وتعزيز التنمية.
وشدد المجتمعون في منتدى المرأة العالمي دبي 2020 الذي انطلق يوم أمس، على ضرورة تحقيق التوازن بين الجنسين في ظل الفارق الكبير في الوقت الحالي عالمياً، حيث لا تزال فرص النساء لا تتعادل مع الرجال في كثير من المجالات.
وأشارت إيفانكا ترمب مستشارة رئيس الولايات المتحدة الأميركية خلال مشاركتها في المنتدى إلى أن «مبادرة التنمية والازدهار العالمي للمرأة» التي أطلقها البيت الأبيض العام الماضي في أول جهد تقوده الحكومة الأميركية من أجل تعزيز جهود التمكين الاقتصادي للمرأة على مستوى العالم، إذ تقوم المبادرة على 3 محاور أساسية؛ وهي توفير التدريب المهني للمرأة وتمكين النساء من النجاح كرائدات أعمال، وكسر الحواجز التي تواجه خلق بيئات للمرأة للمشاركة في الاقتصاد بشكل كامل.
وقالت: «تهدف المبادرة إلى الوصول إلى 50 مليون امرأة حول العالم بحلول عام 2025، فيما وصل التأثير الإيجابي للمبادرة خلال عام واحد فقط ومنذ إطلاقها العام الماضي، إلى نحو 12 مليون امرأة حول العالم».
وجاء حديث إيفانكا ترمب خلال تدشين الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي منتدى المرأة العالمي - دبي 2020، الذي تنظمه مؤسسة دبي للمرأة تحت شعار «قوة التأثير»، بمشاركة مسؤولين حكوميين وقيادات منظمات وهيئات دولية وخبراء دوليين، حيث ناهز عدد المشاركين نحو 3 آلاف مشارك من مختلف أنحاء المنطقة والعالم.
وبالعودة إلى ترمب التي تطرقت إلى ما لفت إليه المستشارون الاقتصاديون للبيت الأبيض الأميركي مؤخراً حول النتائج الإيجابية الكبيرة التي من الممكن الوصول إليها عالمياً في مجال التنمية الاقتصادية إذا اختارت الدول التركيز على المعوقات الخمسة الأساسية التي تركز عليها المبادرة، والتي تنحصر في الإصلاح في مستوى النفاذ إلى المؤسسات، وبناء الرصيد الائتماني، وامتلاك وإدارة الأملاك، والتنقل بحرية، وإزالة كل الحواجز في مجال التوظيف، فإن المردود الاقتصادي لتلك النقاط سيسهم في ضخ نحو 7.7 تريليون دولار في الناتج المحلي الإجمالي العالمي سنوياً.
واستعرضت مستشارة الرئيس الأميركي ملامح من عمليات تمكين المرأة وتحقيق التوازن بين الجنسين في الولايات المتحدة الأميركية، بعد أن كانت النساء لا تمثل إلا نسبة 25 في المائة فقط من المديرين، في حين يفوق عدد النساء على عدد الرجال في سوق العمل الأميركية العام الماضي، فيما وصل نصيب المرأة من الوظائف الجديدة إلى نحو 70 في المائة.
وأشادت إيفانكا بجهود 5 دول عربية تمكنت خلال السنوات الأخيرة من إحداث إصلاحات تشريعية مهمة تخدم مصالح المرأة وتزيد من مستوى تمكينها، التي تأتي في مقدمتها السعودية من خلال إدخال قوانين جديدة لصالح المرأة، إضافة إلى البحرين، والأردن، والمغرب، وتونس، كما أثنت على عدد من رائدات الأعمال المشاركات في القمة، وقالت: «قصص نجاحهن تمثل مصدر إلهام لملايين النساء في المنطقة والعالم، وهذا هو الهدف من وراء هذا التجمع الكبير».
وقالت: «نثمّن الجهود الكبيرة لقيادة دولة الإمارات في إزالة كل المعوقات التي تعترض طريق المرأة وتحول دون التحاقها بسوق العمل، من خلال تطوير استراتيجية وطنية تراعي الدور المحوري للمرأة في تعزيز التنمية المستدامة».
وأعربت ترمب عن سعادتها بالوجود في دبي للمشاركة في أعمال منتدى المرأة العالمي - دبي 2020، وكذلك المشاركة في أعمال القمة الإقليمية الثانية لتمويل رائدات الأعمال التي تأسست قبل عامين في دبي بدعم من 14 دولة، مشيرة إلى تحريك ما يقدر بنحو 2.6 مليار دولار على مستوى المنطقة، من خلال تمويل القطاعين الحكومي والخاص، للاستثمار في مشاريع أكثر من 100 ألف رائدة أعمال في الدول النامية.
واختتمت مستشارة الرئيس الأميركي كلمتها أمام الجلسة الافتتاحية لمنتدى المرأة العالمي - دبي 2020 بتوجيه حديثها إلى رائدات الأعمال المشاركات في المنتدى من مختلف أنحاء العالم قائلة: «كل امرأة موجودة معنا اليوم لديها قصة رائعة، أنتن صاحبات إبداعات ورائدات أعمال متميزات قادرات على جلب مزيد من الفرص لبلدانكن، أنتن النساء اللائي سيساعدننا في وضع تصورات لصناعات وفرص جديدة، وتحسين حياة الناس حول العالم».
وأضافت: «جئنا اليوم لندعو دول المنطقة للعمل معنا لاكتشاف مساحات عمل جديدة والتأسيس لمرحلة جديدة من التطوير الإيجابي على كل الأصعدة بما يكفل للمرأة حق تقرير مصيرها، ويسهم في تعظيم فرص التقدم والازدهار في المنطقة والعالم بصفة عامة».
من جهته، قال ديفيد مالباس رئيس مجموعة البنك الدولي إن صندوق مبادرة تمويل رائدات الأعمال أفرد نحو 250 مليون دولار، من المتوقع أن تدعم 114 ألف رائدة أعمال في 50 دولة، فيما من المتوقع أن تكون مشاريعهن محل استثمارات تقدر بنحو 2.6 مليار دولار من مصادر تمويل حكومية وخاصة.