ألمانيا عطلت شبكة إرهابية يمينية متطرفة

اعتقال 12 شخصاً خططوا لهجمات ضد مسلمين ومهاجرين

ألمانيا عطلت شبكة إرهابية يمينية متطرفة
TT

ألمانيا عطلت شبكة إرهابية يمينية متطرفة

ألمانيا عطلت شبكة إرهابية يمينية متطرفة

أوقف 12 شخصاً في ألمانيا أول من أمس، في سياق التحقيق بشأن مجموعة تنتمي إلى اليمين المتطرف كانت تحرّض على اعتداءات تطال سياسيين وطالبي لجوء ومسلمين، ما أجج القلق من تصاعد أعمال العنف على يد متطرفين. ويشتبه بقيام 4 من بين الموقوفين بتشكيل «منظمة يمينية متطرفة ذات طابع إرهابي»، بينما يدعي البقية أنّهم أبدوا استعدادهم لتوفير دعم «مالي» أو «مساعدة من أجل حيازة أسلحة»، وفق ما أعلنته النيابة العامة الفيدرالية في بيان.
وتأتي الاعتقالات في الوقت الذي تواجه فيه ألمانيا زيادة في وتيرة العنف وتسلل المتطرفين اليمينيين إلى أجهزتها الأمنية. وجاءت الإجراءات الأخيرة بعد سنوات من التركيز على المخاطر التي يشكلها المتطرفون والجماعات الأجنبية لتدفع بالمسؤولين إلى إعادة التفكير في استراتيجية لمكافحة الإرهاب ومواجهة العنف النابع من الداخل. وتعد الاعتقالات الأخيرة الأحدث في سلسلة الحلقات التي وصفتها كريستين لامبريشت، وزيرة العدل، بالتهديد «الإرهابي اليميني المتطرف المقلق في بلادنا».
وقالت في تعليق على «تويتر»: «يجب أن نكون يقظين بدرجة كبيرة، وأن نتصرف بحزم ضد هذا التهديد». وذكرت النيابة العامة في مدينة كارلسروه المعنية بالنظر في قضايا الإرهاب أنّ المجموعة التي تشكلت في سبتمبر (أيلول) الماضي كانت تهدف إلى «تقويض نظام الدولة والمجتمع في ألمانيا»، وكانت تستهدف بشكل خاص «مسؤولين سياسيين وطالبي لجوء ومسلمين».
وكانت النيابة العامة قد أعلنت في وقت سابق عن مداهمات في 13 مكاناً موزعين على 5 ولايات، بينها بافاريا وشمال - الراين - وستفاليا الأكثر اكتظاظاً بالسكان في ألمانيا كافة. وجرى تحديد 5 مشتبه بهم، بالإضافة إلى 8 أشخاص اشتبه بتقديمهم الدعم.
ويبرز من بين المشتبه بهم، وجميعهم من الجنسية الألمانية، شرطي في شمال - الراين - وستفاليا، بحسب ما قاله متحدث باسم وزارة الداخلية المحلية لوكالة الصحافة الفرنسية. وأشارت النيابة العامة إلى أنّ «اعتداءات لم يتم الوقوف بعد على ترتيباتها العملية كانت ستستهدف مسؤولين سياسيين وطالبي لجوء وأشخاصاً يتبعون الديانة المسلمة، بغية إثارة وضع شبيه بحرب أهلية».
وبهدف تنفيذ مخططاتهم، التقى المشتبه بهم في عدد من المناسبات، وفي أمكنة مختلفة، وفق القضاء. كما أنّهم استفادوا من إمكانية التحادث عبر تطبيقات مراسلة عدة. وتخشى السلطات الألمانية من إرهاب اليمين المتطرف، خاصة بعد مقتل مسؤول ألماني داعم للمهاجرين ينتمي إلى حزب المستشارة أنجيلا ميركل، في يونيو (حزيران) الماضي. وأوقف في ذاك الملف شخص ينتمي إلى النازيين الجدد، كان قد أدين في الماضي بأعمال عنف على خلفية عرقية، ولكنّه استفاد من عدم تتبعه من أجهزة الاستخبارات منذ عدة سنوات، بحسب تقرير لـ«نيويورك تايمز».
وعثر على المسؤول الإقليمي الرفيع فالتر لوبكه ميتاً في 12 يونيو (حزيران) في شرفة منزله. وكان من أشد الداعمين لاستقبال المهاجرين، وسبق له أن تلقى تهديدات بالقتل. وأثار مقتل هذا المسؤول صدمة في ألمانيا، حيث يراكم اليمين المتطرف الانتصارات الانتخابية، بخاصة في ألمانيا الشرقية السابقة، حيث تبقى الفئة الأكثر تشدداً من حزب «البديل لألمانيا» في مرمى الأجهزة الاستخبارية.
وشهدت ألمانيا صدمة ثانية حين حاول رجل ذو خلفية يمينية متطرفة الاعتداء على كنيس في مدينة هاله في شرق البلاد.
ومنذ نحو 5 شهور، يحاكم 8 من النازيين الجدد في دريسدن في شرق ألمانيا أيضاً، لتخطيطهم تنفيذ اعتداءات على أجانب ومسؤولين سياسيين. ويزداد القلق في ألمانيا أيضاً بسبب تكرار أعمال العنف التي تستهدف نواباً، في ظل سياق سياسي يتصف بالتوتر نتيجة ضغوط اليمين المتطرف. وفي يناير (كانون الثاني) الماضي، تلقى النائب من أصول سنغالية كرامبا ديابي تهديدات بالقتل، وعثر على ثقوب من الرصاص في واجهة إقامته في هاله. وفي السياق ذاته، خضع عدد من ضباط الشرطة في منطقة فرانكفورت للتحقيق للاشتباه في مشاركتهم في مجموعات الدردشة المتطرفة. وشرعت السلطات في إجراء التحقيقات عقب اعتقال ضابط شرطة فرانكفورت بتهمة تهديد محامٍ يمثل ضحايا المتطرفين اليمينيين. وأفادت السلطات بأن هناك أكثر من 12 ألف شخص في ألمانيا معروفون بوجهات نظرهم المتطرفة وميلهم إلى العنف.


مقالات ذات صلة

إسبانيا: السجن لأعضاء خلية «إرهابية» خططت لاستهداف مصالح روسية

العالم إسبانيا: السجن لأعضاء خلية «إرهابية» خططت لاستهداف مصالح روسية

إسبانيا: السجن لأعضاء خلية «إرهابية» خططت لاستهداف مصالح روسية

قضت محكمة إسبانية، الجمعة، بالسجن 10 سنوات على زعيم خلية «إرهابية» نشطت في برشلونة، و8 سنوات على 3 آخرين بتهمة التخطيط لهجمات ضد أهداف روسية في المدينة، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية». وذكرت «المحكمة الوطنية» في مدريد، في بيان، أنها أدانت «4 أعضاء في خلية إرهابية متطرفة مقرُّها برشلونة، حدّدوا أهدافاً روسية لتنفيذ هجمات ضدَّها في عاصمة كاتالونيا بشمال شرقي إسبانيا. وأضافت المحكمة، المسؤولة خصيصاً عن قضايا «الإرهاب»، أنها برّأت شخصين آخرين. وجاء، في البيان، أن زعيم الخلية «بدأ تحديد الأهداف المحتملة، ولا سيما المصالح الروسية في عاصمة كاتالونيا، وأنه كان في انتظار الحصول على موادّ حربية». وأوض

«الشرق الأوسط» (مدريد)
العالم اعتقال سوري بتهمة التخطيط لهجمات في ألمانيا

اعتقال سوري بتهمة التخطيط لهجمات في ألمانيا

أعلنت السلطات الألمانية، الثلاثاء، القبض على سوري، 28 عاماً، في هامبورغ للاشتباه في تخطيطه شن هجوم ارهابي. وأعلن المكتب الاتحادي للشرطة الجنائية، والمكتب الإقليمي للشرطة الجنائية في ولاية هامبورغ، ومكتب المدعي العام في الولاية أنه يُشتبه أيضاً في أن شقيق المتهم الذي يصغره بأربع سنوات، ويعيش في مدينة كمبتن ساعده في التخطيط. ووفق البيانات، فقد خطط الشقيقان لشن هجوم على أهداف مدنية بحزام ناسف قاما بصنعه.

«الشرق الأوسط» (هامبورغ)
العالم هولندا تُدين أربع نساء أعادتهن من سوريا بتهمة الإرهاب

هولندا تُدين أربع نساء أعادتهن من سوريا بتهمة الإرهاب

حكمت محكمة هولندية، اليوم (الخميس)، على أربع نساء، أعادتهنّ الحكومة العام الماضي من مخيّم للاجئين في سوريا، بالسجن لفترات تصل إلى ثلاث سنوات بعد إدانتهنّ بتهم تتعلق بالإرهاب. وفي فبراير (شباط) 2022 وصلت خمس نساء و11 طفلاً إلى هولندا، بعدما أعادتهنّ الحكومة من مخيّم «الروج» في شمال شرقي سوريا حيث تُحتجز عائلات مقاتلين. وبُعيد عودتهنّ، مثلت النساء الخمس أمام محكمة في روتردام، وفقاً لما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية، حيث وجّهت إليهن تهمة الانضمام إلى مقاتلين في تنظيم «داعش» في ذروة الحرب في سوريا، والتخطيط لأعمال إرهابية. وقالت محكمة روتردام، في بيان اليوم (الخميس)، إنّ النساء الخمس «قصدن ساحات ل

«الشرق الأوسط» (لاهاي)
العالم قتيلان بإطلاق نار في هامبورغ

قتيلان بإطلاق نار في هامبورغ

أفادت صحيفة «بيلد» الألمانية بسقوط قتيلين عقب إطلاق نار بمدينة هامبورغ اليوم (الأحد). وأوضحت الصحيفة أنه تم استدعاء الشرطة قبيل منتصف الليل، وهرعت سياراتها إلى موقع الحادث. ولم ترد مزيد من التفاصيل عن هوية مطلق النار ودوافعه.

«الشرق الأوسط» (برلين)
العالم الادعاء الألماني يحرّك دعوى ضد شابين بتهمة التخطيط لشن هجوم باسم «داعش»

الادعاء الألماني يحرّك دعوى ضد شابين بتهمة التخطيط لشن هجوم باسم «داعش»

أعلن الادعاء العام الألماني في مدينة كارلسروه، اليوم (الخميس)، تحريك دعوى قضائية ضد شابين إسلاميين بتهمة الإعداد لشن هجوم في ألمانيا باسم تنظيم «داعش». وأوضح الادعاء أنه من المنتظر أن تجري وقائع المحاكمة في المحكمة العليا في هامبورغ وفقاً لقانون الأحداث. وتم القبض على المتهمَين بشكل منفصل في سبتمبر (أيلول) الماضي وأودعا منذ ذلك الحين الحبس الاحتياطي. ويُعْتَقَد أن أحد المتهمين، وهو كوسوفي - ألماني، كان ينوي القيام بهجوم بنفسه، وسأل لهذا الغرض عن سبل صنع عبوة ناسفة عن طريق عضو في فرع التنظيم بأفغانستان. وحسب المحققين، فإن المتهم تخوف بعد ذلك من احتمال إفشال خططه ومن ثم عزم بدلاً من ذلك على مهاج

«الشرق الأوسط» (كارلسروه)

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».