استطلاعات رأي في إسرائيل: الانتخابات الرابعة محتملة جداً في سبتمبر

في وقت لا يظهر فيه تغيير في نتائج الاستطلاعات والاستمرار في إعطاء النتيجة نفسها، تقريباً، التي حصلت عليها الأحزاب الإسرائيلية في الانتخابات الأخيرة في سبتمبر (أيلول) الماضي، قال 74 في المائة من الإسرائيليين إنهم يتوقعون أن يفشل كلا المرشحين، بنيامين نتنياهو وبيني غانتس، في تشكيل حكومة أيضاً بعد الانتخابات القادمة في 2 مارس (آذار) المقبل، وأن تتجه إسرائيل للمرة الرابعة على التوالي للانتخابات البرلمانية. وقال 40 في المائة إنهم يرون أن الانتخابات الرابعة محتملة جداً بينما قال 34 في المائة إن احتمالاتها متوسطة.
وكانت نتائج 3 استطلاعات رأي قد نشرت، أمس الجمعة، في تل أبيب ودلت على نتائج شبيهة جداً بالنتائج التي ظهرت في الانتخابات الأخيرة وفي جميع الاستطلاعات التي أجريت خلال الشهور الخمسة الماضية. فقد بقي حزب الجنرالات «كحول لفان» برئاسة غانتس أكبر الأحزاب الفائزة، إذ أشارت إلى أنه سيرتفع من 33 إلى 34 (حسب استطلاع واحد) أو 35 مقعداً (حسب استطلاعين آخرين)، يليه الليكود برئاسة نتنياهو، الذي يحافظ على قوته (32 مقعداً) حسب نتائج استطلاعين ويرتفع بمقعد واحد حسب استطلاع ثالث. ودلت نتائج اثنين من الاستطلاعات على أن القائمة المشتركة للأحزاب العربية، برئاسة أيمن عودة، سترتفع إلى 14 مقعداً، بينما قال الاستطلاع الثالث إنها ستحافظ على قوتها (13 مقعداً).
ويعني ذلك أن كل الجهود التي يبذلها نتنياهو و«الهدايا» التي يتلقاها بسخاء مفرط من الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، والرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، مثل طرح «صفقة القرن» وإعادة السجينة الإسرائيلية في موسكو بطائرته وزيارة أوغندا واللقاء مع رئيس المجلس السيادي السوداني عبد الفتاح البرهان، لم تحقق له طفرة انتخابية كما كان يتوقع، وأن هجومه على غانتس واتهامه باليسارية وبالتعاون مع القائمة المشتركة ونعته بالقائد الضعيف الذي «يتأتئ» (يتلعثم)، لم يقوّض مكانته كحزب أول. ولكن، في الوقت نفسه، لا تأتي النتائج ببشرى حل الأزمة السياسية. فكتلة أحزاب اليمين برئاسة نتنياهو تحافظ على قوتها (55 مقعداً) أو تزيد قليلاً إلى 56 حسب أحد الاستطلاعات و57 حسب استطلاع آخر. وهذا يعني أن نتنياهو لن يستطيع تشكيل حكومة إلا إذا انضم إليه حزب اليهود الروس «يسرائيل بيتينو»، بقيادة أفيغدور ليبرمان، وهو الأمر الذي فشل في الدورة السابقة ولذلك توجه لانتخابات جديدة. ويبدو هذا السيناريو شبه مستحيل اليوم أيضاً. كما تظهر الاستطلاعات أن غانتس بدوره لن يستطيع تشكيل حكومة إلا إذا انضم إليه ليبرمان والقائمة المشتركة، وهما قوتان لا يمكن جمعهما في تحالف واحد.
وعليه لا يبقى سوى تشكيل حكومة وحدة تجمع نتنياهو وغانتس في حكومة واحدة، أو يتجها معاً لانتخابات رابعة. وقد نشر أن لجنة الانتخابات المركزية تأخذ هذا الاحتمال بكل جدية وقد قررت من الآن أن تجري الانتخابات التالية في سبتمبر (أيلول) المقبل، إذا فشلت الأحزاب في تشكيل حكومة بعد الانتخابات القريبة.
واهتم الاستطلاع الذي أجرته صحيفة «معريب» بالمواضيع التي تهم الإسرائيليين لدى توجههم للانتخابات، فتبين أنه لا يوجد موضوع كبير بشكل خاص وأن الناخبين يوزعون اهتماماتهم. فقال 24 في المائة إن الموضوع الأمني – السياسي هو الاعتبار الأهم، فيما رأى 21 في المائة أن الأولوية يجب أن تكون للاقتصاد، و20 في المائة لمجال الصحة، ثم التربية والتعليم، الأمن الشخصي، العلاقات بين المتدينين والعلمانيين، العلاقات بين اليهود والعرب، المواصلات وجودة البيئة.
واهتم الاستطلاع الذي أجرته صحيفة اليمين «يسرائيل هيوم» وقناة «I24» التلفزيونية بمعرفة أي حكومة يفضّلها الجمهور، فقال 30 في المائة إنهم يفضلون حكومة يمينية وقال 22 في المائة إنهم يفضلون حكومة أحزاب الوسط واليسار والقائمة المشتركة، وقال 19 في المائة إنهم يفضلون حكومة وحدة ضيقة تقتصر على الليكود و«كحول لفان»، وقال 17 في المائة إنهم يفضلون حكومة وحدة واسعة. وسئل الناخبون ما هي الحكومة التي تتوقعون أن تقوم، فقال 28 في المائة إنه لن تقوم حكومة وسيتم الإعلان عن انتخابات رابعة، وقال 15 في المائة أن الحكومة التي ستقوم ستكون حكومة يمين مرة أخرى، وقال 13 في المائة إنهم يتوقعون حكومة وحدة بين أحزاب اليمين و«كحول لفان»، وقال 11 في المائة إنها ستكون حكومة وسط ويسار وعرب، وقال 10 في المائة إنها ستكون حكومة يمين بمشاركة ليبرمان، وقال 2 في المائة إنها ستكون حكومة وسط ويسار، وقال 21 في المائة إنهم لا يعرفون.
أما حول السؤال عن رئيس الحكومة الأفضل الذي يريده الإسرائيليون، فقال 49 في المائة من المستطلعين في «معريب» (و47 في المائة حسب استطلاع «يسرائيل هيوم») إن نتنياهو هو الأنسب، بينما قال 40 في المائة إن غانتس هو الأنسب لتولي المنصب (35 في المائة حسب الاستطلاع الآخر).