معظم الوزارات اليمنية لم تصرف رواتب أكتوبر

معظم الوزارات اليمنية لم تصرف رواتب أكتوبر
TT

معظم الوزارات اليمنية لم تصرف رواتب أكتوبر

معظم الوزارات اليمنية لم تصرف رواتب أكتوبر

تشهد معظم المحافظات اليمنية احتجاجات على التمدد الحوثي بالقوة المسلحة، في الوقت الذي علمت «الشرق الأوسط» أن معظم الوزارات والمؤسسات لم تصرف مرتبات شهر أكتوبر (تشرين الأول)، بسبب سيطرة الحوثيين على وزارة المالية منذ سيطرتهم على العاصمة صنعاء، في وقت تراوح فيه عملية تشكيل الحكومة مكانها. وقالت مصادر لـ«الشرق الأوسط»، إن الحوثيين «يواصلون طرح المزيد من التعقيدات أمام تشكيل الحكومة الجديدة». وكشفت المصادر الخاصة عن أن الحوثيين استولوا على مبالغ مالية طائلة من المؤسسات التي استولوا عليها وعلى ومعدات تقنية وعسكرية خلال الشهرين الماضيين، وأنهم يعقدون اجتماعات متواصلة مع قادة عسكريين يرتبطون بالرئيس السابق علي عبد الله صالح ونجله العميد أحمد علي عبد الله صالح وينسقون معهم كافة تحركاتهم في محافظات شمال البلاد.
من جهته، قال جمال بنعمر، المبعوث الأممي إلى اليمن ومستشار أمين عام الأمم المتحدة الخاص، إن تنفيذ اتفاق السلم والشراكة الوطنية يعد الوسيلة الوحيدة لتجاوز الأزمة الراهنة في اليمن، وذلك خلال لقائه ممثلي القوى السياسية الموقعة على اتفاق السلم والشراكة الوطنية، وحسب بلاغ صحافي أصدره مكتب المبعوث الأممي فإن هذا اللقاء يأتي في «إطار جهود الأمم المتحدة الرامية إلى مساعدة جميع الأطراف في تنفيذ بنود اتفاق السلم والشراكة الوطنية بشكل كامل ودون انتقائية».
وأوضح البيان الصحافي، أن «بنعمر شدد خلال الاجتماع على ضرورة تنفيذ اتفاق السلم لتجاوز التحديات الراهنة، وكذا أهمية التعجيل بتشكيل الحكومة الجديدة»، مؤكدا أن «الأمم المتحدة ستعمل مع جميع الأطراف لتذليل العقبات في سبيل الوصول إلى التنفيذ الكامل للاتفاق». ووفقا للبيان «فقد جددت جميع الأطراف السياسية التزامها باتفاق السلم والشراكة الوطنية»، مشيرا إلى «أنه شارك في اللقاء كل من رشاد العليمي عن المؤتمر الشعبي العام، عبد الوهاب الآنسي عن التجمع اليمني للإصلاح، وعبد الله محمد دحان عن التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري، وياسين مكاوي عن الحراك الجنوبي السلمي، وصالح الصماد عن أنصار الله، وحسن زيد عن حزب الحق، ونبيل الوزير عن اتحاد القوى الشعبية، ويحيى أبو إصبع عن الحزب الاشتراكي اليمني، وعبد الوهاب الحميقاني عن حزب الرشاد، ومحمد محمد الزبيري عن حزب البعث العربي الاشتراكي، وعبد العزيز جباري عن حزب العدالة والبناء».
وتتواصل عمليات احتجاجات في مناطق مختلفة من اليمن ضد تمدد الحوثيين في الكثير من المحافظات وترفض هذه الاحتجاجات هذا التمدد وانتشار آلاف المسلحين الحوثيين في العاصمة وبقية المحافظات وسيطرتهم عليها وعلى النقاط الأمنية. وفي جنوب البلاد، ما زال أنصار الحراك الجنوبي يقيمون اعتصامهم المفتوح في ساحة العروض بخور مكسر بمدينة عدن كبرى المدن اليمنية الجنوبية، منذ الرابع عشر من شهر أكتوبر الماضي، للمطالبة بالانفصال عن الشمال الذي توحد معه في عام1990، حيث أقام أمس (الجمعة) جديدة في ساحة الاعتصام لتأكيد تمسكهم بالاستقلال.
واكتظت ساحة الاعتصام بالمحتجين الذين حضروا من الأحياء القريبة لمدينة عدن للمشاركة في خطبة أمس والتأكيد أنهم بجانب زملائهم الذين يقيمون في المخيمات لإيصال أصواتهم إلى المجتمع الدولي للالتفات إلى مطالبهم باستعادة دولتهم التي قالوا إن الشماليين سلبوها بعد حربا طاحنة في عام 1994. وانتقد خطيب ساحة الاعتصام الشيخ لطفي علي مانع مهاجمة قوات الأمن الخاصة التابعة لمعسكر بدر القريب من الساحة المعتصمين السلميين، قائلا إن «شبابنا يتعرضون للاغتيال على يد قوات الأمن الخاصة اليمنية في عدن»، كما طالب الشيخ مانع النظام في صنعاء بالإفراج الفوري عن جميع الأسرى الجنوبيين وطالب خطيب الساحة الشيخ لطفي مانع ميليشيات الحوثي، التي سيطرت على عدة محافظات يمنية بينها العاصمة صنعاء، بالكف عن الغرور قائلا: «إن الله يعز من يشاء ويذل من يشاء ولا ينسى المظلوم»، موجها رسالة إلى زعيمهم عبد الملك الحوثي بأن «ميليشياتك يتظاهرون بأنهم مع قضية شعب الجنوب وهم في الحقيقة أعداء لبلادنا، وضد قضيتنا العادلة»، مناشدا المجتمع الدولي الاستجابة لمطالب المعتصمين الذين قال إنهم يفترشون الأرض ويقتلون بدم بارد.
وفي تطور آخر أمهل زعيم قبلي من المتمردين الحوثيين في اليمن أمس الرئيس عبد ربه منصور هادي 10 أيام لتشكيل حكومة جديدة محذرا من أنه سيتم تشكيل «مجلس إنقاذ وطني» في حال لم يقم بذلك.
والتحذير للرئيس اليمني أطلق خلال تجمع موسع لشيوخ القبائل عقد بدعوة من زعيم أنصار الله (الحوثيين) عبد الملك الحوثي وشارك فيه مناصروه وزعماء قبائل حليفة وقريبة من صالح كما قال مشاركون. وقال الشيخ ضيف الله رسام رئيس مجلس التلاحم الشعبي القبلي في صعدة وهو زعيم قبلي من أنصار الله «إننا نمنح الرئيس هادي مهلة 10 أيام أخرى، لاستكمال تشكيل الحكومة على أساس اتفاق السلم والشراكة» الموقع في سبتمبر (أيلول). وأضاف: «وإلا فسيكون اجتماع ثان في مركز صناعة القرار وفي المكان الذي ستصدر منه القرارات وسيتم إعلان تشكيل مجلس إنقاذ وطني».
من جهته قال صالح الصماد مستشار الرئيس هادي عن الحوثيين إن اجتماع الجمعة هو «امتداد للانتصار العظيم الذي تحقق في 21 سبتمبر»، مضيفا: «إن التاريخ أصبح سالكا لبناء يمن جديد واجتثاث الفساد والفاسدين».
وهكذا يكون التمرد الشيعي شدد لهجته حيال رئيس الدولة وتحدى مجلس النواب اليمني الذي دعا الخميس إلى نشر القوات المسلحة والأمن في العاصمة صنعاء وفي المحافظات التي سيطر عليها المتمردون الشيعة، للمحافظة على الأمن والاستقرار فيها.



نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.