«إصابات الصين» تؤلم الأسواق العالمية

إقبال واسع على الملاذات مع تراجع شهية المخاطرة

تراجعت كبرى البورصات العالمية أمس على وقع إعادة احتساب عدد المصابين بفيروس كورونا في الصين (رويترز)
تراجعت كبرى البورصات العالمية أمس على وقع إعادة احتساب عدد المصابين بفيروس كورونا في الصين (رويترز)
TT

«إصابات الصين» تؤلم الأسواق العالمية

تراجعت كبرى البورصات العالمية أمس على وقع إعادة احتساب عدد المصابين بفيروس كورونا في الصين (رويترز)
تراجعت كبرى البورصات العالمية أمس على وقع إعادة احتساب عدد المصابين بفيروس كورونا في الصين (رويترز)

بعد أن وصلت المؤشرات الرئيسية العالمية إلى مستويات قياسية تاريخية في جلستين بفعل تفاؤل، إزاء ما كان يبدو أنه تراجع في حالات العدوى الجديدة بالصين، فاجأت قفزة في عدد حالات الإصابة الجديدة بالفيروس التاجي في الصين المستثمرين الذين كانوا يأملون في أن يكون انتشاره قد بلغ مداه، ما دفع الأسواق إلى تدهور بالغ أمس.
وأدّت قفزة في عدد الإصابات الجديدة، بعدما طبقت الصين أسلوب تشخيص جديداً وزيادة قياسية في الوفيات، سريعاً في انحسار شهية المخاطرة. وزاد إجمالي الوفيات في إقليم هوبي، بؤرة التفشي، 242 إلى 1310، أول من أمس (الأربعاء). وسجل عدد حالات الإصابة الجديدة المؤكدة رقماً قياسياً بلغ 14 ألفاً و840 الخميس، من 2015 حالة جديدة على مستوى الصين ككل في اليوم السابق، وذلك مع استخدام طريقة جديدة لتشخيص الإصابة.
وتراجعت المؤشرات الرئيسية لبورصة «وول ستريت» عن مستويات قياسية مرتفعة عند الفتح، أمس (الخميس). وتراجع المؤشر «داو جونز» الصناعي 115.39 نقطة، أو 0.39 في المائة إلى 29436.03 نقطة. وفتح المؤشر «ستاندرد آند بورز 500» منخفضاً 13.55 نقطة أو ما
يعادل 0.40 في المائة إلى 3365.90 نقطة. وهبط المؤشر «ناسداك» المجمع 68.92 نقطة أو 0.71 في المائة إلى 9657.04 نقطة عند الفتح.
كما تراجعت الأسهم الأوروبية من مستويات قياسية مرتفعة، ونزل المؤشر «ستوكس 600» الأوروبي 0.4 في المائة بحلول الساعة 08:03 بتوقيت غرينتش. وكان المؤشر وصل إلى مستويات جديدة مرتفعة في الجلستين السابقتين بفعل تفاؤل إزاء ما كان يبدو أنه تراجع في حالات العدوى الجديدة بالصين. لكن قفزة في عدد الإصابات الجديدة بعدما طبَّقت الصين أسلوب تشخيص جديداً وزيادة قياسية في الوفيات تسبباً سريعاً في انحسار شهية المخاطرة.
وهبطت أسهم القطاعات الأوروبية الأكثر انكشافاً على الصين، مثل قطاعي الموارد الأساسية والسيارات اللذين تراجعا 0.9 و1.1 في المائة على الترتيب.
وفي آسيا، ترنحت الأسهم اليابانية، أمس (الخميس)، حيث أوقدت قفزة حادة في حصيلة وفيات الفيروس التاجي بواعث قلق من أن الوباء قد يتفاقم قبل أن تتم السيطرة عليه. وتراجع المؤشر «نيكي» القياسي 0.14 في المائة إلى 23827.73 نقطة، في حين نزل المؤشر «توبكس» الأوسع نطاقاً 0.34 في المائة ليسجل 1713.08 نقطة.
وارتفع الين الذي يعد ملاذاً آمناً مقابل الدولار، مبتعداً عن أدنى مستوى في ثلاثة أسابيع 110.15 ين الذي سجله الأربعاء، ومؤثراً بالسلب على أسهم الشركات المرتبطة بقطاع التصدير.
وتراجع نحو ثلثي قطاعات بورصة طوكيو الثلاثة والثلاثين، في خسائر تصدرتها شركات الحديد والصلب وصناعة الآلات والورق. وتأثرت الأسهم المدرجة في طوكيو بالمخاوف من تعطل سلاسل الإمداد جراء تفشي الفيروس في الصين. لكن سهم «تايكو للصناعات الدوائية» قفز 6.8 في المائة إلى مستوى قياسي بفعل تنامي الطلب على منتجات الشركة في مجال التخلص من الفيروسات واحتواء العدوى.
وارتفعت أسعار الذهب، أمس (الخميس)، مع تبدد الآمال في تباطؤ تفشي الفيروس، مما أدى لإقبال المستثمرين على الأصول الآمنة. وصعد سعر الذهب في المعاملات الفورية 0.4 في المائة إلى 1571.70 دولار للأوقية (الأونصة) بحلول الساعة 03:12 بتوقيت غرينتش. وزاد الذهب في العقود الأميركية الآجلة 0.2 في المائة إلى 1574.90 دولار. وقال جون شارما الخبير الاقتصادي لدى «بنك أستراليا الوطني»: «الزيادة المؤسفة في عدد الحالات في إقليم هوبي، حيث ظهر المرض للمرة الأولى... أثرت في الميل للمخاطرة»، بحسب «رويترز».
وأثرت الزيادة الأسرع في حالات الوفاة اليومية منذ بدء التفشي على الأسهم الآسيوية، لكنها رفعت الين، الذي يُعد ملاذاً آمناً، من أدنى مستوى في ثلاثة أسابيع مقابل الدولار.
غير أن صعود الذهب كان بطيئاً، إذ حوَّم الدولار بالقرب من أعلى مستوى في أربعة أشهر، مرتفعاً أمام عملات رئيسية منافسة في الجلسة السابقة.
وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، نزل البلاديوم 0.7 في المائة إلى 2386.83 دولار للأوقية، وارتفعت الفضة 0.8 في المائة إلى 17.60 دولار للأوقية، بينما صعد البلاتين 0.2 في المائة إلى 963.14 دولار.
وتصاعدت وتيرة تراجع العملة الأوروبية الموحدة الذي بدأ في العام الحالي، مع تزايد المخاوف من احتمال دخول الاقتصاد الألماني دائرة الركود، على خلفية التداعيات الاقتصادية لأزمة انتشار فيروس «كورونا» المتحور.
وأشارت «بلومبرغ» إلى تراجع اليورو أمام الدولار، أول من أمس (الأربعاء)، إلى أقل مستوياته منذ 2017. وأمام الفرنك السويسري إلى أقل مستوى له منذ 2016، وتراجعت العملة الأوروبية بنسبة 0.5 في المائة إلى 1.0865 دولار لكل يورو.


مقالات ذات صلة

الذهب يرتفع بدعم من تراجع الدولار وسط ترقب لرسوم ترمب الجمركية

الاقتصاد قطع شطرنج ذهبية معروضة في كشك المجوهرات خلال النسخة الـ17 من معرض الهند الدولي للمجوهرات (إ.ب.أ)

الذهب يرتفع بدعم من تراجع الدولار وسط ترقب لرسوم ترمب الجمركية

ارتفعت أسعار الذهب الثلاثاء بدعم من تراجع الدولار وسط ترقب المتعاملين لما ستكون عليه خطط الرسوم الجمركية للرئيس الأميركي المنتخب التي ستكون أقل حدة من المتوقع.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد أحد مناجم اليورانيوم في كندا (موقع الحكومة الكندية)

كندا تتسابق لتصبح أكبر منتج لليورانيوم في العالم مع ارتفاع الطلب عليه

تتسابق كندا لتصبح أكبر منتج لليورانيوم بالعالم استجابةً للطلب المتزايد على الطاقة النووية الخالية من الانبعاثات والتوترات الجيوسياسية.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
الاقتصاد نظام نقل الحركة للدراجات الكهربائية ذات العجلتين من إنتاج شركة «فوكسكون» (رويترز)

«فوكسكون» التايوانية تحقق إيرادات قياسية في الربع الرابع بفضل الذكاء الاصطناعي

تفوقت شركة «فوكسكون» التايوانية، أكبر شركة لصناعة الإلكترونيات التعاقدية في العالم، على التوقعات لتحقق أعلى إيراداتها على الإطلاق في الربع الرابع من عام 2024.

«الشرق الأوسط» (تايبيه)
الاقتصاد ورقة نقدية من فئة 5 دولارات مع علم أميركي في الخلفية (رويترز)

الدولار يواصل هيمنته في بداية 2025

سجَّل الدولار أعلى مستوياته في أشهر عدة مقابل اليورو والجنيه الإسترليني، يوم الخميس، وهو أول يوم تداول في عام 2025، مستمداً قوته من مكاسب العام الماضي.

«الشرق الأوسط» (لندن - سنغافورة )
خاص سقوط جدار برلين كَسر القواعد التي كانت تنظّم التنافس بين القوى القديمة (غيتي)

خاص فشل القوة وثلاثة إخفاقات عالمية

هُزمت الولايات المتحدة في الصومال والعراق، ثم في أفغانستان، وسرعان ما ظهرت الصين بوصفها المستفيد الأكبر من العولمة، التي كانت تُحرر نفسها من المجال الأميركي.

برتراند بادي

بكين تتهم أوروبا بفرض «حواجز تجارية غير عادلة»

سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)
سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)
TT

بكين تتهم أوروبا بفرض «حواجز تجارية غير عادلة»

سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)
سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)

قالت الصين الخميس إن تحقيقاتها في ممارسات الاتحاد الأوروبي وجدت أن بروكسل فرضت «حواجز تجارية واستثمارية» غير عادلة على بكين، مما أضاف إلى التوترات التجارية طويلة الأمد.

وأعلنت بكين عن التحقيق في يوليو (تموز)، بعدما أطلق الاتحاد تحقيقات حول ما إذا كانت إعانات الحكومة الصينية تقوض المنافسة الأوروبية. ونفت بكين باستمرار أن تكون سياساتها الصناعية غير عادلة، وهددت باتخاذ إجراءات ضد الاتحاد الأوروبي لحماية الحقوق والمصالح القانونية للشركات الصينية.

وقالت وزارة التجارة، الخميس، إن تنفيذ الاتحاد الأوروبي للوائح الدعم الأجنبي (FSR) كان تمييزاً ضد الشركات الصينية، و«يشكل حواجز تجارية واستثمارية». ووفق الوزارة، فإن «التطبيق الانتقائي» للتدابير أدى إلى «معاملة المنتجات الصينية بشكل غير موات أثناء عملية التصدير إلى الاتحاد الأوروبي مقارنة بالمنتجات من دول أخرى».

وأضافت بكين أن النظام لديه معايير «غامضة» للتحقيق في الإعانات الأجنبية، ويفرض «عبئاً ثقيلاً» على الشركات المستهدفة، ولديه إجراءات غامضة أنشأت «حالة من عدم اليقين هائلة». ورأت أن تدابير التكتل، مثل عمليات التفتيش المفاجئة «تجاوزت بوضوح الحدود الضرورية»، في حين كان المحققون «غير موضوعيين وتعسفيين» في قضايا، مثل خلل الأسواق.

وأوضحت وزارة التجارة الصينية أن الشركات التي عدّت أنها لم تمتثل للتحقيقات واجهت أيضاً «عقوبات شديدة»، الأمر الذي فرض «ضغوطاً هائلة» على الشركات الصينية. وأكدت أن تحقيقات نظام الخدمة المالية أجبرت الشركات الصينية على التخلي عن مشاريع أو تقليصها، ما تسبب في خسائر تجاوزت 15 مليار يوان (2,05 مليار دولار).

وفي سياق منفصل، تباطأ التضخم في أسعار المستهلكين في الصين خلال شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، فيما واصلت أسعار المنتجين الانكماش وسط ضعف الطلب الاقتصادي.

وألقت عوامل، تتضمن غياب الأمن الوظيفي، وأزمة قطاع العقارات المستمرة منذ فترة طويلة، وارتفاع الديون، وتهديدات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب فيما يتعلق بالرسوم الجمركية، بظلالها على الطلب رغم جهود بكين المكثفة لتحفيز القطاع الاستهلاكي.

وأظهرت بيانات من المكتب الوطني للإحصاء، الخميس، أن مؤشر أسعار المستهلكين ارتفع 0.1 في المائة الشهر الماضي على أساس سنوي، بعد صعوده 0.2 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني) السابق عليه، مسجلاً أضعف وتيرة منذ أبريل (نيسان) الماضي. وجاءت البيانات متسقة مع توقعات الخبراء في استطلاع أجرته «رويترز».

وظل مؤشر أسعار المستهلكين ثابتاً على أساس شهري، مقابل انخفاض بواقع 0.6 في المائة في نوفمبر، وهو ما يتوافق أيضاً مع التوقعات. وارتفع التضخم الأساسي، الذي يستثني أسعار المواد الغذائية والوقود المتقلبة، 0.4 في المائة الشهر الماضي، مقارنة مع 0.3 في المائة في نوفمبر، وهو أعلى مستوى في خمسة أشهر.

وبالنسبة للعام ككل، ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين 0.2 في المائة بما يتماشى مع وتيرة العام السابق، لكنه أقل من المستوى الذي تستهدفه السلطات عند نحو ثلاثة في المائة للعام الماضي، مما يعني أن التضخم أخفق في تحقيق الهدف السنوي للعام الثالث عشر على التوالي.

وانخفض مؤشر أسعار المنتجين 2.3 في المائة على أساس سنوي في ديسمبر، مقابل هبوط بواقع 2.5 في المائة في نوفمبر، فيما كانت التوقعات تشير إلى انخفاض بنسبة 2.4 في المائة. وبذلك انخفضت الأسعار عند بوابات المصانع للشهر السابع والعشرين على التوالي.

ورفع البنك الدولي في أواخر ديسمبر الماضي توقعاته للنمو الاقتصادي في الصين في عامي 2024 و2025، لكنه حذر من أن أموراً تتضمن ضعف ثقة الأسر والشركات، إلى جانب الرياح المعاكسة في قطاع العقارات، ستظل تشكل عائقاً.