انطلاق أول صندوق مالي سعودي للاستثمار في الذهب

الرئيس التنفيذي لـ«فالكم المالية»: يستند إلى نمو رأس المال على المدى الطويل ويتوافق مع المعايير الشرعية

معاذ الخصاونة الرئيس التنفيذي لشركة فالكم المالية (الشرق الأوسط)
معاذ الخصاونة الرئيس التنفيذي لشركة فالكم المالية (الشرق الأوسط)
TT

انطلاق أول صندوق مالي سعودي للاستثمار في الذهب

معاذ الخصاونة الرئيس التنفيذي لشركة فالكم المالية (الشرق الأوسط)
معاذ الخصاونة الرئيس التنفيذي لشركة فالكم المالية (الشرق الأوسط)

شهدت السعودية بادرة هي الأولى من نوعها بترخيص السلطات المالية لإطلاق صندوق للاستثمار المالي في نشاط معدن الذهب، تم اعتماده متوافقاً مع الشريعة ويستهدف نمواً رأسمالياً على المدى الطويل، معمقاً بذلك تنوع وسائل الاستثمار وإثراء المنتجات الاستثمارية من خلال السوق المالية السعودية.
وكشف معاذ الخصاونة، الرئيس التنفيذي وعضو مجلس إدارة شركة فالكم المالية السعودية، لـ«الشرق الأوسط» أن صندوق فالكم للذهب تم ترخيصه رسميا من قبل هيئة السوق المالية مؤخرا التي أعطت الموافقة لإطلاق الصندوق، مشيرا إلى أن الهدف الاستثماري من الصندوق هو تقديم إضافة حقيقية للسوق المالية السعودية عبر صندوق استثمار عام مفتوح متوافق مع المعايير الشرعية في معدن الذهب، ويعتمد على تحقيق نمو ومكاسب رأسمالية على المدى الطويل، من خلال محاكاة أداء مؤشر عملة سلعة الذهب في العقود الفورية المقيمة بالدولار.
ويشدد الخصاونة على أن الهدف هو توفير فرصة استثمار من خلال وسيلة للتحوط ضد التضخم، نظرا لكون أسعار الذهب تصعد على المدى الطويل مع التضخم، مؤكداً أنها تجسد كذلك وسيلة تنوع للمحفظة الاستثمارية لتقليل المخاطر، في ظل طبيعة الأسواق ذات العلاقة العكسية مع الأسواق المالية وبعض أسواق الأصول.
وبحسب الخصاونة، فإن التعاملات بالذهب بجانب أنها من الأصول المميزة للاستثمار، فإنها سريعة التسييل وتعتبر من العملات النادرة، بالإضافة إلى أنها تصنف من السلع الفاخرة، كما أنها لا تضاف من الخصوم ولا تحمل مخاطر عكسية؛ وعليه يتم اعتمادها للعب دور مهم في المحافظ الاستثمارية. وشدد الخصاونة على أن الذهب يمثل مخزنا لحفظ القيمة، إذ يحتفظ بقيمته مقارنة بالعملات الورقية التي تنخفض قيمتها مع التضخم، لافتاً إلى الطلب العالي على معدن الذهب في ظل ندرة المعروض منه مما يؤدي إلى ارتفاع أسعاره على المستوى العالمي في المدى الطويل. ووفقاً لنشرة إصدار الصندوق، فإن الاستثمار سيكون في سلعة الذهب الأنقى في درجات المعدن النفيس، بينما ستتم عملية الاستثمار في سوق سلعة الذهب السويسري، حيث يشرف عليه الهيئة الإشرافية للسوق المالية السويسرية، ما يعطي مزية السوق المنظمة الآمنة، وسط مرونة عالية في عملية استرداد قيمة وحدات الصندوق بخياري النقد أو بشكل عيني.
وذكرت النشرة أن الصندوق المرخص من هيئة السوق المالية السعودية يتيح الاستثمار في الذهب بدون تكبد تكاليف الحفظ والتخزين والتأمين باستثناء فترة الاسترداد العيني، فيما يمكن الاشتراك والاسترداد في كل يوم عمل خلال موعد أقصاه نهاية يوم العمل. وسيتم تخزين وحفظ سبائك الذهب المستردة في خزائن أمين الحفظ من الباطن في سويسرا عبر بنك سويسري ذي ملاءة مالية عالية ومرخص من قبل الهيئة الإشرافية للسوق المالية السويسرية، بينما سيتم نشر سعر الوحدة مرتين أسبوعيا خلال يومي الأحد والأربعاء قبل الساعة الثالثة عصرا بتوقيت السعودية، ليكون متاحا للاطلاع عليها من قبل المستثمرين على موقع السوق المالية السعودية «تداول».
ووفقاً لنشرة إصدار الصندوق، تم اعتماد توافق أداء الصندوق للمعايير الشرعية بينما اعتمدت عملة الصندوق لتكون الدولار الأميركي، أي ذات عملة سلعة الذهب العالمية، مما يحمي المستثمر من مخاطر تقلب أسعار العملات.



السعودية تدعو لشراكات دولية فاعلة لمعالجة التحديات البيئية

وزير البيئة والمياه والزراعة السعودي خلال القائه الكلمة ضمن فعاليات «يوم التمويل» (كوب 16)
وزير البيئة والمياه والزراعة السعودي خلال القائه الكلمة ضمن فعاليات «يوم التمويل» (كوب 16)
TT

السعودية تدعو لشراكات دولية فاعلة لمعالجة التحديات البيئية

وزير البيئة والمياه والزراعة السعودي خلال القائه الكلمة ضمن فعاليات «يوم التمويل» (كوب 16)
وزير البيئة والمياه والزراعة السعودي خلال القائه الكلمة ضمن فعاليات «يوم التمويل» (كوب 16)

دعت السعودية إلى تعزيز الشراكات الفاعلة لخلق فرص تمويل جديدة؛ لدعم مبادرات ومشاريع إعادة تأهيل الأراضي، وتعزيز قدرتها على الصمود في مواجهة الجفاف، مؤكدة أن التمويل يُمثّل جزءاً أساسياً لمعالجة التحديات البيئية، ودعم جهود الحفاظ على البيئة.

هذه الدعوة أطلقها المهندس عبد الرحمن الفضلي، وزير البيئة والمياه والزراعة السعودي رئيس الدورة الـ16 لمؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، ضمن فعاليات «يوم التمويل» من أعمال اليوم الثاني لمؤتمر «كوب 16». وأشار إلى أن تمويل برامج ومشاريع إعادة تأهيل الأراضي يتطلب التعاون بين الحكومات، والمنظمات والهيئات الدولية، والقطاع الخاص، والمجتمع المدني، والعمل على ابتداع أساليب مبتكرة لفتح مصادر جديدة لرأس المال؛ لدعم الممارسات المستدامة للحد من تدهور الأراضي والجفاف.

ويأتي مؤتمر «كوب 16» في الرياض فرصةً لتوعية المجتمع الدولي حول علاقة الترابط القوية بين الأراضي والمحيطات والمناخ، والتحذير من أن 75 في المائة من المياه العذبة تنشأ من الأراضي المزروعة، فيما تسهم النباتات في حماية 80 في المائة من التربة العالمية.

وأوضح رئيس مؤتمر «كوب 16» أن السعودية تبذل جهوداً متواصلة لمواجهة التحديات البيئية المختلفة، على المستوى الوطني، والإقليمي، والدولي، تماشياً مع «رؤية السعودية 2030»، مبيناً أن المملكة أولت مكافحة تدهور الأراضي ومواجهة الجفاف أولوية في استراتيجيتها الوطنية للبيئة، بالإضافة إلى سعيها لتحقيق الاستدامة المالية لقطاع البيئة، من خلال إنشاء صندوقٍ للبيئة، كما عملت على توفير الممكنات اللازمة للوصول إلى الاستثمار الأمثل لرأس المال، ودعم البرامج والدراسات والمبادرات البيئية، إلى جانب تحفيز التقنيات الصديقة للبيئة، والارتقاء بالأداء البيئي وبرامج إعادة تأهيل الأراضي.

وترأس المهندس الفضلي جلسة حوارية شارك فيها إبراهيم ثياو، الأمين العام التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، حيث ناقشت سبل تسخير حلول مبتكرة لتمويل المبادرات الإيجابية للأراضي والمناخ، بما في ذلك الصندوق السعودي للبيئة.

إبراهيم ثياو الأمين العام التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر خلال الجلسة الحوارية في الرياض (كوب 16)

وتضمنت فعاليات «يوم التمويل» جلسات حوارية، شارك فيها عددٌ من الوزراء والمسؤولين والخبراء، وسلّطت الضوء على الاحتياجات والفجوات والفرص لتمويل إعادة تأهيل الأراضي، ومواجهة الجفاف، وتعزيز الشراكات الفاعلة، لخلق فرص تمويل جديدة للمشاريع الرائدة، إضافةً إلى مناقشة الآليات والأدوات المالية المبتكرة التي تدعم مبادرات إعادة تأهيل الأراضي، وتعزيز القدرة على الصمود في مواجهة الجفاف.

وخلال المؤتمر، أعلنت السعودية ثلاث مبادرات دولية رئيسية في اليوم الأول فقط، وهي: «شراكة الرياض العالمية» لمكافحة الجفاف باستثمارات تتجاوز 150 مليون دولار، التي ستحشد العمل الدولي بشأن الارتقاء بمستوى الاستعداد لمواجهة الجفاف.

وفي الوقت نفسه، أُطلق المرصد الدولي لمواجهة الجفاف وأطلس الجفاف العالمي، وهما مبادرتان تهدفان إلى زيادة أعمال الرصد والتتبع، واتخاذ التدابير الوقائية، ونشر التوعية بين مختلف الشرائح والفئات المهتمة والمعنية حول الجفاف في جميع أنحاء العالم.

وكانت اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر قد أصدرت عشية انطلاق المحادثات المتعددة الأطراف في الرياض، تقريراً جديداً يسلط الضوء على حالة الطوارئ العالمية المتزايدة الناجمة عن تدهور الأراضي.

يُذكر أن مؤتمر الأطراف «كوب 16» في الرياض الذي يُعقد من 2 إلى 13 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، يعد أكبر دورة لمؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر حتى الآن، حيث يضم لأول مرة منطقة خضراء، وهو المفهوم المبتكر الذي استحدثته السعودية، لحشد العمل المتعدد الأطراف، والمساعدة في توفير التمويل اللازم لمبادرات إعادة تأهيل الأراضي المتدهورة.

وتسعى الرياض من خلال «كوب 16» إلى أن تتحد الدول معاً لتغيير المسار ومعالجة كيفية استخدام الأراضي، والمساهمة في تحقيق أهداف المناخ، وسد فجوة الغذاء، وحماية البيئات الطبيعية؛ إذ يمكن للأراضي الصحية أن تساعد على تسريع وتيرة تحقيق جميع أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر.