ما يُحسب لعلامة «أكني» أنها منذ تأسيسها في عام 1996، تسبح ضد التيار. لا تعترف بتوجهات الموضة السائدة ولا إملاءات السوق، ومع ذلك فرضت نفسها كلاعبة مهمة في ساحة الموضة العالمية. على غير الجاري، لا تعتمد على مصمم واحد؛ بل على فريق إبداعي متعدد الأطراف والأهواء والمواهب، برئاسة جوني جوهانسن. عندما أسسها هذا الأخير، كان مهتماً بما هو أكثر من الموضة، فهو عاشق لفن التصوير الفوتوغرافي والهندسة المعمارية وشتى الفنون، بما في ذلك تصميم الغرافيك، لهذا عندما فكر في إطلاق «أكني» كان يضع نصب عينيه كل هذا. كان يريدها أن تكون مرحة ومثقفة في الوقت ذاته. وبالفعل أثار كثيراً من الانتباه في التسعينات، وحقق له مكانة لم يستطع أي من أبناء بلده، السويد، تحقيقها حتى الآن. فجوهانسن من القلائل - إن لم نقل الوحيد - الذي استطاع أن يخترق العالمية، مؤكداً أن الأناقة والابتكار لا يقتصران على باريس وميلانو ونيويورك ولندن.
عرض الدار الأخير في باريس أعاد إلى الأذهان أن الدار لم تكن أبداً تقليدية، وأنها لا تريد أن تُلبي متطلبات السوق بأي شكل من الأشكال، بقدر ما تريد أن تُضيف إلى هذه السوق خياراً مختلفاً. فلا أحد يُنكر أنها كانت من أوائل بيوت الأزياء التي لعبت على مفهومي الذكورة والأنوثة، ومزجت بينهما في التسعينات. الآن طبعاً أصبحت هذه الموضة من الأمور الدارجة التي لا تثير ساكناً، لهذا كان لا بد للدار من أن تزيد الجُرعة في تصاميمها.
خلال أسبوع باريس الأخير، قدمت عرضاً مثيراً لعبت فيه على هذا المفهوم من زاوية جديدة. فقد قسمت قاعة العرض إلى قسمين بواسطة مرايا ضخمة، وكأنها «حائط برلين». خصصت جهة لعرض رجالي حضره المهتمون بهذا الجانب، والجهة الأخرى لعرض أزياء نسائية حضرته وسائل إعلام لمجلات نسائية طبعاً. لم يكن بإمكان أي واحد منهما متابعة العرض الآخر رغم تزامنهما في الوقت نفسه، وحدوثهما في المكان نفسه. كانت فكرة جديدة، قد لا تروق للكل؛ لكنها أكدت أن الدار لا تزال منبعاً للأفكار المبتكرة، علماً بأن هذا الابتكار لم يقتصر على تقسيم القاعة وطريقة العرض؛ بل شمل الأزياء أيضاً. فقد تميزت بتفاصيل مبالغ فيها وعمليات تفكيكية من الصعب فهمها على المتسوق العادي، الذي تعود على أسلوب كلاسيكي سهل ومضمون. جاءت المعاطف مثلاً بأحجام ضخمة، وكثير من القطع تميزت بأكمام طويلة أكثر من اللازم، عدا عن الحواشي التي تبدو كأنها غير مكتملة الحياكة. لم تسلم الجاكيتات أيضاً من هذه العملية التفكيكية، إذ جاءت محددة عند الخصر لكن بأكمام منفوخة وطويلة، بحيث تبدو وكأن المصمم قصها وهو نصف نائم. تفسير جوني جوهانسن أنه أراد ابتكار فكرة مستقبلية من الماضي «فكرة لا ترتبط بأي شيء قديم؛ لكنها تُحفزك وتدفعك إلى الأمام». هذه المقولة ترجمها جوهانسن أيضاً من خلال التلاعب على أقمشة ارتبطت بالترف، جعلها تبدو عادية، مثل الجاكار، الذي أخضعه لتقنيات وقصات و«كرمشات» جعلته يبدو مثل الدينم، وفي إطلالات أخرى ظهر باهتاً بعد تعريضه لعمليات غسل جردته من ألوانه. فهذه كما قال: «أزياء للاستعمال اليومي، ويجب أن تعكس ذوقاً شخصياً ومتفرداً».
8:17 دقيقة
«أكني» ... سويدية تلعب مع الكبار
https://aawsat.com/home/article/2128896/%C2%AB%D8%A3%D9%83%D9%86%D9%8A%C2%BB-%D8%B3%D9%88%D9%8A%D8%AF%D9%8A%D8%A9-%D8%AA%D9%84%D8%B9%D8%A8-%D9%85%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%A8%D8%A7%D8%B1
«أكني» ... سويدية تلعب مع الكبار
«أكني» ... سويدية تلعب مع الكبار
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة