مقتل عشرات الانقلابيين في تعز... والتحالف يستهدف تعزيزاتهم في الجوف وإب

«مسام» ينزع 1700 لغم حوثي من الخوخة

TT

مقتل عشرات الانقلابيين في تعز... والتحالف يستهدف تعزيزاتهم في الجوف وإب

قُتل 28 انقلابياً، بينهم قيادي بارز، وأصيب العشرات من ميليشيات الحوثي في معارك شهدتها جبهات تعز، الشمالية، والشرقية، والغربية، خلال الساعات الماضية، عقب تصدي الجيش الوطني لهجمات شنها الانقلابيون.
وقال العقيد عبد الباسط البحر، نائب ركن التوجيه المعنوي بمحور تعز العسكري، إن «معارك عنيفة وشرسة شهدتها معظم جبهات تعز خلال الـ24 ساعة الماضية»، مشيراً إلى «هجمات قوية» شنّتها جماعة الحوثي في شكل متتابع وتحت غطاء ناري غير معهود طال المواقع والأحياء السكنية. وأوضح في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «الهجوم كان من محاور عدة في الشرقية والشمالية، والشمالية الشرقية، والجبهات الغربية، وكانت شبيهة، من وجهة نظري، بالهجمة على مديرية نهم، شرق صنعاء، من حيث التخطيط، والأسلوب الهجومي، وكثافة النيران والحشد، والتعزيزات بالعناصر القتالية والزج بهم في أنساق متتالية». وأضاف أن «المعارك استمرت لساعات، وبفضل الله ثم صمود الأبطال، تم كسر زحف العدو (ميليشيات الحوثي) وإلحاق الخسائر بهم».
وأكد البحر في تصريحاته «مقتل أكثر من 14 انقلابياً في الجبهة الشرقية، وأكثر من 10 انقلابين في الغربية، بينهم قائد جبهة الربيعي المكنى (أبو شهاب)، وأربعة قتلى في الشمالية والشمالية الشرقية، علاوة على إصابة العشرات من الميليشيات الحوثية بجروح بعضها خطرة، واغتنام الجيش 28 قطعة سلاح متوسطة وخفيفة وتدمير أطقم مدرعة». وأشار إلى أن «جثث الانقلابيين ما زالت مرمية في الجبال».
وفي السياق، أكد رئيس الوزراء الدكتور معين عبد الملك «دعم وإسناد الحكومة للجيش الوطني والمقاومة الشعبية حتى استكمال تحرير محافظة تعز ورفع الحصار المفروض عليها من قبل ميليشيا الحوثي الانقلابية»، و«اهتمام الحكومة بقيادة رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي بمحافظة تعز التي تمثل مخزون العلم والكفاءة والقدرات للدولة». وأشاد بـ«التضحيات التي بذلها أبناء محافظة تعز في التصدي لميليشيات الحوثي الانقلابية ومشروعها الكهنوتي المدعوم إيرانياً».
وجاء ذلك خلال لقائه، أمس، في العاصمة المؤقتة عدن، محافظ تعز نبيل شمسان، حيث اطلع منه على مستجدات الأوضاع في المحافظة، وجهود تثبيت الأمن والاستقرار، وتفعيل المؤسسات، وتحسين الخدمات الأساسية، إضافة إلى الوضع الميداني وسير العمليات العسكرية لاستكمال تحرير ما تبقي من مناطق تحت سيطرة الميليشيات الحوثية. ووفقاً لوكالة «سبأ» للأنباء، استمع معين من محافظ تعز إلى تقرير حول احتياجات المحافظة من المشاريع والخدمات ذات الأولوية الملحة في مجال البنى التحتية والصحة والتعليم والكهرباء والطرق والمياه والصرف الصحي، وغيرها. كما جرى في اللقاء مناقشة أوضاع الجرحى وأسر القتلى، حيث تم التأكيد على تنفيذ توجيهات الرئيس عبد ربه منصور هادي، ورئيس الوزراء بهذه الخصوص. وشدد معين على مضاعفة جهود تفعيل وتنظيم أجهزة الدولة و«تحسين الخدمات وتلبية احتياجات المواطنين والاهتمام بالجرحى ورعاية أسر الشهداء».

استهداف الانقلابيين في الجوف وإب
تزامن ذلك مع معارك عنيفة شهدتها مختلف المناطق بحافظة الجوف، شمالاً، نتيجة محاولات مستميتة من ميليشيات الحوثي للتقدم نحو مواقع الجيش الوطني الذي تصدى للهجمات كافة، وأفشل محاولات الانقلابيين التقدم إلى مواقعه، وفق مصدر عسكري قال إن «مقاتلات تحالف دعم الشرعية ساندت الجيش الوطني وشنت غارات متفرقة على مواقع وتجمعات وتعزيزات وآليات عسكرية تابعة للانقلابيين في جبهتي حام والساقية». وذكر أن «مقاتلات تحالف دعم الشرعية استهدفت تجمعات لعناصر ميليشيات الانقلاب ومخازن أسلحة في جبهة حام بمديرية المتون، بالتزامن مع غارات مماثلة استهدفت تعزيزات وآليات عسكرية في جبال الساقية؛ ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الانقلابيين وخسائر مادية في صفوف الميليشيات الحوثية». كما استهدفت مقاتلات تحالف دعم الشرعية، الثلاثاء، بغاراتها مواقع الانقلابيين في معسكر الحمزة في مديرية السبرة بمحافظة إب (وسط).
ومع تصاعد خسائرها البشرية والمادية في مختلف جبهات القتال في اليمن، واصلت ميليشيات الحوثي انتهاكاتها وتصعيدها العسكري وقصفها مواقع القوات المشتركة والقرى السكنية في مختلف مناطق ومديريات محافظة الحديدة الساحلية، غرباً، حيث تركز القصف الحوثي خلال الساعات الماضية على مديرتي التحيتا وحيس بمختلف الأسلحة، بما فيها قذائف مدفعية الهاون الثقيل عيار 120 ملم وعيار 82 ملم، والأسلحة الرشاشة المتوسطة والأسلحة الخفيفة والقناصة.

الإرياني: تجنيد الأطفال كوقود حرب
إلى ذلك، قال وزير الإعلام معمر الإرياني، إن «نهج ميليشيا الحوثي الانقلابية في تجنيد الأطفال يذكّر باستخدام نظام ملالي إيران الأطفال وقوداً للحرب إبان حرب الخليج الأولى واستقطاب المنظمات الإرهابية لهم ليصبحوا أدوات للقتل وتهديد الأمن والسلم الدولي». وأضاف، وفقاً لوكالة «سبأ»، أن «رحلة الموت الحوثية تبدأ مع أطفال بعمر الزهور يتم انتزاعهم من فصول الدراسة ومنازلهم وحاراتهم لغسل أدمغتهم فيما يسمى الدورات الثقافية وتعبئتهم بالأفكار المذهبية والمتطرفة قبل الزج بهم في محارق الموت لقتال اليمنيين خدمة للميليشيا الكهنوتية وملالي إيران». وأضاف أن «هذه الرحلة تنتهي بالمئات منهم صوراً معلقة في الجدران بعد أن تعيدهم الميليشيا الحوثية لأهاليهم صناديق فارغة تاركة الألم والغصة في نفوس وقلوب أمهاتهم وذويهم الذين تقاعسوا منذ البداية في صون الأمانة التي بين أيديهم، لتبدأ رحلة البحث عن أطفال وضحايا جدد في مواكب الموت الحوثية».

«مسام» ينزع أكثر من 1700 لغم حوثي
في غضون ذلك، أعلن الفريق الهندسي الثامن العامل ضمن المشروع السعودي لنزع الألغام في اليمن (مسام)، الذي ينفذه مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، نزع أكثر من 1700 لغم وذخيرة غير منفجرة من الخوخة في الساحل الغربي جنوب الحديدة. ونقل الموقع الإلكتروني للمشروع عن قائد الفريق الثامن ضمن «مسام»، المهندس مسعد أحمد قايد، قوله إن «فريقه تمكن منذ أن بدأ عمله في مشروع مسام من تطهير 6 حقول للألغام في منطقة قطابة، وقطابة الشرقية، ومنطقة الحيمة التابعة لمديرية الخوخة». وأضاف أن «فريقه تمكن من نزع أكثر من 1700 لغم وعبوة ناسفة وقذيفة غير منفجرة، وأن الحقل الجاري تطهيره استطاع فريقه حتى الآن من نزع 222 لغماً مضاداً للدروع، و20 دواسة قابلة للانفجار بأقل ضغط تتعرض له». وأشار إلى أن «جميع الألغام التي تم نزعها زرعها الحوثيون بطرق عشوائية في مزارع المواطنين والطرق الفرعية ومناطق تجمعات السكان».


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.