مورينيو يشبّه قائمة توتنهام بـ«بطانية صغيرة» لا تغطي الجسم بالكامل

بعد 11 أسبوعاً من توليه المهمة يبذل المدير الفني البرتغالي قصارى جهده ولا يخشى البوح بالسلبيات

مورينيو يشكو من قلة النجوم المؤثرين في تشكيلة توتنهام
مورينيو يشكو من قلة النجوم المؤثرين في تشكيلة توتنهام
TT

مورينيو يشبّه قائمة توتنهام بـ«بطانية صغيرة» لا تغطي الجسم بالكامل

مورينيو يشكو من قلة النجوم المؤثرين في تشكيلة توتنهام
مورينيو يشكو من قلة النجوم المؤثرين في تشكيلة توتنهام

ربما سمعتم كثيراً عن أن المدير الفني البرتغالي جوزيه مورينيو يعاني من بعض المشاكل في توتنهام هوتسبير، وهنا نستعرض هذه المشاكل؛ وهي: أولاً، في غياب المهاجم الإنجليزي الدولي هاري كين، لا يملك مورينيو مهاجماً آخر قادراً على قيادة الخط الأمامي للفريق. ثانياً، يعاني الفريق من بعض الاختلالات وعدم التوازن، خصوصاً برحيل كريستيان إريكسن. ثالثاً، اللاعب الكوري الجنوبي سون هيونغ مين ليس مهاجماً صريحاً، لكنه مضطر للعب في هذا المركز. رابعاً، اللاعب البرازيلي لوكاس مورا ليس مهاجماً صريحاً أيضاً، لكن يتعين عليه أن يلعب في هذا المركز في بعض الأحيان.
وعلاوة على ذلك، فإن ريان سيسيغنون ليس ظهيراً أيسر، لكنه مضطر للعب في هذا المركز، كما أن تانغاي ندومبيلي لا يمكنه اللعب لمدة 90 دقيقة، ويتعين على مورينيو أن يجد حلاً لهذه المشكلة. كما يعاني لاعبو الفريق بشدة في النواحي البدنية ويتعرضون للإصابات واحداً تلو الآخر، ولا يمكنهم تحمل ضغط جدول ترتيب المباريات.
وقد استخدم مورينيو مثلاً قديماً في عالم كرة القدم الأسبوع الماضي، لوصف الحالة التي يمر بها فريق، وهو أمر شائع في إسبانيا، وقد تم نقله إلى بريطانيا بواسطة جون توشاك، الذي حقق نجاحاً كبيراً في إسبانيا وكان سعيداً باستخدامه في أي فرصة عندما كان مسؤولاً عن تدريب منتخب ويلز. ويدور هذا المثل حول «البطانية الصغيرة» التي لا يمكنها أن تغطي كامل جسم الشخص أثناء النوم.
وقال مورينيو بعد نهاية المباراة التي حقق فيها توتنهام هوتسبير الفوز على ساوثهامبتون بثلاثة أهداف مقابل هدفين في كأس الاتحاد الإنجليزي: «وضعنا يشبه الشخص الذي لديه بطانية صغيرة لا تكفي لتغطية كامل جسمه، فإذا سحب البطانية لأعلى فسوف يترك قدميه بلا غطاء، وإذا سحبها لأسفل لتغطية قدميه فإن نصفه الأعلى سيظل بلا غطاء. هذا هو حالنا بالضبط. لكننا نتحلى بروح رائعة، وهذا هو الشيء الذي أحبه».
واستخدم المدير الفني البرتغالي تشبيهاً آخر لوصف الوضع الحالي لفريقه، قائلاً: «يتعين علي أن ألعب هذه المباراة في الشطرنج من دون قطع، فأنا لا أملك أحصنة ولا ملوكاً!».
ويمكننا القول إن مورينيو يمتلك قدرات تمثيلية ومسرحية جيدة للغاية تمكنه من أن يجذب الجمهور إليه من خلال تعبيرات وجهه المبالغ فيها، وتغيير نبرات صوته لتناسب الحدث بكل دقة.
وقال مورينيو: «في إحدى المباريات يكون لدينا بعض اللاعبين الجاهزين، وفي المباراة التالية نفقد بعضاً من هؤلاء ونستعيد خدمات لاعبين آخرين، ثم في المباراة الثالثة نفقد لاعبين ويكون لدينا لاعبون آخرون مختلفون عن الذين شاركوا في المباراتين السابقتين. إنه موسم صعب للغاية».
وفي ظل غياب كل من كين وبن ديفيز وموسى سيسوكو، أشار مورينيو إلى أنه لم يتمكن أيضاً من الدفع بأي من جيوفاني لو سيلسو وإريك لاميلا وستيفن بيرغوين أمام ساوثهامبتون، حيث كان لو سيلسو ولاميلا يعانيان من إصابات عضلية، في حين كان بيرغوين غير جاهز من الناحية البدنية. وحتى ديلي ألي لم يكن جاهزاً بالدرجة التي تمكنه من المشاركة في التشكيلة الأساسية، وبالتالي قرر مورينيو إبقاءه على مقاعد البدلاء.
وقال المدير الفني البرتغالي: «لم أستطع حتى أن ألعب بثلاثة لاعبين في الخط الأمامي (وفقاً لطريقة 4 - 3 - 3 التي لعب بها الفريق في المباراة التي حقق فيها الفوز على مانشستر سيتي بهدفين دون رد)، حيث لم يكن لدي سوى لاعبين اثنين فقط جاهزين في الخط الأمامي». لكن يبدو أن مورينيو قد نسي أنه يمكن لسيسيغنون أن يلعب ناحية اليسار في الخط الأمامي.
لذلك، اعتمد المدير الفني البرتغالي على طريقة 3 - 5 - 2 أمام ساوثهامبتون، حيث دفع بكل من سون ولوكاس مورا في الخط الأمامي، في حين لعب ندومبيلي كلاعب خط وسط مهاجم، وكانت مهمته الأساسية تتمثل في الربط بين خطي الوسط والهجوم. لكن هذا الوضع لم يكن مثالياً لتوتنهام هوتسبير، لأن ندومبيلي ليس في أفضل حالاته.
وقال مورينيو: «من الصعب للغاية أن تبدأ بلاعب لا يشارك لمدة 90 دقيقة في مباراة من الممكن أن تمتد إلى وقت إضافي. عندما تدفع بلاعب في هذه الحالة فأنت تعرف بالتأكيد أنه سيتعين عليك استبداله خلال المباراة، وهو ما يعني أنك ستخسر تغييراً. لكن من دون ديلي ألي ولاميلا ولو سيلسو، فأنا بحاجة للاعب قادر على الربط بين خطي الوسط والهجوم. لذلك، كان يتعين علي أن أبدأ بندومبيلي، رغم أنني أعرف تماماً أنه ليس جاهزاً بنسبة مائة في المائة. لذلك، بعد مرور 60 دقيقة لم يفهم الجمهور ما أقوم به، وربما اعتقدوا أن المدير الفني لهذا الفريق غبي لأنه سحب ندومبيلي من الملعب. لكنني لست أحمق».
ويتولى مورينيو قيادة توتنهام هوتسبير منذ 11 أسبوعاً فقط، لكن من الإنصاف أن نقول إن بصماته باتت واضحة على أداء الفريق، كما أنه يقوم بعمله على أكمل وجه، في الوقت الذي يسلط فيه الضوء على أوجه القصور التي يعاني منها الفريق. ويسعى معظم المديرين الفنيين إلى تحسين صورة فرقهم أمام وسائل الإعلام، في الوقت الذي يوجهون فيه الانتقادات خلف الكواليس، لكن مورينيو لا يخشى الحديث عن السلبيات في وسائل الإعلام ولا يخشى اتخاذ القرارات الصعبة مهما كانت قسوتها، وخير مثال على ذلك استبداله لإريك داير بعد مرور 29 دقيقة فقط من عمر المباراة أمام أولمبياكوس.
وقد استبدل مورينيو يان فيرتونجين بعد مرور 54 دقيقة من عمر مباراة فريقه أمام ساوثهامبتون، وكان من الواضح أن اللاعب محبط للغاية وهو في طريقه للخروج من ملعب المباراة. ومن المؤكد أن اللعب تحت قيادة مورينيو يتطلب نوعية معينة من اللاعبين القادرين على تحمل الضغوط والصدمات.
ولعل السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: ما شعور ندومبيلي في الوقت الحالي بعدما استبدله مورينيو في مباراة ساوثهامبتون؟ في كثير من النواحي، فإن تعامل مورينيو مع ندومبيلي، الذي يعد أغلى صفقة في تاريخ توتنهام هوتسبير، يشبه الطريقة التي كان يتعامل بها المدير الفني البرتغالي مع جو كول أثناء ولايته الأولى في نادي تشيلسي، لاعب آخر يمتلك قدرات وإمكانات رائعة، لكن مورينيو يشعر بأنه ما زال بحاجة إلى التطور والتحسن. وما الذي سيفعله رئيس النادي، دانييل ليفي، تجاه «الانتقادات الضمنية» التي يوجهها له مورينيو؟
لكن يبدو أن «عبقرية» مورينيو هي التي ساعدت توتنهام هوتسبير في الفوز على ساوثهامبتون بعدما كان فريقه متأخراً بهدفين دون رد حتى الدقيقة 75 من عمر اللقاء. وقد نجح المدير الفني البرتغالي في تحويل دفة المباراة من خلال الدفع بدلي ألي بدلاً من ندومبيلي عند الدقيقة 60 من عمر المباراة، وهو التبديل الذي كان مثالياً بالنظر إلى تراجع المستوى البدني لندومبيلي بشكل واضح.
وقال مورينيو بعد المباراة: «ربما بدت المباراة كأنها خارج نطاق السيطرة، لكن الأمر لم يكن كذلك. كنا نعرف الاتجاه الذي نريد أن تسير فيه المباراة، لكن ساوثهامبتون سجل هدفاً ثانياً في الدقيقة 72. لكن رد فعلنا كان رائعاً، وهذا أمر مهم للغاية».
وتمكن مورينيو وتوتنهام هوتسبير من إيجاد طريقة للفوز بالمباراة، رغم أنه كان الفريق الأسوأ في أول 60 دقيقة، كما كانت الحال أمام مانشستر سيتي. والآن، حقق الفريق 4 انتصارات وتعادلين في آخر 6 مباريات في جميع المسابقات، ويبدو أنه يسير في الاتجاه الصحيح.
وقال مورينيو: «من الصعب للغاية أن نتقدم بالطريقة التي نريدها. إننا نفكر في كل مباراة على حدة، ونبني فريقاً في ضوء الإمكانات المتاحة. لقد كان اللاعبون رائعين».


مقالات ذات صلة

5 نقاط رئيسية تحسم مباراة ليفربول ومانشستر سيتي

رياضة عالمية يمتلك محمد صلاح سجلا رائعا أمام مانشستر سيتي (رويترز)

5 نقاط رئيسية تحسم مباراة ليفربول ومانشستر سيتي

من الحماقة التقليل من شأن سيتي حتى بعد خوضه 6 مباريات دون فوز بشكل لم يكن أحد يتوقعه قبل شهر من الآن

رياضة عالمية فان نيستلروي وقت أن كان مدرباً مؤقتاً لمانشستر يونايتد وكوبر قبل إقالته بعد المواجهة التي فاز فيها يونايتد على ليستر سيتي (رويترز)

ماذا يمكن أن يقدم فان نيستلروي لليستر سيتي؟

تعاقد ليستر سيتي مع فان نيستلروي الذي لم يعمل على مستوى الفريق الأول إلا لموسم واحد مع آيندهوفن

رياضة عالمية من المواجهة التي جمعت برايتون وساوثهامبتون (أ.ف.ب)

الدوري الإنجليزي: ساوثهامبتون يحرم برايتون من الوصافة

أهدر برايتون فرصة الارتقاء الى المركز الثاني مؤقتا بسقوطه في فخ التعادل 1-1 مع جاره الجنوبي ساوثمبتون الجمعة في افتتاح المرحلة الثالثة عشرة من الدوري الإنجليزي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية نيستلروي عقب توقيعه العقد مع ليستر سيتي (حساب ليستر سيتي)

ليستر سيتي يستنجد بنيستلروي مدرباً جديداً لإنقاذه

أعلن ليستر سيتي المنافس في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، تعيين رود فان نيستلروي مدربا جديدا له خلفا لستيف كوبر بعقد يمتد حتى يونيو حزيران 2027.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية كوناتي لن يتمكن من المشاركة في القمة الإنجليزية (أ.ف.ب)

كوناتي يقطع الشك: لن أشارك أمام مانشستر سيتي

ثارت شكوك حول احتمال غياب إبراهيما كوناتي، مدافع فريق ليفربول الإنجليزي، عن مباراة فريقه أمام مانشستر سيتي المقرر إقامتها الأحد في الدوري الإنجليزي الممتاز.

«الشرق الأوسط» (ليفربول)

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.