ماذا سيحدث لك لو أصابك فيروس «كورونا»؟

الأعراض المرضية تشبه مظاهر الحمى وتسبب البقع في الرئتين وتضعف الكلى والتنفس

أطباء صينيون يفحصون أعراض «كورونا» الذي ارتفع عدد حالات الإصابة به (رويترز)
أطباء صينيون يفحصون أعراض «كورونا» الذي ارتفع عدد حالات الإصابة به (رويترز)
TT

ماذا سيحدث لك لو أصابك فيروس «كورونا»؟

أطباء صينيون يفحصون أعراض «كورونا» الذي ارتفع عدد حالات الإصابة به (رويترز)
أطباء صينيون يفحصون أعراض «كورونا» الذي ارتفع عدد حالات الإصابة به (رويترز)

تسبب وباء فيروس كورونا الجديد الذي انتشر من وسط الصين في إصابة أكثر من 40 ألفاً، توفي منهم أكثر من 900، متجاوزاً عدد الوفيات الناجمة عن فيروس سارس ذي الصلة.
ويحاول التقرير التالي التعرف على أعراض المرض والكيفية التي ينتشر بها، واحتمالات علاجه منذ بداياته، عبر تتبع ووصف ما حدث لـ138 مريضاً عولجوا في مستشفى في مدينة ووهان الصينية، بؤرة انتشار الفيروس الأول.
ويقول الأطباء المعالجون، بقيادة تشيونغ بينغ في قسم الرعاية الحرجة في مستشفى تشاغنان بجامعة ووهان، إن نحو 40 في المائة من الأشخاص الذين تم علاجهم جرت إصابتهم بالعدوى في المستشفى، بما في ذلك 40 من اختصاصي الرعاية الصحية و17 مريضاً كانوا بالفعل هناك من أجل العمليات الجراحية أو أسباب أخرى، مؤكدين أن نحو 4.3 في المائة من المرضى قد ماتوا، ونحو 34 في المائة قد تحسنوا وغادروا المستشفى، بحسب ما ذكرت مقالة طبية منشورة في مجلة الجمعية الطبية الأميركية «جاما».
وبحسب حالات المرضى المصابين بالفيروس، فإن الأعراض الأكثر شيوعاً لكورونا هي الحمى، التي يصاب بها كل فرد تقريباً، يليها التعب والسعال الجاف. كما أصيب بضعة أشخاص بالإسهال أو الغثيان في اليوم أو اليومين السابقين لظهور الأعراض الأخرى.
وانتقل المرضى إلى المستشفى للعلاج بعد نحو 7 أيام من ظهور الأعراض الأولى، وهو الوقت الذي كان كثيرون يعانون فيه من صعوبة في التنفس، بحسب شهادات لعدد من المرضى.
وتأكد اكتشاف إصابة المرضى بالفيروس بعد اختباره عبر مسح حلق المُصاب، ليتم بعد ذلك دراسة العينة بحثاً عن علامات فيروس كورونا. ويتيح هذا الاختبار المعروف بـPRC، تحديد المادة الوراثية من الفيروس.
وأظهرت فحوصات الصدر للمرضى المصابين بقعاً من الظلال في الرئتين، كشفها مسح ضوئي، وهو ما يقول عنه الأطباء إنه شبيه بمظهر «الزجاج الباهت»، فيما ذكر الفريق الصيني المُعالج أن ربع المرضى انتهى بهم المطاف إلى وحدة العناية المركزة، بسبب ما يتعرضون له من متلازمة الضائقة التنفسية الحادة، وذلك بسبب امتلاء الرئتين بالسوائل التي تؤدي إلى فقد القدرة على حمل الأكسجين. وينعكس ذلك على الأعضاء الأخرى مثل الكلى، وقد ينتهي بصاحبه إلى الموت.
كما كشفت حالات المرضى أن الفيروس يصيب المسنين في كثير من الأحيان؛ حيث تراوحت أعمار المرضي بين 92 إلى 22 عاماً، في حين كان متوسط عُمر المُصاب بالفيروس هو 56 عاماً.
وبحسب النتائج التي أظهرتها حالات الشفاء من الفيروس، فالأطباء لم يكن لديهم الحل الحاسم للعلاج. وحاولوا تجريب بعض العقارات المضادة للفيروسات، مثل أوسيلتاميفير، فيما اتجه قطاع آخر من المرضى واجهوا مشكلات أشد إلى علاج بالأكسجين عبر ربطهم بآلة تضخ أكسجين لدمائهم، وتعمل على إنقاذ القلب والرئتين للقيام بمهامها بشكل كامل.


مقالات ذات صلة

يرتبط بـ«كورونا»... مختبر ووهان الصيني يخطط لتجارب «مشؤومة» جديدة على الخفافيش

آسيا قوات أمنية تقف خارج معهد ووهان لأبحاث الفيروسات بالصين (رويترز)

يرتبط بـ«كورونا»... مختبر ووهان الصيني يخطط لتجارب «مشؤومة» جديدة على الخفافيش

حذر خبراء من أن العلماء الصينيين يخططون لإجراء تجارب «مشؤومة» مماثلة لتلك التي ربطها البعض بتفشي جائحة «كوفيد - 19».

«الشرق الأوسط» (بكين)
الولايات المتحدة​ وسط ازدياد عدم الثقة في السلطات الصحية وشركات الأدوية يقرر مزيد من الأهل عدم تطعيم أطفالهم (أ.ف.ب) play-circle

مخاوف من كارثة صحية في أميركا وسط انخفاض معدلات التطعيم

يحذِّر العاملون في المجال الصحي في الولايات المتحدة من «كارثة تلوح في الأفق» مع انخفاض معدلات التطعيم، وتسجيل إصابات جديدة بمرض الحصبة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك جائحة كورونا نشأت «على الأرجح» داخل مختبر ولم تكن طبيعية (أ.ف.ب)

فيروس كورونا الجديد في الصين... هل يهدد العالم بجائحة جديدة؟

أثار إعلان علماء في معهد «ووهان» لعلم الفيروسات عن اكتشاف فيروس كورونا جديد يُعرف باسم «HKU5 - CoV - 2» قلقاً عالمياً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك عالمة تظهر داخل مختبر معهد ووهان لأبحاث الفيروسات بالصين (إ.ب.أ)

يشبه «كوفيد»... اكتشاف فيروس كورونا جديد لدى الخفافيش في مختبر صيني

أعلن باحثون في معهد ووهان لأبحاث الفيروسات في الصين، أنهم اكتشفوا فيروس «كورونا» جديداً في الخفافيش يدخل الخلايا باستخدام البوابة نفسها.

«الشرق الأوسط» (بكين)
صحتك أحد العاملين في المجال الطبي يحمل جرعة من لقاح «كورونا» بنيويورك (أ.ب)

دراسة: بعض الأشخاص يصابون بـ«متلازمة ما بعد التطعيم» بسبب لقاحات «كوفيد-19»

قالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية إن اللقاحات التي تلقّاها الناس، خلال فترة جائحة «كوفيد-19»، منعت ملايين الوفيات.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )

أميركا وأوكرانيا تستعدان من جديد لتوقيع صفقة المعادن

صورة ملتقطة في 28 فبراير 2025 في العاصمة الأميركية واشنطن تظهر الرئيس الأميركي دونالد ترمب يرحب بنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قبل اجتماعهما في البيت الأبيض (د.ب.أ)
صورة ملتقطة في 28 فبراير 2025 في العاصمة الأميركية واشنطن تظهر الرئيس الأميركي دونالد ترمب يرحب بنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قبل اجتماعهما في البيت الأبيض (د.ب.أ)
TT

أميركا وأوكرانيا تستعدان من جديد لتوقيع صفقة المعادن

صورة ملتقطة في 28 فبراير 2025 في العاصمة الأميركية واشنطن تظهر الرئيس الأميركي دونالد ترمب يرحب بنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قبل اجتماعهما في البيت الأبيض (د.ب.أ)
صورة ملتقطة في 28 فبراير 2025 في العاصمة الأميركية واشنطن تظهر الرئيس الأميركي دونالد ترمب يرحب بنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قبل اجتماعهما في البيت الأبيض (د.ب.أ)

قال 4 أشخاص مطلعين، الثلاثاء، إن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب وأوكرانيا تخططان لتوقيع صفقة المعادن التي نوقشت كثيراً بعد اجتماع كارثي في ​​المكتب البيضاوي، يوم الجمعة، الذي تم فيه طرد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من المبنى.

وقال 3 من المصادر إن ترمب أبلغ مستشاريه بأنه يريد الإعلان عن الاتفاق في خطابه أمام الكونغرس، مساء الثلاثاء، محذرين من أن الصفقة لم يتم توقيعها بعد، وأن الوضع قد يتغير.

تم تعليق الصفقة يوم الجمعة، بعد اجتماع مثير للجدل في المكتب البيضاوي بين ترمب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أسفر عن رحيل الزعيم الأوكراني السريع من البيت الأبيض. وكان زيلينسكي قد سافر إلى واشنطن لتوقيع الصفقة.

في ذلك الاجتماع، وبّخ ترمب ونائب الرئيس جي دي فانس زيلينسكي، وقالا له إن عليه أن يشكر الولايات المتحدة على دعمها بدلاً من طلب مساعدات إضافية أمام وسائل الإعلام الأميركية.

وقال ترمب: «أنت تغامر بنشوب حرب عالمية ثالثة».

وتحدث مسؤولون أميركيون في الأيام الأخيرة إلى مسؤولين في كييف بشأن توقيع صفقة المعادن على الرغم من الخلاف الذي حدث يوم الجمعة، وحثوا مستشاري زيلينسكي على إقناع الرئيس الأوكراني بالاعتذار علناً لترمب، وفقاً لأحد الأشخاص المطلعين على الأمر.

يوم الثلاثاء، نشر زيلينسكي، على موقع «إكس»، أن أوكرانيا مستعدة لتوقيع الصفقة، ووصف اجتماع المكتب البيضاوي بأنه «مؤسف».

وقال زيلينسكي، في منشوره: «اجتماعنا في واشنطن، في البيت الأبيض، يوم الجمعة، لم يسر بالطريقة التي كان من المفترض أن يكون عليها. أوكرانيا مستعدة للجلوس إلى طاولة المفاوضات في أقرب وقت ممكن لإحلال السلام الدائم».

ولم يتضح ما إذا كانت الصفقة قد تغيرت. ولم يتضمن الاتفاق، الذي كان من المقرر توقيعه الأسبوع الماضي، أي ضمانات أمنية صريحة لأوكرانيا، لكنه أعطى الولايات المتحدة حقّ الوصول إلى عائدات الموارد الطبيعية في أوكرانيا. كما نصّ الاتفاق على مساهمة الحكومة الأوكرانية بنسبة 50 في المائة من تحويل أي موارد طبيعية مملوكة للدولة إلى صندوق استثماري لإعادة الإعمار تديره الولايات المتحدة وأوكرانيا.

يوم الاثنين، أشار ترمب إلى أن إدارته لا تزال منفتحة على توقيع الاتفاق، وقال للصحافيين إن أوكرانيا «يجب أن تكون أكثر امتناناً».

وأضاف: «وقف هذا البلد (الولايات المتحدة) إلى جانبهم في السراء والضراء... قدمنا لهم أكثر بكثير مما قدمته أوروبا لهم، وكان يجب على أوروبا أن تقدم لهم أكثر مما قدمنا».