الجيش الأميركي يقيم قاعدة جديدة في الحسكة

جندي أميركي شرق الفرات شمال شرقي سوريا (الشرق الأوسط)
جندي أميركي شرق الفرات شمال شرقي سوريا (الشرق الأوسط)
TT

الجيش الأميركي يقيم قاعدة جديدة في الحسكة

جندي أميركي شرق الفرات شمال شرقي سوريا (الشرق الأوسط)
جندي أميركي شرق الفرات شمال شرقي سوريا (الشرق الأوسط)

بدأت القوات الأميركية في بناء قاعدة عسكرية في مدينة الحسكة، الواقعة شمال شرقي سوريا، في وقت عزز فيه «الحشد الشعبي» العراقي وجوده في الطرف الآخر من الحدود السورية - العراقية.
وأعلنت قوات «الحشد الشعبي» أول من أمس، إنشاء نقاط أمنية منتظمة في محيط قضاء القائم، غربي محافظة الأنبار، لتأمين محيط القضاء بين العراق وسوريا. وأفادت في بيان بأن «قوات اللواء 13 في (الحشد الشعبي) أنشأت نقاطاً أمنية منتظمة في محيط قضاء القائم، بهدف تأمين محيط القضاء من أي تسللات لفلول عصابات (داعش) الإرهابية».
وأضاف أن «تلك النقاط أسهمت أيضاً في تأمين الشريط الحدودي بين العراق وسوريا، والطريق الرابط بين البلدين». وسبق أن قالت مصادر أمنية عراقية في قوات حرس الحدود، في بلدة القائم، غرب العراق على الحدود مع سوريا، إن «كتائب حزب الله» العراقية، إحدى أبرز الميليشيات المدعومة من إيران، باشرت بعملية تشييد معسكر جديد لها على الحدود مع سوريا، بديلاً عن المعسكر السابق الذي دمرته مقاتلات أميركية في التاسع والعشرين من ديسمبر (كانون الأول) الماضي. من جهتها، أقامت القوات الأميركية قاعدة في الحسكة، وهي منقسمة السيطرة بين «قوات سوريا الديمقراطية» العربية الكردية المدعومة من تحالف دولي تقوده واشنطن، والقوات النظامية الموالية للرئيس السوري بشار الأسد.
وكانت المسؤولة الكردية إلهام أحمد، قد قالت لـ«الشرق الأوسط»، إن السياسة الأميركية شهدت تخبطاً في منطقة شرق الفرات، بعد قرار الرئيس دونالد ترمب سحب الجنود الأميركيين من المنطقة، ثم إعادة نشرهم في مناطق ثانية، دون تحديد جدول زمني لبقائهم أو انسحابهم، وقالت: «شهدنا تخبطاً في سياساتهم تجاه المنطقة؛ حيث انسحبوا ثم عادوا ونشروا جنودهم في المناطق النفطية أولاً، ثم انتشروا بالحسكة وتل تمر ومناطق ثانية».
وشنت تركيا وفصائل سورية موالية في أكتوبر (تشرين الأول) العام الماضي، هجوماً واسعاً، سيطرت بموجبه على مدينتي رأس العين بالحسكة وتل أبيض بالرقة، وشريط حدودي نحو 120 كيلومتراً، وكانت هذه المناطق خاضعة لـ«قوات سوريا الديمقراطية» المدعومة من التحالف الدولي بقيادة واشنطن. وتتهم أنقرة حزب «الاتحاد الديمقراطي السوري» و«وحدات حماية الشعب» الكردية، أبرز الجهات التي تدير مناطق شرق الفرات، بأنهما امتداد لـ«حزب العمال الكردستاني» المحظور لديها، والذي يخوض تمرداً مسلحاً منذ 45 عاماً، سقط ضحيته أكثر من 40 ألف كردي.
وقالت أحمد: «حزب الاتحاد، ووحدات الحماية، والجهات السياسية بالمنطقة، تنظيمات منفصلة عن حزب العمال، وتختلف أولويات كل طرف، كما أن حزب العمال لديه قضايا خلافية مع النظام الحاكم في تركيا، ولدى أكراد سوريا قضايا أساسية مختلفة مع النظام الحاكم في سوريا».
وتابعت: «تركيا أصبحت في حلفٍ آخر؛ لكن واشنطن لا تريد أن ترى هذا الواقع، ولا تقبل بالتغيرات التي حدثت في السياسات التركية وتحولاتها الأخيرة. وتسعى واشنطن جاهدة - وعلى حسابنا أحياناً - لإرضاء تركيا، كما حدث في رأس العين وتل أبيض... والمطلوب من أميركا دعم الشعب السوري للحصول على حقوقه، وتحقيق السلام، وطي صفحة الحروب، وطرد جيوش الدول الإقليمية من سوريا، ووضع حد لمطامعها، لترك إدارتها وحكمها ومصيرها لأصحابها».



بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
TT

بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)

وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (الخميس) إلى الأردن، مستهِلاً جولة لبحث الأزمة في سوريا بعد إطاحة الرئيس السوري بشار الأسد، وفق ما أفاد صحافي من «وكالة الصحافة الفرنسية» كان ضمن فريق الصحافيين المرافق له في الطائرة.

وقال مسؤولون أميركيون، للصحافيين المرافقين، إن بلينكن المنتهية ولايته سيلتقي العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ووزيرَ خارجيته في مدينة العقبة (نحو 325 كيلومتراً جنوب عمان) على البحر الأحمر، في إطار سعيه إلى عملية «شاملة» لاختيار أعضاء الحكومة السورية المقبلة. وفور وصوله، توجَّه بلينكن إلى الاجتماع، ومن المقرر أن يسافر في وقت لاحق من اليوم إلى تركيا.

ودعا بلينكن إلى عملية «شاملة» لتشكيل الحكومة السورية المقبلة تتضمَّن حماية الأقليات، بعدما أنهت فصائل معارضة بقيادة «هيئة تحرير الشام» حكم بشار الأسد المنتمي إلى الطائفة العلوية التي تُشكِّل أقلية في سوريا.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية، لدى إعلانها عن جولة بلينكن، إنه سيدعو إلى «قيام سلطة في سوريا لا توفر قاعدة للإرهاب أو تُشكِّل تهديداً لجيرانها»، في إشارة إلى المخاوف التي تُعبِّر عنها كل من تركيا، وإسرائيل التي نفَّذت مئات الغارات في البلد المجاور خلال الأيام الماضية. وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر إلى أنه خلال المناقشات في العقبة على البحر الأحمر «سيكرر بلينكن دعم الولايات المتحدة لانتقال جامع (...) نحو حكومة مسؤولة وتمثيلية». وسيناقش أيضاً «ضرورة (...) احترام حقوق الأقليات، وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، ومنع تحول سوريا إلى قاعدة للإرهاب أو أن تُشكِّل تهديداً لجيرانها، وضمان تأمين مخزونات الأسلحة الكيميائية وتدميرها بشكل آمن». وهذه الزيارة الثانية عشرة التي يقوم بها بلينكن إلى الشرق الأوسط منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وهجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل، التي ردَّت بحملة عنيفة ومُدمِّرة ما زالت مستمرة على قطاع غزة.

وانتهت رحلة بلينكن السابقة بخيبة أمل بعد فشله في تأمين صفقة تنهي فيها إسرائيل و«حماس» الحرب في مقابل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة. وسيغادر بلينكن منصبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل مع إدارة الرئيس جو بايدن.

ووصف الرئيس المنتخب دونالد ترمب الوضع في سوريا بـ«الفوضى». وقال إن الولايات المتحدة لا ينبغي أن تتدخل، رغم أنه لم يوضح السياسة الأميركية منذ سقوط الأسد.