لبنان: الموفد القطري يلتقي خاطفي العسكريين في عرسال

70 موقوفا نتيجة مداهمات الجيش خلال يومين في عدد من المناطق

والدة أحد الجنود المختطفين من قبل {داعش} و{النصرة} أثناء إنقاذها بعد محاولة إشعال النيران في جسدها في بيروت أمس (أ.ب)
والدة أحد الجنود المختطفين من قبل {داعش} و{النصرة} أثناء إنقاذها بعد محاولة إشعال النيران في جسدها في بيروت أمس (أ.ب)
TT

لبنان: الموفد القطري يلتقي خاطفي العسكريين في عرسال

والدة أحد الجنود المختطفين من قبل {داعش} و{النصرة} أثناء إنقاذها بعد محاولة إشعال النيران في جسدها في بيروت أمس (أ.ب)
والدة أحد الجنود المختطفين من قبل {داعش} و{النصرة} أثناء إنقاذها بعد محاولة إشعال النيران في جسدها في بيروت أمس (أ.ب)

استكمل الجيش اللبناني مداهماته في مختلف المناطق اللبنانية وبلغت حصيلة التوقيفات منذ أوّل من أمس 70 موقوفا، وشملت المداهمات مختلف المناطق اللبنانية من الشمال إلى البقاع وصولا إلى الجنوب، بينما أجّل أهالي العسكريين المخطوفين لدى «داعش» و«جبهة النصرة» تصعيد تحركاتهم على الأرض بعدما وصلت إليهم معلومات يوم أمس، أكّدت أنّ الوفد القطري وصل إلى جرود عرسال وبدأ عقد اجتماعات مع الخاطفين، ووصلت 6 شاحنات من المساعدات إلى النازحين السوريين في عرسال، تطبيقا لشروط الخاطفين، كما قال منسّق العلاقات العامة في لجنة الأهالي الشيخ عمر حيدر لـ«الشرق الأوسط».
وكانت والدة العسكري المخطوف خالد مقبل حسن قد حاولت إحراق نفسها بعدما فقدت الأمل من كل الوعود التي تتلقاها يوميا منذ 3 أشهر، وكان الأهالي قد عمدوا ليلا، وللمرة الأولى منذ بدء اعتصامهم قبل نحو 3 أسابيع في وسط بيروت، إلى إقفال الطريق بالإطارات المشتعلة احتجاجا.
وفيما حفل يوم أمس بالتسريبات حول قضية العسكريين، قال المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم الذي يتولى مهمة التنسيق مع الموفد القطري: «ننتظر شروط الخاطفين منذ شهر وهم يرفضون تسليمها إلا عبر الوسيط القطري الذي تأخر». وأضاف إبراهيم في حديث لقناة «إن بي إن»: «لا مفاوضات من دون شروط ونحن لن ننجر للابتزاز». مع العلم أنّ المعلومات المتوفرة حول شروط الخاطفين كانت قد تركّزت حول الإفراج عن موقوفين متشددين في سجن رومية، مقابل الإفراج عن العسكريين الـ27 المخطوفين.
وكان الأهالي طلبوا لقاء رئيس الحكومة تمام سلام قبيل بدء جلسة مجلس الوزراء ظهر أمس، إلا أن طلبهم قوبل بالرفض ما دفعهم إلى التباحث في إمكانية اتخاذ خطوات تصعيدية، مهددين بأن تصبح بيروت كلّها سوداء، قبل أن يعودوا ويلتقوا به بعد انتهاء جلسة الحكومة مساء ويعدلوا عن قرارهم.
وفي هذا الإطار، أوضح الشيخ حيدر أنّه بعد وصول الموفد القطري والمساعدات إلى النازحين، قرّر الأهالي تأجيل تصعيد تحركاتهم. وفي حين أشار حيدر إلى أنّ الخطر والتهديد بإعدام العسكريين لم يزُل تماما، اعتبر إلى أنّ تحركات الأهالي هي التي «علّقت» تنفيذ الخاطفين لتهديداتهم بقتل العسكريين، كما أدّت إلى تفعيل عمل الحكومة في هذه القضية.
في موازاة ذلك، استكمل الجيش اللبناني مداهماته في عدد من المناطق اللبنانية، على خلفية الأحداث الأمنية الأخيرة في الشمال، وادعى القاضي صقر صقر على الموقوف أحمد ميقاتي وعلى السجين فايز عثمان والموقوف أحمد الأحمد و15 شخصا فارين، بجرم الانتماء إلى تنظيم إرهابي، على خلفية معركة طرابلس الأخيرة.
وتأتي هذه الحملة الأمنية بعد معركة طرابلس والمنية شمالا بين الجيش والمتشددين، الأسبوع الماضي، التي أدّت إلى مقتل 12 ضابطا وعنصرا من الجيش اللبناني وفرار عدد من المطلوبين.
وأصدرت قيادة الجيش بيانا أشارت فيه إلى أنّ قوة من الجيش دهمت مساء أوّل من أمس عددا من الأماكن المشتبه في لجوء المسلحين إليها في بلدتي المنية ومشتى حسن، وفي مخيمات النازحين السوريين في بلدة بحنين - الشمال، حيث أوقفت 50 شخصا مشتبها فيهم، بينهم 9 لبنانيين وفلسطيني واحد، والباقون من السوريين. وضبطت في أحد هذه الأماكن كميات من الأسلحة الحربية والقذائف الصاروخية، بالإضافة إلى كميات من الأعتدة العسكرية المتنوعة وكاميرات التصوير وأجهزة الاتصالات.
كذلك، أشارت مديرية التوجيه إلى أنّه نتيجة مواصلة قوى الجيش تكثيف عمليات الدهم والتفتيش بحثا عن المسلحين الفارين، أقدم كل من المدعوين شعيب عمر صعب، وعبد الرحيم أحمد حسن، وعلي أحمد سعد، على تسليم أنفسهم لوحدات الجيش في منطقة الشمال مساء أوّل من أمس، كما أوقفت هذه الوحدات 4 أشخاص آخرين للاشتباه في علاقتهم بالمجموعات المسلحة، بالإضافة إلى توقيف المدعو نبيل خضر المير المطلوب لتأليفه عصابة سلب بقوة السلاح.
وفي قضاء راشيا - البقاع، أوقفت وحدة من مديرية المخابرات بالتنسيق مع مكتب أمن الدولة في القضاء، 12 شخصا من التابعية السورية، للاشتباه في انتمائهم إلى مجموعات إرهابية وقتالهم الجيش في أحداث عرسال، بالإضافة إلى دخولهم الأراضي اللبنانية بطريقة غير شرعية، وبوشر التحقيق مع الموقوفين بإشراف القضاء المختص.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.