«المرصد»: الجيش التركي يحضّر لعملية عسكرية ضد قوات النظام

رتل عسكري تركي من الدبابات والعربات المدرعة بالقرب من مدينة إدلب (أ.ف.ب)
رتل عسكري تركي من الدبابات والعربات المدرعة بالقرب من مدينة إدلب (أ.ف.ب)
TT

«المرصد»: الجيش التركي يحضّر لعملية عسكرية ضد قوات النظام

رتل عسكري تركي من الدبابات والعربات المدرعة بالقرب من مدينة إدلب (أ.ف.ب)
رتل عسكري تركي من الدبابات والعربات المدرعة بالقرب من مدينة إدلب (أ.ف.ب)

أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن الجيش التركي يعد المقاتلين الموالين له لشن عملية عسكرية واسعة ضد قوات النظام إن لم تتراجع عن مناطق تقدمها في محيط النقاط التركية.
ورصد المرصد السوري، مساء اليوم (الأحد)، دخول رتل عسكري جديد يتألف مما يزيد عن 100 شاحنة تحمل دبابات ومدافع ميدانية، وذلك بعد رصده دخول رتل آخر من معبر كفرلوسين الحدودي، يتألف من 60 آلية ويضم مدرعات ودبابات وآليات، مشيراً إلى توجه الرتل إلى محيط مدينة إدلب حيث أنشأت القوات التركية نقطة عسكرية جديدة على تل قميناس جنوب شرق مدينة إدلب بالقرب من طريق حلب- اللاذقية الدولي.
وقال “المرصد السوري”، أنه رصد خلال الفترة الممتدة من الثاني من شهر فبراير (شباط) الحالي وحتى الآن، وصول أكثر من 1450 شاحنة وآلية عسكرية تركية إلى الأراضي السورية، تحمل دبابات وناقلات جند ومدرعات و”كبائن حراسة” متنقلة مضادة للرصاص ورادارات عسكرية، فيما بلغ عدد الجنود الأتراك الذين انتشروا في إدلب وحلب خلال تلك الفترة نحو 6 آلاف جندي تركي.
وبحسب المرصد، تواصل قوات النظام عملياتها العسكرية في كل من إدلب وحلب بدعم روسي، فيما تواصل تركيا إرسال الأرتال العسكرية إلى الأراضي السورية بشكل غير مسبوق للانتشار وإنشاء نقاط جديدة في حلب وإدلب.
ورجح المرصد، أن تكون التعزيزات التركية الضخمة، ضمن إطار تنفيذ اتفاقيات تركية – روسية فيما يتعلق بأوتوستراد دمشق-حلب الدولي وأوتوستراد حلب -اللاذقية، إذ تواصل قوات النظام تقدمها على الرغم من الوجود التركي ضمن المناطق التي تقدمت إليها، وباتت قاب قوسين أو أدنى من انتزاع السيطرة على أوتوسترد “M5” بشكل كامل، فيما باتت 8 نقاط تركية في إدلب وحلب محاصرة من قبل قوات النظام منذ بدء العملية العسكرية لها، وهي الصرمان وتل الطوقان ومعرة حطاط و4 نقاط في محيط سراقب بالريف الإدلبي، والعيس بريف حلب الجنوبي، على غرار ما جرى قبل أشهر بالنقطة التركية في مورك.
وانتشرت القوات التركية في نقاط جديدة خلال الساعات والأيام القليلة الماضية، أبرزها مطار تفتناز العسكري ومعسكر “طلائع البعث” في المسطومة ومنطقة الإسكان العسكري في محيط مدينة إدلب.



مصر: «كشك باب النصر» يعيد الجدل بشأن «التعدي» على الآثار

مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
TT

مصر: «كشك باب النصر» يعيد الجدل بشأن «التعدي» على الآثار

مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

جدد بناء «كشك نور» بالطوب الأحمر، في مكان بارز بمنطقة الجمالية الأثرية في مصر، مطالب خبراء أثريين بتشديد الرقابة على المناطق الأثرية وحمايتها من الاعتداء بالاستناد إلى قانون حماية الآثار.

ويرى الخبير الأثري الدكتور محمد حمزة أن واقعة بناء كشك كهرباء داخل «حرم موقع أثري»، صورة من أوجه مختلفة للاعتداء على الآثار في مصر، حسبما يقول لـ«الشرق الأوسط»، ويضيف: «يمثل هذا الكشك مثالاً لحالات البناء العشوائي التي لا تراعي خصوصية المناطق الأثرية، وتشويهاً معمارياً مثل الذي شهدته بنفسي أخيراً ببناء عمارة سكنية في مواجهة جامع «الحاكِم» الأثري في نهاية شارع المعز التاريخي، بما لا يتلاءم مع طراز المنطقة، وأخيراً أيضاً فوجئنا بقرار بناء مسرح في حرم منطقة سور مجرى العيون الأثرية، وهناك العديد من الأمثلة الأخيرة الخاصة بهدم آثار كالتعدي على قبة الشيخ عبد الله بمنطقة عرب اليسار أسفل قلعة صلاح الدين الأيوبي، وتلك جميعها صور من الاعتداء التي تتجاهل تماماً قوانين حماية الآثار».

كشك كهرباء باب النصر (حساب د. محمد حمزة على فيسبوك)

وحسب الدكتور محمد عبد المقصود، الأمين العام الأسبق للمجلس الأعلى للآثار، فإن بناء هذا الكشك «هو حالة متكررة لمخالفة قانون حماية الآثار بشكل واضح»، حسبما يقول لـ«الشرق الأوسط»، مضيفاً: «يجب أن تتم إزالته، فهو يؤثر بشكل واضح على بانوراما المكان الأثري، علاوة على أنه كيان قبيح ولا يليق أن يتم وضعه في موقع أثري، ويتسبب هذا الكشك في قطع خطوط الرؤية في تلك المنطقة الأثرية المهمة».

ويضيف عبد المقصود: «المؤسف أن وزارة السياحة والآثار لم تعلق على هذا الأمر بعد، مثلما لم تعلق على العديد من وقائع الاعتداء على مواقع أثرية سواء بالبناء العشوائي أو الهدم قبل ذلك، رغم أن الأمر يقع في نطاق مسؤوليتهم».

قانون الآثار المصري يمنع بناء مبان أعلى من المنشآت الأثرية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وأثار تشويه بعض نقوش مقبرة مريروكا الأثرية في منطقة سقارة بالجيزة (غرب القاهرة) ضجة واسعة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وسط دعوات بضرورة تطبيق قانون حماية الآثار الذي تنص المادة 45 منه رقم 117 لسنة 1983 وتعديلاته، على أنه «يعاقَب كل من وضع إعلانات أو لوحات للدعاية أو كتب أو نقش أو وضع دهانات على الأثر أو شوّه أو أتلف بطريق الخطأ أثراً عقارياً أو منقولاً أو فصل جزءاً منه بالحبس مدة لا تقل عن سنة وغرامة لا تقل عن 10 آلاف جنية ولا تزيد على 500 ألف جنيه أو إحدى هاتين العقوبتين».

الآثار الإسلامية تتوسط غابة من الكتل الخرسانية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وترى الدكتورة سهير حواس، أستاذة العمارة والتصميم العمراني بقسم الهندسة المعمارية بجامعة القاهرة، أن منطقة القاهرة التاريخية مسجلة وفقاً لقانون 119 لسنة 2008، باعتبارها منطقة أثرية لها اشتراطات حماية خاصة، وتقول في حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «تشمل تلك الحماية القيام بعمل ارتفاعات أو تغيير أشكال الواجهات، وأي تفاصيل خاصة باستغلال الفراغ العام، التي يجب أن تخضع للجهاز القومي للتنظيم الحضاري ووزارة الثقافة».

شكاوى من تشويه صور الآثار الإسلامية بالقاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وحسب القانون يجب أن يتم أخذ الموافقة على وضع أي كيان مادي في هذا الفراغ بما فيها شكل أحواض الزرع والدكك، وأعمدة الإضاءة والأكشاك، سواء لأغراض تجميلية أو وظيفية؛ لذلك فمن غير المفهوم كيف تم بناء هذا الكشك بهذه الصورة في منطقة لها حماية خاصة وفقاً للقانون.

ويرى الخبير الأثري الدكتور حسين عبد البصير أنه «لا بد من مراعاة طبيعة البيئة الأثرية، خاصة أن هناك العديد من الطرق التي يمكن بها تطويع مثل تلك الضرورات كتوسيع الطرق أو البنية التحتية أو إدخال تطويرات كهربائية بطريقة جمالية تلائم النسيج الجمالي والبصري للأماكن الأثرية».