قائد كتائب «عبد الله عزام» الموقوف يرفض المثول أمام القضاء السعودي

سلم نفسه بعد إصابته بعاهة مستديمة ومعه نجل الزرقاوي من زوجته السعودية

قائد كتائب «عبد الله عزام» الموقوف يرفض المثول أمام القضاء السعودي
TT

قائد كتائب «عبد الله عزام» الموقوف يرفض المثول أمام القضاء السعودي

قائد كتائب «عبد الله عزام» الموقوف يرفض المثول أمام القضاء السعودي

رفض سعودي كان قائدا ميدانيا لكتائب عبد الله عزام، واسمه مدرج على اللائحة الأميركية السوداء التي تضم متهمين بالإرهاب، أمس؛ المثول أمام المحكمة الجزائية المتخصصة في الرياض، وذلك بعد أن اعترف في مقطع صوتي بأنه كان يعمل على متابعة الخلايا «النائمة» بالسعودية، وإدارة المكتب الإعلامي لتنظيم القاعدة 2005، وأنه كلف من القتيل أبو مصعب الزرقاوي، زعيم تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين، خلال لقائه معه، بأعمال إرهابية خارج العراق.
وعلمت «الشرق الأوسط» أن المتهم الذي سلم نفسه للسلطات السعودية في باكستان مجبورا بسبب إصابته وضع اسمه ضمن قائمة عدد من المتهمين الموقوفين في السجون السعودية لمثولهم أمام القضاء السعودي، وذلك لتلاوة لائحة الدعوى المرفوعة ضده من قبل ممثل هيئة التحقيق والادعاء العام، إلا أنه رفض الامتثال لأوامر المحكمة، وقرر عدم الحضور، حيث سيجري استدعاؤه خلال الفترة المقبلة مرة أخرى، وإن لم يقبل سيحضر بالقوة الجبرية بحسب أمر قاضي الجلسة.
ويعد المتهم (33 عاما)، ويلقب بـ«نجم الخير»، أخطر عنصر في «كتائب عبد الله عزام» التابعة لتنظيم القاعدة، وكان يتولى قيادتها، حيث سبق له الإقامة في إيران وتلقى في أفغانستان تدريبات مكثفة على التفجير بواسطة استخدام الإلكترونيات، وبعد فترة من الزمن استهدفته طائرة أميركية من دون طيار بقذيفة في وزيرستان على الحدود بين باكستان وأفغانستان، حيث تزوج المتهم من ابنة قائد ميداني في «القاعدة».
وأوضحت مصادر مطلعة، لـ«الشرق الأوسط»، أن المتهم، وهو أحد المطلوبين على قائمة الـ85 التي أعلنتها وزارة الداخلية، لا يزال متمسكا بآرائه التكفيرية وهو بداخل السجن، ويطلق ولاءاته للجماعات الإرهابية في أفغانستان وإيران ولبنان والعراق، حيث عاد إلى السعودية مجبرا بدافع العاهة المستديمة التي تعرض لها حينما كان هناك بعد أن تخلى زملاؤه في «كتائب عبد الله عزام» عن مساعدته وعلاجه ونصّبوا السعودي ماجد الماجد (توفي في بيروت متأثرا بمرضه 2013)، وفضّلوا في المقاطع المرئية والمسموعة عدم ذكر أسباب اختيار الماجد خلفا له رغم أن المتهم أخطر منه.
وقالت المصادر إن المتهم اتصل بأسرته التي تواصلت مع الجهات المختصة طالبة المساعدة على استعادة ابنها الذي يصارع المرض في وزيرستان، حيث لم يعد يستطيع القيام بمهماته القيادية إثر إصابته وفقدانه السيطرة الفكرية والحركية، وأضحى يصعب عليه حمل أي سلاح حتى لو كان مسدسا، أو تحديد الهدف، أو رؤية القريبين منه.
وانتقل المتهم بعد إصابته إلى باكستان، ومن هناك جرى نقله إلى الرياض على متن طائرة إخلاء طبي، وتم علاجه في أحد مستشفيات العاصمة، وبعد شفائه انتقل إلى السجن، حيث يخضع هناك لعناية طبية من قبل أطباء يعملون في مستشفى السجن، والذي يتوافر فيه أطباء استشاريون من جميع التخصصات، وغرف عمليات مجهزة. وكان معه خلال الرحلة زوجته المصرية وطفل (شكت الجهات السعودية في هذا الطفل الذي قال إنه ابنه رغم أن المعلومات تشير إلى أنه ليس لديه ولد ذكر إلا واحد غير هذا)، وطفلتان، وطفل من ذريته، وطفلة أخرى تبلغ من العمر 6 سنوات والدها كان مطلوبا أمنيا للسلطات السعودية وقتل في باكستان.
وكانت «الشرق الأوسط» نشرت تقريرا في مايو (أيار) الماضي، أكدت فيه أن والد الطفل (سبع سنوات) الذي شكت فيه الجهات الأمنية، هو القتيل أبو مصعب الزرقاوي، وأمه السعودية وفاء اليحيى، التي دخلت إلى العراق في 2006 مع ابنها وابنتيها، وذلك بعد تراجع المتهم عن إقراره بعد وصوله بفترة وتأكيد فحوص الحمض النووي ذلك، حيث تزوجت السعودية اليحيى من الزرقاوي وأنجبت منه طفلا بعد مقتله، وبعد فترة من الزمن أرسل «نجم الخير» سعوديا (قتل آنذاك) إلى العراق من أجل إحضار الطفل إلى منطقة وزيرستان الحدودية بين باكستان وأفغانستان، وذلك بعد مقتل والدته اليحيى في قصف بمنطقة الأنبار العراقية.
وأقر المتهم «نجم الخير»، في لقاء نشره «مركز الفجر للإعلام»، الذراع اليمنى لتنظيم «القاعدة»، بأنه تلقى توجيهات من المطلوب الثاني في قائمة الـ36 فهد فراج الجوير، قبل مقتله في مواجهة مع رجال الأمن بحي اليرموك في الرياض عام 2006، بمتابعة الخلايا النائمة في السعودية، وإنتاج النشرات الإعلامية التي تساند التنظيم، ونشرها على مواقع خاصة للتنظيم في الإنترنت. وأضاف أنه كان على علاقة مع أفراد القائمة الثالثة التي أصدرتها وزارة الداخلية للمطلوبين أمنيا، ومنهم صالح الفريدي وعبد الرحمن المتعب (قتلا في مواجهات أمنية)، وذلك بعد عودته للمرة الأولى من العراق في 2005، ولفت إلى دوره في نقل 6 مطلوبين هربوا من سجن الملز في الرياض 2006 على دفعتين، ضمت الأولى عبد العزيز المسعود، وعبد العزيز الفلاج، وعبد الرحمن الهتار (يمني الجنسية)، فيما ضمت الدفعة الثانية محمد القحطاني وأسامة الوهيبي.
وأكد القائد الميداني السابق لـ«كتائب عبد الله عزام»، أنه تعرف على القتيل أبو مصعب الزرقاوي، زعيم تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين، خلال دخوله العراق بطريقة غير مشروعة عن طريق الأردن، وكلف بعمل تنظيمي من قبله خارج الأراضي العراقية، وقبض عليه في سوريا وسلم إلى السعودية.
وتلقى المتهم «نجم الخير» تدريبات مكثفة في إيران على الإلكترونيات وكيفية استخدامها في عمليات التفجير، وجعل من إيران مركزا لعملياته وقيامه بدور الوسيط بين قيادات التنظيم وأعضائه، وسعى لتوحيد جهود التنظيم في العراق ولبنان، وهو نائب لمقدم التسهيلات لتنظيم القاعدة المكنى «ياسر السوري»، كما أن لديه صلات قوية بعناصر من التنظيم متمركزة في المنطقة تسعى للقيام بهجمات إرهابية واستهداف السعودية والمنشآت الحيوية.
وقبل إعادته إلى السعودية بشهور، أدرجت السلطات الأميركية «نجم الخير» على لائحتها السوداء التي تضم متهمين بالإرهاب، وأصدرت قرارا بتجميد كل ما يمكن أن يملكه من أصول في الولايات المتحدة، كما يمنع على أي مواطن أميركي الاتصال به.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.