كشف أسرار مذنب الحرباء

كشف أسرار مذنب الحرباء
TT

كشف أسرار مذنب الحرباء

كشف أسرار مذنب الحرباء

أظهرت مجموعة كبيرة من بيانات المركبة الفضائية «روزيتا»، التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية، كيف تغير لون المذنب «67P/ تشوريوموف - جيراسيمنكو»، المعروف اختصاراً باسم «تشوري»، مراراً خلال العامين اللذين رصدته خلالهما المركبة الفضائية، مما جعل الباحثين يطلقون عليه اسم «المذنب الحرباء».
وخلال دراسة نشرت في العدد الأحدث من دورية «نيتشر» (5 فبراير «شباط» الجاري)، توصل الباحثون إلى كيفية تغير لون المذنب ثلاث مرات، بتغير موقعه من الشمس قرباً أو بعداً.
ويوضح تقرير نشره الموقع الإلكتروني لوكالة الفضاء الأوروبية، أول من أمس، أنه في بداية مهمة «روزيتا»، كان المذنب لا يزال بعيداً عن الشمس، فكانت نواته أكثر احمراراً من الجسيمات المحيطة بها، التي كانت تهيمن عليها حبيبات الجليد المائية.
ومع اقتراب المذنب من الشمس، وعبوره خط الصقيع، حيث يتم تسخين أي شيء داخل هذا الخط بواسطة الشمس، كشف التقرير عن تحول الجليد إلى غاز، وهي عملية تسمى التسامي، أي تحول المادة من الحالة الصلبة إلى الحالة الغازية دون المرور بالحالة السائلة، فأصبحت النواة أكثر ضبابية لأن الثلج الطازج قد تم اكتشافه، وفي المقابل أصبحت الجسيمات المحيطة بالمذنب أكثر احمراراً، وتخلص المذنب من حبيبات الغبار المصنوعة من مادة عضوية والكربون.
وعندما عاد المذنب وابتعد عن الشمس، انخفض النشاط على المذنب وصارت نواته أكثر احمراراً من المنطقة المحيطة بها.
ويبدي الباحث الإيطالي د. جيانريكو فيلاكشيوني، الذي قاد الدراسة، سعادة بهذه النتائج واصفاً إياها بالمهمة، وقال: «للإجابة على السؤال الكبير حول كيفية عمل المذنب، من المهم للغاية الحصول على سلسلة زمنية طويلة من البيانات، وقد أتاحت لنا المركبة الفضائية (روزيتا) 4 آلاف ملاحظة منفصلة على مدى عامين تم تحليلها».
وأضاف: «المذنبات بيئات ديناميكية للغاية، ووجود مثل هذه الكمية الكبيرة من البيانات يعني أنه يمكن تتبع التغييرات الزمنية القصيرة».
ورغم هذه النتائج يعترف فيلاكشيوني أنهم لم يعرفوا كل شيء عن المذنب، ويقول: «يوضح التحليل الطيفي أن اللون الأحمر للغبار يتم إنشاؤه بواسطة ما يسمى بالجزيئات العضوية، وهذه الجزيئات مصنوعة من الكربون، وهناك مجموعة غنية منها على المذنب، ونعتقد أنها مهمة لفهم كيف تشكلت الحياة على الأرض».
ومن أجل دراستها عن قرب وتحديد هذه الجزيئات يتطلب الأمر الحصول على عينة من سطح المذنب والعودة بها إلى الأرض. ويقول مات تايلور، العالم بوكالة الفضاء الأوروبية: «سيظل الحصول على قطعة من المذنب هو الهدف الأسمى».



طرد الطيور في مطار «أورلي الفرنسي» بالألعاب النارية

مطار أورلي الفرنسي (شيترستوك)
مطار أورلي الفرنسي (شيترستوك)
TT

طرد الطيور في مطار «أورلي الفرنسي» بالألعاب النارية

مطار أورلي الفرنسي (شيترستوك)
مطار أورلي الفرنسي (شيترستوك)

يستخدم فريق أساليب جديدة بينها الألعاب النارية ومجموعة أصوات لطرد الطيور من مطار أورلي الفرنسي لمنعها من التسبب بمشاكل وأعطال في الطائرات، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.
وتطلق كولين بليسي وهي تضع خوذة مانعة للضجيج ونظارات واقية وتحمل مسدساً، النار في الهواء، فيصدر صوت صفير ثم فرقعة، مما يؤدي إلى فرار الطيور الجارحة بعيداً عن المدرج. وتوضح "إنها ألعاب نارية. لم تُصنّع بهدف قتل الطيور بل لإحداث ضجيج" وإخافتها.
وتعمل بليسي كطاردة للطيور، وهي مهنة غير معروفة كثيراً لكنّها ضرورية في المطارات. ويقول المسؤول عن التنوع البيولوجي في أورلي سيلفان ليجال، في حديث إلى وكالة فرانس برس، إنّ "الاصطدام بالحيوانات هو ثاني أخطر احتمال لتعرّض الطائرة لحادثة كبيرة".
وللمطارات التي تطغى عليها الخرسانة، مناطق برية محمية ترمي إلى حماية الطيران، تبلغ في أورلي مثلاً 600 هكتار. وتضم هذه المناطق مجموعة من الحيوانات كالثعالب والأرانب وأنواع كثيرة من الطيور من البشلون الرمادي إلى زاغ الجيف.
ويوضح ليجال أنّ الاصطدام بالحيوانات قد "يُحدث أضراراً كبيرة للطائرة"، كتوقف المحرك في حال سحبت المحركات النفاثة الطائر، أو إصابة الطيارين إذا اصطدم الطائر بالزجاج الأمامي. إلا أنّ الحوادث الخطرة على غرار ما سُجل في نيويورك عام 2009 حين استدعى تصادم إحدى الطائرات بإوز هبوطها اضطرارياً، نادرة. وفي أورلي، شهد عدد الحوادث التي تتطلب وقف الإقلاع أو عودة الطائرة إلى المطار انخفاضاً إلى النصف منذ العام 2014.
ويعود سبب انخفاض هذه الحوادث إلى تطوّر مهارات طاردي الطيور الـ11 في أورلي. ويقول ليجال "كنّا نوظّف في الماضي صيادين، لأننا كنّا بحاجة إلى شخص يدرك كيفية حمل سلاح"، مضيفاً "كنا نعمل ضد الطبيعة".
إلا أنّ القوانين تغيّرت وكذلك العقليات، "فنعمل منذ العام 2014 لصالح الطبيعة"، إذ "بات السلاح حالياً آخر الحلول المُعتمدة".
ويضيف "نوظّف راهناً علماء بيئيين، لأننا نحتاج إلى أشخاص" يتمتعون بـ"مهارات علمية"، بهدف توسيع المساحات الخضراء للحد من وجود الطيور قرب المدارج. ويوضح أنّ "معلومات الخبراء عن الحياة البرية" تساهم في "تحديد الأنواع وسلوكها بصورة سريعة، وإيجاد الخطة الأنسب" في حال كان تخويف الحيوانات ضرورياً.