انتقادات لبوتيدجيدج وساندرز في مناظرة للمرشحين الديمقراطيين

الأول لقلّة خبرته والثاني لبرنامجه اليساري

من اليسار بيت بوتيدجيدج وإليزابيث وارن وجو بايدن وبيرني ساندرز (رويترز)
من اليسار بيت بوتيدجيدج وإليزابيث وارن وجو بايدن وبيرني ساندرز (رويترز)
TT

انتقادات لبوتيدجيدج وساندرز في مناظرة للمرشحين الديمقراطيين

من اليسار بيت بوتيدجيدج وإليزابيث وارن وجو بايدن وبيرني ساندرز (رويترز)
من اليسار بيت بوتيدجيدج وإليزابيث وارن وجو بايدن وبيرني ساندرز (رويترز)

واجه بيت بوتيدجيدج وبيرني ساندرز اللذان يتصدران نتائج استطلاعات الرأي، قبل أيام من الانتخابات التمهيدية في ولاية نيو هامبشير، انتقادات حادة، خلال مناظرة نُظّمت أمس (الجمعة) في مدينة مانشستر، استهدفت الأول لقلّة خبرته والثاني لبرنامجه اليساري.
وحظي بيت بوتيدجيدج (38 عاما) الرئيس السابق لبلدية ساوث باند في ولاية إنديانا، وبيرني ساندرز (78 عاما) السيناتور عن ولاية فيرمونت، بدفع إيجابي بعد إعلان كل منهما انتصاره في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي في ولاية أيوا الاثنين، كما أورد تقرير لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
في مستهل المناظرة، دافع بوتيدجيدج عن نفسه ضد الذين اعتبروه قليل الخبرة. وفي إشارة إلى ساندرز أيضا، دعا الناخبين إلى «ترك سياسة الماضي في الماضي».
أما ساندرز، فوجه بدوره سهام النقد إلى المرشح الشاب الذي يعتبره منافسه الرئيسي المحتمل، ووصفه بأنه مرشح وول ستريت. وقال متوجها له: «ليس معي 40 مليارديراً يساهمون في حملتي يا بيت».
لكن ساندرز الذي يدعو إلى «ثورة سياسية» واجه انتقادات من عدة خصوم بينهم نائب الرئيس السابق جو بايدن الذي اعتبر أن السياسات التي يروج لها متشددة، وبالتالي غير قادرة على توحيد الأميركيين.
وشدد بايدن (77 عاما) الذي يأمل في استمرار فرص وصوله إلى البيت الأبيض بعد أن حلّ رابعا في انتخابات أيوا، على أن السياسات التقدمية مثل نظام الصحة الشامل الذي يدعو له ساندرز ستسبب انقسامات، وستكون مكلفة ويصعب تمريرها في الكونغرس. وسأل: «كم سيكلف» قانون نظام الصحة للجميع الذي يدعو له ساندرز؟ وقدّر أن المشروع سيكلّف عشرات تريليونات الدولارات. وأضاف: «من سيصوت لصالح ذلك» في الكونغرس؟
وبدا بايدن أكثر حيوية مما كان عليه في المناظرات السابقة، واغتنم فرصة الحديث عن السنّ ليقول إن الأوضاع العالمية المتوترة الحالية تتطلب رجل دولة خبيراً لقيادة الأمة في هذه الفترة الحالكة.
ورغم انتكاسة أيوا، أكد بايدن أنه لا يزال يرى نفسه الأقدر على منافسة الجمهوري دونالد ترمب الذي أفلت هذا الأسبوع من محاكمة لعزله لم تؤثر على قاعدته الانتخابية.
ورأى منافسون آخرون، بينهم إيمي كلوبوشار، أن بوتيدجيدج مبتدئ يفتقر للخبرة في الساحة الدولية. وقالت عضو مجلس الشيوخ: «لدينا وافد جديد على البيت الأبيض» في إشارة إلى ترمب، قبل أن تضيف: «انظروا إلى أين أوصلنا».
وخاض المرشح الشاب الذي لم يكن معروفا قبل عام واحد فقط، حملة طموحة تعتمد على خبرته كعسكري سابق ليصور نفسه قائداً جديراً بالثقة. كما ركّز على تجديد الأجيال، معتبراً أنها أفضل طريقة لحل مشكلات الأمة. وقال إن «أكبر مجازفة يمكن أن نقوم بها في وقت كهذا هي رفض خوض التحدي الجديد عبر التمسّك بالمعتاد».
شارك في مناظرة نيو هامبشير المستثمر أندرو يانغ والملياردير توم ستاير والسيناتورة إليزابيث وارن أيضاً.
وأظهرت كلوبوشار المتحدرة من مينيسوتا، أداء قوياً من خلال معارضة ساندرز ووارن. ورأت أن برنامجيهما التقدميين سيسببان انقساماً بين الناخبين. وقالت: «بصراحة، وجود مرشح وسطي يوحد الناس سيكون أسوأ كوابيس ترمب».
واعترف بايدن بأنه يخوض معركة شاقة في أول ولايتين تفتتحان التصويت في الانتخابات التمهيدية. وقال: «تلقيت هزيمة في أيوا والأغلب أني سأتلقى هزيمة أخرى هنا»، في اعتراف واضح بارتفاع فرص فوز ساندرز للفوز في نيو هامبشير المجاورة لمسقط رأسه فيرمونت.
وتصاعد التوتر داخل الحزب الديمقراطي مع الصراع حول خيار تبني سياسات تقدمية يقترحها ساندرز. وسئل المرشحون هل يخشون انتصار ديمقراطي اشتراكي في الانتخابات التمهيدية. ورفعت كلوبوشار وآخرون أيديهم بالموافقة.
وفيما تصادم المتناظرون السبعة، غاب مرشحون آخرون عن المنصة. فقد اختار الرئيس السابق لبلدية نيويورك مايكل بلومبرغ تجاهل مناظرات الترشيح الأولى، وأنفق أموالاً طائلة على الإعلانات، آملاً أن يحدث ضجة عند مشاركته في «الثلاثاء الكبير» بتاريخ 3 مارس (آذار)، الذي تصوّت خلاله 14 ولاية.
وهاجمت وارن التي تدعو إلى إنهاء «الفساد» في واشنطن، بلومبرغ (وبوتيدجيدج أيضاً) لجمع مساهمات مالية كبيرة من مانحين أثرياء. وقالت: «لا أعتقد أنه يمكن السماح لأحد بأن يشتري موقعاً كمرشح أو كرئيس». وأضافت: «لا أعتقد أنه يمكن السماح لأي ملياردير بأن يكون قادراً على فعل ذلك، ولا أعتقد أنه يمكن السماح للناس الذين يتملقون المليارديرات لتمويل حملاتهم بأن يفعلوا ذلك».
وبعد نيو هامبشير، يتوجه المرشحون إلى نيفادا في 22 فبراير (شباط)، تليها كارولاينا الجنوبية في 29 فبراير ثم «الثلاثاء الكبير».



توافق أممي نادر في مجلس الأمن حول سوريا

فاسيلي نيبينزيا مبعوث روسيا لدى الأمم المتحدة (رويترز)
فاسيلي نيبينزيا مبعوث روسيا لدى الأمم المتحدة (رويترز)
TT

توافق أممي نادر في مجلس الأمن حول سوريا

فاسيلي نيبينزيا مبعوث روسيا لدى الأمم المتحدة (رويترز)
فاسيلي نيبينزيا مبعوث روسيا لدى الأمم المتحدة (رويترز)

قال دبلوماسيون أميركيون وروس، يوم الاثنين، إن أعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة سيعملون على إعداد بيان بشأن سوريا في الأيام المقبلة، وذلك بعد اجتماع مغلق بشأن سيطرة قوات المعارضة على العاصمة دمشق والإطاحة بالرئيس بشار الأسد.

وقال السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا للصحفيين بعد اجتماع المجلس المؤلف من 15 عضوا "أعتقد أن المجلس كان متحدا إلى حد ما بشأن الحاجة إلى الحفاظ على سلامة أراضي سوريا ووحدتها، وضمان حماية المدنيين، وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى السكان المحتاجين". وأكد نائب السفير الأميركي روبرت وود أن أغلب الأعضاء تحدثوا عن هذه القضايا، وقال للصحفيين إن المجلس سيعمل على إصدار بيان. وتتولى الولايات المتحدة رئاسة المجلس في ديسمبر (كانون الأول). وقال وود "إنها لحظة لا تصدق بالنسبة للشعب السوري. والآن نركز حقا على محاولة معرفة إلى أين يتجه الوضع. هل يمكن أن تكون هناك سلطة حاكمة في سوريا تحترم حقوق وكرامة الشعب السوري؟"

وقال السفير السوري لدى الأمم المتحدة قصي الضحاك للصحفيين خارج المجلس إن بعثته وكل السفارات السورية في الخارج تلقت تعليمات بمواصلة القيام بعملها والحفاظ على مؤسسات الدولة خلال الفترة الانتقالية. وقال "نحن الآن ننتظر الحكومة الجديدة ولكن في الوقت نفسه نواصل العمل مع الحكومة الحالية والقيادة الحالية"، مضيفا أن وزير الخارجية السوري بسام صباغ - المعين من قبل الأسد - لا يزال في دمشق. وقال للصحفيين خارج المجلس "نحن مع الشعب السوري. وسنواصل الدفاع عن الشعب السوري والعمل من أجله. لذلك سنواصل عملنا حتى إشعار آخر". وأضاف "السوريون يتطلعون إلى إقامة دولة الحرية والمساواة وسيادة القانون والديمقراطية، وسوف نتكاتف في سبيل إعادة بناء بلدنا، وإعادة بناء ما دمر، وبناء المستقبل، مستقبل سوريا الأفضل".

وتحدث نيبينزيا وود عن مدى عدم توقع الأحداث التي وقعت هذا الأسبوع في سوريا. وقال نيبينزيا "لقد فوجئ الجميع، بما في ذلك أعضاء المجلس. لذلك يتعين علينا أن ننتظر ونرى ونراقب ... ونقيم كيف سيتطور الوضع". ووفرت روسيا الحماية الدبلوماسية لحليفها الأسد خلال الحرب، واستخدمت حق النقض أكثر من 12 مرة في مجلس الأمن، وفي العديد من المناسبات بدعم من الصين. واجتمع المجلس عدة مرات شهريا طوال الحرب لمناقشة الوضع السياسي والإنساني في سوريا والأسلحة الكيميائية.

وقال السفير الصيني لدى الأمم المتحدة فو كونغ بعد اجتماع المجلس "الوضع يحتاج إلى الاستقرار ويجب أن تكون هناك عملية سياسية شاملة، كما يجب ألا يكون هناك عودة للقوى الإرهابية". وبدأت هيئة تحرير الشام الهجوم الذي أطاح بالأسد. وكانت تُعرف سابقا باسم جبهة النصرة التي كانت الجناح الرسمي لتنظيم القاعدة في سوريا حتى قطعت صلتها به في عام 2016. وتخضع الجماعة لعقوبات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. وقال دبلوماسيون إنه لم تحدث أي نقاشات بشأن رفع هيئة تحرير الشام من قائمة العقوبات.