ترمب يؤكد مقتل الريمي زعيم «القاعدة» في اليمن

أكد أن استهدافه زاد من أمان الولايات المتحدة وحلفائها

قاسم الريمي
قاسم الريمي
TT

ترمب يؤكد مقتل الريمي زعيم «القاعدة» في اليمن

قاسم الريمي
قاسم الريمي

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب مساء أول من أمس (الخميس) أن بلاده نفذت عملية لمكافحة الإرهاب في اليمن ونجحت في قتل قاسم الريمي مؤسس وزعيم تنظيم «القاعدة في جزيرة العرب» خلال إحدى عمليات مكافحة الإرهاب باليمن.
وحسب بيان للبيت الأبيض، انضم الريمي إلى تنظيم «القاعدة» في التسعينات، وعمل في أفغانستان لصالح أسامة بن لادن، وارتكب تنظيم «القاعدة» في شبه جزيرة العرب، في عهد الريمي، أعمال عنف «غير معقولة ضد المدنيين في اليمن وسعى إلى شن العديد من الهجمات على الولايات المتحدة وقواتها».
وقال ترمب ضمن البيان إن وفاة الريمي تزيد من تدهور التنظيم وحركة القاعدة العالمية، وتقرب الولايات المتحدة من القضاء على التهديدات التي تشكلها هذه الجماعات للأمن القومي الأميركي، وبوفاته فإن أميركا وحلفاءها صارت أكثر أمانا.
على أن ترمب لم يشر إلى توقيت تنفيذ عملية مقتل الريمي، كما لم يقدم تفاصيل أخرى بشأنها.

وأشارت مصادر إلى أن الريمي، أو قاسم عبده محمد أبكر، كان قد دخل في صفوف تنظيم «القاعدة» في فترة مبكرة من حياته، بعدما اختفى مع أهله وأقاربه من محافظة ريمة اليمنية، وهو في الخامسة عشرة من عمره.
وسافر إلى أفغانستان، وتدرج في المواقع القيادية حتى وصل إلى درجة «مدرب» في معسكر تابع لتنظيم «القاعدة» في أفغانستان، قبل الاجتياح الأميركي في 2001.
وعمل الريمي، المولود في عام 1978، والملقب بـ«أبو هريرة «الصنعاني»، ضمن مجموعة المقاتلين تحت إشراف زعيم التنظيم أسامة بن لادن.
وكان تنظيم «القاعدة» في اليمن «قد أعلن مسؤوليته عن مقتل ثلاثة بحارة أميركيين في إطلاق نار بقاعدة بنساكولا البحرية بفلوريدا في أواخر العام الماضي».
وأشارت مصادر إلى أن تنظيم «القاعدة» كان يسيطر على مناطق واسعة في اليمن لكن مقتل الريمي، ومن قبله قيادات أخرى بالتنظيم، شكل ضربات قوية ضده وقلل من نفوذه في المنطقة.
وكانت الإدارة الأميركية قد أعلنت عن مكافأة قدرها 10 ملايين دولار مقابل تقديم معلومات تقود إلى الإيقاع بالريمي الذي صار زعيما للتنظيم بعد قتل ناصر الوحيشي في 2015.
وتأتي هذه العملية بعد شهر من قتل قائد «فيلق القدس» التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني في عملية نفذتها القوات الأميركية في العراق أوائل يناير (كانون الثاني) الماضي، ومن قبله قتلت زعيم تنظيم «داعش» أبو بكر البغدادي في شمال سوريا.
ورغم أن الريمي ليس على مستوى أهمية سليماني والبغدادي نفسه، حسب محللين، فإن قتله يمثل أهمية بالنسبة للولايات المتحدة التي اعتبرته هدفا منذ أن تولى ترمب السلطة في يناير 2017 حين تم توجيه غارة على معقل لـ«القاعدة» في اليمن، لكنه أفلت منها حسب «سي إن إن».
وحتى قبل تسلّمه التنظيم رسمياً، كان الريمي حاضراً بقوة في مختلف الهجمات، إذ إنه إلى جانب الوحيشي، يُعدّ أحد أبرز الفارين من سجن الاستخبارات اليمنية بصنعاء في عام 2006، الذين أعلنوا لاحقاً دمج فرعي التنظيم في اليمن والسعودية، تحت اسم «تنظيم القاعدة في جزيرة العرب»، كما أن الريمي عُرف بكونه «القائد العسكري» للتنظيم، منذ الإعلان عن تأسيسه مطلع عام 2009.
على أن العديد من المراقبين يعتبرون تنظيم «القاعدة في اليمن» واحدا من أخطر فروع التنظيم، إن لم يكن أكثرها خطورة، منذ تأسيسه عام 2009.
هذا الفرع التنظيمي كان قد أعلن مسؤوليته عن الهجوم على مكاتب مجلة شارل إبدو الفرنسية في باريس عام 2015 والذي أسفر عن مقتل 12 شخصا، رغم أن بعض الخبراء لم يؤكدوا كونه وراء ذلك الهجوم.
ونفذت القوات الأميركية 131 ضربة جوية في اليمن في عام 2017 و36 ضربة في 2018 واستهدفت جميعها تنظيم «القاعدة» في شبه جزيرة العرب، إضافة إلى سلسلة من الغارات في أبريل (نيسان) الماضي حسب «سي إن إن».


مقالات ذات صلة

تركيا تعلن «تطهير» مناطق عراقية من «العمال الكردستاني»

شؤون إقليمية مروحيتان حربيتان تركيتان تشاركان في قصف مواقع لـ«العمال الكردستاني» شمال العراق (أرشيفية - وزارة الدفاع التركية)

تركيا تعلن «تطهير» مناطق عراقية من «العمال الكردستاني»

أعلنت تركيا تطهير مناطق في شمال العراق من مسلحي «حزب العمال الكردستاني» المحظور، وأكدت أن علاقاتها بالعراق تحسنت في الآونة الأخيرة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية رئيس حزب الحركة القومية دولت بهشلي الحليف الأقرب لإردوغان متحدثاً أمام نواب حزبه بالبرلمان الثلاثاء (حزب الحركة القومية)

حليف إردوغان يؤكد دعوة أوجلان للبرلمان ويتخلى عن إطلاق سراحه

زاد رئيس حزب الحركة القومية دولت بهشلي الجدل المثار حول دعوته زعيم حزب العمال الكردستاني السجين عبد الله أوجلان للحديث بالبرلمان وإعلان حل الحزب وانتهاء الإرهاب

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أوروبا جهاز مكافحة الإرهاب في ألمانيا (أرشيفية - متداولة)

ألمانيا: حملة تفتيشات جديدة بحثاً عن إرهابيين سابقين في «الجيش الأحمر»

تُعد جماعة «الجيش الأحمر»، التي تأسست في عام 1970، إحدى أبرز الجماعات اليسارية بألمانيا الغربية السابقة في فترة ما بعد الحرب حيث تم تصنيفها هناك جماعة إرهابية.

«الشرق الأوسط» (برلين)
شمال افريقيا عناصر الشرطة الألمانية في حملة مداهمات سابقة (غيتي)

ألمانيا تحيل 4 يُشتبه بانتمائهم لـ«حماس» للمحاكمة بتهمة جمع أسلحة

مكتب المدعي العام الاتحادي في ألمانيا: «(حماس) نظمت عمليات تخبئة أسلحة في دول أوروبية مختلفة لتنفيذ هجمات محتملة ضد مؤسسات يهودية وغربية في أوروبا».

«الشرق الأوسط» (برلين)
شؤون إقليمية إردوغان خلال استقباله الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته بالقصر الرئاسي في أنقرة الاثنين (الرئاسة التركية)

إردوغان بحث مع روته القضايا الأمنية والإقليمية المهمة لـ«الناتو»

بحث الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) مارك روته عدداً من الملفات الأمنية والقضايا التي تهم الحلف.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

نزيف بشري للجماعة الحوثية رغم توقف المعارك

مقبرة أنشأتها الجماعة الحوثية لقتلاها في صنعاء (أ.ف.ب)
مقبرة أنشأتها الجماعة الحوثية لقتلاها في صنعاء (أ.ف.ب)
TT

نزيف بشري للجماعة الحوثية رغم توقف المعارك

مقبرة أنشأتها الجماعة الحوثية لقتلاها في صنعاء (أ.ف.ب)
مقبرة أنشأتها الجماعة الحوثية لقتلاها في صنعاء (أ.ف.ب)

شيّعت الجماعة الحوثية خلال الأسبوع الماضي أكثر من 15 قتيلاً من قيادييها العسكريين والأمنيين من دون إعلان ملابسات سقوطهم. ورغم توقف المعارك العسكرية مع القوات الحكومية اليمنية في مختلف الجبهات؛ فإن النزيف البشري المستمر لقياداتها وعناصرها يثير التساؤلات عن أسبابه، بالتزامن مع مقتل العديد من القادة في خلافات شخصية واعتداءات على السكان.

ولقي قيادي بارز في صفوف الجماعة مصرعه، الأحد، في محافظة الجوف شمال شرقي العاصمة صنعاء في كمين نصبه مسلحون محليون انتقاماً لمقتل أحد أقاربهم، وذلك بعد أيام من مقتل قيادي آخر في صنعاء الخاضعة لسيطرة الجماعة، في خلاف قضائي.

وذكرت مصادر قبلية في محافظة الجوف أن القيادي الحوثي البارز المُكنى أبو كمال الجبلي لقي مصرعه على يد أحد المسلحين القبليين، ثأراً لمقتل أحد أقاربه الذي قُتل في عملية مداهمة على أحد أحياء قبيلة آل نوف، التي ينتمي إليها المسلح، نفذها القيادي الحوثي منذ أشهر، بغرض إجبار الأهالي على دفع إتاوات.

من فعالية تشييع أحد قتلى الجماعة الحوثية في محافظة حجة دون الإعلان عن سبب مقتله (إعلام حوثي)

ويتهم سكان الجوف القيادي القتيل بممارسات خطيرة نتج عنها مقتل عدد من أهالي المحافظة والمسافرين وسائقي الشاحنات في طرقاتها الصحراوية واختطاف وتعذيب العديد منهم، حيث يتهمونه بأنه كان «يقود مسلحين تابعين للجماعة لمزاولة أعمال فرض الجبايات على المركبات المقبلة من المحافظات التي تسيطر عليها الحكومة، وتضمنت ممارساته الاختطاف والتعذيب والابتزاز وطلب الفدية من أقارب المختطفين أو جهات أعمالهم».

وتقول المصادر إن الجبلي كان يعدّ مطلوباً من القوات الحكومية اليمنية نتيجة ممارساته، في حين كانت عدة قبائل تتوعد بالانتقام منه لما تسبب فيه من تضييق عليها.

وشهدت محافظة الجوف مطلع هذا الشهر اغتيال قيادي في الجماعة، يُكنى أبو علي، مع أحد مرافقيه، في سوق شعبي بعد هجوم مسلحين قبليين عليه، انتقاماً لأحد أقاربهم الذي قُتِل قبل ذلك في حادثة يُتهم أبو علي بالوقوف خلفها.

في الآونة الأخيرة تتجنب الجماعة الحوثية نشر صور فعاليات تشييع قتلاها في العاصمة صنعاء (إعلام حوثي)

وتلفت مصادر محلية في المحافظة إلى أن المسلحين الذين اغتالوا أبو علي يوالون الجماعة الحوثية التي لم تتخذ إجراءات بحقهم، مرجحة أن تكون عملية الاغتيال جزءاً من أعمال تصفية الحسابات داخلياً.

قتل داخل السجن

وفي العاصمة صنعاء التي تسيطر عليها الجماعة الحوثية منذ أكثر من 10 سنوات، كشفت مصادر محلية مطلعة عن مقتل القيادي الحوثي البارز عبد الله الحسني، داخل أحد السجون التابعة للجماعة على يد أحد السكان المسلحين الذي اقتحم السجن الذي يديره الحسني بعد خلاف معه.

وتشير المصادر إلى أن الحسني استغل نفوذه للإفراج عن سجين كان محتجزاً على ذمة خلاف ينظره قضاة حوثيون، مع المتهم بقتل الحسني بعد مشادة بينهما إثر الإفراج عن السجين.

وكان الحسني يشغل منصب مساعد قائد ما يسمى بـ«الأمن المركزي» التابع للجماعة الحوثية التي ألقت القبض على قاتله، ويرجح أن تجري معاقبته قريباً.

وأعلنت الجماعة، السبت الماضي، تشييع سبعة من قياداتها دفعة واحدة، إلى جانب ثمانية آخرين جرى تشييعهم في أيام متفرقة خلال أسبوع، وقالت إنهم جميعاً قتلوا خلال اشتباكات مسلحة مع القوات الحكومية، دون الإشارة إلى أماكن مقتلهم، وتجنبت نشر صور لفعاليات التشييع الجماعية.

جانب من سور أكبر المستشفيات في العاصمة صنعاء وقد حولته الجماعة الحوثية معرضاً لصور قتلاها (الشرق الأوسط)

ويزيد عدد القادة الذين أعلنت الجماعة الحوثية عن تشييعهم خلال الشهر الجاري عن 25 قيادياً، في الوقت الذي تشهد مختلف جبهات المواجهة بينها وبين القوات الحكومية هدوءاً مستمراً منذ أكثر من عامين ونصف.

ورعت الأمم المتحدة هدنة بين الطرفين في أبريل (نيسان) من العام قبل الماضي، ورغم أنها انتهت بعد ستة أشهر بسبب رفض الجماعة الحوثية تمديدها؛ فإن الهدوء استمر في مختلف مناطق التماس طوال الأشهر الماضية، سوى بعض الاشتباكات المحدودة على فترات متقطعة دون حدوث أي تقدم لطرف على حساب الآخر.

قتلى بلا حرب

وأقدمت الجماعة الحوثية، أخيراً، على تحويل جدران سور مستشفى الثورة العام بصنعاء، وهو أكبر مستشفيات البلاد، إلى معرض لصور قتلاها في الحرب، ومنعت المرور من جوار السور للحفاظ على الصور من الطمس، في إجراء أثار حفيظة وتذمر السكان.

وتسبب المعرض في التضييق على مرور المشاة والسيارات، وحدوث زحام غير معتاد بجوار المستشفى، ويشكو المرضى من صعوبة وصولهم إلى المستشفى منذ افتتاح المعرض.

ويتوقع مراقبون لأحوال الجماعة الحوثية أن يكون هذا العدد الكبير من القيادات التي يجري تشييعها راجعاً إلى عدة عوامل، منها مقتل عدد منهم في أعمال الجباية وفرض النفوذ داخل مناطق سيطرة الجماعة، حيث يضطر العديد من السكان إلى مواجهة تلك الأعمال بالسلاح، ولا يكاد يمرّ أسبوع دون حدوث مثل هذه المواجهات.

ترجيحات سقوط عدد كبير من القادة الحوثيين بغارات الطيران الأميركي والبريطاني (رويترز)

ويرجح أن يكون عدد من هؤلاء القادة سقطوا بقصف الطيران الحربي للولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا اللتين شكلتا منذ قرابة عام تحالفاً عسكرياً للرد على استهداف الجماعة الحوثية للسفن التجارية وطرق الملاحة في البحر الأحمر، وتنفذان منذ ذلك الحين غارات جوية متقطعة على مواقع الجماعة.

كما تذهب بعض الترجيحات إلى تصاعد أعمال تصفية الحسابات ضمن صراع وتنافس الأجنحة الحوثية على النفوذ والثروات المنهوبة والفساد، خصوصاً مع توقف المعارك العسكرية، ما يغري عدداً كبيراً من القيادات العسكرية الميدانية بالالتفات إلى ممارسات نظيرتها داخل مناطق السيطرة والمكاسب الشخصية التي تحققها من خلال سيطرتها على أجهزة ومؤسسات الدولة.

وبدأت الجماعة الحوثية خلال الأسابيع الماضية إجراءات دمج وتقليص عدد من مؤسسات وأجهزة الدولة الخاضعة لسيطرتها، في مساعِ لمزيد من النفوذ والسيطرة عليها، والتخفيف من التزاماتها تجاه السكان بحسب المراقبين.