قتيل وعشرات الجرحى بمواجهات في الضفة وقطاع غزة

الشرطة الإسرائيلية تحرم مئات المصلين من أداء الصلاة في الأقصى

محتجون فلسطينيون خلال مواجهات مع جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال تشييع جنازة الشرطي طارق بدوان أمس (أ.ف.ب)
محتجون فلسطينيون خلال مواجهات مع جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال تشييع جنازة الشرطي طارق بدوان أمس (أ.ف.ب)
TT

قتيل وعشرات الجرحى بمواجهات في الضفة وقطاع غزة

محتجون فلسطينيون خلال مواجهات مع جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال تشييع جنازة الشرطي طارق بدوان أمس (أ.ف.ب)
محتجون فلسطينيون خلال مواجهات مع جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال تشييع جنازة الشرطي طارق بدوان أمس (أ.ف.ب)

شهدت مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية، مواجهات بين قوات الاحتلال الإسرائيلي وفلسطينيين، خرجوا في تظاهرات احتجاجية ضد «صفقة القرن»، ما أدى إلى مقتل فلسطيني وجرح عشرات، بينما منع الاحتلال وصول ألوف المصلين إلى المسجد الأقصى المبارك.
وخرج آلاف من الفلسطينيين في مسيرات أمس، رفضاً لخطة السلام التي أعلنها الرئيس دونالد ترمب أخيراً، وكذلك للتعبير عن الغضب إزاء أحداث اليوم السابق (الخميس) الذي قتل فيه ثلاثة فلسطينيين، بينهم رجلا شرطة باللباس الرسمي.
وبالمقابل، أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي عن تعزيز كبير لقوات الجيش والشرطة في الضفة الغربية لـ«الحفاظ على النظام». وهدد وزير الأمن الإسرائيلي، نفتالي بنيت، خلال اجتماع دعا إليه في مكتبه، بأنه «سيتم الرد بحزم على أي مظهر اعتداء على الإسرائيليين، أو خرق للنظام في الضفة الغربية، أو إطلاق البالونات من قطاع غزة».
وفي حصيلة النهار، تبين أن الشاب بدر نضال أحمد نافلة هرشة (19 عاماً)، قتل برصاص جنود الاحتلال الإسرائيلي، خلال مواجهات شهدتها بلدة قفين قرب مدينة طولكرم، شمال الضفة الغربية. كما أصيب عشرات بجروح متفاوتة وحالات اختناق، في مواجهات متفرقة مع جيش الاحتلال بمناطق في الضفة الغربية؛ حيث استخدم الجيش الإسرائيلي الرصاص الحي والمطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع.
وبدأت أحداث أمس، كما في الأسابيع الأخيرة كلها، باقتحام قوات معززة من الشرطة الإسرائيلية لباحات المسجد الأقصى المبارك في ساعات الفجر الأولى، بهدف تخويف المصلين، الذين يحضرون بالألوف إلى صلاة فجر الجمعة. وأقامت هذه القوات نقاط تفتيش وحواجز، مانعةً وصول ألوف الفلسطينيين الآتين من الضفة الغربية. وأقامت قوات الشرطة قسماً من هذه الحواجز داخل إسرائيل نفسها، ومنعت بواسطتها حافلات الركاب العديدة التي أقلت مئات المصلين من «فلسطينيي 48»، القادمين من الناصرة والجليل والمثلث، وأجبرتهم على العودة إلى بلداتهم.
وعلى الرغم من هذه الإجراءات، فقد شارك نحو 25 ألفاً في الصلاة بالأقصى أمس.
وفي الوقت ذاته، أعلن الجيش الإسرائيلي عن إصابة مجندتين في وحدة «حرس الحدود» التابعة للشرطة، بجروح طفيفة، جراء إصابتهما بحجارة الشبان الفلسطينيين، خلال المواجهات التي اندلعت في بلدة عزون، شرق قلقيلية في الضفة.
وفي وقت سابق، قال منسق لجان المقاومة الشعبية في بلدة كفر قدوم بقلقيلية، مراد أشتيوي، إن قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت فلسطينياً خلال المواجهات الدائرة في البلدة.
وفي بلدتي نعلين وبلعين، غربي رام الله، أصيب عشرات بحالات اختناق، في المواجهات التي اندلعت عقب مسيرة منددة بـ«صفقة القرن».
وفي شرق جباليا بقطاع غزة، أصيب مواطن برصاصة أطلقها قناص من جيش الاحتلال الذي أطلق جنوده النار صوب شبان فلسطينيين اقتربوا من السياج الأمني شرق خان يونس، دون الإبلاغ عن وقوع إصابات.



إسرائيل تعترض صاروخاً حوثياً عشية «هدنة غزة»

عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تعترض صاروخاً حوثياً عشية «هدنة غزة»

عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)

اعترضت إسرائيل صاروخين باليستيين أطلقتهما الجماعة الحوثية في سياق مزاعمها مناصرة الفلسطينيين في غزة، السبت، قبل يوم واحد من بدء سريان الهدنة بين تل أبيب وحركة «حماس» التي ادّعت الجماعة أنها تنسق معها لمواصلة الهجمات في أثناء مراحل تنفيذ الاتفاق في حال حدوث خروق إسرائيلية.

ومنذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تشن الجماعة المدعومة من إيران هجمات ضد السفن في البحرين الأحمر والعربي، وتطلق الصواريخ والمسيرات باتجاه إسرائيل، وتهاجم السفن الحربية الأميركية، ضمن مزاعمها لنصرة الفلسطينيين.

وقال المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية، يحيى سريع، في بيان متلفز، عصر السبت، بتوقيت صنعاء، إن جماعته نفذت عملية عسكرية نوعية استهدفت وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب بصاروخ باليستي من نوع «ذو الفقار»، وإن الصاروخ وصل إلى هدفه «بدقة عالية وفشلت المنظومات الاعتراضية في التصدي له»، وهي مزاعم لم يؤكدها الجيش الإسرائيلي.

وأضاف المتحدث الحوثي أن قوات جماعته تنسق مع «حماس» للتعامل العسكري المناسب مع أي خروق أو تصعيد عسكري إسرائيلي.

من جهته، أفاد الجيش الإسرائيلي باعتراض الصاروخ الحوثي، ونقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» أن صافرات الإنذار والانفجارات سُمعت فوق القدس قرابة الساعة 10.20 (الساعة 08.20 ت غ). وقبيل ذلك دوّت صافرات الإنذار في وسط إسرائيل رداً على إطلاق مقذوف من اليمن.

وبعد نحو ست ساعات، تحدث الجيش الإسرائيلي عن اعتراض صاروخ آخر قبل دخوله الأجواء، قال إنه أُطلق من اليمن، في حين لم يتبنّ الحوثيون إطلاقه على الفور.

ومع توقع بدء الهدنة وتنفيذ الاتفاق بين إسرائيل و«حماس»، من غير المعروف إن كان الحوثيون سيتوقفون عن مهاجمة السفن المرتبطة بإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا في البحر الأحمر، وخليج عدن؛ إذ لم تحدد الجماعة موقفاً واضحاً كما هو الحال بخصوص شن الهجمات باتجاه إسرائيل، والتي رهنت استمرارها بالخروق التي تحدث للاتفاق.

1255 صاروخاً ومسيّرة

زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي استعرض، الخميس، في خطبته الأسبوعية إنجازات جماعته و«حزب الله» اللبناني والفصائل العراقية خلال الـ15 شهراً من الحرب في غزة.

وقال الحوثي إنه بعد بدء سريان اتفاق الهدنة، الأحد المقبل، في غزة ستبقى جماعته في حال «مواكبة ورصد لمجريات الوضع ومراحل تنفيذ الاتفاق»، مهدداً باستمرار الهجمات في حال عودة إسرائيل إلى التصعيد العسكري.

جزء من حطام صاروخ حوثي وقع فوق سقف منزل في إسرائيل (أ.ف.ب)

وتوعّد زعيم الجماعة المدعومة من إيران بالاستمرار في تطوير القدرات العسكرية، وقال إن جماعته منذ بدء تصعيدها أطلقت 1255 صاروخاً وطائرة مسيرة، بالإضافة إلى العمليات البحرية، والزوارق الحربية.

وأقر الحوثي بمقتل 106 أشخاص وإصابة 328 آخرين في مناطق سيطرة جماعته، جراء الضربات الغربية والإسرائيلية، منذ بدء التصعيد.

وفي وقت سابق من يوم الجمعة، أعلن المتحدث الحوثي خلال حشد في أكبر ميادين صنعاء، تنفيذ ثلاث عمليات ضد إسرائيل، وعملية رابعة ضد حاملة الطائرات «يو إس إس ترومان» شمال البحر الأحمر، دون حديث إسرائيلي عن هذه المزاعم.

وادعى المتحدث سريع أن قوات جماعته قصفت أهدافاً حيوية إسرائيلية في إيلات بـ4 صواريخ مجنحة، كما قصفت بـ3 مسيرات أهدافاً في تل أبيب، وبمسيرة واحدة هدفاً حيوياً في منطقة عسقلان، مدعياً أن العمليات الثلاث حقّقت أهدافها.

كما زعم أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «ترومان» شمال البحر الأحمر، بعدد من الطائرات المسيرة، وهو الاستهداف السابع منذ قدومها إلى البحر الأحمر.

5 ضربات انتقامية

تلقت الجماعة الحوثية، في 10 يناير (كانون الثاني) 2025، أعنف الضربات الإسرائيلية للمرة الخامسة، بالتزامن مع ضربات أميركية - بريطانية استهدفت مواقع عسكرية في صنعاء وعمران ومحطة كهرباء جنوب صنعاء وميناءين في الحديدة على البحر الأحمر غرباً.

وجاءت الضربات الإسرائيلية الانتقامية على الرغم من التأثير المحدود للمئات من الهجمات الحوثية، حيث قتل شخص واحد فقط في تل أبيب جراء انفجار مسيّرة في شقته يوم 19 يوليو (تموز) 2024.

مطار صنعاء الخاضع للحوثيين تعرض لضربة إسرائيلية انتقامية (أ.ف.ب)

وإلى جانب حالات الذعر المتكررة بسبب صفارات الإنذار وحوادث التدافع في أثناء الهروب للملاجئ، تضررت مدرسة إسرائيلية بشكل كبير، جراء انفجار رأس صاروخ حوثي، في 19 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، كما أصيب نحو 20 شخصاً جراء صاروخ آخر انفجر في الـ21 من الشهر نفسه.

واستدعت الهجمات الحوثية أول رد من إسرائيل، في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وفي 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، قصفت إسرائيل مستودعات للوقود في كل من الحديدة وميناء رأس عيسى، كما استهدفت محطتَي توليد كهرباء في الحديدة، إضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات، وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً.

دخان يتصاعد في صنعاء الخاضعة للحوثيين إثر ضربات غربية وإسرائيلية (أ.ف.ب)

وتكررت الضربات، في 19 ديسمبر الماضي؛ إذ شنّ الطيران الإسرائيلي نحو 14 غارة على مواني الحديدة الثلاثة، الخاضعة للحوثيين غرب اليمن، وعلى محطتين لتوليد الكهرباء في صنعاء، ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص، وإصابة 3 آخرين.

وفي المرة الرابعة من الضربات الانتقامية في 26 ديسمبر 2024، استهدفت تل أبيب، لأول مرة، مطار صنعاء، وضربت في المدينة محطة كهرباء للمرة الثانية، كما استهدفت محطة كهرباء في الحديدة وميناء رأس عيسى النفطي، وهي الضربات التي أدت إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة أكثر من 40، وفق ما اعترفت به السلطات الصحية الخاضعة للجماعة.